Sunday, February 9, 2014

اللقاءات الرياضية الفلسطينية الأردنية في الصحافة الفلسطينية


عصام الخالدي

   رغم هذه الخطوط الوهمية التي رسمت (بفضل معاهدة سايكس بيكو) لتفصل بين فلسطين والأردن إلا أن ذلك لم يغير من مشاعر الأخوة والود التي تعود جذورها إلى ماض طويل.   إن المتفحص لتاريخ العلاقات الثقافية بين البلدين بإمكانه أن يدرك جيدا أنه كانت هناك علاقة جيدة بين فلسطين والأردن في المجال الرياضي على مستوى الأندية والفرق الرياضية قبل عام 1948 والتي بدأت منذ بداية الثلاثينيات وتمثلت بعشرات اللقاءات الرياضية في كرة القدم وفي زيارات الوفود والشخصيات الرياضية إلى فلسطين وبالعكس. ولا بد للإشارة إلى هذا التعاون الوثيق بين الفرق الرياضية التابعة للقوات البريطانية في فلسطين وشرقي الأردن.

في عددها الصادر 20 نيسان 1928 جاء في صحيفة (فلسطين) (تأسست عام 1911) تحت عنوان (مباراة عسكرية):

    "جاءنا من ديوان سعادة حاكم اللواء الجنوبي ما يأتي: ستقوم قوة حدود شرق الأردن بمباريات عسكرية في يافا فقط يومي 24 و 25 نيسان سنة 1928 وذلك تحت رعاية فخامة المندوب السامي الفيلد مارشال لورد بلومر. والغاية من هذه الألعاب زيادة اموال صندوق إعانة منكوبي الزلزال في فلسطين وشرق الأردن ومع ذلك فقد تقرر تخصيص ريع المباريات لمنكوبي الزلزال في هذه المنطقة وحدهم. وأما مكان اللعب ففي ساحة النادي الرياضي (سيركل سبورتيف) [قام بتأسيسه مجموعة من الشبان العرب في مدينة يافا عام 1911] وستبتدىء في الساعة الثانية ونصف في كل يوم. وسيتخلل تلك المباريات نغمات موسيقية وستجرى فيها حركات مختلفة من سباق خيل وركض وقفز وخلع اوتاد وامتطاء صهوة الجياد على الطريقة القوقاسية وغير ذلك من ضروب التمرينات الرياضية الشيقة."
   ودليل على التعاطف والدعم في المجال الرياضي ففي تشرين الثاني 1931 تحت عنوان (نادي الاتحاد الرياضي في عمان) نشرت صحيفة (فلسطين) هذا الخبر الذي من الواضح أنه كان قد أرسل خصيصا لها "إن حبنا لمناصرة الفكرة الرياضية وتشجيعها في هذه البلاد الأردنية دفعنا إلى تشكيل ناد يضم بين جدرانه كل شاب يغار على الرياضة وتقدمها في بلادنا وقد أسميناه " نادي الأردن الرياضي" وبعطف صاحب السمو الأمير وبهمة الكثيرين من العاملين تقدم تقدما باهرا ترتاح إليه النفوس المجردة عن كل غرض ذاتي حيث صار باستطاعته منازلة أتقن الفرق الرياضية في البلدان المجاورة ولكن ظهر لنا أخيرا إن خدمة الرياضة تقضي بتوحيد الأندية في هذا البلد في ناد واحد ندعوه "نادي الاتحاد الرياضي" غير أن هذه الفكرة الطيبة التي لاقت قبولا من جميع اللاعبين في الناديين المرغوب توحيدها وهما نادي الأردن ونادي طلال لم تلق ارتياحا في نفوس بعض الذين اتخذوا النادي مسرحاً لتمثيل مؤامرات شخصية تضر بمصلحة الرياضة التي يجب أن تكون في معزل عن الشخصيات ولذلك فقد آثرنا أن ننعزل عن هؤلاء الإخوان ونعلن انضمامنا إلى نادي طلال مشكلين ناديا جديدا سميناه "نادي الاتحاد الرياضي"تحقيقا للفكرة السالفة الذكر. وليطلع الرأي العام الرياضي الذي يهمه نجاح الرياضة البدنية أعلنا هذا البيان.
عمان 8-11-1931.
يعقوب المطالقة ، قاسم الروسان ، رشاد يعقوب ،  زكريا الداغستاني ، بشير خير ، عبد الرحمن سنو ، إبراهيم الحاج عمر ، مصطفى الروسان ، وجيه منكو. [i]

