Tuesday, January 10, 2017

الأستاذ حسين حسني: من رواد الحركة الرياضية في فلسطين ، اعماله وكتاباته

أضع أمام القارئ مجمل كتابات الأستاذ حسين حسني الذي حضر إلى فلسطين من مصر في بداية الثلاثينيات وعمل أستاذا في مدارسها وساهم في الكثير من النشاطات والمهرجانات الرياضية واتحف الزاوية الرياضية في صحيفة (فلسطين) بالعديد من المقالات التي كان لها اثر عظيم على تقدم الرياضة الفلسطينية قبل النكبة.


عصام الخالدي

  " وليعلم كل فلسطيني أن أي قرش يدفعه لتشجيع هذه النهضة الرياضية إنما يشتري به مجداً لوطنه، وما أغلى المجد.   "[1]

     لقد كانت العلاقات الثقافية بين مصر وفلسطين قبل عام 1948 تأخذ طابعا مميزا لما كانت تحمله من جذور الصداقة والأخوة بين الشعبين ، ولم تكن مقتصرة على زيارة الوفود الفنية والأدبية والرياضية المصرية إلى فلسطين بل تعدتها لأن تستفيد فلسطين من التطور الثقافي والعلمي في مصر لتستعير منها المتخصصين . وقد حظيت الحركة الرياضية في فلسطين بهذه الحصة عندما حضر إليها الأستاذ حسين حسني من مصر للعمل بها والذي شكل وجوده أيضا في فلسطين جسرا لهذا التبادل الثقافي والرياضي بين مصر وفلسطين حيث عمل على تعزيز هذه الرابطة ليصبح سفير مصر للرياضة  في فلسطين. فعند الإشارة إلى الحركة الرياضية والصحافة الرياضية في فلسطين قبل عام 1948 لا بد إلا أن نخص بالذكر هذا الأستاذ والكاتب الفاضل الذي ترك بصماته على هذه الحركة وصحافتها.  تخرج الأستاذ حسين حسني من  احد أقسام التربية البدنية في مصر ثم حضر إلى فلسطين في بداية الثلاثينات ليعمل مدرساً في كلية روضة المعارف في مدينة القدس ،[2] ثم عين فيما بعد مراقباً للتربية البدنية بمدارس الأوقاف الإسلامية كما وتم تعيينه في أيار عام  1944 بمرسوم ملكي  مشرفا على الرهوط والفرق المصرية في فلسطين من قبل جمعية الكشافة المصرية الأهلية في القاهرة .[3] في آن واحد بالإضافة إلى عمله كمدرس للتربية البدنية ساهم في كتابة المقالات والآراء في زاوية الألعاب الرياضية في صحيفة (فلسطين) منذ  كانون أول 1944 وحتى نهاية عام 1947 ، وكان يعمل مع المحرر الرياضي في جريدة (فلسطين) جميل الطاهر بالإضافة إلى سكرتير تحرير الجريدة إبراهيم سكجها. [4]كما وكان عضواً في لجنة العاب القوى التابعة للاتحاد الرياضي الفلسطيني (مع ليفون كششيان وجورج طنوس وسليم نسيبة)،[5]  حيث ساهم مساهمة فعالة في تفعيل دور هذه اللجنة بدفع هذا النوع من الرياضة إلى الأمام وإجراء العديد من المسابقات والمهرجانات في مدن مختلفة في فلسطين في عامي 1946 - 1947.[6]
   قام حسني بتأسيس جريدة (النيل) التي كانت تبحث في الشؤون الرياضية المصورة وكانت تصدر مرة واحدة في الأسبوع باللغة العربية وكانت تطبع في دار الأيتام الإسلامية.[7] ولم يعرف إلى متى عملت هذه الصحيفة ومتى توقفت عن الصدور. في منتصف الثلاثينيات كانت هناك محاولة جادة وفعالة من قبل الحركة الوطنية للتنسيق مع مؤتمر الشباب (الذي كان له دورا فعالا في دعم الحركة الرياضية)  والحركة الرياضية العربية من اجل إقامة مهرجان رياضي رداً على مهرجاني المكابي (المكابياد) اليهودي [8]- يضم كافة الشبيبة الفلسطينية ، وقد أقيم هذا المهرجان في عام 1935. ومن الجدير بالذكر أن ساهم الأستاذ حسين حسني بتنظيمه (كانت اللجنة العليا للمهرجان تضم إبراهيم درويش، الأستاذ حسين حسني ، الدكتور داود الحسيني ، خالد الدزدار- سكرتيرا للهيئة العليا للمهرجان ، بهاء الدين الطباع وحقي مازين)، وكان هذا المهرجان تعبيراً عن إظهار النزعة الوطنية والعداء للانتداب والصهيونية في تلك الفترة، وإبراز روح الأخوة بين أبناء الشعب الواحد. هذا مما أدي إلى تخوف الصهاينة من هذا المهرجان حيث وصفت الصحف الصهيونية محاولة تنظيمه بأنها "تنظيم لحركة شباب قوية من مختلف المدن والقرى الفلسطينية".  وليس غريبا أن  الحركة الوطنية قد أدركت أهمية و مدى تأثير هذه المهرجانات الرياضية ودورها في رص صفوف الشبيبة وإبراز الهوية الوطنية الفلسطينية.
