عصام الخالدي
تعتبر
قضية المستوطنات الإسرائيلية التي كرسها الاحتلال في الضفة الغربية كارثة تواجه
الفلسطينيين على جميع الأصعدة بشكل يومي. وهذه الكارثة لا تقتصر على مصادرة
الأراضي والمياه والإرهاب الذي يمارسه المستوطنون يوميا ضد المواطنين الفلسطينيين
، بل تعدتها منذ سنوات ليكون لهذه المستوطنات أندية رياضية تشارك في بطولات
الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم. وقد ماطل الاتحاد الدولي لكرة القدم لوقت طويل في
إصدار قرار بشأن هذه المستوطنات ، وأعلن بصراحة موقفه المحايد من قضيتها منتهكا
قانونه الأساسي ومتجاهلا القوانين الدولية التي تنص على عدم شرعية المستوطنات
وأنديتها.
لقد نشأت على مر السنين ثمانية أندية كرة قدم على الأقل التي تم
تحديدها تلعب في المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.
الأندية الإسرائيلية التي مارس العديد منها العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني
واللاعبين الفلسطينيين على مر السنين ، مُدمجة في الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم (IFA). ويلعب نادٍ تاسع (مقره داخل إسرائيل) بعض مبارياته على أرضه في
إحدى المستوطنات.[1] وطبقًا للمادة
64.2 من النظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم ، لا يجوز لاتحاد عضو وأنديته
اللعب على أراضي اتحاد عضو آخر دون موافقة الأخير. [2]
وتؤكد منظمة هيومن رايتس
ووتش أن اتحاد كرة القدم الإسرائيلي يدير أعماله في مستوطنات غير قانونية محظورة
على الفلسطينيين. كما وتُوفر مسابقات كرة القدم في المستوطنات خدمات ووظائف بدوام
جزئي للمستوطنين ، مما يجعل المستوطنات أكثر استدامة. وتظهر الوثائق المالية أن
الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم ينخرط في أنشطة تجارية تدعم المستوطنات. كما تقوم أندية المستوطنات بتزويد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم والفيفا بإيرادات من
مبيعات التذاكر وحقوق البث. ومن المعروف أن الفيفا والاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم
وأندية كرة القدم في المستوطنات جميعها جمعيات غير ربحية ، إلا أن الفيفا تمارس نشاطًا
تجاريًا واسع النطاق ، فهي تحقق أرباحا من المباريات في المستوطنات الإسرائلية غير
الشرعية في الأراضي المحتلة التي استولت عليها.[3]
2013 - 2017
تقدم الاتحاد الفلسطيني لأول مرة بشكوى إلى
الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في عام 2013 حول أندية المستوطنات في الضفة
الغربية التي تشارك في دوري الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم على الأراضي
الفلسطينية. وقد سعى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في مؤتمر الفيفا الخامس والستين
في زيورخ في أيار 2015 إلى تجميد عضوية
إسرائيل في الاتحاد الدولي لكرة القدم ، إلا أن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم
جبريل الرجوب تراجع عن محاولته هذه قبل دقائق فقط من طرح المحاولة على الطاولة .
وقد صوتت الهيئة الحاكمة لكرة القدم بدلاً من ذلك على تعديل يقترح تشكيل لجنة
لمراقبة حركة لاعبي كرة القدم الفلسطينيين ، والعنصرية الإسرائيلية ، بالإضافة إلى
وضع فرق الدوري الإسرائيلي المتمركزة في المستوطنات اليهودية غير القانونية في
الضفة الغربية. وفورا بعد هذا المؤتمر تشكلت لجنة تضم طوكيو سكسويل المناضل السابق
في المؤتمر الوطني الإفريقي والوزير السابق في حكومة جنوب إفريقيا للتحقيق وإعطاء
النصيحة بقضيتين : القيود التي تفرضها إسرائيل على حركة اللاعبين الفلسطينيين ،
وأندية المستوطنات في الضفة التي تشارك في الدوري الإسرائيلي.
في هذا الصدد يزعم الباحث الإسرائيلي يائير
غاليلي Yair Galily
في مقال له أن الفلسطينيين لم يحققوا سوى نجاح محدود في لفت الانتباه إلى مزاعمهم
ضد إسرائيل في عام 2015 من خلال محاولة تعليق عضوية إسرائيل في الفيفا . ولم تحظ
القضية بتغطية واسعة النطاق من قبل الصحافة الأجنبية.[4]
في حزيران 2016 زار وفد برئاسة توكيو سكسويل
إسرائيل وفلسطينين كجزء من جهود لجنة الرقابة التابعة للفيفا الرامية إلى إيجاد
حلول لقضايا عرقلة تطور كرة القدم في المنطقة. [5]
كما تم التطرق إلى قضية
الأراضي العالقة ومسألة الأندية الخمسة التابعة لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي،
وتقرر أنه سيتم الاستمرار في مناقشتها مع جميع الأطراف من أجل إيجاد حل دائم.[6]
احتلت فلسطين جزء رئيسيا
في مؤتمر الفيفا في أكتوبر 2016 في المكسيك عندما تم إثارة نقاط متعلقة بحرية الحركة وعدم شرعية أندية المستوطنات
المقامة على أراٍض محتلة عام 1967. وأكد طوكيو سكسويل رئيس اللجنة الدولية
للتحقيق في الانتهاكات الصهيونية تجاه الرياضة الفلسطينية في خطابه أمام الجمعية
العمومية ورئيس االاتحاد الدولي جياني إنفانتينو شرعية المطالب الفلسطينية المتعلقة
بحرية حركة اللاعبين والإداريين وكافة الرياضيين ، وعدم عرقلة وصول المعدات
الرياضية ، إضافة إلى عدم قانونية أندية الاحتلال التي تمثل المستوطنات المقامة في
أراضي الضفة الغربية. وشدد سكسويل في حديثه على صعوبة المهمة المرتبطة بصراع
سياسي ، مؤكدًا أن الفيفا لا تسعى لحل
الصراع السياسي وإنما مخاطبة الجميع بشعار "امنحوا كرة القدم فرصة" أسوة
ببقية دول العالم.[7]
وفي وقت لاحق قام طوكيو سيكسويل بتقديم تقريره
الذي طال انتظاره في ٢٢ آذار 2017 إلى لجنة مراقبة الفيفا. وقُدّم التقرير لمجلس
الفيفا الذي عقد في أيار2017 ثلاثة خيارات للتعامل مع أندية
المستوطنات. وكانت الخيارات الثلاثة التي طرحها سيكسويل هي:
الخيار الأول: الحفاظ على
الوضع الراهن ، الخيار الثاني: منح الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم ستة أشهر لتصحيح
الوضع من خلال "الكف عن إدارة كرة القدم في الأراضي المعنية" ، الخيار
الثالث: مواصلة المفاوضات وترك الأمر للطرفين للاتفاق. وهناك عدد من العيوب
الواضحة في الخيارين الأول والثالث، والتي يعترف بها سيكسويل نفسه. الخيار الأول
من شأنه أن يؤيد انتهاك أندية المستوطنات لقوانين الفيفا وينكث بالتزامات الفيفا
بموجب القانون الدولي، وبالتالي سوف يقوض نزاهة الفيفا الأساسية. الخيار الثالث
ليس فقط غير مجدٍ ، حيث تم بالفعل تجربة المفاوضات لإيجاد حل وسط وفشلت، ولكنه غير
شرعي أيضًا لأن احترام قواعد الفيفا لا ينبغي أن يكون موضوعًا للمفاوضات ، تمامًا
كما هو الحال في كرة القدم نفسها.