     ذكرت صحيفة الكرمل أنه في27 نيسان 1932 سافرت فرقة النادي الرياضي الإسلامي اليافية إلى عمان بطريق القدس وزارت آثار جرش الرومانية ثم عادت بطريق إريد  إلى طبرية فالناصرة فجنين فطولكرم فيافا.
   كانت زيارة النادي الرياضي العربي المقدسي إلى عمان في تشرين الثاني 1934 من أوائل اللقاءات الكروية بين فلسطين والأردن فقد تبارى هذا النادي هناك مع منتخب عمان بدعوة من هذا وكانت الحفلة تحت رعاية سمو الأمير عبدا لله إلا انه لمرض ألم بسموه أناب عنه صاحبي السمو الأميرين طلال ونايف ، وقد حضرها جمهور كبير من أهالي عمان وموظفي الحكومة ورجال الجيش والمسؤولون البريطانيون وقد أسفرت النتيجة عن فوز فريق النادي على منتخب عمان بخمس إصابات ضد إصابة واحدة. وقد علمت صحيفة (الدفاع) أنه كان بين لاعبي منتخب عمان أربعة من الانجليز من بينهم اثنان من قوة الطيران.[ii]
 
    تعززت اللقاءات الفلسطينية الأردنية في الأربعينيات وخاصة بعد إعادة تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني في أيلول 1944. وكان من ضمن مهمات هذا الاتحاد تعزيز العلاقات واللقاءات مع الفرق العربية من الدول العربية الشقيقة. في نيسان 1945 توجه  إلى عمان فريق نادي الاتحاد الأرثوذكسي وتبارى هناك مع فريق فيصل  وقد فاز الفريق الأرثوذكسي بإصابتين مقابل إصابة واحدة.[iii] وفي تشرين الأول 1945 حضر فريق النادي الأهلي الرياضي في عمان وتبارى مع النادي الأرثوذكسي في القدس على ملعب جمعية الشبان المسيحية. [iv] في تشرين الأول 1945 نشرت صحيفة (الدفاع) هذا الخبر "تبارى بعد ظهر الأحد في عمان فريق النادي الرياضي العربي المقدسي ضد فريق النادي الأهلي بعمان. ابتدأت المباراة في تمام الساعة الثالثة بحضور عدد من الشخصيات البارزة ومالا يقل عن ثلاثة آلاف متفرج وقد سيطر فريق الأهلي على الملعب في الخمس عشرة دقيقة الأولى وبعدها أعاد العربي تنظيم خطط هجومه فأصبح يسيطر على الملعب حتى نهاية الشوط الأول الذي انتهى بدون تسجيل إصابات. وفي الشوط الثاني قام فريق العربي بتوزيعات بديعة كان يفسدها دفاع الأهلي القوي حتى تمكن العبي من تسجيل إصابته الأولى والأخيرة بضربة حرة أودعها فيصل شبكة الأهلي. وهكذا انتهب المباراة بفوز العربي بإصابة مقابل لا شيء. وكانت موسيقى الجيش العربي تعزف خلال المباراة. وبعد اللعب أقام النادي الأهلي حفلة شاي شائقة في فندق فكتوريا للفريق الضيف تبودلت خلالها الخطب الودية. وقد تشرف وفد من النادي العربي بزيارة حضرة صاحب السمو الأمير عبد الله في قصر رغدان العامر."[v] وفي شباط 1946 التقى النادي الدجاني المقدسي مع النادي الأهلي في عمان وكانت النتيجة التعادل إصابتين لكل منهما. [vi] وفي تشرين الثاني 1946 التقى نادي الجزيرة الأردني مع النادي الأرثوذكسي على ملعب جمعية الشبان المسيحية في القدس. [vii]
  يكتب محرر الزاوية الرياضية في صحيفة (فلسطين) في أيلول  1946 "سبق أن وصفنا رحلتنا إلى عمان في عدد مضى وشرحنا ما شاهدناه هناك من أندية وملاعب ومعالم ولم نذكر ما أحسسنا به بعد انتهاء الزيارة وما همس به في آذاننا بعض الزملاء هناك، مما خصصنا له هذا المقال ، فماذا وجدنا وسمعنا في عمان؟؟ وجدنا أن في البلاد عدداً من فرق كرة القدم حذقت اللعبة وتفننت فيها مما يبشر بتقدم ملموس. ووجدنا كرما فياض تجلى فيما قدموه لنا من ترحيب وحسن وفادة وكرم ضيافة، وجدنا هناك أجساما فتية ونفوسا أبية وروحا عالية رياضية. وجدنا تعاونا ملموسا بين الأندية على اختلاف أجناسها لا فرق بين الجراكسة والشوام والأرمن والأردنيين. وجدنا فيهم ميلا إلى الطلب الهادئ، فقد همسوا في آذاننا بأنهم في حاجة إلى عون الحكومة لتمدهم بالعطف والتشجيع فتقوي رسالتهم وتدعم حركتهم. وجدنا في صحافة البلاد المحلية قسما صغيرا للرياضة البدنية وسرد الأخبار ولم تخصص المقالات الرياضية مع أن الرياضة تحتل الآن أبرز العناوين في أمهات الصحف، ونحن بدورنا نرجو للمملكة في عهدها الجديد كل خير وكل تقدم وأن تحقق آمالها في القريب العاجل ، فنجد فيها كل شيء ترضاه الرياضة، وتتنافس مع الأقطار العربية في تربية أجسام الفتيان وفي شتى الألعاب كما أنها تأخذ مكانها اللائق بها في سوق الألعاب الأولومبية بين الأمم".[viii]