   لم تكن الأخبار الرياضية في الثلاثينات وبداية الأربعينيات تنشر بشكل يومي منتظم ولكن وبعد أن أخذت الحركة الرياضية تنظيم عملها وأصبح حجمها يحتم وجود صحافة ملائمة لها، تعمل على عكس الأخبار الرياضية وعمل الاتحاد الرياضي الفلسطيني ومقررات اجتماعاته ، أخذت هذه الزاوية بالنمو والارتقاء خاصة عندما ساهم الأستاذ حسين حسني بكتاباته  في أواخر عام 1944، وقد كان من الأشخاص الذين ساهموا في دعم الحركة الرياضية سواء كأستاذ للتربية البدنية أم كصحفي ورياضي ودعائي لنشر الوعي الرياضي الصحي بين المواطنين . ومن الواضح من خلال مساهماته أن تميز قلمه بالجرأة والعمل الدؤوب المتواصل والبحث الدقيق والغيرة على مسار الحركة الرياضية في فلسطين والنقد اللاذع للمتلاعبين والمقصرين  في هذه الحركة. ولربما يعجب القارئ لهذه الجرأة والروح القومية العالية وغيرته واهتمامه بالتقدم الرياضي في فلسطين وسهره على خدمة الحركة الرياضية فيها. هذا الذي جعله في مقدمة رواد الحركة الرياضية الفلسطينية والصحافة الرياضية فهو لم يكن يعتمد فقط على نشر الإخبار الرياضية فحسب، بل قام بتحليلها، ليجعل من هذه الزاوية (مجلة) تعكس ثقافة رياضية يستفيد منها القارئ أيضاً . بالإضافة إلى ذلك فقد كانت له علاقة وطيدة مع القيادات والوجوه الرياضية ومع مسؤولي الاتحاد الرياضي الفلسطيني. وكان حسني حريصا على الحفاظ على علاقة متينة وثابتة بين كل العاملين في حقل الرياضة تحت شعار الرياضة من أجل خدمة الوطن.  ولقد استطاع أن يعكس من خلال مقالاته الوعي الصحيح لطبيعة النشاط الرياضي الصحي والتي يمكن اعتبارها سباقة لأوانها لما كانت تحمله من آراء ليس لها فائدة لتلك الحقبة من الزمن فحسب، بل ولوقتنا الحاضر ، بالإضافة إلى أنه كان يدرك قيمة الرياضة التنافسية إلا انه كان يقدر عالياً ما يكمن بها من قيمة تربوية وصحية وأخلاقية واجتماعية ووطنية. فمن خلال مقالاته  ضمن (الزاوية الرياضية) كان يهدف إلى تحفيز النشاط البدني لدى المواطن محاولا توعيته بفوائد الرياضة وتأثيرها على البدن والعقل. وهو أول من عمل على تثقيف الرياضيين مشيراً إلى تداخل النشاط الرياضي مع السلوك والأخلاق والوطن. ولأول مرة نرى أنه تم توجيه اهتمام الرياضيين إلى أمور صحية من خلال وضع صرحاً لإعداد الرياضيين نظريا وتثقيفيا ، هذا الإعداد الذي لم يعره اهتمام الكثير من مدربينا في وقتنا الحاضر.
       أيضاً فقد دعا إلى الاهتمام بالفرق الثانية وبالرياضة العمالية ووجه نقداً إلى بعض المدن في فلسطين لعدم إعطاء الرياضة أهمية في توجيه الشباب وتقاعسها في بناء الملاعب. كما دعا إلى تأسيس معهد للتربية البدنية  يعمل على إعداد كوادر قادرة على توجيه وتطوير الرياضة . وقد اقترح أيضا تأسيس اتحاد رياضي للطلبة العرب في  فلسطين من أجل تنشيط الرياضة في المدارس ليتولى تنظيم مباريات دورية ومسابقات في الألعاب المعروفة  والذي بوجوده هذا ستتاح الفرصة لجميع الطلاب زيادة مختلف أجزاء الوطن وسيتعرفون إلى إخوانهم ويعملون على إقامة علاقات ودية وروابط أخوية بينهم ، وسيكون لمثل هذه الزيارات فائدة علمية كبرى عند دراسة الطلاب لجغرافيا بلادهم وتاريخ وطنهم . وبالإضافة إلى هذه المهمات العديدة التي قام بها فقد كتب كتاب في الملاكمة وتدريباتها وهذا ما جعل لجنة الألعاب الثقيلة للاتحاد الرياضي العربي الفلسطيني أن تطلب من الأندية شراء هذا الكتاب والاستعانة به لتمرين اللاعبين.
      للأسف إننا لم نعثر على أي أثر لهذا الأستاذ الفاضل بعد عام النكبة، وما علينا إلى أن نقدم له احترامنا وتقديرنا العميق لما قدمه للحركة الرياضية في فلسطين في الثلاثينات والأربعينات. ونقدم تحياتنا إلى كل من عايشه من زملائه وتلاميذه  ، وما هذا العمل إلا تكريم لهذا الأستاذ الفاضل وإحياء لاسمه وإبراز تفاصيل مختلفة عن تاريخنا الفلسطينية. ومن خلال هذا الموقع يسعى الكاتب إلى تعريف القارئ بكتابات حسين حسني والتي ظهرت معظمها في صحيفة (فلسطين) في الفترة بين عام 1944 ونهاية عام 1947. [9]
        لقد قام هذا الأستاذ الفاضل بنقل أخبار ذات أهمية من صحف أخرى خاصة المصرية لكي يطلع القارئ عليها. [10] ورغم وجوده في فلسطين لمدة خمس عشرة سنة إلا أن هذا الأستاذ الفاضل حافظ على هويته وثقافته المصرية، هذا ما نلاحظه من خلال كتاباته والأخبار الرياضية التي كانت تنشر في هذه الزاوية. حتى أنه لم يخف تعاطفه (أو تحيزه) لمصر في بعض القضايا المتعلقة بالعلاقات الرياضية بين فلسطين ومصر .[11]
