Wednesday, August 16, 2017

الرياضة الفلسطينية في الشتات 1967 – 1993



      عصام الخالدي
     في المقالات السابقة تعرضنا لشرح موجز عن الرياضة الفلسطينية منذ 1948 وحتى 1967 ، ومن الطبيعي أن هذا التشتت الذي تعرض له شعبنا لم يكن له أثر سلبي عليه  (شعبنا) فحسب بل على الرياضة الفلسطينية ، وذلك لتعدد مناطق الشتات التي لم تقتصر على لبنان وسوريا والأردن فحسب بل أيضا شملت قطاع غزة والضفة الغربية ومصر والعراق ودول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة وغيرها.  أيضاً أريد تذكير القارئ بأن مركز ثقل الحركة الرياضية الفلسطينية بعد عام 1948 انتقل من يافا – فلسطين إلى قطاع غزة واستمر حتى عام 1967 ، حيث شهد القطاع تطورا ملحوظا في تقدم الرياضة والقدرة التنظيمية في بناء الاتحادات الرياضية المختلفة وفي السعي لضمها للاتحادات الرياضية الدولية المختلفة من بينها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).

     أتت نكبة عام 1948 لتشتت 750.000 فلسطيني ، ليصبحوا لاجئين في دول مجاورة عدة ، وقد قام الصهاينة أيضاً بتدمير 530 قرية ، وقتل 15.000 فلسطيني وقاموا بارتكاب سبعين مجزرة . وكانت النكبة بمثابة ضربة قاضية للرياضة الفلسطينية ، إلا أنه برغم هذه الضربة استطاعت الحركة الرياضة الفلسطينية بفضل الخبرات السابقة والدعم العربي ، وإرادة شعبنا في إثبات وجوده والنهوض ، ولملمة قدراتها وشحذ همتها والاستمرار رغم العقبات ورغم التشتت. وبالطبع لم يكن هذا سهلا ، ولم يتوقف هذا على الرياضة الفلسطينية فحسب ، بل شمل كل نواحي الحياة الثقافية والاجتماعية وغيرها ، ولربما أن تجربة شعبنا في حقبة الانتداب عززت به هذه المرونة لاستعادة بعض قواه ، بالإضافة إلى أن التفافه تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية عمل على تجميع وتوجيه الطاقات، مما أعطى دفعة للرياضة الفلسطينية وأضفى عليها صبغة مميزة ، في فترة تميزت بجو من الديمقراطية . وليس غريباً أن فترة السبعينيات والثمانيات شهدت تطوراً ديمقراطياً  فاق ما هو عليه في المجتمعات العربية الأخرى برغم الشتات والنفي ، هذا ما كان له انعكاس أيضاً على الرياضة وتطورها في تلك الفترة.
   بالطبع فقد أدى تشتت الشعب الفلسطيني في الدول المجاورة العديدة (وفي العالم) إلى تشتت الرياضة الفلسطينية على مر العقود ، مما عمل على عرقلة في التنظيم والإدارة الرياضية. وتجلت ظاهرة التشتت بعدة مظاهر أولا: انتقال مركز ثقل الحركة الرياضية من فلسطين إلى قطاع غزة ومن ثم إلى الأردن (1967- 1970)، ثم إلى لبنان (1970 - 1982) وبعدها إلى سوريا ، ثم إلى تونس وبعدها إلى غزة لينتهي به المطاف في رام لله . ثانيا: تشتت مراكز الاتحادات الفلسطينية لأنواع الرياضات المختلفة وتنقلها ، فمثلا كان مركز اتحاد كرة اليد في الكويت حتى عام 1979 ، وتم حله ونقلت إدارته إلى سوريا بناء على قرار المكتب التنفيذي في عام 1979 ، ومرة جديدة يعود مركز هذا الاتحاد إلى الكويت بتشكيل هيئة إدارية جديدة.  ثالثا: تشتت اللاعبين ، وهذا ما حدث منذ المشاركة الأولى لفلسطين في الدورة العربية الأولى في القاهرة عام 1953 ، عندما كانت الحركة الرياضية متمركزة في غزة ، فقد كان يتم تجميع عناصر المنتخب الفلسطيني من قطاع غزة ومصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق وبقية أجزاء الشتات. وعلى سبيل المثال في بطولة كأس العرب في العراق عام 1966 مثل المنتخب الفلسطيني  لاعبون من قطاع غزة (بينهم فائق الحناوي حارس مرمى فلسطين) بالإضافة إلى لاعبين من مصر وسوريا ولبنان.

   اخذت الرياضة في الشتات سمة الأصالة وهي سمة خاصة بها من جهة بسبب عدم تماثلها في المجتمعات المضيفة، ومن جهة أخرى - كما حدث في الأردن - فقد كان هناك تماثل واضح فضلاً عن الحفاظ على الهوية الفلسطينية. إن ظروف التشتت في دول كثيرة ومختلفة جنّبت الفلسطينيين من أن يصبحوا متجانسين اجتماعيا ، حتى أن سكان المخيمات دخلوا ببطء في المجتمعات من حولهم ، فالأكثر حظاً ذهب إلى الجامعات أو أسس أعمالاً أو أصبح مهنياً. ولكن حقيقة الفقدان - أي  المعنى الحقيقي للفقدان - خلق مجتمعاً [فلسطينياً] اصيلاً إلى جانب المجتمعات المضيفة . [1]
    لقد كان هناك اختلاف في حياة اللاجئين بعد عام 1948 في الدول التي كانوا فيها ، وكان هذا يعتمد على تطور هذه الدول. فالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للدول المضيفة بالإضافة إلى علاقة هذه الدول مع منظمة التحرير الفلسطينية كان له أثرا على السكان الفلسطينيين ،[2] وعلى وتيرة التطور الرياضي فيها.  
  إن ظروف الحياة في مخيمات اللاجئين (والمناطق الحضرية الشبيهة بالأحياء الفقيرة، والفقر، والتمييز في سوق العمل) كان لها انعكاساتها على تطور الرياضة. وعلى الرغم من أن سكان المخيمات الفلسطينيين عموما يتمتعون بخدمات صحية وتعليمية كافية، إلا أنهم يشعرون بالاستياء والتجاهل في الخطط الاجتماعية والاقتصادية للبلد المضيف. وفي حين أن الاختلافات بين سكان المخيمات واللاجئين في المناطق الحضرية (سكان خارج المخيمات) في سوريا وبدرجة أقل في الأردن ضئيلة نسبيا، فإن الفجوة بين المخيمات وخارج المخيمات في لبنان وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة هائلة. ويمكن تفسير ذلك من خلال حقيقة أن المخيمات في الأردن وسوريا تشكل، بشكل عام، مساحات مفتوحة، تنظمها الدولة المضيفة، بينما في لبنان تقام في أماكن مغلقة. [3] حيث كان لهذه الميزة انعكاس على التطور الرياضي وعلى مسألة الذوبان والاحتفاظ بالهوية الوطنية. ولكن بشكل عام  فقد استمر تأسيس الأندية منذ الخمسينيات وحتى التسعينيات في كل انحاء الشتات ، هذه الأندية التي حملت أسماء المخيمات التي وجدت بها وأسماء القرى والمدن في فلسطين.

المجلس الأعلى لرعاية الشباب
  في 28 أيار عام  1964 تأسست منظمة التحرير الفلسطينية  أثناء انعقاد المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس لكي تكون الكيان السياسي لتمثيل المصالح الفلسطينية ، وعلى الرغم من أن منظمة التحرير الفلسطينية أوجدت وطورت وعززت طائفة من المؤسسات التي تهدف إلى تلبية حاجات الشعب الفلسطيني في المنفى ، إلا أنه لم يلاحظ في مقررات المجلس الوطني الفلسطيني الصادرة عن الدورات المتعاقبة منذ عام 64-68 أي إشارة للنشاط الشبابي والرياضي باستثناء ما ذكر في دورة المجلس الوطني لعام 1968 ، حيث شكلت دائرة سميت بالتنظيم الشعبي كان مهامها الاعتناء بالشؤون الثقافية والاجتماعية. وعندما أصبحت حركة فتح القوة المهيمنة داخل المنظمة وبدأت بتنظيم الحركة النضالية الوطنية الفلسطينية ، أصبحت تولي اهتمامات ليس فقط في النواحي العسكرية فحسب بل شمل هذا الاهتمام كل مناحي الحياة ، الصحية والتعليمية والثقافية والرفاه الاجتماعي والشؤون الاقتصادية وغيرها. من هنا بدأ الاهتمام الفعلي والجاد بإنشاء جهاز يتولى قيادة الحركة الرياضية والشبابية والكشفية الفلسطينية.[4]