نشرت صحيفة (الدفاع) في كانون الثاني 1947 رسالة من السيد سمعان قندح من عمان تصحيح لنبأ كانت قد نشرته في عدد سابق من أن  النادي الأهلي في عمان أحضر معه إلى يافا نخبة ممتازة من لاعبي كرة القدم في شرقي الأردن لمنازلة الرياضي الإسلامي بيافا مؤكدا في هذه الرسالة أن بطولة شرق الأردن أحرزها ناديا الأردن والفيصلي، وأن الأهلي لم يصحب معه إلى يافا من نادي الأردن غير جناحه الأيمن، ولذلك فإنه في هذه المباراة لا يمثل الناديين المذكورين اللذين يعتبران ركني الرياضة في شرق الأردن.[ix]
   تحت عنوان أين هو الاتحاد ، جاء في جريدة (فلسطين) في 18 كانون الثاني 1947 الخبر التالي  "ورد علينا العدد الأخير من جريدة (الجزيرة) التي تصدر في شرقي الأردن وفيها هذا المقال ننشر ملخصه عن الزميلة: أين اتحادنا الرياضي من مباراة النادي الأهلي بعمان مع النادي الرياضي الإسلامي بيافا يوم الجمعة 3-1-47 . وأين اتحادنا الرياضي من تلك النتيجة المؤسفة، أراد الأهلي وحده منازلة الإسلامي وجها لوجه وهكذا كان له ما أراد وكانت له النتيجة التي لم يرد. إن الأهلي بعد أن انسحب منه عدد غير قليل من لاعبيه – لا يستطيع منازلة بطل فلسطين. ألم يكن الأفضل أن يأخذ الأهلي ما ينقصه من لاعبين في هذه المباراة من الأندية الأخرى ؟ بل الم يكن الأحرى أن الاتحاد الرياضي هو الذي ينتخب وينظم ويشرف على مثل هذه المباراة ؟ ما كنت لأريد أن اكتب هذه الكلمة لولا أن الصحف الفلسطينية أعلنت وفي أمكنة بارزة منها أن النادي الأهلي احضر معه نخبة ممتازة من خيرة لاعبي شرق الأردن. اتهمنا بالقوة وصارحنا الموقف بالغلب الفظيع."
في آذار 1947 التقى النادي الرياضي الإسلامي بيافا في مباراتين مع فريق نادي الأردن الرياضي وفريق النادي الأهلي . وفي نيسان 1947 تغلب فريق أهلي عمان على إسلامي يافا بخمس إصابات مقابل إصابتين. [x]
تحت عنوان "أهلي عمان يتغلب على إسلامي يافا" جاء في صحيفة (الدفاع) في 27 نيسان 1947 "تمكن فريق النادي الأهلي بعمان من التغلب على فريق النادي الرياضي الإسلامي بيافا بخمس إصابات مقابل اصابتين وذلك في مباراة كرة القدم التي اقيمت بينهما في عمان بعد ظهر الجمعة – أول أمس – بحضور ما يزيد على خمسة آلاف متفرج. وقد بدا أهلي عمان في هذه المباراة نشيطا للغاية وامتاز خط هجومه بالسرعة الخطرة ودقة التوزيع والتعاون مما أربك دفاع الإسلامي وشل حركته. أما الإسلامي فقد رأيناه في هذه المباراة مفككا ينقصه اتقان التوزيع والتصويب على الهدف ، وقد لعب الفريق الذي اعتدنا أن نراه يلعب في يافا ويحرز الانتصارات المتوالية ولا ندري سبب ذلك ونعتقد أنه ليس هناك أي سبب سوى تراخي لاعبيه واستهتارهم . وهذا ما نرجو أن يتلافاه هذا الفريق في المستقبل .
     في آذار 1947 نشرت زاوية الألعاب الرياضية في (فلسطين) الخبر التالي "جاءنا من أمين سر اللجنة العامة لكرة القدم في الاتحاد الرياضي الفلسطيني ما يلي:
.... فهم أن أحد أندية عمان يرغب في القيام برحلة رياضية إلى مصر لمباراة فرقها في كرة القدم وعلم أنه يفاوض بعض اللاعبين الفلسطينيين المنتسبين لأندية الاتحاد للسفر معه والإشتراك في هذه المباريات لذلك يلفت نظر جميع أندية ولاعبي الاتحاد إلى أن قانون الاتحاد لا يجيز ذلك ويعتبر اللاعب الذي سيشترك في هذه المباريات مخالفا للقانون" [xi] ومن المعروف أنه في القانون الداخلي للاتحاد الرياضي الفلسطيني كان هناك بند يشير إلى أنه لا يحق لأي لاعب ينتمي لناد منتم للاتحاد أن يشارك مع فريق آخر دون أخد السماح من الاتحاد. 