وعلّق موقع لوب لوغ في أيار 2017 أن الاستنتاج
المنطقي من قراءة تقرير سيكسويل هو أن الخيار الثاني يعتبر الخيار الوحيد الذي
ينبغي طرحه للموافقة من قبل الكونغرس. وبالفعل يُمثل هذا الخيار أفضل وسيلة لحل
مصير أندية المستوطنات. الاعتراض الوحيد الذي أثاره تقرير سيكسويل هو القلق من أن
تتخذ السلطات الإسرائيلية خطوات انتقامية لإحباط كرة القدم الفلسطينية. لكن الأمر
متروك لاتحاد كرة القدم الفلسطيني ليقرر ما إذا كان مستعدًا لتحمل هذه المخاطرة ،
وقد اختار الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مطالبة الفيفا بتطبيق القواعد بدلًا من
قبول استمرار انتهاك حقوقه بموجب نظام الفيفا الأساسي. [8]
في هذا التقرير أشار سيكسويل إلى نقطة مهمة مفادها أن "الخيار
الثاني" "يتماشى مع قرار القرم فيما يتعلق بروسيا، إذ يجب أن يُنظر إلى
الفيفا على أنها تتصرف بنزاهة". وقد حدث بالفعل موقف مماثل نتيجة محاولة
روسيا دمج فرق القرم ضمن نظام الدوري الروسي بعد ضمها لشبه الجزيرة عام 2014. لكن
رد الفيفا كان في الواقع أكثر تعنتًا في تلك الحالة. وعلى النقيض من الموعد
النهائي الذي تبلغ مدته ستة أشهر والذي قد تواجهه إسرائيل فقد اضطرت روسيا إلى
استبعاد أندية القرم من دوريها على الفور.
ويستند
رد الفعل الإسرائيلي إلى ادعاءين مشكوك فيهما. أولاً، يجادل المسؤولون
الإسرائيليون بأن قواعد الفيفا الإقليمية لا تنطبق على أندية المستوطنات لأن الفلسطينيين
ليس لديهم حدود دائمة وأن الأراضي التي تقع عليها فرق المستوطنات هي في الواقع
"متنازع عليها" وليست "محتلة". ثانياً، يزعم هؤلاء المسؤولون
أن الفلسطينيين يخلطون السياسة بكرة القدم من خلال الضغط من أجل استبعاد فرق
المستوطنات. ولقد
فُند هذان الادعاءان تمامًا في أماكن أخرى ، والإجماع الدولي الساحق هو أن الضفة الغربية -
بما في ذلك المستوطنات - أرض فلسطينية محتلة ، وليست جزءًا من إسرائيل. وتتفق
الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، ومحكمة العدل الدولية
، والمحكمة الجنائية الدولية جميعًا على هذا الموقف. وقد ازداد
الضغط على الفيفا باطراد للتوصل إلى قرار بعد عدد من التأخيرات والنكوص عن
الالتزامات خلال العام 2016. ووعدت الفيفا في البداية بحل المشكلة بحلول أيار 2016
، ثم بحلول تشرين الأول ، ثم بحلول كانون الثاني 2017. لكنها في كل
مرة كانت تؤجل اتخاذ القرار. [9]
ولقد دفع الجدل الدائر حول التأجيل بعد مؤتمر الفيفا في البحرين في أيار 2017 الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم PFA إلى تقديم استئناف لدى محكمة التحكيم الرياضي CAS(The Court of Arbitration for Sport) ضد قرار الفيفا بعدم التصويت على اقتراح الاتحاد الفلسطيني الداعي إلى الاعتراف بحقوقه ، وذلك وفقا لأنظمة الفيفا.[10] ويشير أستاذ القانون الدولي بجامعة بوتسدام بألمانيا، أندرياس زيمرمان إلى أن اجتهاد محكمة التحكيم الرياضي ("CAS") ، بالإضافة إلى خبرة ونشاط الفيفا نفسها، هما دليلان على أن الفيفا تحدد الأراضي بموجب نظامها الأساسي بالإشارة إلى القانون الدولي. وبناءً على ذلك ، فإن أندية المستوطنات الإسرائيلية التي تلعب على الأراضي الفلسطينية المحتلة دون موافقة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تنتهك المادة 72، الفقرة 2 من نظام الفيفا الأساسي. علاوة على ذلك، فإن تسامح الفيفا مع أندية المستوطنات يعترف ضمنيًا بالمستوطنات الإسرائيلية، وبالتالي ينتهك واجب الفيفا في احترام حق الفلسطينيين في تقرير المصير بموجب المادة 3 من نظام الفيفا الأساسي. [11]
ولكن بعد اجتماع لممثلي
الفيفا في كالكوتا في الهند في تشرين أول 2017 أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم
(فيفا) أنه لن يتخذ موقفًا بشأن مستقبل ستة أندية كرة قدم إسرائيلية مقرها في
مستوطنات غير شرعية في الضفة الغربية المحتلة. وقد أتى ذلك بعد تقديم لجنة
المراقبة في الفيفا لتقريرها النهائي برئاسة طوكيو سكسويل. وقبل فترة وجيزة من
تقديم سكسويل تقريره لمجلس الفيفا ، قامت مجموعة من الشخصيات في جنوب إفريقيا
بإرسال رسالة إليه تنتقده على فشله في أخذ موقف صارم حتى تلك اللحظة ، وعلى تأخره في حل لهذه المشكلة . وقد حثت
الرسالة سكسويل أن يتذكر نضاله ضد الظلم ، وأن يقف مع قوانين الفيفا. [12] وفي هذا
الاجتماع أشار الممثلون إلى "التعقيد والحساسية الاستثنائية" والطبيعة
"السياسية" للموضوع. وقالت
الفيفا في بيان لها:
"بالنظر إلى أن
الوضع النهائي لأراضي الضفة الغربية هو من اختصاص سلطات القانون العام الدولي
المختصة ، فإن مجلس الفيفا يوافق على أن الفيفا تماشيًا مع المبدأ العام المنصوص عليه في
نظامها الأساسي يجب أن تظل محايدة فيما يتعلق بالمسائل السياسية. وعلاوة على ذلك ،
تم الاتفاق على أن أي تدخل من جانب الفيفا في الوضع الراهن لكرة القدم في الأراضي
ذات الصلة دون موافقة الأطراف المعنية قد يؤدي إلى تفاقم وضع كرة القدم ليس فقط في
الأراضي المعنية ، ولكن أيضًا في المنطقة الأكبر المتضررة - وهو ما لن يكون في
مصلحة اللعبة."[13]
تجديد الدعوة بعد حرب الإبادة
دعا اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد
الفلسطيني لكرة القدم خلال مؤتمر الفيفا في بانكوك أيار 2024 إلى طرد إسرائيل من
الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في أيار 2024. وقدم الاتحاد الفلسطيني هذا
الاقتراح بناءً على انتهاك قوانين الفيفا، لا سيما في ظل الإبادة الجماعية
المستمرة في غزة. واتهم الاتحاد الفلسطيني الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم بإقامة
مباريات على الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والتمييز العنصري ، والتدخل السياسي ،
والتدمير الممنهج لمرافقه . ومن المعلوم أن اقتراح الاتحاد الفلسطيني هذا قد قُدم
في آذار 2024.