     في عام 1969 أصدرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قرارا يقضي بتجميع الطاقات الشبابية الفلسطينية ضمن إطار أطلق عليه اسم المجلس الأعلى لرعاية الشباب عين السيد أحمد أديب العلمي سكرتيرا عاما له والذي استطاع من خلال تحركه تشكيل لجان لرعاية الشباب في كل من سوريا ولبنان والعراق ومصر والكويت ، إضافة إلى مقر المجلس في عمان . ولم تمض سنة على عمله هذا حتى صدر قرار من السيد فاروق القدومي رئيس دائرة التنظيم الشعبي يقضي بتسليم السيد إبراهيم الزرد سكرتيرا عاما للمجلس، حيث دعا الأخير أمناء سر اللجان الفرعية للشباب في الأقطار المذكورة إلى مؤتمر يعقد في عمان في الأسبوع الأول من شهر تموز وكان مخصص لبحث أمور تنظيمية تتعلق برعاية الشباب. ولا يعرف إذا عقد هذا المؤتمر وذلك بسبب تأزم الوضع فمن المعروف أنه وبعد شهرين اشتعلت حرب أيلول بين المليشيات الفلسطينية والجيش الأردني.
   لم يكن ترتيب الأوضاع الداخلية هو الهم الوحيد لقيادة المجلس. فقد استطاع المجلس تحقيق أهداف أخرى التي كان أهمها هو الاشتراك في المؤتمرات الشبابية المنبثقة عن جامعة الدول العربية للانطلاق منها نحو المؤسسات الدولية. وكان من أهمها المؤتمر الأول لمجلس وزراء الشباب والرياضة العربي الذي عقد في القاهرة في أيلول 1969. واستطاع وفد فلسطين الحصول من المؤتمر على توصيات هامة تتعلق بدعم الشباب الفلسطيني في أماكن تواجده ، ولعب وفد فلسطين دورا رئيسا في نجاح المؤتمر المذكور وتحقيق الهدف الذي عقد من أجلة. وقد وافق المؤتمر على إفساح المجال أمام شباب فلسطيني للتدريب وممارسة الرياضة في مؤسسات الشباب وأنديته الرياضية والاجتماعية في كافة الأقطار العربية. أيضا وافق المؤتمر على إتاحة المجال لشباب فلسطين لتمثيل بلاده في المناسبات الرياضية كلما دعت الحاجة والعمل على اشتراك شباب فلسطين في الاتحادات الدولية الرياضية والكشفية وغيرها.[5]
   بعد حرب أيلول في عام 1970 اضطرت المقاومة الفلسطينية للانتقال إلى لبنان . وبعد انتقال مركز المجلس إلى لبنان وتوجه السيد إبراهم الزرد إلى هناك ، ثم تشكيل مجلس أعلى للشباب الفلسطيني من ذوي الكفاءات الرياضية الفلسطينية المتواجدة على الساحة اللبنانية. شكلت فيما بعد لجان لرعاية الشباب الفلسطيني في الأقطار العربية مثل مصر والعراق والكويت وسوريا وقطر وذلك من أجل حصر الطاقات الفلسطينية وتكوين الفرق الرياضية لتمثيل فلسطين على الرغم أن هذه اللجان التي سميت فيما بعد المجالس الفرعية للشباب والرياضة. وكان لهذه اللجان في الدول العربية نشاطات عدة منها تشكيل الفرق الرياضية لكل لعبة وإقامة مباريات رياضية مع أندية البلدان المتواجدة فيها ، بالإضافة إلى إقامة مباريات مع فرق الدول المجاورة.
     عقد المؤتمر الأول للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطينية في سوق الغرب في لبنان عام (1974) ، وفي هذا المؤتمر تقرر تغيير الاسم إلى "المجلس الأعلى للشباب والرياضة". وتم انتخاب مكتب تنفيذي جديد برئاسة الأخ أحمد القدوة وعضوية السادة فاروق دجاني ، محمد فاعور ، عمر حسين علي، وخالد حماد محمد بياري مصطفى أبو شهلا . عمل المكتب التنفيذي مدة أربعة سنوات. وقد حضر هذا المؤتمر رؤساء الفروع وأقر المؤتمر القانون الأساسي والتي يتم انتخاب مجالس الفرع من خلاله وكان هذا القانون الأساسي الذي ينص على أن تشكيل المجلس الفرعي من قبل مسؤول النشاط الرياضي الذي هو رئيس اللجنة الرياضية العامة ، ومن قبل مسؤول النشاط الاجتماعي وخمسة أعضاء يتم انتخابهم مباشرة من مندوبي الأندية والمراكز والفرق الاجتماعية والمفوضيات المحيطة في أجهزة المجلس الفرعي. بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء يمكن اضافتهم من قبل المجلس الفرعي من أصحاب الكفاءة والخبرة والاختصاص إذا لم توجد الاتحادات الرئيسية. وينص القانون أيضا على أنه يتم في أول اجتماع للمجلس انتخاب الرئيس وامين السر وأمين الصندوق وأمين اللوازم ومسؤول العلاقات العامة والإعلام وغير ذلك من الواجبات الإدارية.  في هذا المؤتمر تم إلغاء تسمية المجلس الأعلى لرعاية الشباب وأصبحت التسمية الجديدة المجلس الأعلى للشباب والرياضة.[6] وتم في هذا المؤتمر أيضا إعطاء صلاحيات أوسع للفروع. حيث كانت هذه خطوة عظيمة من أجل تحسين عمل الفروع ، لأن طبيعة الرياضة الفلسطينية التي كانت تعاني من الشتات كانت تتطلب خطة مثل هذه ، لأن مركزية الحركة الرياضية عجزت عن تنظيم النشاطات الرياضية لأسباب عدة منها بسبب الظروف التي كان وما زال يعيشها شعبنا. لذا فإن إعطاء الصلاحية للجان الفرعية كان خطوة جيدة من أجل علاج هذه الظاهرة، خاصة في ظروف الحرب الأهلية في لبنان.
      في 6-8 تموز 1978 انعقد المؤتمر الثاني للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطينية في سوق الغرب في لبنان وتم انتخاب السيد أحمد القدوة رئيسا ومصطفى أبو شهلا أمينا عاما وعمر حسين علي أمينا مساعدا ، ومحمد عبد العال نائبا لرئيس المجلس ، ومعين النقيب عضوا وخليل الشيخ ، وعبد الحميد غانم ، ومحمد بياري ولم يعقد المجلس الأعلى أي مؤتمر منذ هذا المؤتمر ، وذلك لأسباب ذاتية وموضوعية أسوة بالعديد من المؤسسات والاتحادات الشعبية الفلسطينية .[7]
      منذ نشأة المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني وتأسيسه ، سعى إلى تشكيل قاعدته التابعة له بشكل هرمي وجاء على النحو التالي: المجلس الأعلى  - المؤتمر – مكتب تنفيذي – لجنة مركزية – اللجنة الأولمبية – الاتحادات الرياضية – جمعية الكشافة  والمرشدات – المفوضية العامة – لجنة الأنشطة الاجتماعية – بيوت الشباب. [8] أما الاتحادات الرياضية الفلسطينية وتشكليها التي جاءت تمهيدا لتشكيل اللجنة الأولمبية باعتبارها الهيئة العامة لها ، فقد تعددت أشخاصها ، لأنها كانت محكومة كثيرا بمندوبي الأندية من جهة ومن رؤساء الاتحادات الفرعية غير المجالس الفرعية في الأقطار العربية : لبنان ، سورية ، مصر ، الأردن ، العراق ، الكويت ، ليبيا ، قطر ، الإمارات  العربية . وقد جاء تشكيل بعضها قبل وجود المجلس الأعلى في الشتات، حيث تم تشكيل بعضها في غزة بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948 وعلى سبيل المثال ، اتحادي كرة الطاولة وكرة السلة الذين تم الاعتراف بهما دوليا في أواسط الستينات من خلال وجودهما في غزة قبل احتلالها في العام 1967. [9]
   كما أشير سابقا أنه في عام 1969 شكلت لجان لرعاية الشباب في كل من العراق والكويت وقطر وسوريا ولبنان وبقرار رئيس دائرة التنظيم الشعبي آنذاك وكانت تمارس نشاطها من خلال مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية. باشرت هذه اللجان اعمالها وعلى الفور وحال تشكيلها استطاعت أن تقوم بواجبات متعددة من أهمها حصر الطاقات والكفاءات الرياضية وتشكيل الفرق الفلسطينية لتمثيل فلسطين في السباقات واللقاءات العربية والدولية ، وعلى الرغم من أن هذه اللجان لم تكن لديها الإمكانات إلا أنها تمكنت رغم كل شيء من تحقيق كثير من الأمور.
    انعكست احداث أيلول على نشاطات الفروع الرياضية، حيث توجه عدد كبير من الشباب الفلسطيني للأردن للمشاركة في الدفاع عن الثورة الفلسطينية ، ولم يشهد عام 1970 أية نشاطات رياضية ذات أهمية. في عام 1971 وبعد انتقال المجلس إلى لبنان تم إقرار النظام الأساسي بما فيه المواد المتعلقة بالمجالس الفرعية، حيث جاء في القانون "المجلس الفرعي هو الهيئة الوحيدة المسؤولة عن أوجه أنشطة الشباب في القطر الموجود فيه." وعليه فإن مسؤولية المجالس الفرعية لا تختلف عن مسؤوليات المجلس المركزي من حيث إشرافها على النشاطات المختلفة سواء كانت رياضية أو كشفية أو اجتماعية.
    استمرت نشاطات الفروع في الأقطار المتواجد فيها. وفي نهاية عام 1973 توقف النشاط الرياضي الفلسطيني بسبب حرب تشرين ، ثم عاودت فروع المجالس نشاطاتها في عام 1974 ، وفي عام 1976 انتقل مركز المجلس وبشكل مؤقت إلى دمشق نتيجة للحرب الأهلية في لبنان ولكن فيما بعد انتقل المركز إلى لبنان ، ولم يستطع المجلس عقد مؤتمره الثاني في الموعد المحدد بسبب الحرب الأهلية. عالج المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثالثة عشر الوضع الرياضي وأصدر قرارات بتوحيد الهيئات الشبابية الفلسطينية لتفويت الفرصة على الأطراف التي كانت تسعى لشق الساحة الرياضية الفلسطينية. في تموز 1978 عقد المؤتمر الثاني للمجلس الأعلى للشبات والرياضة في ظروف معقدة في بيت إسعاد الطفولة في سوق الغرب بحضور 29 عضو من 56 وأقر المؤتمر بعض التعديلات وأهمها استبدال المادة الخاصة بالهيئة الفنية للجنة المركزية ، حيث ألغيت صلاحياتها . وفي اجتماعات اللجنة المركزية والتي عقدت في بيروت في أيار 1979 استمرت مطالبة المكتب التنفيذي لفروعه التقيد بالأنظمة واللوائح. ومن الواضح أن تأثير الحرب الأهلية في لبنان كان له تأثيرا سلبيا على الرياضة الفلسطينية في هذا البلد. [10] 

