Tuesday, November 18, 2014

شخصيات رياضية في فلسطين في فترة الانتداب


 
 
اللاعب زكي الدرهلي .... شهيد فلسطين [1] 1948
 
      لعب مع فريق الجامعة الأمريكية في بيروت كجناح أيسر ثم مع فريق النادي الرياضي الإسلامي في يافا في الأربعينيات ، كما كان عضوا في منتخب فلسطين في تلك الفترة. وقد أصيب في رجله مما اضطره إلى اعتزال اللعب . ثم أخذ يعمل كناقد رياضي في صحيفة (فلسطين). استشهد في كانون الثاني 1948 من جراء عبوة ناسفة كانت قد زرعتها العصابات الصهيونية في عمارة السراي في يافا (التي جرت فيها الانتخابات البلدية في عام 1946).[2]
 
الملاكم واكيم نوفي
    قام واكيم نوفي في بداية الثلاثينيات بتدريب الملاكمين في نادي الكرمل في حيفا (تأسس في العشرينيات).التقى في نابلس مع بطل البوليس الانجليزي ومع كالم روزمينتا اليوغسلافي الجنسية ، كما التقى مع البطل المصري محمد فرج في العام نفسه ، وكذلك التقى البطل المصري عبده الطنطاوي في مصر ، وكان هذا اللقاء برعاية البرنس عباس حليم عام 1929 في نادي بوكاليني (نادي الملك فاروق) ، وكان الفوز حليف البطل الفلسطيني واكيم نوفي ، وأحرز الكأس والميدالية الذهبية بعد فوزه بالضربة القاضية في الجولة الثانية عشر ، والجدير بالذكر أن واكيم نوفي كان يكتب لمجلة "الشباب والرياضة" باسم كايد عمر. [3]
 
المصارع سليمان البيبي
    يعتبر سليمان البيبي من أفضل المصارعين في فلسطين في فترة الانتداب بالإضافة إلى المصارعين مصطفى الهباب ومحمد أبو هدلة وحسن اسمية وحسين بشناق ، كان ينتمي إلى جمعية العمال العربية في حيفا ، وقد  تغلب على جميع مصارعي اليهود في وزنه.  جاء في صحيفة (فلسطين) في 20 آب 1944 هذا الخبر "فرقة العمال الرياضية بحيفا تقدم بطلبها في المصارعة الرومانية سليمان محمد البيبي لتحدي بطولة فلسطين في وزن الخفيف المتوسط للمرة الثانية. ونلفت نظر الجمهور إلى أن التحدي السابق كان أعلن عنه منذ شهرين سابقاً وللآن لم يتقدم احد لقبول التحدي وعلى هذا إذا لم يتقدم احد لقبول التحدي في خلال عشرين يوماً القادمة يحق للبطل المذكور أن يحمل لقب بطولة فلسطين ."
   بعد النكبة هاجر البيبي إلى لبنان ، وتقول زوجته في مقابلة مع الناشط والصحفي خالد عجاوي  وعن الكؤوس والميداليات التي فاز : نعم ... لقد أصبحت مصدر رزقنا ، إنني أذكر أننا نزلنا من عكا إلى بنت جبيل (جنوب لبنان) بعد أن طردنا وشردنا قسرا من فلسطين في العام 1948 ، بعنا 35 ميداليه مذهبية هناك لنستطيع العيش بثمنها ! ... أما الكؤوس فكانت كثيرة وعديدة الأشكال ، وقد كان سليمان قد أهدى أكثرها للأبطال الصغر الذين كان يقوم بتدريبهم لتشجيعه في الحفلات التي كانت تقام في حيفا ويافا والقدس والجليل وغيرها من المدن الفلسطينية.[4]
الحكم والناشط إسبرو إقديس
   بدأ يلعب كرة القدس في نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات مع النادي الأرثوذكسي في يافا ، وهو من أشهر حكام كرة القدم في فلسطين بالإضافة إلى عطا الله قديس وروك فراج وإبراهيم سليم نسيبة وأحمد زهير العفيفي من القدس ثم عبد الرحمن الهباب وعبد السلام الدجاني وفوزي الشنطي من يافا وصبحي فرح من غزة. [5]  كما وكان مدير القسم الرياضي في جمعية الشبان المسيحية في القدس. مارس في لعبة التنس الأرضي في نادي السيركل سبورتيف في يافا كما ولعب كرة القدم ايضا مع النادي الأروثوذكسي في يافا. في كانون الأول عام 1943 بناء على الدعوة التي وجهها النادي الأرثوذكسي بيافا إلى النوادي الأخرى والمدارس الثانوية فقد تألف اتحاد لكرة السلة تحت اسم (اتحاد كرة السلة لمنطقة يافا) واشترك فيه النادي الرياضي القومي والنادي الأرثوذكسي ونادي الهويتشتمن ونادي المعهد الوطني والمدرسة العامرية والوطنية الأرثوذكسية وكلية الفرير وقد انتخب السيد سبيرو قديس ممثل النادي الأرثوذكسي سكرتيراً لهذا الاتحاد.[6]
 