وقد قرر
الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض طلب
الاتحاد الفلسطيني وهو التصويت الفوري على طرد إسرائيل تحت ذريعة أنه سيتعين إجراء
تقييم قانوني مستقل لمقترح الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، مع قيام مجلس (الفيفا)
بمراجعة التقييم في تموز (2024). وتم تأجل اجتماع مجلس )الفيفا(
لعدة مرات إلى أن اجتمع في الثالث من تشرين الأول 2024 واعتمد التوصيات
الاستنتاجات التالية التي توصل إليها التحليل القانوني المستقل الذي كلفته به
(الفيفا):
أولا: سيتم تكليف لجنة الانضباط التابعة للفيفا ببدء تحقيق في جريمة
التمييز المزعومة alleged offence
of discrimination التي أثارها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
ثانيا: وسيتم تكليف لجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال Governance, Audit and Compliance Committee التابعة للفيفا بمهمة التحقيق
– وتقديم المشورة لمجلس الفيفا لاحقاً – في مشاركة فرق كرة القدم الإسرائيلية التي
يُزعم allegedly أنها متمركزة في الأراضي الفلسطينية في
المسابقات الإسرائيلية.[14]
وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جيانو
إنفانتينو: "لقد بذل مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم العناية الواجبة في هذه
المسألة الحساسة للغاية ، وبناء على تقييم شامل ، اتبعنا نصيحة الخبراء
المستقلين." وأضاف: "إن العنف المستمر في المنطقة يؤكد أننا ، قبل كل
شيء ، وكما ذكرنا في مؤتمر الاتحاد الدولي لكرة القدم الرابع والسبعين ، نحتاج إلى
السلام . وبينما نشعر بالصدمة الشديدة إزاء ما يحدث ، وأفكارنا مع أولئك الذين
يعانون ، فإننا نحث جميع الأطراف على استعادة السلام في المنطقة على الفور."[15]
إن ما
يثير التساؤل والاستغراب لما يصرح به إنفانتينوا ، أولا: إن هذا العنف الذي يحدث
في فلسطين هو نتيجة لممارسات الاحتلال الوحشية ، فمن المعروف والبديهي أن العنف لا
يُولّد الاحتلال ، بل الاحتلال هو الذي يولّد العنف وهو المسبب الرئيسي له
، وهذا العنف لا يحدث بين
فئتين متكافئتين ، بل بين جلاد ظالم وضحية مُضطهَدة ، أي بين الاحتلال والمحتل.
ثانيًا: وبدل أن تدعو
(الفيفا) لوقف إسرائيل لممارساتها التعسفية وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية
نراها "تحث" جميع الأطراف على استعادة السلام في المنطقة على الفور ، أي
أنها تساوي الضحية بالجلاد ، وهذا شيء ليس بجديد على الغرب بشكل عام. ثالثًا: إن
تصريح إنفاتينوا هذا يذكرنا بالخطاب الغربي الذي يأخذ منذ اكثر من مئة عام نفس
المنحى المبهم الذي يتجاهل وجود العرب المستعمَرين ويساند المستعمِر (على سبيل
المثال وعد بلفور المشؤوم) ، ويدعي أنه هو المنقد أو الحَكَم بينما هو يكرس وجوده
كمستعمِر أو يدعم المحتل.[16]
بعد عام وخلال مؤتمر الفيفا الخامس والسبعين الذي عُقد في باراغواي ،
في 15 أيار 2025 ، حثَّت سوزان شلبي نائبة رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وعضو
اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم قادة الفيفا على عدم الانتظار عامًا
آخر، بل التحرك فورًا. وقالت: "دعونا لا نستمر في تمرير القضايا من لجنة إلى
أخرى بينما تُمحى كرة القدم في فلسطين. كل ما نطلبه هو تحديث واضح عن وضع المسألة
وتاريخ محدد لاختتام التحقيق". كما وطلبت شلبي من الفيفا تحديد مهلة شهر
للجنة الحوكمة لتقديم تقريرها إلى مجلس الحكم برئاسة رئيس الفيفا جياني إنفانتينو.
وفي خطابها القوي، قالت شلبي: "قضيتنا عالقة في عملية مُسيّسة للغاية... ظاهرة
للعيان ، لا يمكن إنكارها ، ولكن للأسف يتم تجاهلها".[17]
استغرق الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)
16 شهرًا (منذ أيار 2024 وحتى تشرين الأول 2025) لكي يصدر بيان بشأن مقترح الاتحاد
الفلسطيني لكرة القدم بطرد إسرائيل من الفيفا ، وكذلك بشأن أندية المستوطنات الإسرائيلية
في الضفة الغربية. وفشل مجلس الفيفا أعلى هيئة لصنع القرار في المنظمة في اجتماعه
قبل الأخير لعام 2025 في معالجة مسألة الحظر المحتمل على إسرائيل من المشاركة في
المسابقات الدولية ، أو قضية أندية المستوطنات في الضفة الغربية التي أثارها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لأول مرة عام 2013.