المجلس الفرعي في لبنان
تشكل مجلس رعاية الشباب في بيروت عام 1970 حيث ترأسه الأخ إبراهيم بلعوس وعضوية عمر حسين علي وفاروق الرجاني وأيلي كوبلي وأحمد القدوة وخالد عجاوي وقد أشرف هذا المجلس على الرياضة الفلسطينية في مخيمات لبنان حيث ازدهرت الرياضة ووصل عدد الأندية إلى أكثر من 120 ناد رياضي وقد أسهم في العديد من البطولات العربية والدولية هيأ العديد من الأبطال والمنتخبات الوطنية لعدد كبير من الرياضات.[11] وكان المنتخب الفلسطيني أكثرية أعضائه من فرع لبنان وقد خضع نشاط الفرع لتأثير الحرب الأهلية على الساحة اللبنانية.

المجلس الفرعي في العراق
  يشير قصي الماضي إلى أن هذا الفرع  تأسس في عام 1972 وكان من أنشط المجالس الفرعية وقد شكل فريق لكرة القدم بالإضافة إلى أنواع الرياضة الأخرى. وقد شارك هذا الفريق في البطولات العربية ومهرجانات الشباب والطلائع. أما بالنسبة إلى نشاطات المجلس الفرعي على مستوى القطر فقد أقام عدة بطولات ودورات محلية بكرة القدم شارك فيها أحد عشر فريقا من التجمعات الشعبية الفلسطينية . وكانت المباريات تقام تحت رعاية مسؤولي حزب البعث العربي الاشتراكي ومحافظي تلك المحافظات.
    اعتمد هذا المجلس بشكل كامل على النادي الرياضي الفلسطيني في بغداد. وكذلك على التسهيلات المقدمة من الحكومة العراقية بمنح مقر للمجلس ليمارس الشباب الفلسطيني نشاطاته من خلاله ويبدو أن عدد السكان الفلسطينيين في العراق والذي لم يكن يتجاوز العشرون ألف قد أثر في هذا النشاط ومن قدرة المجلس من توسيع نشاطاته . لم يجر المجلس منذ تشكيل هيئة إدارية له أية انتخابات. انما كانت هيئاته الإدارية المتعاقبة تتم بالتعيين من المكتب التنفيذي . ومن خلال تنسيب رئيس المجلس الفرعي السيد فريد السيد. في تشرين الثاني 1972 تأسس النادي الفلسطيني في بغداد شريطة أن يمارس نشاطه من خلال مقر منظمة التحرير الفلسطينية في بغداد ، غير أن النادي لم يتمكن من ممارسة نشاطاته . وكان النشاط مقتصرا على المجلس الفرعي ببغداد ، وفي أيار 1972 أصدر وزير الشباب العراقي قرارا بأن يتم تسليم نادي الأمة الرياضي ليكون للنادي الفلسطيني في بغداد، واعتباره من أندية الدرجة الثانية في القطر العراقي، وأن يعامل معاملة الأندية العراقية. وبدأ النادي منذ ذلك الوقت بتجميع الشباب الرياضي الفلسطيني في مقره الجديد واستطاع أن يشكل فرق لكرة القدم والطاولة والجودو والكاراتيه . في عام 1987 صنف النادي ضمن أندية الدرجة الرابعة بكرة القدم، غير أن قرارا صدر عن رئيس اللجنة الأولمبية العراقية عدي صدام حسين للاشتراك في اللعب بمستوى أندية الدرجة الثانية لكرة القدم. وتم مساواة النادي بأندية العراق من حيث المنح المالية المقدمة له. وبذا فإن هذا الدعم في المجال الرياضي لا يدل إلا على المواقف المشرفة للعراق الذي يأتي كجزء من التضامن القومي والنضالي من قبل القيادة والشعب العراقي مع الشعب الفلسطيني. وفي عام 1992 تم استبدال اسم النادي باسم نادي حيفا الرياضي. [12]

المجلس الفرعي في الكويت
اختلف الحال بالنسبة لفرع الكويت عن الفروع الأخرى للمجلس الأعلى للشباب والرياضة . فمن المعروف أن عدد الفلسطينيين في الكويت كان يتجاوز الثلاثمائة ألف مواطن وكان للفلسطينيين مدارس خاصة تشرف عليها منظمة التحرير الفلسطينية وفيها من الكفاءات والكوادر مما أسهم في تهيئة الأجواء المناسبة للنشاط الرياضي الفلسطيني وشكل بداية للعمل الرسمي الرياضي الفلسطيني. ولم تقدم الحكومة مقرا خاصا للمجلس الأعلى للشباب والرياضة وظل نشاط المجلس يتم من خلال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية . وكانت النشاطات الرياضية تقام في المدارس الحكومية ومن خلال الأندية الكويتية التي كانت تسمح للنشاط الفلسطيني أن يقام على ملاعبها وحسب الظروف المتعلقة بأنشطتها. وقد سمحت هذه الظروف للمجلس الفرعي في الكويت من تشكيل الأندية والاتحادات الرياضية وكان له الحظ الأوفر للفروع الأخرى للمجلس تمثيل فلسطين في كافة المستويات.

        انطلقت بدايات الأندية الفلسطينية في الكويت من خلال وجود عدد من المدرسين الفلسطينيين في مدارس منظمة التحرير الفلسطينية ، وهي مدارس خاصة للطلبة الفلسطينيين كانت تدار من قبل المنظمة وفيها عدد غير قليل من كوادر التربية الرياضية والذين يعملون كمدرسين في تلك المدارس . وكانت البداية الأولى مع نادي غزة الرياضي ، وكذلك أندية العودة وحيفا، تم تطور وضع الأندية الفلسطينية في الكويت فأصبح عدد الأندية المنتسبة للمجلس عام 1978 سبعة أندية هي : العودة ، نابلس ، بيت لحم ، القدس ، غزة، الكرامة ، الجليل. وقد ساهمت هذه الأندية بنشاطات المجلس الأعلى – فرع الكويت وبنشاطات الاتحادات المركزية والفرعية المتواجدة هناك. استمر نشاط الأندية الفلسطينية في الكويت بالاتساع ، ففي عام 1981 بلغ عدد الأندية الفلسطينية في الكويت ثلاثة عشر ناديا وهي: نادي القدس ، نادي الجليل ، نادي العودة، نادي نابلس ، نادي يافا ، نادي القسطل، مركز الأقصى، نادي غزة ، نادي حيفا، مركز خان يونس، نادي الكرامة، مركز اللد ، نادي بئر السبع. في الموسم الرياضي 1981-1982 ، حقق فريق نادي غزة بطولة الدوري العام .[13] ولا بد هنا ذكر أستاذ فاضل ساهم في تطور الرياضة الفلسطينية في الكويت وكان له ضلع وافر في تطوير الحركة الرياضية في هذا البلد ألا وهو خير الدين أبو الجبين الذي كان محرر الزاوية الرياضية في صحيفة (الدفاع) في الاربعينيات.