   قام الاتحاد الرياضي الفلسطينيي بعد اعادة تأسيسه بإنشاء اللجنة العامة لكرة القدم في فلسطين التي انبثقت عنها لجنة فرعية تقوم بتعيين الحكام لمباريات البطولة في فلسطين ومباريات منتخبات المناطق وغيرها. وكانت لجان المناطق تعين الحكام لمباريات فرق المنطقة.
 
   في تموز 1947 جاء في صحيفة (الدفاع) تحت عنوان (عطا الله قديس) هذا الخبر "يذكر القراء أن السيد عطا الله قديس مدير القسم الرياضي في جمعية الشبان المسيحية بالقدس واحد حكام الاتحاد المعروفين قد غادر البلاد مؤخرا إلى أميركا وقد أدى في زيارته هذه خدمة جليلة لفلسطين العربية إذ أنه عرف الأمريكان أن عرب فلسطين يقدرون الرياضة حق قدرها وأن مستواهم الرياضي في الألعاب المختلفة مستوى جيد وقد بذل جهوداً كبيرة في ذلك إذ أن الأمريكان كانوا يجهلون عنا  كل شيء. وقد استطاع السيد عطا الله في زيارته هذه أن يحاضر في مؤتمر رياضي ضم حوالي 60 مندوب رياضي من مختلف أنحاء أميركا شرح فيه مدى تقدم العرب في النواحي الرياضية وكذلك حاضر في عدة جهات عن لعبة كرة القدم وعن الاتحاد الرياضي الفلسطيني كما أنه طلب معلومات أخرى من الاتحاد عن نشاطه وعدد الأندية المشتركة فيه حتى يعمل على نشرها في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك فقد أثبت السيد عطا الله للأمريكان أن في فلسطين شبابا يفهمون القوانين الرياضية كل الفهم إذ أنه لاقى كل إعجاب وتقدير عندما حاضر عن لعبة كرة القدم وقانون الحكام وقد طلب منه أن يحاضر في جهات أخرى واعتبره الأمريكان من أحسن الذين يفهمون قانون لعبة كرة القدم سيما وأن هذه اللعبة أخذت في الانتشار في أميركا مؤخراً. هذا وسيبقى السيد عطا لله في أميركا لإكمال علومه في جامعة كولومبيا والحصول على شهادة الدكتوراه في التربية. ولا شك أن وجوده في أميركا فيه كل الفائدة للقضية الفلسطينية."[7] 
    ولم يرد أي خبر عنه بعد مغادرته إلى أمريكا ، وهذه مهمتنا من أجل الاستمرار في التنقيب عن اخباره !!
 