     يكتب حسن عويضة احد الرياضيين الذين زاولوا الرياضة في صباهم عن (الزاوية الرياضية) في صحيفة (فلسطين) بعد مرور عامين على مساهمة حسين حسني فيها ".... فهذه الجريدة تطالعنا كل يوم بنقد نزيه مخلص، ووصف بديع صادق ، لكل ما يقام من حفلات ، وكل ما ينظم من مباريات ولكل ما يلزم للفرد والجماعات، من العاب وتمرينات ترسم  الطريق للجميع فيؤدي كل واحد واجبة على أكمل وجه ، وتنادي القراء عن منبرها حتى أصبح لهذه الحركة آلاف الأعوان والأنصار، لا فرق بين كبير وصغير ، تهدف دائما للوحدة في الرياضة وللتعاون والسلام في كل ما يتصل بها من فنون. ويحرر هذه الصحيفة رياضي معروف ظل يؤدي رسالته الرياضية في هذه البلاد أكثر من 15 عاما فرأينا نقده في الصميم مبنياً على اصدق التجارب العملية ، وعلى خبرته الشخصية التي تزيد من إنتاجه كل ما مرت السنون ، ولقد تعلمنا من نقده الكثير من التوجهات الصالحة والإرشادات القيمة من غير لف أو دوران، حتى سمى بالرياضة سمواً كبيراً ، ليس في كثرة قرائه فقط بل في كثرة جمهوره وتلاميذه في كل بلد من بلدان فلسطين ".[12]
 
  الرياضة المدرسية
   وفقا لما تشير له الموسوعة الفلسطينية فإن حصة الرياضة ضمن المنهاج العام في مدارس فلسطين كانت على النحو التالي : كانت الحصتان الأولى والثانية للصف الأول والثاني الابتدائي تخلوان من درس التربية البدنية رغم أن هناك أربعة عشر درسا للغة العربية في الصف الأول واحد عشر درسا في الصف الثاني . الصف الثالث كان له رصيد ثلاث حصص تربية بدنية أي معدل 8,57 بالمائة من المجموع العام للحصص ، أما الصف الرابع – الثاني الثانوي فقد احتوى على درس واحد فقط للتربية أي بمعدل ثلاثة بالمائة من المجموع العام . أما الصف الثالث الثانوي والرابع فقد كان يخلو من حصة التربية البدنية .[13]  هناك بالطبع تساؤلات عديدة حول هذا البرنامج الذي لم يكن يرتكز على أسس تتوافق مع المتطلبات العلمية والعملية لهذا العصر. فهو يخلو من الاهتمام الواضح لمادة التربية البدنية  والغريب في هذا البرنامج والمثير للتساؤل هو غياب حصص الرياضة في الصف الأول والثاني الابتدائي وجعلها ثلاث حصص في الصف الثالث وكأن تلميذ الصف الأول والثاني ليس بحاجة إلى تربية بدنية بينما التلميذ في الصف الثالث بحاجة ماسة لها. إن حصة واحدة للصف الرابع الابتدائي  حتى الثاني الثانوي لم تكن كافية في الأسبوع لتحقيق المهام البدنية التي يتطلبها جسم التلميذ . بالطبع فإن هذا الجدول لم يكن قائما على أسس منطقية بل على نظام تعليمي تقليدي كان يعكس الفهم الخاطئ لأهمية هذه المادة والتي كان يراه الكثير بأنه خال من أي محتوى تربوي صحي وأخلاقي.
  وكمدرس للتربية البدنية فقد ركز حسين حسني على هذا التقصير من  قبل الحكومة  للنشاط البدني،  موجهاً نقداً لاذعاً لدائرة المعارف وسلطات الانتداب على إهمالها للنشاط الرياضي فتحت عنوان (التربية البدنية في المدارس-1) كتب "كانت مهمة المدرسة فيما مضى لا تكاد تخرج عن الغاية التعليمية إلا أن نظرية العقل والجسم وارتباطهما جعلت للرياضة نصيباً أوفر من العناية وجعلتها ضرورة لإتمام رسالة التعليم. ولهذا اتجهت معاهد التعليم في معظم أنحاء العالم إلى جعل أمر الجسم وأمر العلم على قدم المساواة. وكان لهذا أثر بارز في تقدم الأفراد ورقي البلاد. فالمدرسة هي المنزل الثاني للناشئ وعلى قدر تمتعه بنصيب رياضي فيها، يكون مقدار نجاحه وتفوقه في حياته، فالمدرسة إذن هي الركن الذي لا يستهان به في إعداد جيل جديد من الشبان الفتي. ولو نظرنا إلى المدارس في فلسطين وتاريخ الرياضة البدنية فيها لأمكننا ذكر ما كان عليه العهد العثماني السابق من ركود وكساد في تربية الأجسام. ولما انتهت الحرب الكبرى الماضية ودخل الانجليز البلاد ظن أن الرياضة البدنية ستأخذ مركزها اللائق بها مما يتفق وما للإنكليز من قدح معلى في ضروب الرياضة.
   ولكن نظرة منا إلى إدارة المعارف ومدارسها تحملنا على أن نصرح بأن ليس فيها رياضة تذكر ، اللهم إلا النذر اليسير ، ولم تلمس أي تقدم فيها منذ عشرات السنين وذلك للأسباب الآتية نلخصها بإيجاز مع ذكر ما جرته من نتائج يجب أن تكون موضع البحث من قبل أولي الأمر : لجميع دوائر المعارف في معظم أقطار العالم قسم خاص يطلق عليه اسم "قسم التربية البدنية" يشرف على رياضة الطلاب ويعمل على تنشيط الرياضة في جميع المدارس وإيجاد لوازم التمرين مع مراقبة دقيقة على سير التعليم البدني ويتجه الاتجاهات الحديثة في كل ما من شأنه النهوض بها ورفع مستواها وهذا لا اثر له هنا ، ومع أن ميزانية إدارة المعارف مبالغ مخصصة لمعظم المواد كالأشغال والكيمياء وغيرها فلا ميزانية للرياضة ولا مخصصات لها "كأنها لم تكن" وحتى لإقامة الحفلات الرياضية يجمع مبالغ مالية من أصحاب المروءة والشهامة .. ومن أعيان الجهة التي ستقام فيها الحفلة لنفقاتها وثمن جوائزها... وأظن أن هذا غير لائق ولا يتناسب مع إدارة المعارف ومركزها الأدنى في البلاد... وإلى الغد..."[14]