بدلاً من ذلك ، وجّه إنفانتينو ومجلسه رسالة سلام. وقال
إنفانتينو: "في الفيفا، نحن ملتزمون باستخدام قوة كرة القدم لجمع الناس في
عالم منقسم. نتعاطف مع أولئك الذين يعانون من الصراعات العديدة الدائرة حول العالم
اليوم ، وأهم رسالة يمكن أن تنقلها كرة القدم الآن هي رسالة السلام والوحدة".[18]
"لا
يمكن للفيفا حل المشاكل الجيوسياسية ، ولكن يمكنها ، بل يجب عليها الترويج لكرة
القدم حول العالم من خلال تسخير قيمها التوحيدية والتعليمية والثقافية
والإنسانية".[19]
لقد شعر
الكثيرون باستياء بالغ من الخطاب الذي استخدمه رئيس الفيفا في محاولته جذب العالم
ووسائل الإعلام ، بشأن "تعاطفه" مع من يعانون جراء الصراعات العديدة
الدائرة حول العالم اليوم ، حتى أنه لم يَذكر
غزة أو الإبادة الجماعية في خطابه. ومن المؤكد أن أفضل شكل من التعاطف مع من يعانون
من الإبادة هو معاقبة إسرائيل على أفعالها وجرائمها. [20]
كيف يمكن أن تنقل كرة القدم رسالة السلام
والوحدة في الوقت الذي تدمر به البنية التحتية الرياضية على بكرة أبيها ويقتل
الرياضيين واللاعبين بالمئات ، وكان آخرهم سليمان العبيد "بيليه
فلسطين"؟ أي سلام يتحدث عنه إنفانتينو الذي يتناقض كلامه مع المواقف التي كان
يطرحها بأن كرة القدم هي الوسيلة من أجل محاربة التمييز العنصري والعنف والشغب ووسيلة
من أجل ترسيخ حقوق الانسان والمساواة
والعدالة؟ [21]
وردًا على تصريحات إنفانتينو هذه فقد اتهمت الدكتورة كات فيلاريف،
كبيرة المستشارين القانونيين للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الاتحاد الدولي لكرة
القدم (الفيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بانتهاك أنظمتهما الأساسية
والتزاماتهما الدولية في مجال حقوق الإنسان برفضهما طرد إسرائيل من المنافسات
الدولية على الرغم مما وصفته بـ "الأدلة المتزايدة على الإبادة
الجماعية" الموثقة من قبل هيئات دولية مرموقة. وقالت:
"الرياضيون الإسرائيليون جنود، وبعضهم يدعو علنًا إلى تدمير غزة. تدعم
الأندية والجمعيات الإسرائيلية قوات الاحتلال علنًا، بل وتُقيم مباريات على
الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهذا يُسهم بشكل مباشر في دعم المستوطنات غير الشرعية
والاحتلال ، وفي الواقع فإن بعض المستوطنين الإسرائيليين الذين يتنافسون على
النوادي في الضفة الغربية المحتلة يرتكبون جرائم حرب بموجب القانون الدولي. وقد شهد
الفلسطينيون النازحون قسراً مصادرة أراضيهم لبناء المستوطنات وبناء أندية كرة قدم
فوقها. ويمكن لأي دولة مقاضاة رئيسي الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد
الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بتهمة تسهيل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية من خلال
التقاعس."[22]
المستوطنات الإسرائيلية وأنديتها تتعارض مع القانون الدولي
يؤكد مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة، والجمعية العامة للأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر،
ومحكمة العدل الدولية ، والأطراف السامية المتعاقدة في الاتفاقية
، على انطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي التي تحتلها
إسرائيل. وتؤكد قرارات الأمم المتحدة العديدة ، والرأي العام الدولي السائد أن
المستوطنات الإسرائيلية تُشكل انتهاكًا للقانون الدولي ، بما في ذلك قرارات مجلس
الأمن رقم 446 لعام 1979، و478 لعام 1980، و2334 لعام 2016. وفي عام 2014، أعلن
126 ممثلًا في مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف عدم شرعية
المستوطنات ، وكذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر. [23]
في تموز 2024 أعلنت أعلى محكمة تابعة للأمم
المتحدة أن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها الضفة
الغربية ، تُشكل انتهاكًا للقانون الدولي. وقد أصدرت هيئة قضاة محكمة العدل
الدولية المكونة من 15 قاضيًا رأيًا
استشاريًا بشأن قانونية احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية الذي دام 57 عامًا.
واستمعت محكمة العدل الدولية إلى رأيها بأغلبية 11 صوتًا مقابل أربعة ، حيث رأت
المحكمة أن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير
قانوني"، وأنه يجب إنهاؤه "بأسرع وقت ممكن". [24]
هناك إجمالاً موقف موحد من
جانب المجتمع الدولي، مفاده أن الأرض المعنية لا تُشكل أرضاً إسرائيلية ، بل أرضاً
فلسطينية محتلة، وهو ما ينبغي أن يُشكل ، كما سيتضح لاحقاً ، ممارسات الاتحاد الدولي
لكرة القدم (الفيفا). وفي هذا الصدد ، تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة
القدم قد اتبع في الماضي ممارسات أجهزة الأمم المتحدة باستمرار، حتى عندما كان
هناك - على عكس الوضع السائد في هذه القضية - إجماع أقل بكثير داخل المجتمع الدولي
بشأن الوضع القانوني الأساسي بموجب القانون الدولي. [25]
في عام 1976، تم طُرد اتحاد كرة القدم الجنوب أفريقي رسميًا من الفيفا بعد أن قررت لجنة
أوراق الاعتماد التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة أن حكومة الأقلية في جنوب
أفريقيا آنذاك لا تُمثل إجمالي سكان جنوب أفريقيا. وقد فعلت الفيفا ذلك على الرغم
من أن العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اعتبرت آنذاك قرار الجمعية العامة
هذا مثيرًا للجدل ، لكونه لا يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة ، ويتجاوز صلاحيات مجلس
الأمن بموجب المواد 5 و 6 من الميثاق.[26]
يتناقض هذا مع الوضع الراهن، حيث اتخذت جميع الأجهزة الرئيسية للأمم
المتحدة، أي الأمين العام والجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ، كما
هو موضح ، بالإجماع موقفًا مفاده أن الأرض المعنية تُشكل أرضًا فلسطينية محتلة.
وبالتالي، من المنطقي أن تكون هناك أسباب أقوى للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)
ليتبع مجددًا ممارسات الأمم المتحدة ، باعتبارها تُمثل رأي الأغلبية الساحقة من
أعضائها. [27]
صرّح خبراء الأمم المتحدة
في تشرين الأول 2024 بأن على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) احترام القانون
الدولي والمطالبة باحترامه من أندية كرة القدم الإسرائيلية. وقال
الخبراء: "إن هذا الاندماج والسلوك داخل الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم يرقى
إلى الاعتراف بشرعية الوضع الناشئ عن الوجود غير القانوني لإسرائيل في الأرض
الفلسطينية المحتلة. وهذا انتهاك صارخ للقانون الدولي ، كما أكدت محكمة العدل
الدولية في رأيها الاستشاري الصادر في 19 تموز 2024، والذي أكد أن نقل المستوطنين
الإسرائيليين إلى الضفة الغربية ، بما فيها القدس الشرقية، واحتفاظ إسرائيل
بوجودهم ، ينتهك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والتزامات إسرائيل بموجب
اتفاقية جنيف الرابعة".[28]
أيضا
فقد أرسلت منظمة
العفو الدولية رسالة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة
القدم تدعوهما إلى تعليق مشاركة الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم (IFA) في بطولاتهما حتى يستبعد الأندية الموجودة في المستوطنات غير
القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من الاستمرار في اللعب في دوريات كرة
القدم الإسرائيلية. وقالت أغنيس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية:
"بينما يستعد المنتخب الوطني الإسرائيلي لكرة القدم لمباريات تصفيات كأس
العالم ضد النرويج وإيطاليا، تواصل إسرائيل ارتكاب الإبادة الجماعية ضد
الفلسطينيين في قطاع غزة. أكثر من 800 رياضي ولاعب ومسؤول رياضي هم من بين أكثر من
65000 شخص قتلتهم القوات الإسرائيلية في حملة متعمدة من الدمار الشامل والنزوح
القسري وتجويع المدنيين". في الوقت نفسه، تعمل إسرائيل على توسيع مستوطناتها
غير القانونية بوحشية وتضفي الشرعية على البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة
الغربية كجزء من احتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية. إنه لأمرٌ مُخزٍ أن
يسمح الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم (IFA)
لأندية المستوطنات بمواصلة اللعب في دورياته، بعد تحذيراتٍ مُتعددة لأكثر من عقد.