إبراهيم نسيبة
     إن هذه الإنجازات التي تم تحقيقها على الصعيد الرياضي في فلسطين في فترة الانتداب اعتمدت على عدة عوامل والتي كان أهمها تفاني وعطاء الكثيرين من ابناء فلسطين الذين بذلوا جهودهم ووقتهم وامكانياتهم من أجل الرقي بهذه الحركة ودفعها إلى الأمام لتصبح على مستوى يهدد الجانب الصهيوني الذي كان يسعى من أجل الهيمنة على الحركة الرياضية في فلسطين في تلك الفترة.  وكان من بين هؤلاء الناشط والأستاذ والمدرب والحكم إبراهيم نسيبة  ، وهو احد مؤسسي النادي الرياضي العربي في القدس في عام  1928مع زملائه فؤاد خضرة ونزار استانبولي وفوزي محي الدين النشاشيبي (امين صندوق) وخالد الدزدار (رئيساً للفريق الرياضي) ، وقد تولى نسيبة رئاسة هذا النادي لفترات طويلة.
     في عام 1924 شكل اليهود ما يسمى بمنظمة كرة القدم للأندية من أجل ضم كافة الأندية الصهيونية وتنظيم عملها. في عام 1924 حاول بعض قادة المكابي أن يضموا منظمتهم إلى الاتحاد الدولي للرياضيين الهواة. ولكن مساعيهم باءت بالفشل لأن المكابي لم تكن تمثل العرب والانجليز واليهود في فلسطين بشكل متساوٍ، بالتالي فإن هذه المحاولة الفاشلة لم تثن من عزيمة جوزيف ياكوتيلي ( (Joseph Yakutieliالقيادي البارز في المكابي فمنذ بداية عام 1925 حاول أن يكسب عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم . وكانت الوسيلة الوحيدة للوصول إلى ذلك هي تأسيس (اتحاد فلسطين لكرة القدم) في صيف 1928. [8] وتمت دعوة النادي الرياضي العربي في القدس وكان يمثله إبراهيم نسيبة.[9] ومن الواضح أن قدوم اليهود على إنشاء هذه الاتحاد من خلال تعاونهم مع العرب والانجليز لم يأت من دوافع الود والتعاون المشترك، بل من دافع المصلحة القومية والفردية والانتهازية. وفي حزيران 1929 قبل هذا الاتحاد في اتحاد كرة القدم العالمي (FIFA) ، وفوراً حالما حقق اليهود حلمهم  في هذا الاتحاد وانتهت المهمة التي من أجلها قاموا بتأسيسه، فبعد أن أوحوا للعالم بأن العرب هم مشاركين أساسيين فيه بدأوا بتهميش العرب منه ولم يلتزموا بالقوانين الداخلية لهذا الاتحاد وبتعاونهم مع البريطانيين حاولوا الهيمنة عليه وإعطائه الطابع الصهيوني سواء بجعل أنفسهم غالبية فيه أو بإدخال اللغة العبرية والعلم العبري في شعاراته .
في عام 1931 تم تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني كرد فعل على ممارسات الصهاينة على الصعيد الرياضي . وفي تموز 1937 شكل هذا الاتحاد لجنة لإقامة مهرجان رياضي تقرر إقامته في مدينة القدس. وكانت اللجنة مكونة من السيد روبرت يونغ معلم الرياضة البدنية في روضة المعارف ، ومن إبراهيم نسيبة وحسين حسني سكرتير.
فورا بعد تأسيس الاتحاد تم انتخاب إبراهيم نسيبة وروك فراج عضوين في اللجنة المركزية للاتحاد عن منطقة القدس التي تتألف من تسعة أعضاء ، منطقة حيفا – يونس نفاع وفهد عبد الفتاح ، منطقة يافا – عبد الرحمن الهباب وإسبيرو إقديس ، منطقة غزة – رشاد الشوا ، منطقة نابلس – جمال يوسف قاسم ، منطقة الجليل – محمد يوسف الزعبي.[10] وتم كذلك تسمية سكرتيري اللجان العامة للألعاب المختلفة:
1.      إبراهيم سليم نسيبة - سكرتيرا للجنة العامة لكرة القدم
2.      فهد عبد الفتاح  - سكرتيرا للجنة العامة لكرة السلة والطائرة
3.      روك فراج - سكرتيرا للجنة العامة للتنس وتنس الطاولة
4.      ليفونكشيشيان - سكرتير للجنة العامة لألعاب القوى والدراجات
في الجلسة التي عقدها الاتحاد في 20 تشرين الأول عام 1946 قرر حل اللجان العامة وإعادة تشكيلها على النحو التالي:  كرة القدم: مركز اللجنة القدس، وأمين سرها السيد إبراهيم سليم نسيبة وأعضاؤها السادة: سامي العلمي، نظام الشرابي، نصري الجوزي، وصفي بسيسو.
    أيضا كان إبراهيم نسيبة عضوا في لجنة العاب القوى تضم في عضويتها السيد ليفونكشيشيان وجورج طنوس وحسين حسني (من مصر ، أستاذ للتربية البدنية ، ساهم في الزاوية الرياضية في صحيفة "فلسطين") وقد عملوا بجهد من أجل إقامة سباقات في الركض والرمي. وكان إبراهيم نسيبة ايضا عضوا في  اللجنة العامة لتنس الطاولة المتفرعة عن الاتحاد الرياضي الفلسطيني التي كان تضم أيضا إسبيرو قديس وحازم نسيبة وألبير أبيلا وروك فراج  وقد عهد إلى السادة إبراهيم وحازم نسيبة وروك فراج بوضع القانون الداخلي.
في كانون الثاني 1946 تم  بناء ملعب نادي شباب العرب بحيفا وكان يتسع لما يربو عن الألف شخص وقد افتتح رسميا بمباراة ودية كبرى برعاية الهيئة العربية العليا بين فريق شباب العرب وفريق نادي الاتحاد الأرثوذكسي المقدسي وقد وافقت محطة الإذاعة الفلسطينية على إذاعة وصف للمباراة ونقلها إلى المستمعين السيد إبراهيم نسيبة .
وكما أشير سابقا أن نسيبة كان حكما فقد ذكرت صحيفة (فلسطين) في تشرين ثاني 1947 أنه التقى النادي الرياضي الإسلامي في يافا مع فريق بردى بطل دمشق  فتغلب عليه بثلاث إصابات مقابل إصابتين وقد حكم المباراة بدقة متناهية حكم الاتحاد الفلسطيني المعروف السيد إبراهيم سليم نسيبة.[11]
بعد عام 1948 عمل إبراهيم نسيبة مفتشا للتربية البدنية في وزارة التربية والتعليم الأردنية.
 
