Thursday, February 6, 2014

رياضة الدراجات في فلسطين قبل عام 1948

                 
 
      
    بدأت رياضة الدراجات في فلسطين في عشرينيات القرن الماضي وتمثلت في رحلات على الدراجات بين المدن المختلفة يمارسها أعضاء الأندية والفرق الكشفية.   وقد أولت هذه المنظمات اهتماما خاصة بالرحلات سواء مشيا على الأقدام أو بالدراجات الهوائية ففي احدى الاخبار في صحيفة (فلسطين) في بداية الأربعينات جاء انه قام فريق من اعضاء كشافة نادي الشبيبة الاسلامية المتجولة بيافا وعددهم نحو 30 شخصا برحلة إلى اللد على الدراجات وزاروا القرى الواقعة على الطريق ثم زاروا جميع الأندية في الرملة وعادوا في المساء." 
 تحت عنوان "سباق للدراجات" في 28 كانون الثاني 1936 ورد أيضا خبر في صحيفة (فلسطين) مفاده أن أن لجنة سباق الدراجات المؤلفة من السادة الدكتور حقى مازين ويوسف الصائغ والأستاذ مصطفى الطاهر اجتمعت مع الدكتور داود الحسيني سكرتير الاتحاد الرياضي الفلسطيني (تاسس عام 1931) وجاء في الخبر "وقد علمنا أنها اتخذت قرارات عدة للسير في هذا السباق. وقد تبرع السيد أدمون روك بملغ خمسة وعشرين جنيها تقسم على ثلاث جوائز للفائزين الثلاثة في سباق الدراجات الذي اقترح أن يبدأ من يافا فالقدس فنابلس ، فجنين ، فالناصرة ، فحيفا ، فيافا ، في مدة ثلاثة أيام." ولا يعرف إذا تم إجراء هذا السباق بسبب الاضراب الذي بدأ في نيسان 1936. ومن المعلوم ايضا أن نشاط الاتحاد الرياضي الفلسطيني كان منصبا على كرة القدم ولم يكن له نشاطات فرعية مثل الملاكمة أو حتى رياضة الدراجات.
     قام معهد الشباب الرياضي في الرملة في شباط 1945 بسباق على الدراجات لعشرين كيلومترا من الرملة إلى عاقر (قرية تقع إلى الجنوب غرب مدينة الرملة) ذهاباً وإياباً حيث كان هذا النوع من السباق الأول من نوعه في هذه المدينة (كانت مسافة بعض هذه الرحلات والمسابقات تزيد عن المائة كيلومتر في كثير من الأحيان). وفي تموز من هذا العام قام فريق من راكبي الدراجات في نادي الشباب العربي ببئر السبع برحلة رياضية إلى غزة وحلوا ضيوفا على النادي الرياضي هناك في مقره الصيفي على شاطىء البحر ، وفي المساء عادوا بالدراجات إلى بئر السبع وقدرت المسافة التي قطعوها بمئة كيلومتر وكان الفريق مكونا من السادة : بشير وعزيز بسيسو ، فرج ترزي ، سعد ونعيم الترك ، صالح فرج ، إبراهيم عويضة وخليل الرمادي. ("فلسطين" 20 حزيران 1945)
  اتخذت رياضة الدراجات شكلا منظما بعد إعادة تشكيل الاتحاد الرياضي الفلسطيني في أيلول عام 1944 (تأسس الاتحاد الرياضي الفلسطيني في 1931 وتوقف عن العمل في نهاية الثلاثينيات) ففي عام 1946 تم تشكيل لجنة العاب القوى التي كانت تابعة للاتحاد الرياضي الفلسطيني . ومن المعلوم أن رياضة الدراجات كانت تدخل ضمن هذه اللجنة (العاب القوى) التي كان أعضاؤها ليفون كششيان وإبراهيم نسيبة وحسين حسني وجورج طنوس. من المعروف أيضا أن بعض الرحلات على الدراجات كانت قد تجاوزت حدود فلسطين ففي حزيران 1946 سافر أعضاء الفرقة الرياضية لجمعية العمال العربية الفلسطينية بحيفا إلى بيروت قادمين من عكا على الدراجات وقد قطعوا هذه المسافة في ثماني ساعات وهو رقم قياسي. 1
    في تموز 1946جرى سباق للدراجات لإحراز بطولة فلسطين وقد اشترك فيه 19 لاعبا فقط من مجموع 31 لاعباً سجلوا أسماءهم وكانو من الأندية التالية: الدجاني، العربي، الأهلي، الهومنتمن، أرثوذكسي القدس ويافا واللد والرملة ، ترسانة حيفا، معهد شباب الرملة ، إسلامي الرملة وغزة الرياضي، العباسي الغزي ، وكان معظم الفائزين من الرملة. وابتدأ السباق في الساعة التاسعة والربع صباحا من أمام نادي الاتحاد الأرثوذكسي بالقدس عن طريق رام الله فاللطرون فالرملة وانتهى في يافا، وقد كان أول الواصلين في تمام الساعة 12،24 بعد الظهر السيد مصطفى أحمد من معهد