[29]
وفي هذا الصدد تجدر الإشارة إلى أن الفيفا قد اتبعت في الماضي خبرات
ونشاطات واستنتاجات هيئات الأمم المتحدة باستمرار، حتى عندما كان هناك إجماع أقل
بكثير داخل المجتمع الدولي بشأن القضية الفلسطينية. [30] ومثال على ذلك ، عندما تقدم
الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي كان مقره في مدينة غزة في عام 1964 بطلب العضوية
للاتحاد الدولي لكرة القدم أرسل الاتحاد الدولي رسالة إلى الاتحاد الفلسطيني يخبره
فيها أنه ظهرت مشكلة واحدة وهي معرفة الوضع الدقيق لقطاع غزة. وفور تلقيه الرد من
الأمم المتحدة فهو (الاتحاد الدولي) يأمل أنه سيكون قادر على رفع طلب الاتحاد إلى
اللجنة المختصة ولكن هذا لا يتم إلا قبل نهاية شباط 1965. وفي آذار عام 1965 استلم
الدكتور كيزر سكرتير الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) رسالة من الامم الأمم
المتحدة يوضح بها العاملون هناك أنه حسب اتفاق الهدنة الموقع بين إسرائيل ومصر في
رودس في شباط 1949 فإن غزة هي "أراض واقعة تحت ادارة" مصرية (في ذلك
الوقت الجمهورية العربية المتحدة). [31]
وهنا نحن لسنا بصدد مناقشة
موضوع عضوية فلسطين ، بل ما نهدف إليه هو إبراز الحقيقة عن أن الفيفا كانت تأخذ
بالحسبان قرارات واستنتاجات ونصائح الأمم المتحدة بشأن أمور تتعلق بقضية فلسطين حتى لو
أنها كانت جاحفة في بعض الأحيان.
المواقف المحايدة للفيفا
أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو خلال الدورة 141 للجنة الأولمبية الدولية أن الرياضة يجب أن تحافظ على حيادها السياسي وأن تحمل لواء الوحدة العالمية في عالم مليء بـ"العدوان والانقسام الشديدين". أعلم أن هناك قرارات صعبة ليس من السهل اتخاذها. لكن عند اتخاذ هذه القرارات ، علينا دائمًا عرقلة أي موقف سياسي ، بل حتى المواقف والآراء الشخصية أحيانًا ، ووضع قيم الرياضة في المقام الأول. لذا علينا تجنب الشعبوية ، وتجنب الديماغوجية ، وعلينا تبني قيمنا التي صنعت تاريخ جميع رياضاتنا على مدار المئة عام الماضية أو أكثر. الاحترام والتسامح والشمول وعدم التمييز والوحدة حتى وإن لم يكن ذلك سهلاً في بعض الأحيان. [32]
تؤكد هذه المواقف
التي أبدتها الفيفا
تجاه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، وموقفها "المحايد" من قضية مشاركة
أندية المستوطنات في الدوري الإسرائيلي جوهر قيادتها المنحازة لإسرائيل واللوبي
الإسرائيلي. إن الاهتمام الرئيسي والوحيد لرئيس "الفيفا" جياني
إنفانتينو هو الاحتفاظ بمنصبه كرئيس للفيفا ، وبالتالي يجب عليه التخلي عن اتخاد
قرارات مبدئية قد تسبب له الصداع ، أو تزعزع من موقعه ، أو تهدد
"الفيفا". وهو يعتقد أنه لكي تبقى" الفيفا" على قيد
الحياة ، يجب عليها تقديم تنازلات للقوى صاحبة التأثير مثل الولايات المتحدة
واللوبي الصهيوني ، هذه التنازلات التي تمثلت برفضها فرض أي عقوبات ضد الاتحاد
الإسرائيلي ، وفي إعلانها أن "المناطق" Territories [الضفة الغربية] هي مصدر قلق لسلطات
القانون العام الدولية ويجب على “الفيفا” أن تبقى محايدة. وهي
بقرارها هذا تتنصل من مبادئها المنصوص عليها في دستورها وقوانينها الداخلية. [33]
كان
حياد الفيفا قابلاً للتكيف مقارنةً بردود أفعاله تجاه مختلف الأزمات الجيوسياسية.
فقد برر قراره في عام 2022 بتعليق مشاركة روسيا بسبب غزو أوكرانيا لأنه لن يسمح
لها بالمنافسة، باعتباره إجراءً ضروريًا. ومع ذلك، فإن صمته المستمر تجاه الأزمة
الإنسانية في غزة والتداعيات السياسية للعمليات العسكرية الإسرائيلية يتناقض مع
ذلك ، دون أي عقوبات أو استثناءات مماثلة. ويشير هذا التناقض إلى أن الفيفا لا تتدخل
سياسيًا بناءً على المبدأ، بل بناءً على السياق والوقت المناسب
(الملاءمة). [34]
أيضا فأن إعلان إنفانتينو موقف الحياد بما تقوم به الولايات المحتدة من
عدوان على فنزويلا ، وإصراره على مكافأة ترامب بجائزة "السلام" ما هما إلا
إثبات على استخدام الرياضة في السياسة ، وإفقادها (الرياضة) لقيمها ومحتواها الإنساني
الأخلاقي ، وجعلها وسيلة من أجل تحقيق الأهداف الانتهازية والنفعية.
خلال السنوات السابقة، استخدمت الفيفا حملات
مباشرة ضد العنصرية والتمييز، والتي تضمنت في كثير من الأحيان استخدام شعارات
وإيماءات رمزية خلال مراسم البطولة. ومع ذلك، كان كأس العالم للأندية 2025 في
الولايات المتحدة تغييرًا واضحًا. فبدلاً من رسالة "قل لا للعنصرية"
الشهيرة ، هناك الآن رسالة أقل تحديدًا "كرة القدم توحد العالم"، وهو
تغيير تعتقد جماعات المناصرة أنه كان مقصودًا لتجنب التوتر مع الإدارة الأمريكية
الحالية [أي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – الكاتب]. [35]
يقول المناضل الراحل الأسقف الجنوب إفريقي
ديزموند توتو "إذا كنتَ محايدًا في حالات الظلم فقد اخترتَ الوقوف مع
الظالم." ومن المعروف أن الحياد يسمح باستمرار الوضع الراهن ، أي أنه يكرس
وجود هذه المستوطنات كأمر واقع . وما هذا إلا تواطؤ واضح من قبل الفيفا مع مخطط
إسرائيل في استمرار احتلالها والتوسع على حساب الفلسطينيين . ومن المعلوم أيضا أن الحياد
في الواقع أيضاً تكتيك استعماري يُمكّن من السيطرة ويُديم الهيمنة.