     وفي مقال آخر يتبع فوراً المقال السابق وتحت عنوان ( التربية البدنية في المدارس -2)  يكتب ".... ولا أثر هناك لمفتشي الرياضة البدنية الذين تحتاج إليهم هذه المادة بالعشرات للإشراف عليها في المدن والقرى والألوية ولتوحيد التداريب وتشجيع الطلاب والمدرسين والقائمين على إدارتها ، وثمة مفتش واحد ولكنه الآن يفتش على مادة أخرى غير الرياضة.... ولا يحظى طلاب المدارس بأكثر من خمس وأربعين دقيقة "حصة الرياضة" التي تأتي مرة في الأسبوع وليس لها اعتبار من ناحية التلاميذ ويعطيها المدير لمن يحب. ويقضي الطلاب بقية أيام الأسبوع يئنون من قسوة الدرس وإجهاد الفكر مما يدعو إلى الكسل والملل والقنوط ......[15]  مع أنه يجب أن تكون الرياضة علمية وعملية في دروس يومية أو مرتين أسبوعيا وإجبارية فتدخل في صميم برامج التعليم وتوضع لها درجات محترمة محددة تجمع مع درجات سائر العلوم. ولا يسمح للمدارس عندنا بإقامة حفلات خاصة بها مع أنها مظهر من مظاهر النشاط يتنافس فيها طلابها في الألعاب وتكون لهم مضماراً للقوة والشجاعة ولذويهم دليلاً على تقدم بنيهم في ميادين البطولة... وتنقصنا المناهج الرياضية الصيفية، وتلقينها للمدرسين ومنح الشهادات عنها والمكافئات المالية وهذه كانت في السابق، وألغيت منذ سنين. وينقصنا الملاعب ولو واحد في كل مدينة مجهز بالمقاعد الخشبية ومغطى من الشمس والمطر لراحة الجمهور وتشجيعه واحترامه..... وينقصنا العدد الكافي من الأخصائيين في هذه المادة والألعاب الرياضية الصحيحة، غير التي تعودنا عليها من ركض ووثب إذ يجب أن نمارس الألعاب الرياضية الحديثة، ونحيي في الوقت نفسه الألعاب القديمة التي بز فيها العرب كل شعوب الأرض. وما رأي سعادة المعارف في المدارس الأهلية التي تديرها بعض الهيئات والجمعيات والأفراد ؟ إن من العجيب حقاً أن نجدها فاتت مدارس الحكومة في الرياضة بما جمعته من وسائل الألعاب وما فرضته في برامجها من ترقية هذه الوسائل عاماً بعد عام."[16]
      ويضيف موجها النقد حول برامج التربية البدنية في المدارس "وإذا القينا نظرة عابرة عامة على برامج الرياضة البدنية في مدارسنا الحكومية منها والأهلية -  لمسنا ضآلة العناية والاكتراث بهذه الناحية المهمة ذات التأثير البالغ في إعداد النشء إعداداً كاملاً لخوض غمار الحياة ، هذا بالقياس إلى اهتمام تلك المدارس بمواد التدريس الأخرى".[17]
    وبجرأة أيضا ينتقد حسني الوضع الرياضي في المدارس "تلقيت عدة شكاوي من بعض أساتذة الرياضة في المدارس من أن الرياضة لا تأخذ نصيبا من عناية مديري هذه المدارس ولا اهتمامهم فلا يعاونونهم المعونة الواجبة ولا يسهلون مهمتهم بالشكل اللائق وغير ذلك. ولقد ترددت في تصديق هذه الأنباء على أنها قد تكون شكاوي فردية لها ظروفها لولا أنني تحققتها بنفسي فتعجبت كيف يكون في هذه البلاد من يهضم حق الرياضة ولا ينزلها المنزلة اللائقة بها وعجبت أيضاً كيف أنهم نسوا ما تتمتع به  الرياضة في معاهد العلم بمصر وانكلترا وأميركا مثلاً وكيف أنهم اعدوا لها المعاهد العليا للتخصص فيها وغير ذلك. أيها السادة لعلكم نسيتم أنكم تلقنون طلاب "الأمة" كل يوم الحكمة القائلة (العقل السليم في الجسم السليم) فلا بد لكي نعد التلميذ لتلقي العلم بأن نقوي جسمه ونحافظ على صحته بما نقدمه له من رياضة ولو في وقت فراغه ولعلكم خير من يعلم ذلك جيداً . إذن لماذا تناهضون الرياضة ولماذا لا تتعاونون مع رجالها. أيها السادة: اذكروا أنكم تعيشون الآن في عصر يتطلب منكم روحا خاصة في تربية النشء تربية حديثة تساير العصر الحاضر. اذكروا أن التاريخ يطالبكم أن تخلقوا لفلسطين جيلا جديداً يجمع بين العلم والرياضة. اذكروا أن التاريخ يلح عليكم أنكم تعيشون الآن في عصر يتطلب منكم روحاً خاصة في تربية النشء تربية حديثة تساير العصر الحاضر. أذكروا أن التاريخ يطالبكم أن تخلقوا لفلسطين جيلا جديدا يجمع بين العلم والرياضة. أذكروا أن التاريخ يلح عليكم في أن تعبئوا له جيشا من المتعلمين الأصحاء يرد كيد الغاصبين ويذود عن البلاد غول الاستعمار. وكيف تنسون أيها السادة ما هو مطلوب منكم من أن تظهروا للملأ نشاط  مدارسكم في الخارج في حفلات تحيونها ومهرجانات تنظمونها ومباريات تقيمونها فهي مع أنها دعاية طيبة لكم فإنها تحفز روح الشباب وتقوي دعائم الوطنية في قلوبهم وتطمئن أولياء الأمور على مستقبل أبنائهم وغير ذلك مما هو مطلوب منكم وبعد فهذه عجالة بسيطة لنعود إليها إذا لم تثمر كلمتنا هذه فالرياضة ليس لها أعداء إلا المرضى."[18]
    كانت دائرة المعارف تشرف على حوالي الخمسمائة مدرسة ما بين ابتدائية وثانوية منتشرة في أنحاء البلاد وليست فيها غرفة واحدة لاستخدامها كصالة للتدريب ولا ملعب مجهز بمرافق صحية ورياضية. يكتب حسين حسني " أو ليس من المؤلم أن يتقدم بعض الوطنيين في هذه الدائرة بآراء واقتراحات حول النهوض بالرياضة لسد هذا النقص ولكن لا من مجيب أو سميع؟ طبيعي ما من مجيب لأن المشرفين السابقين سيطروا على هذه الناحية أيضا لعبت بهم السياسة الاستعمارية دورها فحرمتنا النمو والنهوض في هذا الميدان الحيوي ، وضللت العقول، فأوهمت البسطاء أن العلم هو حشو الأدمغة بالمعلومات وحشو النظريات العلمية في عقول النشء .... لا يا جناب المدير فلئن صحت هذه السياسة في الماضي فإنها أصبحت الآن عتيقة لا تجوز حتى على عقول النشء ..... ونحن نرجو أن يكون لدائرة شئون التربية والرياضة منهج رياضي قومي وأن توجه الطلاب الوجهة الصالحة بلا لف أو دوران فهل تعملوا في هذه الناحية أيضا كما وعدتم؟؟."[19]