المجلس الفرعي في سوريا
    تشكلت اللجنة الرياضية الفلسطينية العليا في الخامس من أيلول عام 1969 برئاسة السيد يونس يونس وعضوية كلا من جواد بيدس ومعين النقيب وعيد يونس الجمال ومحمد سليمان خليل وشهيرة خطاب وأحمد بيرومي وفي الرابع من أيلول 1974 تأسس الاتحاد الرياضي الفلسطيني العام في سوريا برئاسة السيد معين النقيب والأستاذ نبيل مراد نائبا للرئيس وعضوية عيد يونس الجمال وعدد من الكفاءات الرياضية . وفي أواسط السبعينات تأسس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطينية فرع سوريا برئاسة الأستاذ المرحوم محمد سليمان خليل وعضوية محمد إسماعيل ومثقال صالح وسليم حديري وعدد من الكفاءات الرياضية الفلسطينية.[14]

  لم يكن الفرع في سوريا في وضعه الطبيعي حتى عام 1979 والسبب هو وجود الاتحاد الرياضي الفلسطيني والذي حاول وعلى الدوام أن يكون بديلا لنشاط المجلس ويبين تقرير رئيس فرع سوريا النشاطات والأوضاع التي كان يعشيها الفرع. فمنذ المؤتمر الأول للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني الذي عقد سنة 1974 وفرع سوريا مجمد تماما من الناحية الرياضية ورغم الصعوبات والمضايقات التي مر بها هذا الفرع استطاع أن يبقي على الرياضة الفلسطينية من خلال الاتصالات الفردية ، بين المجلس والفنيين واللاعبين على السواء. وكانت هناك صعوبات في تشكيل فرع المجلس الأعلى للرياضة والشباب بسبب ضعف التنسيق بينه وبين الاتحاد الرياضي الفلسطيني واتحاد شبيبة الثورة. [15]
    من الواضح من بعض المصادر أنه كان هناك تنافس بين المؤسسات الرياضية الفلسطينية التابعة لسوريا والتابعة لمنظمة التحرير. وفي آن واحد وبغض النظر عن الظروف التي مر بها شعبنا الفلسطيني وتأثيرها على المسيرة الرياضية والكروية ، إلا أن هذا ليس لا يبرر التقاعس الذي شهدته الساحة الكروية في بعض مناطق الشتات.
 أقام المجلس الأعلى بعض النشاطات في موسم 1978 – 1979 لتلك للأندية في كرة القدم والسلة واليد والطاولة. وفي عام 1980 اعيد تشكيل الهيئة الإدارية للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني وحال تشكيله ، بدأ المجلس باتصالاته المتتابعة مع الشباب الفلسطيني العامل في الحقل الرياضي، وبعد عدة اجتماعات أبدى المعنيون استعدادهم للعمل من خلال المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني وتحت شعار منظمة التحرير الفلسطينية انبرت هذه اللقاءات عن افتتاح وتسجيل أحد عشر ناديا: نادي حطين في مخيم سبينة في دمشق، نادي عين جالوت في مخيم اليرموك في دمشق، نادي بيسان في مخيم اليرموك في دمشق (واتخذ مقر المفوضية العامة مقرا له) ، نادي الكرامة في مخيم جرمانا في دمشق، نادي يافا في السيدة زينب في دمشق، نادي بئر السبع  في مخيم خان الشيخ في دمشق، نادي عكا في مخيم اللاذقية ، نادي دير ياسين في مخيم اليرموك ، نادي أريحا في مخيم حماة ، نادي حيفا في مخيم اليرموك، نادي صفد في مخيم العائدين في حمص.[16] ساهمت هذه الأندية في عدد من النشاطات والبطولات الرسمية والتي أقامتها الاتحادات الرياضية ، غير أن هذا النشاط لم يكن منتظما بطبيعة الحال وكان نادي حيفا الرياضي في الساحة السورية ذات نشاط متميز في بطولات الأندية العربية بكرة القدم عن باقي الأندية الفلسطينية. ولا نستطيع أن نغض النظر عن الدعم السوري للرياضة الفلسطينية من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للرياضيين الفلسطينيين وللفرق الرياضية . وما هذا الدعم إلا جزء من التعاطف القومي تجاه القضية الفلسطينية.
   ومن الجدير بالذكر عدد السكان في المخيمات الفلسطينية في سوريا بلغ حوالي 450.000 نسمة . أكبر مخيم هو اليرموك قرب دمشق 350.000 نسمة  ، ثم مخيم سبينة حوالي 19 الف نسمة ثم مخيم نيرب حوالي 18 ألف نسمة.

مجلس فرعي السعودية والإمارات
إن عدم تواجد الجاليات الفلسطينية في تجمعات سكنية هذين البلدين ، وعدم وجود مقرات للفرعين واعتمادهما على مكاتب المنظمة في هاتين الدولتين في نشاطهما قد أثر على مسيرة عملها لذلك يلاحظ أن المكتب التنفيذي قد أصدر في فترة لاحقة قرارات بتجميد نشاطات الفرعين.
المجلس الفرعي في قطر
على الرغم من أن فرع قطر كان من الفروع القديمة التأسيس للمجلس الأعلى للشباب والرياضة ، حيث بدأ النشاط في هذا الفرع من عام 1969، إلا أن الفرع لم يقدم للنشاط الرياضي الفلسطيني لاعبين بالمستوى الفني المطلوب وينطبق حال الفرع في قطر على فرعي السعودية والإمارات، من عدم وجود المقر وعد قدرة الفرع من تشكيل الأندية، بالرغم من ذلك فإن الفرع قد حافظ على استمرارية علاقته مع المكتب التنفيذي واستطاع أن يقيم بعض النشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية.
  من الواضح ان كثير من الفروع كانت تعاني من مشاكل إدارية جراء تأثيرات خارجية وداخلية أدت بالمكتب التنفيذي إلى إعادة تنسيب إدارة فروع العراق وقطر وليبيا وأعيد تشكيل فرع سوريا وشكلت لجنة تحضيرية لقيادة فرع الكويت . وقد أشارت اجتماعات اللجنة المركزية للمجلس والتي عقدت في تموز 1981 إلى أن بعض المجالس لا توجد لديها أندية ، وأن بعض المجالس لا يعلم المكتب التنفيذي عن أموره وطلب الاجتماع من المجالس الفرعية وضع خطط سنوية تتناسب وامكانياتها كما وطلب منها الالتزام الكامل بالقوانين والأنظمة .[17]

   في حزيران 1982 وبسبب الاجتياح الإسرائيلي اضطرت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى ترك بيروت ، وفيما بعد في السادس عشر من أيلول دخلت المليشيات اليمينية اللبنانية المدعومة من إسرائيل مخيما صبرا وشاتيلا في بيروت وقامت بذبح ما بين  بين 700 – 800 من السكان الفلسطينيين على مدى ثلاثة أيام. وقد قوبل هذا باستنكار حاد من المجتمع الدولي مما أدى إلى استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون. وقد أدى الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان إلى تدمير العديد من الأندية والملاعب ومراكز الشباب التابعة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وتم سرقة البيانات والمستندات والموجودات التابعة للمجلس . وقد كانت هذه ضربة مؤثرة له ، فما تم بناؤه منذ الخمسينات دمر في أيام. ورغم ذلك فقد تم لملمة الأوضاع وإعادة البناء ، وبذلك فقد تم تشكيل لجان للمناطق في بيروت والشمال والجنوب ومنطقة البقاع. وقد استطاعت هذه اللجان من إعادة تنسيب الأندية الفلسطينية رغم الظروف الداخلية التي كانت تحيط بالعمل الرياضي والشباب الفلسطيني، وتم تنظيم مسابقات رياضية في كرة القدم وغير من أنواع الرياض الأخرى.
   من الواضح أن نشاط المجلس تراجع كثيرا وأصبح المركز يفقد سيطرته تدريجيا. واستمر النشاط الرياضي يسير وفق توصيات صادرة عن رئيس المجلس وأمينه العام أو من خلال اجتماعات أعضاء المكتب التنفيذي المتواجدين في الساحة التونسية. بالطبع فقد تزعزعت البنية التحتية للرياضة في لبنان ، فمع رحيل القيادة تلاشت معظم المؤسسات التي وجدت من قبل منظمة التحرير الفلسطيني ، ولم يبق إلا  الهلال الأحمر الفلسطيني ، بالإضافة إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين UNRWA  .

الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم   
    مع خروج المقاومة والمنظمات الفلسطينية في عام 1970 من الأردن إلى لبنان وجعل "واستقرار"  المجلس الأعلى في بيروت ، قام المكتب التنفيذي في المجلس الأعلى بإعادة تشكيل الاتحادات الرياضية الفلسطينية بشكل عام ومنها اتحاد كرة القدم الذي رأى النور في العام 1971.[18]
   مع تشكيل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي جاء بنظام جديد اشترط دخول اللاعبين إلى الأندية الرياضية الفلسطينية دون سواها، مما أبعد العديد من اللاعبين الممتازين المنتسبين إلى الأندية اللبنانية الدرجة الأولى عن المنتخب الكروي الفلسطيني في تشكيلاته الجديدة التي جاءت في معظمها من الأندية المنتسبة إلى الاتحاد، وكان انتقاء المنتخب الكروي يتفاوت في المستويات بين الصحيح والخطأ مما أخضعه لمزاجيات بعض الإداريين في الاتحاد الذي كانت تحكمه دائما الرؤيا بعين واحدة، أي لا يرى إلا لاعب النادي الذي ينتمي إليه دون سواه، رغم استمرارية إقامة الدوري السنوي إضافة إلى التصفيات الخاصة ودورات المناسبات، التي من شأنها مجتمعة أن تدل على لاعبي المنتخب ... إلا أن ذلك كله لم يحصل أو يتم!..
      كان الاتحاد ينظم سبع بطولات رسمية سنويا، ثلاث بطولات منها للمستويات المتقدمة بطولة الدوري العام للدرجة الأولى ، وبطولة الدوري العام للدرجة الثانية ، ويشارك في الأولى ثماني فرق، وتشارك في الثانية ستة عشر فريقا. وبطولة كأس الثورة الفلسطينية لكافة الأندية ، وأربع بطولات بمستوى فرق الناشئين ، حيث كان يفرض الاتحاد على أندية الدرجة الأولى ، وعلى أندية الدرجة الثانية تشكيل فرق دون سنة ست عشر يقام لها دوري خاص باسم بطولة الكرامة.
ولم ينجح الاتحاد في إقامة لقاءات لفروعه المنتشرة في الأقطار العربية رغم أنه وضع ذلك ضمن خطته. انتقل مقر الاتحاد إلى سوريا بسبب الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان في عام 1982 وأعيد تشكيله ولكنه لم يستطع ممارسة نشاطه بسبب مشكلة تأزم العلاقات الفلسطينية السورية ، ثم انتقل مقر الاتحاد إلى تونس عام 1983 وأعيد تشكيله مرة أخرى. اعتمد نشاط الاتحاد بشكل أساسي على ما كانت تقوم به الفروع من أنشطة ، وتأثرت مسيرته بسبب عوامل كثيرة منها بعد الاتحاد عن قواعده الرياضية مما جعل النشاط يسير بدون توجيه. ولم يكن حال الفروع في وضع يمكنها من إقامة نشاطات حسبما كان مقررا في لوائح الاتحاد بسبب عوامل داخلية وخارجية. لقد أثرت الأحداث السياسية في لبنان أثناء الحرب الأهلية وفي خلال الحصار الاقتصادي على العراق على مسيرة الاتحاد والحركة الرياضية بشكل عام. [19]

مشاركات الاتحاد
 في عام 1971 اشترك الاتحاد في أول بطولة ل"كأس فلسطين" في بغداد والتي برزت الفكرة من خلال الهيئة الفنية العربية لرعاية الشباب عام 1970 بهدف دعم العمل الفدائي الفلسطيني وتعريف القضية الفلسطينية. كانت هذه البطولة على مستوى المنتخبات وشارك فيها ثلاثة عشر فريقا ، اشترك الاتحاد في بطولة كأس فلسطين الثانية التي أقيمت في ليبيا عام 1973 ، وفي عام 1975 اشترك في كأس فلسطين الثالثة في تونس.
وكان من المقرر أن تقام البطولة الرابعة في المملكة العربية السعودية ، غير أنها تأجلت لأسباب سياسية كانت تعيشها المنطقة العربية ، وتوقفت البطولات التي كانت تقام باسم فلسطين لغاية عام 1983 ، حيث أقيمت أول بطولة للشباب في المغرب سميت ب "كأس فلسطين للشباب". اشترك الاتحاد في فريق من سوريا ولعب لثلاثة أيام متتالية نتيجة وصوله متأخرا ولم يحقق أية نتيجة. وفي عام 1985 اشترك الاتحاد بفريق من فرعي الكويت والعراق. استطاع الاتحاد من الانتقال للدور الثاني ، ولم تقم البطولة الثالثة في موعدها المحدد عام 1987 بسبب موقف الاتحاد الدولي من العراق آنذاك ومنعه من إقامة بطولات رسمية على أرضه، غير أن موقف الاتحاد الفلسطيني كان واضحا بضرورة اقامتها في العراق رغم موقف الاتحاد الدولي.
    في عام 1989 اشتركت فلسطين في البطولة الثالثة في بغداد بفريق من فرعي العراق والكويت وتوقفت بعدها البطولات التي اطلق عليها "كأس فلسطين" رغم المحاولات العربية التي جرت لإقامتها. أيضا في عام 1978 شاركت فلسطين في بطولة الشرطة العربية الأولى في دمشق بعد أن اعتمد الاتحاد العربي للشرطة المجلس الأعلى للشباب والرياضة لتمثيل فلسطين في بطولات الشرطة العربية. أيضا وفي عام 1980 شاركت فلسطين في بطولة الفاتح (في ليبيا) مع فرق بولندا وليبيا وريال مدريد. ومن خلال علاقات اقامتها مع الكونفدرالية الرياضية لعمال فرنسا استطاع المجلس في عام 1982 من إرسال فريق مختار من فرعي سوريا ولبنان للعب مع فرنسا.
في عام 1986 اشتركت فلسطين في بطولة كأس العالم الصغير في المغرب. وفي عام 1988 اشترك منتخب فلسطين المشكل من العراق ومصر والكويت في بطولة الانتفاضة في تونس. وفي عامي 1989 و 1990 ومن ضمن حملة أقامتها اللجنة اللجنة الأولمبية الفلسطينية حقق الاتحاد الفلسطيني زيارات لفرنسا وإيطاليا واسبانيا. وكانت تلك الزيارات بدعوات من منظمات الشبيبة في تلك الدول. وكما هو ملاحظ أنه في تلك الفترة تكثفت اللقاءات مع المنظمات والأندية الأوربية وكانت هذه خطوة عظيمة من أجل التعريف بالقضية الفلسطينية خاصة أن الانتفاضة المباركة كان لها صدى واسع في العالم أجمع.
  ومن الجدير بالذكر أن المنتخب الفلسطيني التقى في عام 1972  مع نظيره الجزائري وكانت النتيجة لصالح الجزائر 0-2 ، وفي عام 1973 التقت فلسطين مع تونس وكانت النتيجة 2-6 لصالح تونس. في عام 1976 شاركت فلسطين في كأس الأمم العربية Pan Arab Cup التي أقيمت في سوريا وتبارت مع المغرب 0-3، والسعودية 1-3 وفازت على الأردن 2-1، ومع سوريا 0-2، موريتانيا 1-0. وفي عام 1992 شاركت فلسطين بمباراتين كأس الأمم العربية وتبارت مع سوريا 0-0  ومع السعودية 1-2.

     إن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم هو عضو مؤسس في الاتحاد العربي لكرة القدم الذي تأسس عام 1974 ورئيسه حصل على عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد العربي. في عام 1978 رفضت السلطات الأرجنتينية منح تأشيرات دخول عمر حسين على رئيس الاتحاد وعبد لله زعرورة أمين سر الاتحاد لحضور اجتماعات الاتحاد العربي رغم الأهمية التي كان يعلقها الاتحاد الفلسطيني في متابعة موضوع اشتراك فلسطين في الاتحاد الدولي من خلال الاتحاد العربي.
  تطبيقا لتوقيع بروتوكول رياضي من بين المجلس الأعلى وبين الفدرالية العمالية الفرنسية، قامت هذه الأخيرة بدعوة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم لإجراء عدة مباريات مع الفرق الفرنسية في فرنسا وتحقيقا لهذه الغاية قام الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بإقامة مباراة بين منتخبي فلسطين الكرويين في كل من سوريا ولبنان ولعدم تمكن اللجنة المؤلفة من: عمر حسين علي رئيس الاتحاد وعضوية أسعد علامة مدرب المنتخب في لبنان وفاروق طحان عضو الاتحاد وتوفيق منصور وعبد المنعم نعيمة من فرع سوريا من انتقاء المنتخب الذي كان عليه أن يمثل فلسطين في فرنسا، تم اختيار 34 لاعبا منصفة بين الساحتين في لبنان وسوريا لدخول معسكر تدريبي، يتم فيه اختيار المنتخب والتحضير إلى الرحلة العربية الأوروبية. [20] غادر المنتخب إلى تونس في أواخر شهر نيسان 1982. في عام 1982 و 1990 ومن خلال دعوة منظمة العمال الرياضية قام الفريق الفلسطيني بزيارة عدة مدن فرنسية وتلاقى مع فرق مختلفة.[21]