مقولة خلط الرياضة بالسياسة
في الوقت الذي يدعي به الاتحاد الدولي لكرة
القدم (الفيفا) بأنه "يجب أن يبقى محايداً فيما يتعلق بالمسائل
السياسية" ، فإنه في الحقيقة قد اتخذ قرارا سياسيا بعدم معاقبة إسرائيل ، مما
يضفي شرعية على المستوطنات. أيضًا فإنه قد اختار عدم تطبيق قواعده الخاصة عندما
كان ذلك غير ملائم سياسيًا. كما تجاهل قرار الفيفا السابق الواضح المتمثل في منع
أندية القرم من المنافسة في الدوريات الروسية عقب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من
أوكرانيا. [36]
لم تكن الرياضة أبداً بمعزل عما يدور في أي
بلد أو مجتمع من أحداث سواء على الصعيد الاجتماعي أم الاقتصادي أم السياسي. من المعروف ان علاقة الرياضة بالسياسة هي علاقة
متداخلة ، لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض ، ومن المؤكد أن وجود الرياضة خارج حيز
السياسية وبمعزل عنها هو أمر شبه مستحيل. فالرياضة في كثير من تفاصيلها هي في
نهاية الأمر سياسية بحد ذاتها (اسم البلد ، العلم ، الهتافات ، المشاعر الوطنية ،
التضحيات ، استهداف إسرائيل للملاعب والرياضيين ، والخ). كما أنه ومن الثابت ان
إصرار الفيفا على عدم طرد إسرائيل وإعفائها من العقاب وموقفها "المحايد"
من قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو بحد ذاته عمل وسلوك سياسي محض.[37]
ونرى اليوم الاتحاد الدولي
لكرة القدم (الفيفا) والصهاينة يرددون مقولة "ليس للرياضة علاقة
بالسياسة" ، فالأول يريد تبرير انحيازه الواضح للوبي الصهيوني من خلال موقفه
المحايد بشأن مشاركة فرق المستوطنات الإسرائيلية في دوري الاتحاد الإسرائيلي لكرة
القدم ، والثاني يريد فقط تبرير ممارسته التعسفية بحق الرياضة الفلسطينية ، حيث
يزعم أن الفلسطينيين يخلطون السياسة بكرة القدم من خلال الضغط من أجل استبعاد فرق
المستوطنات . ومن المعلوم أن الصهاينة منذ فترة الانتداب البريطاني كانوا يرددون
مقولة "ليس للرياضة علاقة بالسياسة" ، وما يزالون يرددونها حتى يومنا
هذا ، ولكنهم في الواقع كانوا وما زالوا مع ربط السياسة بالرياضة إذا كان هذا
يخدم مصالحهم ، وضدها إذا كان يشكل خطراً عليهم ، فمن المعروف أن الحركة الصهيونية
في فترة الانتداب قامت باستغلال الرياضة من اجل تحقيق اهدافها من خلال الهيمنة على
الحركة الرياضية في فلسطين ، وإبعاد العرب وتمثيل فلسطين وكأنها يهودية على الساحة
الرياضية المحلية والإقليمية.
ومن أجل إخفاء طبيعتها الحقيقية فقد تظاهرت
منظمة بيتار شبه العسكرية (التي يهتف مشجعوها اليوم لموت العرب أثناء مباريات كرة
القدم) بأنها منظمة رياضية خلال عشرينيات القرن العشرين في محاولة لإخفاء دوافعها
الحقيقية. وخلال الثورة العربية عام 1936، حافظت الفرق الرياضية اليهودية على
علاقة وثيقة مع البريطانيين من أجل سحق الثورة. بالإضافة إلى ذلك ، حافظت المنظمات
الرياضية اليهودية على علاقات قوية مع المنظمات الإرهابية الصهيونية شبه العسكرية،
مثل الهاجاناه ، والبالماخ ، والإرجون ، وليهي ، وشتيرن ، وغيرها.[38]
وفي الستينيات وقفت إسرائيل
أمام انضمام الاتحاد الرياضي الفلسطيني – لجنة كرة القدم للاتحاد الدولي لكرة
القدم ، وعرقلت دخول الاتحادات الفلسطينية لأنواع رياضية مختلفة للاتحادات الدولية
، هذا من خلال الوثائق التي حصل عليها الكاتب من أرشيف الفيفا في زيورخ. [39] وما
زالت إسرائيل تقف أمام تطور الرياضة الفلسطينية التي ترى بها سلاحاً من نوع جديد ،
يعمل على تربية الشباب الفلسطيني بدنيا ، وعلى إبراز الهوية الوطنية الفلسطينية من
خلال ظهور اسم وعَلَم فلسطين على الصعيد المحلي والعربي والعالمي ، مدركةً أن كل
النجاحات التي حققها الفلسطينيون على الصعيد الرياضي منذ الخمسينيات وحتى وقتنا
الحاضر ، كانت بمثابة نجاحات على صعيد سياسي. ولا نستطيع أن ننكر أن إدراك الخصم
الإسرائيلي لهذه الإنجازات التي حققتها الرياضة الفلسطينية نابع من إدراكه لمعنى
الرياضة ووعيه للطاقة الكامنة في هذا النشاط الرياضي العظيم .
إن المشكلة الكبرى لا
تكمن في خلط الرياضة بالسياسة ، بل في استخدام السياسة والرياضة معا كطريقة للخداع
، خاصة عندما أصبح الخداع منذ زمن طويل جزء من العقلية الصهيونية وتقاليد تسير
عليها القيادات الصهيونية المتعاقبة. وبهذا الشأن يقول موشه شاريت أول وزير خارجية
لإسرائيل "لقد تعلمت أن دولة إسرائيل لا تستطيع أن تُدار في أيامنا هذه إلا
بالخداع والمغامرة".[40]
الفيفا: أخلاقيات النفاق وازدواجية المعايير وانتهاك قوانينها
الأساسية
من الواضح أن هذه المؤسسة
التي تدير شؤون كرة القدم حول العالم ورئيسها والتي تسبح في بحر من الفساد ، ولا
تقف على قاعدة أخلاقية متينة تؤهلها أن تكسب احترام الجميع وتجعلها مستقلة
بقراراتها ، نراها تأخذ مواقف متخاذلة لكي تتجنب فضائحها، وتتنازل عن مبادئها
المنصوص عليها في قانونها الأساسي ، وتنتهك قوانينها التي لا تسمح بمشاركة الأندية
في اللعب على أراضي الغير دون سماح الأخير . ناهيك عن أنها رفضت أن تصغي إلى الأمم
المتحدة بأن هذه المستوطنات هي غير شرعية وفقا لقرارات الأمم المتحدة.[41]
وفقا لقانون الفيفا الداخلي تنص المادة 4.1 على أن التمييز من أي نوع
ضد بلد أو فرد أو مجموعة من الأشخاص بسبب العرق أو لون البشرة أو الأصل العرقي أو
الوطني أو الاجتماعي أو الجنس أو الإعاقة أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو
أي رأي آخر أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر أو التوجه الجنسي أو أي سبب آخر
محظور تمامًا ويعاقب عليه بالإيقاف أو الطرد.[42]
في عام
1961 اوقفت الفيفا اتحاد كرة القدم في جنوب إفريقيا (FASA) ، وأعيد تأسيسه في عام 1964 ، وتم طرده في عام 1976 ، ثم أعيدت
عضويته بعد سقوط نظام الفصل العنصري في عام 1991. ومن المعلوم أنه لا يوجد
اختلاف بين إسرائيل والنظام العنصري في جنوب إفريقيا ، وأصبح واضحاً أمام العالم
أن إسرائيل دولة فصل عنصري تمارس أبشع أنواع التمييز والقهر والظلم.