  الحفلات المدرسية
     بدأت الحفلات المدرسية في فلسطين منذ أوائل العشرينيات وأصبحت تدخل ضمن تقاليد سنوية لها العابها الخاصة بها وقواعدها. ولم يختلف أداء هذه الحفلات بين المدارس الأهلية والحكومية أو بين المدارس بشكل عام بل كان هناك طابع خاص ومميز لكل مدرسة أو منطقة على حدة. كانت هذه الحفلات تقام تحت رعاية إداريين ووجوه اجتماعية مختلفة مثل رؤساء البلديات وموظفي الدولة. وبجرأة أيضاً ينتقد حسين حسني بعض الهيئات التعليمية لإسنادها رعاية الحفلات المدرسية السنوية التي كانت قد بدأت منذ عام 1928 للمسئولين البريطانيين (نريد القومية في حفلاتنا) [20] "نقدم مقالنا اليوم متألمين على ما أصيبت به كرامتنا القومية في تعمد بعض الهيئات التعليمية والمعاهد إسناد رعاية حفلاتها لغير عربي يتصدرها وهو ما جرت عليه التقاليد في هذا البلد من زمن بعيد. ونحن الآن ندعي النهضة في كل شيء وقد نهضنا فعلا، فتغير الكثير من تقاليدنا وعاداتنا ولكنا في هذا الصدد لا زلنا كما نحن. أليس من العار على قوميتنا أن يرأس حفلاتنا مهما كان نوعها وغرضها غير عربي ما دمنا في ارض عربية ومحيط عربي وبين لاعبين من العرب؟؟ أما كفانا تمسحا بهذا أو ذاك، تمسحاً أدركنا الآن نتيجته وما زلنا نصطلي بعاقبته ؟ أما كفانا هذا التواكل وعدم الاعتداد بالنفس ؟ كيف نطالب الأمم بالاعتراف بكياننا ونحن لا نضطر الغير لاحترامنا؟ نحن نفهم أننا قد نكون مضطرين لهذا لو أن لدينا نقصاً في الرجال ممن يمكنهم سد هذا الفراغ. ولكننا نحمد الله على أنه أصبح في بلادنا رجالات وزعماء تتشرف بزعامتهم بلادنا في داخل فلسطين وخارجها. وبع فإذا كانت هذه المعاهد ستعدل عن التورط في هذا التقليد بما هي ستضرب لشبابها ومتعلميها انفع الدروس في مثل هذه الحفلات.. تعلمهم كيف يعتزون بأنفسهم وقوميتهم ورجالهم الأمر الذي يجب بثه في نفس كل عربي فينشأ الطفل العربي محبا لقوميته وبلده ويعرف كيف يشترك في القافلة للدفاع عنها والذود عن كيانها."[21]
    أيضا وفي مقال آخر يتساءل بخصوص هذه الحفلات المدرسية "الحفلة: هل شعرت معي أيها المتفرج أن الحفلة بعيدة عن القومية  مع أنها قومية في بلدها وملعبها ، قومية بالمشتركين فيها وبمشاهدتها ، فما تسمع أنشودة قوية يرتلها مئات المتسابقين بصوت واحد يهز القلوب ويحفز الهمم ويشعرهم أنهم في ميدان التنافس الشريف للقوة وأنهم يعدون أنفسهم للذود عن الوطن .  هل شعرت معي أننا عرانا بعض الخجل حين قادت جيوشنا الصغيرة موسيقى نحاسية عدد أفرادها خمسة مع أن عددها معروف وآلاتها معلومة حتى كانت تعزف بألحانها في أوقات الراحة. أليس في البلاد بأسرها موسيقى تحضر خصيصا لهذه الغاية الشريفة.  هل شعرت معي في موضوع يدفعني الواجب القومي والفني والصحافي إلى المجاهرة به لما له من الخطورة في نفوس أبنائنا ؟ فهذا البرنامج كتب بلغتين وهذا مكبر الصوت يذيع بالعربية وغير العربية مع أن غير العرب في هذا الحفل لا يتجاوز عددهم أصابع اليد .... إلى متى هذه المجاملة !!! وإلى متى نظل مسوقين، ليس المكان بمتسع سرد ما يفعله غيرنا في هذه البلاد... يا قوم كرامتنا وقوميتنا فوق الجميع، وفوق كل شيء. يجب أن تكون حفلاتنا عربية..... تحت رعاية عربي..... إذا أردنا أن نعلم أبناءنا منذ الصغر الاعتزاز بالنفس والتمسك بالقومية والمحافظة على الكرامة، فقد كفانا ما كان. وأخيراً نرجو من المسئولين وعلى رأسهم الأستاذ مصطفى الدباغ المعروف بوطنيته تدارك هذه المسائل جميعها في الغد ، وما الغد ببعيد وكل حفل وانتم بخير... "[22]
   وفي مقال آخر يضيف حسني "ليس أحب للنفس من أن يشهد المرء نتيجة جهاده وأن يرى الإنسان حصاد غرسه. وإذا كانت المدارس تقوم طول العام بتلقين أبنائها أصول التربية البدنية وتعاليمها وتبذل في ذلك النفس والنفيس  فتأتي لهم بالمدربين المختلفين وتعد الجوائز للمتفوقين وغير ذلك مما لا يجب أن ننساه. تقوم المدارس بهذا عن رضا وطيب خاطر فتقيم الحفلات وتنظم المباريات وتوزع على المتفوقين الجوائز والميداليات وغير ذلك مما لا تخفى فائدته من حفز همم اللاعبين وتشجيع العاملين وغير ذلك ......... من بين هذه المزايا الجليلة أمراً له شأنه في إقامة الحفلات الرياضية سنوية وسيلة من أهم وسائل الدعاية للمعاهد التي تقيمها. فإن المرء ليرى في تلك الحفلات من المظاهر والنشاط ما يسجل لها الفخار فها هم أبناؤها يلعبون ويقفزون وها هم لاعبوها يتبارون ويتسابقون  وها هم صغارها وكبارها في مختلف الألعاب يشتركون وها هي روح النشاط قد دبت في معهدهم حتى لتراها في مدراءها ومدرسيها يروحون ويجيئون وعلى جمال الحفلة يحرصون ويحافظون بل وها هو معهدهم قد ظهر في حلة زاهية من الزينة والتنسيق وها هو قد أمه آلاف النظارة من كل فج عميق. وها هم أولياء أمور الطلاب قد وفدوا إلى المعهد ليروا أفلاذ أكبادهم في المهرجان يشتركون، يلهون ويلعبون، ثم إذا بهم بالجوائز فائزون. فما أصدقها دعاية وما أنبلها من أهداف وما أجملها فرصة تلك التي يتاح فيها للوالد أن يرى ولده جنديا في جيش مدرسته يحمل سلاحه فيها ويؤدي واجبه ثم بعد ذلك يكتب له النصر وينال جزاءه بجوائز تبقى لديه كتذكار مدرسي جميل يبقى عنده ويباهي به في المستقبل أولاده وأحفاده."[23]