الرياضات والاتحادات الأخرى
     كما أشير سابقاً أن اتحادات عدة تأسست في بداية الستينيات وتقدمت بطلبات انضمامها إلى الاتحادات الدولية ، ولم يقبل في ذلك الوقت إلا اتحادين كرة السلة (قبل في الاتحاد الدولي لكرة السلة عام 1964) وكرة الطاولة (قُبل في الاتحاد العربي 1960 والدولي 1964 والآسيوي 1972) . في السبعينيات أعيد تأسيس الاتحادات الرياضية الأخرى وتقدمت بطلبات انضمام إلى الاتحادات العربية والآسيوية والدولية. وقد شاركت فلسطين في الدورات العربية وفي دورات الصداقة والدورة الأفرو-أسيوية وبطولة العالم.
      كانت كرة الطاولة والتنس والسكواش والغولف كلها تحت اتحاد المضرب. شارك الاتحاد الفلسطيني لكرة الطاولة في دورة الصداقة الأفرو-أسيوية في الصين عام 1970 ، وفي بطولة أسيا الأولى في بكين في عام 1972 ، وفي البطولة الثانية عام 1974 في اليابان ، والثالثة في بيونغ يانغ في كوريا الشمالية عام 1976 . وقد شارك في هذه المنافسات فريقان من الرجال والنساء . وفي عام 1981 شارك المنتخب الفلسطيني في بطولة العالم في يوغسلافيا شارك فيها اللاعب منهل فتحي (من الكويت) وفادي اليماني وسالم أبو الهيجا . أيضا في هذه اللعبة أبدعت اللاعبة أمل ضاهر التي شاركت في دورة الصداقة في بكين وبطولة أسيا الثانية في اليابان 1974 ودورة الصداقة في لاغوس 1975 وبطولة العالم 34 في بريطانيا والبطولة العربية الخامسة في المغرب 1977.
  أما رياضة الغولف فشكلت لها لجنة خاصة برئاسة الراحل محمد أحمد علي "أبو زهرة" وفي العام 1989 قام المجلس الأعلى للشباب والرياضة - فرع لبنان بتكليف الناشط خالد عجاوي لتشكيل إدارة اتحاد لهذه اللعبة ورعاية ومتابعة لاعبيها ، وقد تم ذلك في العام 1991.[22]
    في كتابه (تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية في الشتات) يشير خالد عجاوي إلى أن أول بطولة عربية أقيمت في بيروت في عام 1975 ويعود الفضل إلى الاتحاد اللبناني للغولف وبشكل خاص على رئيسه ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط "الميدل إيست" سابقا ، ورئيس الاتحادين العربي واللبناني للغولف السيد سليم علي سلام لتمنحهم الغطاء والدافع في تمثيل فلسطين ببعض اللاعبين الفلسطينيين العاملين في نادي الغولف اللبناني ، وليسوا مشتركين فيه ، أي إنهم ليسوا من الأرستقراطيين ، إنهم عمال وموظفون في هذا النادي العريق الذي أغدق عليهم  بكرمه ، وأفسح في المجال أمامهم للتمرين  كلما سنحت لهم الفرصة إلى ذلك ، وكانوا قد استغلوا ذلك الوقت وتلك الفرصة وحققوا لأنفسهم ولفلسطين أمجادا بنتائج مرموقة في البطولات العربية للعبة . [23]وقد شاركت فلسطين في  البطولة العربية الأولى في بيروت 1975 ، وفي البطولة العربية الثالثة في القاهرة في عام 1977 ، والبطولة العربية الرابعة في لبنان عام 1979. والبطولة العربية التاسعة في دبي في عام 1993.[24]
     في عام 1972 تأسس الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال ، وفي عام 1974 أصبح عضوا في الاتحاد العربي  لرفع الأثقال ، وفي الاتحاد الدولي لرفع الأثقال في عام 1979 ، وفي الاتحاد الأسيوي في عام 1982. منذ عام 1975 شارك الفريق الفلسطيني في الدورات العربية في مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق والجزائر والمغرب. ومنذ عام 1982 شارك في المنافسات الدولية في اليونان وبلغاريا وبولندا وألمانيا ومصر وتونس والجزائر والعراق. كما وساهم الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال كوسيط في حل أزمة بين الاتحاد المصري لرفع الأثقال والاتحاد الدولي في بودابست في هنغاريا. في عام 1984 أصبح عزمي الحجار حكما دوليا لرفع الأثقال ، وفي عام 1993 انتخب مستشاراً في الاتحاد العربي لرفع الاثقال. كما وانتخب في نفس العام أيضا محمد سعيد حمدان عضوا في الاتحاد العربي لرفع الأثقال. وجهاد الخضرا عضوا في اللجنة الفنية. [25] وكان أيضا لفوزي الخضري دوراً هاما في تقدم رياضة لعبة رفع الأثقال فهو كان رئيسا للاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال وكمال الأجسام منذ عام 1969 حتى 1980 وعضو الاتحاد الآسيوي لرفع الأثقال كما شغل منصب نائب رئيس الاتحاد العربي لرفع الأثقال وكمال الأجسام ، بالإضافة إلى مؤلفات عديدة في حقل رفع الأثقال وكمال الأجسام.

  يشير خالد عجاوي بأنه بناء لقرار المكتب التنفيذي للمجلس الأعلى 88 بتاريخ الثامن من تشرين الثاني 1978 ، تم تشكيل اتحاد كرة السلة من : الدكتور جورج رشماوي رئيسا فخريا ، مركزه غزة ، وانتقل بعد ذلك إلى دمشق وقد ترأسه فاروق عثمان (سوريا). [26]
    تأسس الاتحاد الفلسطيني لكرة الطائرة في السبعينات ودخل في عضوية الاتحاد العربي لكرة الطائرة عام 1980 ، وكان يترأس هذا الاتحاد محمود أبو خريبة ، وغالب الصالح أمينا للسر ، طالب صالحاني أمينا للصندوق ، نايف سريس مسؤولا للعلاقات العامة ، علي فاعور امينا للوازم ، هذا بالإضافة إلى رؤساء الاتحادات الفرعية أعضاء.[27]  ويشير خالد عجاوي إلى أن أول منتخب فلسطيني لكرة الطائرة تشكل عام 1973 وشارك في الدورة العربية المدرسية في لبنان عام 1973 ، مثل فلسطين في المنتخبات التي شاركت في عدد من البطولات والدورات العربية والإقليمية والمهرجانات العربية عدد من اللاعبين هم: مالك عبد الرحمن ، محمد العلي ، جهاد غندور ، محمود غندور ، بسام أحمد ، خالد الصفوري سمير شحادة ، عبد مغربي ، محمد شحادة عبد الله ، ناصر شحادة ، بلال مغربي ، محمد زيد ، نديب صوان ، سعيد سفيان. وهؤلاء لم يكونوا الوحيدين ، بل شاركهم عدد من اللاعبين من فروع الكويت وسوريا والعراق . ومِثل فلسطين الشباب شارك فريق للبنات مكون من عدد من اللاعبات في البطولات والمهرجانات العربية والإقليمية. [28] وكان من بين الناشطين في كرة الطائرة في لبنان كامل دغيم عضو اتحاد كرة الطائرة 1974 – 1982 ولاعب منتخب فلسطين في كرة الطائرة ومسؤول التربية الرياضية في مركز سبلين ، درب ولعب في أندية فلسطينية . [29] أيضا غالب الصالح الذي عمل أمين سر اتحاد كرة الطائرة 1974 – 1982 ومدرب المنتخب فلسطين في الكرة الطائرة ، درس مادة التربية البدنية في مدارس الأونروا ، مَثل فلسطين في عدة دورات وبطولات عربية وإقليمية إداريا ولاعبا، حيث كان في عداد المنتخب الفلسطيني الأول لكرة الطائرة منذ السبعينات.[30] هذا بالإضافة إلى علي فاعور عضو اتحاد كرة الطائرة 1975 – 1982 ، عضو إدارة نادي جنين ومثله في المجلس الأعلى.[31] 

الانضمام إلى الاتحاد الدولي
كما أشير سابقا أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حاول قبل النكبة وبعدها أن ينضم إلى الاتحاد الدولي وكان آخرها الرفض الذي تلقاه في عام أيار عام 1965 ومنذ تأسيس هذا الاتحاد فقد حاول جاهدا الانضمام إلى الاتحاد الدولي وقد اصطدم ذلك بعقبات كثيرة ومنها بالطبع الموقف الغير عادل من قبل الكثير من الدول تجاه القضية الفلسطينية ، بالإضافة إلى تأثير اللوبي الصهيوني داخل الفيفا وتعاطف الكثير من أعضاء لجنتها التنفيذية (الفيفا) مع إسرائيل.

 في عام 1978 قدم الاتحاد طلبا آخرا جديدا للاتحاد الدولي في زيوريخ من خلال البريد الرسمي مرفقا بطلبه كافة الوثائق المطلوبة ومنها قانون الاتحاد ولوائحه الفنية، وبأسماء أعضاء الهيئة الإدارية . هذا بالإضافة إلى قائمة للملاعب في نهر البارد، البداوي ، برج البرجنة ، عين الحلوة ، الرشيدية ، برج الشمالي.  ولم ينجح الاتحاد أيضا في الحصول على عضوية الاتحاد الدولي وفشل ممثله من حضور اجتماعات الاتحاد العربي في الأرجنتين لمتابعة الموضوع.
   وكذلك في عام 1979 تقدم الاتحاد بطلب انتساب للاتحاد الدولي وتعثر طلبه بموضوع اللجنة الأولمبية الفلسطينية واستمر الاتصال والمتابعة بعد ذلك عن طريق الاتحاد العربي الذي تم حل الكثير من المشاكل والمعوقات التي تعترض قبول الاتحاد في الاتحاد الدولي ومنها موافقة إحدى الدول العربية بأن يتواجد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على أرضه ، وأن يكون له ملعبا خاصا يقيم الدوري عليه.
    في عام  1989  استطاع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن يحصل على كتاب من الاتحاد العراقي يشير فيه بأن مقر الاتحاد الفلسطيني في بغداد وأنه له دوري يقيمه عليه. وبذلك أعاد الاتصال بالاتحاد العربي لكرة القدم لمخاطبة الاتحاد الدولي بصدد عضوية فلسطين بالاتحاد الدولي ، غير أنه فشل مرة أخرى في ذلك الوقت. ولم يفقد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الأمل في أن يصبح عضوا في الفيفا ففي عام 1993 قدم طلبا جديدا للاتحاد الدولي معتمدا على الظروف الجديدة وقبول اللجنة الأولمبية الفلسطينية عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية بصفة مراقب، غير أن الاتحاد الدولي لم يعط موافقته في قبول فلسطين في عضويته.
    في رسالة من رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عمر حسين على  إلى الاتحاد الدولي جاء فيها:

    "إلى السيد الرئيس هافلانج .... منذ وقت طويل واتحاد كرة القدم الفلسطيني يأمل أن ينتسب إلى  الاتحاد الدولي لكرة القدم. إن كرة القدم كانت تمارس دائما في فلسطين وإن الفرق الفلسطينية معروفة بتدريبها وكذلك تنظيمها في المنطقة. سابقا لم يتم قبول طلب انتسابنا وفقا لوضعنا في اللجنة الأولمبية الدولية. وفي 21 ايلول سنة 1993 أصبحنا أعضاء رسميين في اللجنة الأولمبية الدولية . إن اتحاد كرة القدم الفلسطيني يرغب في أن ينضم إلى الاتحاد الدولي ويكون عضوا فعالا في أقرب فرصة ممكنة . إن اتحادنا على استعداد للتنسيق مع الاتحاد الدولي وكذلك مع كافة الاتحادات الأعضاء في الفيفا. ويرفق طلبنا هذا مع نسخة من الاعتراف بقانوننا الداخلي في اللجنة الأولمبية الدولية." 