هناك مخاوف من أن الفيفا
تحاول تجنب فضيحة فساد أخرى مثل التي تم تصويرها في سلسلة وثائقية على نتفلكس Netflix تحت عنوان الفيفا تكشف FIFA Uncovered[43] فمن أجل البقاء محايدة عندما يتعلق
الأمر بالقضايا المتعلقة بالإبادة الجماعية في غزة أصرت الفيفا الوقوف إلى جانب
الاحتلال ، فهي بذلك تقوم بالتخلي عن قيمها ونزاهتها من أجل الحفاظ على مصالحها. [44]
ومن الجدير بالذكر أن الولايات
المتحدة لم تكن الوحيدة وراء هذا الفيلم الوثائقي ، بل أيضا لجنة الشؤون العامة
الأمريكية الإسرائيلية (اللوبي الإسرائيلي) وذلك لعدة اسباب والتي من ضمنها ترهيب
الفيفا وجعلها تفكر مائة مرة قبل مناقشة أي شكوى ضد إسرائيل من قبل الاتحاد
الفلسطيني لكرة القدم . أيضا فإن الفيفا لا تملك القوة التي تؤهلها لتحدي الهيمنة الأمريكية واللوبي الصهيوني ، وهي ليست على استعداد أن تخسر نفسها من اجل فلسطين
وقضية الشعب الفلسطيني العادلة. ولا نبالغ بالقول أنه مثلما اصبح العَلَم
الفلسطيني رمزاً للحرية والعدالة والنضال ضد الظلم والاضطهاد والاستغلال ، فقد
اصبحت قضية فلسطين مؤشراً تقاس به مصداقية وأخلاقيات الكثير من الدول والمنظمات
حول العالم بما فيها الفيفا.
هناك نظرة فوقية (نابعة
من مشاعر التفوق العرقي) سائدة في هذه المؤسسة نحو الدول النامية ،
وتعامل لا يختلف عن تعامل الدول الغربية مع العالم العربي ودول "العالم
الثالث"، وهذا ليس بغريب عن القارىء ففي الوقت الذي كان هناك صراع على الساحة
الرياضية في فلسطين بين ما كان يسمى بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي كان يهيمن
عليه الصهاينة والاتحاد الرياضي الفلسطيني (العربي) الذي تأسس عام 1931 واعيد
تأسيسه عام 1944 لم تخف "الفيفا" انحيازها للأول وتعاملها الفوقي مع
الثاني ومع الأندية الفلسطينية في فترة الثلاثينيات.[45]
ونرى اليوم رئيس الفيفا يعتقد بأن وجوده مرتبط بالتملق والتودد للإدارة الأمريكية ، وإيجاد أعذار تخلو من الشرف والنزاهة. ويبدو أنه يشبة ترامب في حبه للسلطة وإصدار التقارير التي تتناقض مع مبدأ الديمقراطية. واللوم لا يٌلقى عليه فقط ، بل على مجلس الفيفا أيضا الذي لا يهمه سوى مصالحه الشخصية ، وعلى أعضاء الفيفا العرب وغيرهم في الضغط على رئيسها من أجل طرد إسرائيل منها. إن سلوك المجاملات والتملق الذي يظهره رئيس الفيفا للرئيس الأمريكي يثير لدى الكثيرين شعور الاستياء والاشمئزاز لأنه وصل وبوضوح إلى حدود فقدان الفيفا ورئيسها احترام كثير من الشخصيات والمؤسسات الرياضية وغير الرياضية في العالم.
من المعلوم أن وسائل الإعلام الغربية كانت قد
دعت إلى مقاطعة أولمبياد سوتشي الشتوية في عام 2014 مدعية أن روسيا كانت تضطهد
المثليين في ذلك الوقت ، وبعد ذلك تم استبعاد روسيا وبيلاروسيا من المشاركة في أولمبياد
باريس بحجة الحرب في أوكرانيا. وقد تم أيضاً استبعاد عدد محدود فقط من الرياضيين
الأفراد من كلا البلدين بشرط أن يثبتوا الحياد تجاه حرب أوكرانيا ، وأن يشتركوا
تحت الراية الأولمبية. كما وتم حث المسؤولين الأولمبيين على منع الرياضيين الروس
والبيلاروسيين من المشاركة في أولمبياد باريس 2024 بعد اتهامهم بانتهاك القواعد
الخاصة بالمتنافسين "المحايدين".[46]
وفي الوقت نفسه أرسلت إسرائيل وفداً يضم نحو 85 رياضياً إلى دورة الألعاب الأولمبية في باريس. ووفقاً للتقارير، ضم الوفد حامل العلم الإسرائيلي الذي وقّع على القنابل قبل استخدامها في الهجوم الهمجي على قطاع غزة. ووفقاً لتقرير لوكالة أسوشيتد برس، قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ثوماس باخ Thomas Bach في آذار إن الفرق والرياضيين الإسرائيليين سيُسمح لهم بالمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس ، وأن هذا لا شك به.[47] وهذا بحد ذاته تصرف يدل على أن هذه المنظمات الرياضية الدولية تكافىء إسرائيل على سلوكها الإجرامي ، وتظهر على الملأ نفاقها وازدواجية المعايير التي تكيلها لقضايا مختلفة.
ومن
المفارقة أن نرى أن الفيفا حريصة على ظروف العمال في المنشآت الرياضية
التي تعدها قطر لاستضافة كأس العالم عام 2022 ، كما ونراها تنتقد الحظر الذي فرضته
الولايات المتحدة عام عام 2017 على السفر إليها على العديد من الدول ذات
الأغلبية المسلمة ، عندما انتقدها إنفنتينو قائلاً "عندما يتعلق الأمر
ببطولات الفيفا FIFA ،
فإن أي فريق يتأهل لكأس العالم، بما في ذلك مشجعيه ومسؤوليه ، يحتاجون إلى
تأشيرة دخول للبلد المنظم ، وإلا لن يكون هناك كأس عالم." وهذا االسلوك
للفيفا يذكرنا بمواقف الدول الغربية عامة التي تدعو إلى العدالة
والديمقراطية وتتجاهل ذلك في تعاملها مع إسرائيل . ومن المثير للدهشة أيضاً
أن يدعو انفانتينو إلى مكافحة الأمراض الاجتماعية والتهديدات لسلامة كرة
القدم في أوروبا ، بما في ذلك جميع أشكال العنصرية والتمييز والعنف والشغب
والتلاعب بنتائج المباريات. [48]
بالطبع هذا هو منطق المعايير المزدوجة الذي يطبقه الغرب عندما يتعامل
مع قضايا مختلفة في جميع أنحاء العالم ، فقد رأينا في الارتباط القوي بين النفاق
والمعايير المزدوجة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالإبادة الجماعية في غزة. فالفيفا
تجيز رفع العلم الأوكراني في الملاعب وتمنع العلم الفلسطيني. وكما نرى معاقبة
الروس مسموح بها أما إسرائيل فهي محصنة ضد العقاب.