نظرة خاطفة فنية - حول حفلة مدارس الحكومة بيافا -1-
"دخلنا من الباب الخلفي للمعلب الأرثوذكسي لمشاهدة الحفلة وتسللنا خفية إلى ركن من أركان الملعب واتخذنا لأنفسنا مكاناً وجلسنا نشاهد والبحر من ورائنا واللعب أمامنا وليس لنا والله إلا الصدق والصبر!! ونظرنا إلى الملعب من حيث أعداده فنياً فإذا بكبار المدعوين يجلسون في نصف ضلع المستطيل في الملعب فتجبنا لهذا الوضع والملعب كبير وتلفتنا يمنة ويسرة لعل نظرنا يقع على أعلام عربية فهذه الحفلة وزوارها وطلابها من العرب فلم نجد فعاودتنا الذكرى القريبة حول حفلات المكابي والأولمبياد في تل أبيب وأعلامهم المنتصرة على عرض الملعب بعضها مرفوع في السماء والبعض الآخر موضوع على الأرض فترحمنا على حفلاتنا وخلوها من علم يرفرف فوق النشء ويتبارون تحت ظلاله ، لو نظرنا إلى نصف الملعب فإذا بالجوائز والكؤوس مرصوصة فوق طاولات مخالفة لذلك العرف المشهود وحجزت بعض النظارة عن التمتع بمشاهدة الحفلة وكما شاهدنا حضرات المساعدين والحكام يروحون ويجيئون في الملعب وعددهم حوالي العشرين يكونون أكثر من عدد المدارس المتسابقة في الحفلة وظننا أننا سنجد في لهم البرنامج سباقا.  فإلى الألعاب ووضعها في العدد القادم."[24]
حول حفلة مدارس الحكومة في يافا -2-
"البرامج بدأ البرنامج بعرض للتمرينات البدنية من فرق كبيرة وصغيرة متعددة تلعب كل واحدة منفردة منعزلة عن الأخرى. فكنت ترى مدا وقفزا وخفضا الخ..... في وقت واحد، ويحبذا لو اشتركوا جميعا في حركة واحدة. ثم جاء دور القفز العريض والسباق السريع والتمرينات الرياضية لمدرسة سلمة التي كانت متقنة وجميلة، ثم مدرسة قرية الخيرية حيث قامت بتمرينات مفيدة نالت الاستحسان وجاء سباق البرتقال ويظهر لنا أن البرتقال "تعفن" من كثرة استعماله في السنوات السابقة ، ودخلت بعد ذلك المدرسة العامرية على الملعب بخطوات متقدة وأقامت بعض التمارين الرياضية الجميلة قابلها الجمهور بالتصفيق وكان الزميل السيد فوزي الكيالي يقودها بنشاطه المعهود ثم جاء دور الأكياس المعروفة والمعهودة ثم شد الحبل وسباق المواصلات وسباق ال 1500 متر مع أن هذا السباق منع منعا باتا في المدارس إلا الابتدائية والثانوية طبقا لما يجري في بلاد العالم إذ جعل وقفاً على المدارس العالية والجامعات والأندية . وحكمة المشروع هذه واضحة جلية حيث لم يكتمل نمو الطالب ونخشى على قلبه من الإجهاد لهذا السباق الطويل وهذا هو البرنامج!!! ونظرة خاطفة إليه نجده خالياً من هذين أساسيين لازمين لنا، يتمشيان مع نهضتنا وعصرنا. أولهما إحياء الألعاب المعروفة عند العرب والتي زاولوها وبروا فيها شعوب الأرض قاطبة، وهي كثيرة والحمد لله حيث في إحيائها أحياء لمجد العرب والشعور بعزتهم، وثانيهما اقتباس المستحدث من الألعاب الحديثة والألعاب المسلية. وإلى هنا انتهى التعليق على البرنامج فإلى الحفلة في عدد الغد."[25]
   الاتحاد الرياضي الفلسطيني  (العربي)
     كان الصراع على الساحة الرياضية في فلسطين بين العرب واليهود جزء من مجمل الصراع الذي كان قائماً بينهم منذ بداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، فالصهيونية سعت بكل قواها منذ البدء لاستغلال الرياضة من أجل تدريب الشبيبة اليهودية وإعدادها لبناء الوطن القومي ، كما واستغلت الرياضة منذ العشرينيات من أجل تهميش العرب وتمثيل فلسطين محليا ودوليا. في عام 1924 شكل اليهود ما يسمى بمنظمة كرة القدم للأندية من أجل ضم كافة الأندية الصهيونية وتنظيم عملها، ومنذ عام 1925 سعى بعض قادة منظمة (المكابي) أن يضموا منظمتهم إلى الاتحاد الدولي للرياضيين الهواة. [26] ولكن مساعيهم باءت بالفشل لأن منظمة (المكابي) لم تكن تمثل العرب والانجليز واليهود في فلسطين بشكل متساو. بالتالي فإن هذه المحاولة الفاشلة لم تثن من عزيمة )جوزيف ياكوتيلي) القيادي البارز في منظمة المكابي، فمنذ بداية عام 1925 حاول (ياكوتيلي) أن يكسب عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكانت الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هذا الهدف هي تأسيس ما سمي في ذلك الوقت (الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم) في صيف 1928 من قبل اليهود والعرب والإنجليز.[27] ومن الجدير بالذكر أن تعاون اليهود مع العرب لم يأت من دافع الود ، بل كل ما كانوا يسعون إليه  هو تلبية مطلب الاتحاد الدولي بحيث أن يضم هذا الاتحاد أعضاء من العرب. في حزيران 1929 قبل هذا الاتحاد في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) ، وكان انضمامه إلى الاتحاد الدولي بمثابة فرصة ثمينة من اجل إبراز الهوية اليهودية وتمثيل فلسطين على الساحة الدولية بالتعاون والدعم الإنجليزي في عامي 1934 و 1938، أيضاً وما أن أصبح عضواً فيه حتى بدأت مرحلة تهميش العرب من الساحة الرياضية من خلال تفرد اليهود في هذا الاتحاد ، فهم لم يلتزموا بالقوانين الداخلية، ومن خلال تعاونهم مع البريطانيين حاولوا الهيمنة على هذا الاتحاد وإعطائه الطابع الصهيوني سواء بجعل أنفسهم غالبية فيه أو بإدخال اللغة العبرية والعلم العبري في شعاراته .[28]