الشباب الرياضي بالرملة وكان قد قطع المسافة وهي 85 كيلو متراً في ثلاث ساعات و 9 دقائق وهو رقم قياسي جديد في الشرق الأوسط كما قال السيد ليفون كششيان سكرتير لجنة ألعاب القوى في الاتحاد ، ثم توالى وصول المشتركين وهم على الترتيب التالي: بيتر ازيافتش (النادي الأرثوذكسي - القدس) ، إبراهيم دبوش (معهد الشباب الرياضي بالرملة) أحمد يعقوب (إسلامي الرملة) وجودت ساري (إسلامي الرملة) . أما الباقون فقد أحضروا في إحدى سيارات الشحن بعد أن أصيبوا بالتعب في الطريق. وقد تولى توزيع الميداليات على الخمسة الأوائل السيد فيليب وروريان وألقى السيد جميل الصالح كلمة مناسبة.2
    وحول هذا السباق فقد جاء في صحيفة (فلسطين) "الذي نود أن نشير إليه هنا أن استقبال المتسابقين بيافا لم يكن كما يجب إذ اكتفى بأن ينتظرهم ويسجل النتائج شخصان غير مسؤولين وإنما سخرا لهذه الغاية هما جميل الحسني وإبراهيم سكجها، ونذكر بهذه المناسبة أن مشادة وقعت بين المسؤولين في القدس وأحد المسؤولين في يافا لهذا السبب خصوصاً وأن هذا السباق هو الأول من نوعه في فلسطين وكانت الترتيبات قد أبلغت للجنة القدس بأن حفلة ستقام الساعة الثالثة بعد ظهر ذلك اليوم يحضرها السيد أدمون روك ليسلم كأسه للفائز الأول ولكن شيئا من هذا لم يحدث مع الأسف وأجلت الحفلة إلى موعد يعين فيما بعد فنرجو من المسؤولين في يافا الاهتمام لمثل هذه الأمور في المستقبل." 3
     في تشرين الأول 1946 أقامت اللجنة العامة لألعاب القوى التابعة للاتحاد الرياضي الفلسطيني سباقا لأول مرة في البلاد وهو ارتقاء المرتفعات على "طلعة القسطل" (قرب القدس) وهي مرتفع عمودي تقريباً طوله كيلومتر وربع الكيلو متر. وكان يحق لجميع راكبي الدراجات في الأندية المنتسبة للاتحاد الاشتراك في هذا السباق الذي أعطيت فيه للفائز الأول كاس فضية وأوسمة للخمسة الأوائل كما التقط السباق بأكمله على شريط سينمائي. وهذا السباق دولي إذ دعي للاشتراك فيه عددا من المتسابقين من فلسطين بعض راكبي الدراجات في مصر وسوريا ولبنان وشرقي الأردن وقبرص وبعض أفراد البوليس البريطاني والجيش البريطاني المقيم في الشرق الأوسط. 4
    وحول هذا السباق وتحت عنوان "الدراجات وسباق فلسطين الأخير" جاء في صحيفة (فلسطين) "وقد كان قبل العيد بأيام سباق الدراجات الذي أقامه الاتحاد الرياضي الفلسطيني بواسطة لجنة ألعاب القوى ، هذا السباق تصاعدي حلزوني، فطلعة "القسطل" المعروفة كانت هدف حوالي الثلاثين متسابقاً فيهم الفلسطيني والمصري والإنجليزي والبولوني وقد أقيم السباق وكان الفائز الأول "توماس" الإنجليزي والثاني مصرياً هو السيد "محمد مصطفى الملقب باللوري والثالث فلسطيني هو السيد مصطفى أحمد من الرملة، وهكذا كان سباقاً موفقاً بكثرة مشاهديه وحكامه نذكر منهم السادة: عبد الرحمن الهباب، هاشم الحسيني، إبراهيم نسيبة ، جميل الصالح، زهير العفيفي، روك فراج وكنت ترى شخصية رياضية قصيرة تذهب تجيء بسرعة وخفة بين جماعة المتسابقين وجمهور اللاعبين فإذا تحففتها جيداً تبينت لك أنها السيد ليفون كششيان.  ومما يذكر أن أقصر مدة قطعت فيها هذه المسافة هي 6 دقائق و16 ثانية والذي قطعها هو المستر تايلور من نادي الدراجات في الجيش البريطاني في القاهرة.
  

    في 4 تشرين الثاني 1946 شارك مصطفى أحمد من معهد الشباب الرياضي في الرملة في سباق للدراجات أجري في مدينة الإسكندرية لمسافة 20 كلم ، وهذا مما لا شك به دليل واضح على تطور هذا النوع من الرياضة في ذلك الوقت ومؤشرا لنشاط وجهود لجنة العاب القوى في دفع الرياضة إلى الأمام ليبرز رياضيينا على الصعيد العربي. 

المراجع


1 صحيفة (فلسطين)  16/ 6/ 1946
2 صحيفة (فلسطين) 24 تموز 1946
3 صحيفة (فلسطين) 30 أيلول 1946
4 صحيفة (فلسطين) 20  تشرين الثاني 1946
5 صحيفة (فلسطين) 30 أيلول 1946

No comments:

Post a Comment