هناك شعور متزايد بالغضب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم ، ليس
فقط بسبب الإبادة الجماعية في فلسطين ، ولكن أيضا بسبب النفاق الصارخ والمعايير
المزدوجة من جانب الغرب. وعلى
الرغم من التفاخر أمام العالم بأنه منارة للديمقراطية وحقوق الإنسان ، إلا أن الغرب
لم يتمكن من الدفاع عن هذا الادعاء عندما يتعلق الأمر بالعلاقة مع إسرائيل. وهذا
ينطبق أيضا على الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية
. وهذا بالطبع ما أدى إلى انتشار شكوك واسعة النطاق حول مصداقية السياسة الغربية
وتشدقها بالديمقراطية
وحقوق الانسان.
ونرى الغرب منذ زمن طويل يضع رأسه مثل النعامة
في الرمال عندما يتعلق الأمر بإسرائيل ، بينما يتجاهل القانون الدولي ويصبح قانون
الغاب هو الحاكم الفعلي. والأسوأ من ذلك هو أن هذ الغرب يستمر في تكرار: "لا
أحد فوق القانون" ، نعم لا أحد فوق القانون (إيران وسوريا واليمن وروسيا
والعديد من الدول الأخرى) إلا إسرائيل فهي الوحيدة فوق القانون. وفي مقالة للكاتب
فيصل كوتي Faisal Kutty"غزة أصبحت مقبرة للمثل الغربية" يقول
فيها: "لقد إنهارت المؤسسات المكلفة بدعم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان
تحت وطأة السياسة والدعاية. وكما لاحظ بانكاج ميشرا Pankaj Mishra فإن استثنائية إسرائيل "تهدم بنية
المعايير العالمية التي بني عليها بعد عام 1945".[49]
وفي الختام فإن هذا المواقف
المتخاذل والمحايدة للاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن نشاط اندية المستوطنات في
الضفة الغربية وصمته إزاء الإبادة الجماعية في غزة قد زادت وعمقت الشك في مصداقيته
الأخلاقية التي تمثلت في الكثير من النفاق وازدواجية المعايير مقارنة مع الدعم
والتعاطف المستمر مع اوكرانيا وغيرها. ومن الثابت أن معاناة الشعب الفلسطيني
والإبادة الجماعية التي يتعرض لها في غزة قد أصبحت بوصلة لتحديد المكانة الأخلاقية
للدول والمؤسسات حول العالم بما فيها
الاتحاد الدولي لكرة القدم. [50]
المراجع والمصادر
[2] Global:
Amnesty International calls on FIFA and UEFA to suspend Israeli Football
Association - Amnesty International
[3] Political
football: FIFA sponsoring soccer matches in illegal settlements on stolen
Palestinian land, rights group says - Salon.com
[4] Yair Galily, (PDF) From terror to public diplomacy: Jibril Rajoub and the
Palestinian Authorities’ uses of sport in fragmentary Israeli– Palestinian
conflict
ربما يكون
هذا صحيحاً لكن ما يثبت فشل ادعاء غاليلي هو أنه يتجاهل مدى تأثير اللوبي الصهيوني
على العديد من المنظمات الدولية بما في ذلك الفيفا ، بالإضافة إلى المعايير
المزدوجة التي تطبقها الفيفا على قضايا انسانية مثل القضية الفلسطينية ، ناهيك عن
ضعف الموقف العربي داخل الفيفا .
[10] Ignoring its
Own Rules and International Law, FIFA Opts to Support Israeli Settlements |
Institute for Palestine Studies
[11]
Andreas Zimmermann, Legal status of Israeli football clubs located in the
occupied Palestinian territory and ensuing legal consequences for FIFA,
University of Potsdam, Germany.
[16] History
of Palestine Sports: تمخض الجبل فولد
فأراً.... الاتحاد الدولي لكرة القدم وقراراته بشأن طرد إسرائيل
[20] عصام الخالدي History
of Palestine Sports: الاتحاد الدولي
لكرة القدم (الفيفا) يصر على عدم طرد إسرائيل
[21] عصام الخالدي History
of Palestine Sports: الاتحاد الدولي
لكرة القدم (الفيفا) يصر على عدم طرد إسرائيل
[25]
Andreas Zimmermann, Legal status of Israeli football clubs located in the
occupied Palestinian territory and ensuing legal consequences for FIFA,
University of Potsdam, Germany.
[26]
Andreas Zimmermann, Legal status of Israeli football clubs located in the
occupied Palestinian territory and ensuing legal consequences for FIFA,
University of Potsdam, Germany.
[27]
Andreas Zimmermann, p. 9 – 10.
[29] Global:
Amnesty International calls on FIFA and UEFA to suspend Israeli Football
Association - Amnesty International
[30]
Ibid
[31] عصام الخالدي ، مئة عام على كرة القدم في فلسطين ، دار الشروق ، عمان ، 2013 ، ص. 171- 172 . من أرشيف الاتحاد الدولي لكرة القدم
[33] History
of Palestine Sports: الاتحاد الدولي
لكرة القدم (الفيفا): أخلاقيات النفاق وازدواجية المعايير
[36] Ignoring its
Own Rules and International Law, FIFA Opts to Support Israeli Settlements |
Institute for Palestine Studies
[37] عصام الخالدي ، ليس للرياضة علاقة بالسياسة ... بدعة
صهيونية 21 تشرين الثاني 2017
History of Palestine Sports: ليس للرياضة علاقة بالسياسة .... بدعة صهيونية
[38] Harif, H; Galily, Y. “Sport and Politics in Palestine,
1918-1948: Football as a Mirror Reflecting the Relations between Jews and
Britons”.
Soccer and Society, Vol. 4, no. 1, (Spring 2003), p. 41-56.
[39] نفس المصدر
[40] نفس المصدر
[45] History
of Palestine Sports: الاتحاد الدولي
لكرة القدم (الفيفا): أخلاقيات النفاق وازدواجية المعايير
[46] Paris 2024 Olympics: Russia & Belarus athletes will not be part
of opening ceremony - BBC Sport
History of Palestine Sports: هل ينوي الاتحاد الدولي لكرة القدم طرد أو معاقبة إسرائيل؟ [50]

No comments:
Post a Comment