     بسبب هذه التجاوزات المشينة من الجانب اليهودي التي تزامنت مع التسارع في وتيرة الهجرة اليهودية إلى فلسطين وثورة البراق عام 1929 قام القياديون الرياضيون بتأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني العربي في نيسان 1931 ، وقد كان تأسيسه بمثابة رد فعل لمجريات الأحداث التي كانت تعصف بفلسطين ، وكان من أهم ما دعا إليه هذا الاتحاد  مقاطعة الفرق والرياضيين اليهود. بالطبع  لم يكن عمله بنفس المستوى والنوعية مثل الاتحاد اليهودي  ولكنه استمر بالعمل والعطاء معتمدا على طاقات الأندية الاجتماعية الرياضية وأعضائها. وما ميز عمله هذا هو التنسيق مع مؤتمر الشباب الذي بدوره أيضا قام بدعم الاتحاد.  وكانت أعظم إنجازات الاتحاد ومؤتمر الشباب تنظيمهما بطولة (درع مؤتمر الشباب) و(درع الملك غازي)، كما وتوج نشاطات الاتحاد عندما قرر بالتعاون مع مؤتمر الشباب تنظيم مهرجان 14 تموز 1935 الذي شاركت به الأندية الرياضية والفرق الكشفية والفرسان بخيولها العربية ، هذا المهرجان الذي تخوفت منه سلطات الانتداب وحسبت له الوكالة اليهودية ألف حساب .[29]  تعرقل نشاط الاتحاد فيما بعد بسبب ثورة 1936 المجيدة حيث اعتقل أعضاء الأندية الرياضية وأغلقت العديد من الأندية، واندثر عمله بشكل كامل في نهاية الثلاثينيات. ولكن وبإرادة ووعي النشطاء والقادة الرياضيين في تلك الفترة فقد تم إعادة تأسيسه في أيلول عام 1944 وبدأت مرحلة جديدة من النشاط المتفاني والعمل المنظم ، وقد حقق هذا الاتحاد نجاحات على صعيد فلسطين والمنطقة العربية ورغم محاولة الصهاينة عرقلة عملة من خلال وسائل عديد والتي منها استقطاب الرياضيين والأندية العربية إلى جانبهم ، إلا أنه استمر في العمل حتى نهاية 1947،  ولو لم يبتل شعبنا بنكبة عام 1948 لاستطاع هذا الاتحاد أن يضاعف نجاحاته وأن تكون تجربته في الأربعينيات بمثابة قاعدة متينة للرياضة الفلسطينية الحالية.
      فورا بعد تأسيس الاتحاد كتب الأستاذ حسني معلقا على نسخة حصل عليها من قانون الاتحاد  "وقعت  في أيدينا عرضا نسخة من قانون الاتحاد الرياضي العام لكرة القدم وتصفحناها بسرعة ولم نشأ أن نحكم عليها لدراستها أو التعليق عليها لحرمان الصحافة الرياضية العربية من نسخة خاصة بها فنرجو أن يتقبل رجال الاتحاد وعلى رأسهم الصديق العزيز "الأستاذ الهباب" هذا النقد البريء بروح رياضية مع العلم بأن الصحافة العربية هي الشقيقة العزيزة للاتحادات والأندية التي تعطف على حركاتهم وتشجعهم وتنشر أخبارهم وتعطي الجمهور صورة حقيقة لأعمالهم وأشغالهم فاتصلوا بالصحافة الرياضية نقيدكم ونشجع أعمالكم."[30]
      كانت فترة (1944-1948) هي فترة نهوض نوعي وكمي للحركة الرياضية في فلسطين، فقد كان الاتحاد يعمل بشكل منظم وبتنسيق مع الأندية والفرق الرياضية ولجان المناطق واللجان الفرعية في فلسطين ، واستطاع أن يبني صرحاً لهذه الحركة على أسس تنظيمية واجتماعية ووطنية.  فقد أصبحنا نرى هذا الترابط الوثيق بين نشاطات الاتحاد والأندية والزاوية الرياضية في صحيفة (فلسطين). ولم يتوان محرر هذه الزاوية عن التعبير عن دعمه لهذا الاتحاد وإبراز نجاحاته وضم إليه صفوة مختارة من الشباب الناهض وتنظيم أموره رغم ما صادف في أول تكوينه من عقبات وعثرات. ففي كلمة يعكس هذا الدور الدعائي الذي لعبه حسين حسني في توطيد مكانة الاتحاد الرياضي الفلسطيني وإبراز مكانتها. فتحت عنوان (الاتحاد الرياضي الفلسطيني) يكتب " تعتبر الرياضة البدنية فناً دولياً له قيمته وضماناً لحسن سيرها وانتشارها ، أنشئت الاتحادات الرياضية في كل قطر لتضع الأسس اللازمة والقوانين والأحكام، وتسمو بالرياضة إلى المنزلة اللائقة بها فضلاً عن أنها مرجع الكثير من الشكاوي ولفض كل خلاف أو إجحاف وهي تعتبر بمثابة حكم عادل في كل ما يخالف أصول اللعبة أو يشين كرامتها. وقد تكون الاتحاد الرياضي الفلسطيني في البلاد لهذه الغاية وضم إليه صفوة مختارة من الشباب الناهض وانتظمت أموره رغم ما صادف في أول تكوينه من عقبات وعثرات، ولكن اتحادنا لم يقم بواجبه على الوجه الأكمل. والسبب في ذلك معروف للجميع وهو الناحية المادية، إذ ليست هناك حكومة تمد إليه المعونة والمساعدة ولا هيئة عربية تمنحه مكافأة سنوية، ولا البلديات قد أفردت في ميزانيتها مبالغ خاصة له. فمن أين إذن يطبق برامجه الواسعة التي تتلخص في إنشاء ملاعب في شتى أنحاء البلاد وإعانة الأندية والمؤسسات الرياضية لتقوم بواجبها، والاتفاق على مباريات دولية ومهرجانات رياضية، وإحضار المدربين الفنيين وتنظيم الرحلات وإحضار الأدوات اللازمة والإكثار من التمثيل الرياضي الخارجي.  فيا أيها الإخوان إن الاتحاد الرياضي الفلسطيني مشروع لتربية الأجسام ، يخلق جيلاً جديداً من النشء ، له أهميته الكبرى في كل قطر ، وهو خير ما يجب أن يكون هدفنا في هذا الزمن."[31]