تحت عنوان "الاستعداد لمباراة أهلي عمان" جاء في (زاوية الدفاع الرياضية) في 21 تشرين الأول 1947 "تعقد اللجنة الرياضية للنادي الرياضي الإسلامي بيافا جلسة هامة الساعة السادسة مساء غد الأربعاء – وذلك لوضع ترتيبات مباراة الفريق الأول للنادي مع فريق النادي الأهلي بعمان التي تجري على ملعب البصة بعد ظهر يوم السبت ثاني أيام العيد ولإختيار اللاعبين الذين سيشتركون في هذا المباراة الهامة. "  وليس من المعروف إذا تمت هذه المباراة أم لا وذلك بسبب تأزم الأوضاع في فلسطين ، فنشاط الشباب في تلك الفترة اصبح موجها ضد العصابات الصهيونية وليس من اجل التدريب على تقوية اجسادهم والاستمتاع بالتباري مع اخوانهم العرب.   
 



[i]  صحيفة (فلسطين) تشرين الثاني 1931
صحيفة (الدفاع) 4 كانون الأول 1934 [ii]  
[iii]   صحيفة ( الدفاع)1 نيسان  1945
[iv]  14صحيفة (الدفاع)  13 تشرين الثاني 1945
[v]  صحيفة (الدفاع) 27 تشرين الثاني 1945
[vi]   صحيفة (الدفاع)  16 شباط 1946
[vii]   صحيفة (الدفاع)  6 كانون الثاني  1946
[viii]   صحيفة (فلسطين) 15 أيلول 1946
[ix]  صحيفة (الدفاع)  6 كانون الثاني 1947.
[x]  صحيفة (الدفاع)  27 نيسان 1947
[xi]  صحيفة (فلسطين) 25 آذار 1947

No comments:

Post a Comment