اللجنة الأولمبية الفلسطينية
بعد عام 1948 تم تزوير أوراق الاعتراف داخل اللجنة الأولمبية الدولية من اسم فلسطين إلى إسرائيل عام 1952 وفي ظل حالة من الانحياز الأعمى للمشروع الصهيوني من قبل المجتمع الدولي آنذاك رغم ذلك فقد تواصل الجهد الفلسطيني على المستوى الإقليمي و الدولي لتثبيت فلسطين واتحادات الألعاب الرياضية واعتمادها في هذه التجمعات الإقليمية والقارية والدولية حيث تم الاعتراف بأربعة عشر اتحاد لعبة لفلسطين هي اتحاد كرة السلة عام (1964) واتحاد ألعاب القوى عام (1964) واتحاد كرة الطاولة عام (1965) واتحاد كرة اليد عام (1980)والملاكمة عام (1981) في برلين وكمال الأجسام عام 1978 , ورفع الأثقال عام 1979 في اليونان  ،  والجمباز عام 1980 في لوس أنجلوس  ، والكراتيه عام 1980 في إيطاليا، والشطرنج منذ عام 1981 والسكواتش عام 1985 . و توال الاعتراف الدولية باتحادات الألعاب الرياضية الفلسطينية حيث وصلت إلى 14 اتحاد معتمد دوليا ً ، الأمر الذي فرض نفسه على مؤسسات الرياضة الفلسطينية أن تشكل اللجنة الأولمبية الفلسطينية ، إذ تم تشكيلها في بيروت عام   1975 خلال اجتماعات اللجنة الفنية المنبثقة عن المجلس الأعلى للشباب والرياضة. وفي عام 1976 تم إقرار القانون الداخلي الأساسي لهذه اللجنة وتشكلت من السادة أحمد القدوة رئيسا ً وهو رئيسها ، عمر حسين علي عن اتحاد كرة القدم ، أكرم ضاهر عن اتحاد الجودو ، كمال مدحت عن اتحاد الكراتيه  ، فوزي الخضري عن اتحاد رفع الأثقال ، جليل العبد عن اتحاد ألعاب القوى ، محمود أبو خريبي عن اتحاد كرة الطائرة.[32]
     لم تكن اللجنة الأولمبية تدخل ضمن المجلس الأعلى للشباب والرياضة ، لكنها كانت تتبع وبشكل مباشر للمكتب التنفيذي للشباب والرياضة وكانت تدار من قبل أعضائه. بدأت اللجنة الأولمبية الفلسطينية تحركها باتجاه الاتحاد العربي الذي شكل عام 1976 وفي اجتماعات الاتحاد التي عقدت بالكويت عام 1978 قبلت فلسطين في عضوية الاتحاد العربي للألعاب الرياضية ممثلة بالسيد أحمد القدوة رئيس المجلس ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية.

    من الواضح أن وضع النظام الداخلي والقانون والأساسي كان يهدف بشكل أساسي إلى تقديم قبول فلسطين إلى عضوية اللجنة الأولمبية الدولية. وكان أول طلب تقدمت به فلسطين لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية عام 1979 وكان العائق الأساسي الذي يحول دون قبول فلسطين في اللجنة الأولمبية الدولية وجود نص يشير إلى وجوب أن يرمز الاسم الذي تتخذه اللجنة الأولمبية الأهلية إلى المساحة الإقليمية والمعترف فيها للدولة وأن تقره اللجنة الأولمبية الدولية. ومن الطبيعي أن يعقد هذا النص موضوع عضوية فلسطين نتيجة الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني من تشرد واغتصاب. وهذا ما حدث أيضا مع محاولات طلب عضوية الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في المرات الأربع.
    في عام 1980 وخلال دورة الألعاب الأولمبية في موسكو تقدمت فلسطين بطلب العضوية، غير أن رأي الوفد الفلسطيني الذي شارك في الأولمبياد من خلال الاتحادات الرياضية استقر على تأجيل الطلب وتم ذلك بناء على اقتراح من رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي. ولم يلق هذا الطلب الموافقة المرجوة.
   في عام 1982 أعيد تشكيل اللجنة الأولمبية الفلسطينية بعد الخروج من بيروت وعمم التشكيل على اللجان الأولمبية العربية والدولية. وأصبح مقر اللجنة في سوريا، ومن ثم انتقل إلى تونس. وعلى الرغم من الأوضاع الجديدة واصلت اللجنة الأولمبية سعيها للانتساب إلى اللجنة الأولمبية الدولية في عام 1984 خلال الدورة الأولمبية في لوس انجلوس في الولايات المتحدة. فيما بعد وجهت دعوات لرؤساء الاتحادات الرياضية الفلسطينية الأعضاء في الاتحادات الدولية لحضور اجتماعات الجمعية العمومية للاتحادات الرياضية. ولم يتمكن أعضاء الوفد في البداية من الحصول على تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة بالرغم من الدعوات الرسمية الموجهة لهم من الاتحادات الدولية، غير أن التحرك الذي أبداه رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، نجح في إقناع اللجنة المنظمة والسفارة الأمريكية في الكويت من منح تأشيرات الدخول للوفد إلى الولايات المتحدة.
وحال وصوله بدأ الوفد الفلسطيني التحرك بعدة اتجاهات ، من أهمها اجتماعات الجمعيات العمومية للاتحادات الدولية مثل إجراء اللقاءات والمقابلات الصحفية مع أجهزة الإعلام المختلفة ، بالإضافة إلى الاطلاع على أسلوب إدارة الدورة والالتقاء بمندوبي الدول المشاركة. ولكن هذا لم يساعد في قبول فلسطين كعضو في اللجنة الأولمبية الدولية. إلا أنها في عام 1986 قبلت في عضوية المجلس الأولمبي الآسيوي خلال الدورة الآسيوية في سيئول. وفيما بعد أصبح مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية في بغداد في مقر النادي الفلسطيني هناك.
   استمر سعي فلسطين من أجل الانضمام للجنة الأولمبية الدولية وتشير الوثائق إلى الرسائل العديدة  التي أرسلتها  اللجنة الأولمبية الفلسطينية للجنة الدولية ، ولكن كل هذه المساعي لم تنجح. بالطبع يعود ذلك إلى عدة عوامل من أهمها خضوع اللجنة الدولية للضغوطات وخاصة من الجانب الإسرائيلي والغربي المؤيد لإسرائيل ، أيضا أن الجو المهيمن على اللجنة الدولية كان مساندا لإسرائيل ومصرا على مواقفه السلبية تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

    في عام 1989 بدأت اللجنة تحرك آخر ولكن في اتجاه أوروبا وذلك من خلال الاتحاد الرياضي لعمال فرنسا والاتحاد الإيطالي للرياضة الشعبية وذلك من أجل إقامة حملة تضامن من أجل قبول فلسطين في عضوية اللجنة الأولمبية الدولية ، فتم إرسال المنتخب الفلسطيني لكرة القدم لإجراء عدد من اللقاءات مع الفرق في البلدين وكان ذلك بمناسبة انعقاد اجتماعات فينا للجنة الأولمبية الدولية عام 1989. وقد أعلن رئيس الاتحاد الإيطالي للرياضة الشعبية أن عددا من مشاهير الرياضيين الإيطاليين وقعوا على عريضة تطالب اللجنة الدولية بإعطاء فلسطين مقعدها المشروع خصوصا بعد إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في الجزائر. ولكن للأسف أن هذه المساعي لم تنجح في حمل اللجنة الأولمبية الدولية على الاعتراف باللجنة الأولمبية الفلسطينية. وفي عام 1990 تلقت اللجنة الأولمبية الفلسطينية دعوة رسمية للمشاركة في الدورة الآسيوية في الصين عام 1990 ومثل فلسطين كل من أحمد القدوة وربيع الترك وفريق عبد السيد. وفي عام  1993 حصلت فلسطين على الاعتراف المؤقت من اللجنة الأولمبية الدولية. وقد شكل هذا الاعتراف لفلسطين البداية لدخول المجال الدولي مما ساهم في مشاركتها في أولمبياد أتلانتا في الولايات المتحدة. [33]