مراجع وملاحظات:



[1]هناك مزيد من الشخصيات الرياضية على موقع www.hpalestinesports.net تضم: أديب الدسوقي ، سنحاريب صليبا ، حسين حسني ، خير الدين أبو الجبين.
[2] خير الدين أبو الجبين ، قصة حياتي بين فلسطين والكويت ، دار الشروق ، 2002 ، ص 87.
[3]  عجاوي، تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية في الشتات، الدار الوطنية الجديدة ، دمشق ، 2001 .
[4]خالد عجاوي، ص. 39-40.
[5] أبو الجبين ، مصدر سابق ص. 444.
[6]صحيفة )الدفاع( 5 كانون الثاني 1943.
[7] صحيفة ( الدفاع) 16 تموز 1947.
[8] Kaufman, HaimJewish Sports in the Diaspora, Yishuv, and Israel: Between Nationalism and Politics Israel Studies - Volume 10, Number 2, Summer 2005, pp. 147-167
[9]Tamir, Sorek. Palestinian Nationalism has left the field: A Shortened History of Arab Soccer in   Israel. International Journal of Middle East Studies – 35, (2003).
[10] صحيفة (فلسطين) 9 تشرين الأول 1945.
[11] صحيفة (فلسطين) 27 تشرين ثاني 1947.


No comments:

Post a Comment