الختام
   بعد عام 1967 انتقل مركز ثقل الحركة الرياضية الفلسطينية من قطاع غزة إلى الأردن ثم إلى لبنان وسوريا وتونس وقطاع غزة وانتهى بها الأمر في رام الله في الضفة الغربية . بعد عام 1967 وبسبب القيود التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي على جميع جوانب حياة المواطنين الفلسطينيين والتي منها حركة وحرية المواطن فقد أصبحت العلاقات والروابط شبه معدومة بين فلسطينيي قطاع غزة والضفة من جهة ومناطق الشتات من جهة أخرى ، مما أدى إلى تطور تنظيمي مختلف لكل من هذين الجانبين يعتمد على الظروف الاجتماعية والسياسية لكليهما، وكما هو معروف بسبب القيود التي وضعها الاحتلال على المواطنين في الضفة وقطاع غزة وسياسة الانغلاق التي عانى منها كليهما فقد كانت مشاركة فلسطينيي قطاع غزة والضفة في المنافسات والبطولات التي شاركت بها فلسطين شبه معدومة (إلا في حالات نادرة مثل كرة السلة والملاكمة) ، فمن المعلوم أن المشاركات كانت ممثلة بمناطق الشتات في معظم الحالات.
   لقد عكست الرياضة الواقع الفلسطيني بكل تفاصيله وجوانبه خلال مراحل تاريخية مختلفة. نعم ، لقد استخدمت الرياضة خلال هذه المراحل كوسيلة لدعم القضية الوطنية الفلسطينية وتعميق الهوية الوطنية وتعزيز تلاحم شعبنا ، وقد استطاع المسؤولون والرياضيون الفلسطينيون من خلال منافساتهم في الأحداث والمنافسات الرياضية العربية والدولية أن يرفعوا اسم وعلم فلسطين ويثبتوا وجود شعبنا ، وهذا ما يدفعنا لتأكيد دور النشاط الرياضي في تحقيق الأهداف الوطنية السامية ، ويقنعنا بأنه من الصعب تجاهل هذا النشاط العظيم الذي هو مكمل لكل الوسائل والنشاطات الأخرى (الكفاح المسلح ، العمل السياسي ، العلاقات الدولية وغيرها) التي استخدمت من اجل تحقيق هذه المهام الوطنية.
   لقد مهد سعي القيادات الرياضية الفلسطينية لنيل عضوية فلسطين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الطريق لانضمام فلسطين في هاتين المؤسستين في عام 1995 و 1998.
    كان الاجتياح الإسرائيلي إلى لبنان عام 1982 بمثابة ضربة قوية للبنية التحيتة للرياضة الفلسطينية التي كانت الثانية بعد الضربة التي تعرضت لها الرياضة الفلسطينية عام 1948. إلا أنه في كلا الحالتين استطاعت الرياضة الفلسطينية تجميع قواها والمضي في تطوير هذا النشاط وفي إبراز هوية شعبنا من خلال هذا النشاط الرياضي الذي اثبت فعاليته على مدى القرن من الزمان.


المصادر والملاحظات


           [1]Edward Said,The Question of Palestine, (New York: 
                     Vintage Books, 1980),  233  
[2] Manifestations of Identity: (The Lived Reality of Palestinian Refugees in Lebanon), Edited by Mohammad Ali Khalidi, Institute of Palestine Studies. Beirut, 2010.
[3] Sari Hanafi, Palestinian Refugee Camps in Lebanon: Laboratory of Indocile Identity Formation, Manifestations of Identity: the lived Reality of Palestinian Refugees in Lebanon, Edited by Muhammad Ali Khalidi, Institute for Palestine Studies, Institute francais du Proche-Orient. Beirut, 2010.
[4] قصي الماضي ، الحركة الرياضية والشبابية والكشفية الفلسطينية من 1917 – 1993. اطروحة ماجستر ، بغداد 1994 .
[5] قصي الماضي ، مصدر سابق ، ص. 96
[6] قصي الماضي ، مصدر سابق ، ص.  109
[8] خالد عجاوي ، الحركة الرياضية الفلسطينية في الشتات ، الدار الوطنية للنشر ، دمشق، 2001 ، ص 483 – 484
[10] قصي الماضي ، مصدر سابق . 
[11] في لبنان هناك 12 مخيما رسميا قائما وفيه حوالي 224.125 لاجىء مسجل. أكبر المخيمات هي عين الحلوة ، ثم يليه مخيم نهر البارد ومخيم الرشيدية.
[12] قصي الماضي ، مصدر سابق .
   [13]قصي الماضي ، مصدر سابق .
[15] قصي الماضي ، مصدر سابق
[16] هناك ما يقارب 450.000 نسمة في مخيمات اللاجئين في سوريا ، اكبرها مخيم اليرموك قرب دمشق 350.000 ثم مخيم سبينة حوالي  19 الف نسمة ثم مخيم نيرب حوالي 18 ألف نسمة. 
[17] قصي الماضي. مصدر سابق ، ص 140
[18] خالد عجاوي ، مصدر سابق ، ص. 483
[19]  في  شباط عام 1982 تم تشكيل هيئة إدارية جديدة للاتحاد في بيروت ضم : عمر حسين علي – رئيسا، سامح عبد المجيد – نائبا للرئيس ، ذياب الخطيب – أمينا للسر، صلاح شعيب – أمين سر مساعد، شعبان الخطيب أمينا للوازم ، فاروق طحان – أمينا للصندوق ، رياض الجبري – مسؤولا للعلاقات العامة، عيسى الحمال – عضوا. واستمر مقر الاتحاد في لبنان حتى خروج المقاومة الفلسطينية إلى تونس لينتقل معها مقر الاتحاد إلى هناك. وكانت آخر تشكيلة للهيئة الإدارية: عمر حسين علي – رئيسا، توفيق محمود منصور (فرع سوريا) – نائبا للرئيس ، أحمد عبد الرحمن عفيفي – امينا للسر ، سامح عبد المجيد – أمينا للصندوق، عيسى الحمال – أمينا للوازم ، دواد عبد الفتاح التايه – مسؤوول العلاقات العامة والإعلام ، قصي رفعت (فرع العراق) – أمين سر مساعد ، فاروق طحان (فرع لبنان) عضوا ، ذياب الخطيب (فرع لبنان) عضوا، خليل الحاج – عضوا ، أحمد محمود علي – عضوا.
[20]خالد عجاوي ، مصدر سابق ، ص. 508
[21] كان لترحيل مركز المجلس الأعلى والاتحادات الرياضية الفلسطينية من لبنان تأثيرا سلبيا على النشاط الرياضي وقد انعكس ذلك على نشاط الأندية وفرقها، ولكن رغم ذلك استطاعت هذه الأندية أن تكمل المسيرة الرياضية ففي عام 1986 تم افتتاح نادي الناصرة وتم تشكيل منتخب فلسطين جديد برئاسة اللاعب السابق خالد حماد كما أعلن عن إقامة مباراة ودية مع فريق النجمة اللبناني لتكون بمثابة الانطلاقة الجديدة والأولى لهذا المنتخب بعد خروج المقاومة الفلسطينية ونقل مقر المجلس الأعلى كما أشير سابقا. في آذار 1989 التقى المنتخب مع فريق "التضامن" فاز بها المنتخب 2/1. أيضا التقى المنتخب في كانون الأول 1989 مع فريق تفاهم الأنصار الذي فاز على المنتخب 3/2.  في عام 1992 تم تشكيل منتخب جديد من أجل المشاركة بدورة كأس فلسطين لكرة القدم، التي كان من المزمع إقامتها في السودان في شهر تشرين الأول 1992. وكان مستوي المنتخب الذي تم انتقاءه من مدن وأندية فلسطينية عديدة في لبنان دون المستوى المطلوب ولحسن الحظ تم تأجيل البطولة إلى وقت غير مسمى. 
[22] خالد عجاوي ، الحركة الرياضية الفلسطينية في الشتات ، الدار الوطنية للنشر ، دمشق ، 2001 ، ص. 486.
[23] خالد عجاوي ، نفس المصدر ، ص. 516 - 518.
[24] خالد عجاوي ، نفس المصدر ، ص. 516 - 518.
[25] أسامة فلفل ، أنظر: http://alanqaasport.com/sport/encyclo.php
[26] خالد عجاوي ، مصدر سابق، ص. 487.
[27]خالد عجاوي ،مصدر سابق ، ص.  520.
[28] خالد عجاوي ، مصدر سابق ، ص. 520.
[29]خالد عجاوي ، مصدر سابق ، ص. 449
[30]خالد عجاوي ، مصدر سابق ، ص. 449.
[31]خالد عجاوي ، مصدر سابق ، ص. 449.
[32] أسامة تميم ، الرياضة الفلسطينية في الشتات ، 8 آذار 2006 ، أنظر: 
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2006/03/08/39302.html
[33] قصي الماضي ، مصدر سابق.
    

No comments:

Post a Comment