    وتحت عنوان (الاتحاد الرياضي في عام) يكتب حسني" لا شك في أن المباراة أيا كان نوعها يستطيع "الحكم" أن يقذف بها إلى اليم أو يوصلها إلى بر السلامة والحكم هو الذي يتوقف عليه نجاح اللعبة. فهل أعد الاتحاد دراسة صيفية للحكام في مختلف اللعبات يقدمون فيها امتحاناً لنواجه الموسم القدم وقد أعددنا جبهة صالحة دارسة أصول اللعبة وقوانينها فمعظم الجمهور المتفرج أصبح عنده وعي رياضي ويستطيع أن يفرق بين المطبق للقانون والجاهل به. نعرف أنه تحت لواء الاتحاد حوالي الخمسين ناديا تضم جميعها أكثر من عشرة آلاف شاب ، فهل فكر الاتحاد في عمل الترتيب لإقامة مهرجان رياضي شعبي في صيف هذا العام يستعرض فيه هذا الجيش العرمرم من الشباب الفتي في شتى الألعاب ومختلف الفنون.....؟ وبهذه المناسبة نذكر أن الاتحاد الرياضي السابق الذي مكث يعمل بنشاط مدة ثلاث سنوات [أكثر من ثلاث - الكاتب] حتى اضطرته ظروف قاهرة مرت على البلاد إلى التوقف وتشتت أعضاؤه، أقام هذا الاتحاد عام 1935 حفلا رياضياً كبيراً في مدينة يافا اشترك فيه أكثر من خمسة آلاف شاب تنافسوا في العدو والوثب وتباروا في ألعاب القوى، ولعبوا بالسيوف وتسابقوا على الخيول العربية وكان المهرجان رائعا ولا زالت ذكراه عالقة في الأذهان إلى اليوم، فهل يعيد التاريخ القريب نفسه؟ إنا لمنتظرون."[32]
الاتحاد الرياضي الفلسطيني والهيمنة الصهيونية على الحركة الرياضية
    ومن خلال حرصه على الاتحاد يشير حسني إلى أن "الاتحاد الرياضي هو ثمرة جهود طيبة بذلها عدد من خيرة شبابنا للسير بالنهضة الرياضية العربية قدماً إلى الأمام ونحو الكمال المنشود بعد أن لمسوا نقصا في الرياضة العربية كان طبيعة لإشراف اتحاد يهودي عليها فقامت قائمة الشباب ودعت كتلة منهم إلى اجتماع كان سببا في تكوين اتحادنا العربي الذي نفخر به. وسار الاتحاد في طريق غير ممهدة يقاومه اتحاد كرة القدم اليهودي ويصطدم بعوامل شتى لا محل لذكرها هنا. على أن الاتحاد لم يقف وواصل سعيه حتى أصبح اليوم يضم خمسة وستين ناديا من مختلف أنحاء فلسطين. والآن اتحادنا الفتي يصطدم اليوم بعقبة هي كالأداء  التي اعتادت أن تؤدي بمشاريعنا الوطنية والاجتماعية على السواء؟؟. تلك هي المادة أساس الأعمال دون منازع ورغم اعتقادنا بأن الاتحاد سيتغلب عليها كما سبق له أن تغلب على غيرها من الصعاب فنحن نرى أن هذا التغلب يجب أن يكون في اقرب فرصة ممكنة. لهذا رأينا أن نتقدم للاتحاد باقتراح نرجو مخلصين أن تكون فائدة له ذلك أن يدعو المشرفون عليه إلى اجتماع عام يحضره جميع اللجان المتفرعة عن اللجنة المركزية لبحث اقصر الطرق وآمنها لتنفيذ فكرة طالما جالت في الخواطر هي تعيين أسبوع في كل عام يسمى أسبوع الرياضة في فلسطين يحشد فيه الاتحاد كل قواه لإنجاحه فتشترك في ذلك جميع الفرق على اختلاف أنواعها وتوزع أيام الأسبوع على مختلف المناطق ولا نشك في أن هذا الأسبوع سيكون من أيام الرياضة المشهودة في فلسطين وسيدر على الاتحاد ربحاً ماديا لا بأس به."[33]
 الاتحاد الرياضي الفلسطيني (العربي) والاتحاد الدولي
  إن انضمام اتحاد فلسطين لكرة القدم ( أو اتحاد كرة القدم الفلسطيني Palestine Football Association) إلى الاتحاد الدولي كان بمثابة فرصة ثمينة من اجل إبراز الهوية اليهودية وتمثيل فلسطين على الصعيد الدولي.  وبهذا استطاع اليهود بالتعاون ودعم من الجانب البريطاني أن يمثلوا "فلسطين" على الصعيد الدولي في كأس العالم في عامي 1934 و 1938 ، ففلسطين العربية لم تتبار في عام 1934 مع مصر، إن الذين تباروا مع مصر هم اليهود الذين أرادوا أن يمثلوا فلسطين لتظهر "يهودية" أمام العالم ، كما أن تباري فلسطين (التي كان فريقها يخلو من أي لاعب عربي) الممثلة باليهود وبعض جنود الجيش البريطاني في فلسطين مع مصر كان مع هذا البلد الشقيق الذي كان يخضع تحت الاستعمار البريطاني الذي (أي البريطاني) بدوره كان يسعى من أجل ربط الفرق الرياضية المصرية مع الفرق اليهودية في فلسطين .   ونرى اليوم الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) يكرر في أدبياته أن "فلسطين" لعبت مع مصر في عام 1934، غير ذاكرا طبيعة الصراع في فلسطين في ذلك الوقت.  كما ويتبجح الإسرائيليون اليوم من خلال أدبياتهم ومواقعهم الإلكترونية بأن "إسرائيل" شاركت بكأس العالم في عامي 1934 و 1938 وأنها لعبت خمس مباريات دولية حتى عام 1948.  ويتبعهم للأسف مجموعة من أفراد شعبنا على المواقع الالكترونية الذين يجهلون التاريخ في طرح أفكار مماثلة.
  ومن الجدير بالذكر أن الفرق العربية في فلسطين لم يكن بوسعها التباري مع الفرق الكروية من الدول العربية الشقيقة لأن قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم كان يمنع أي اتحاد غير منضم له أن ينظم مباريات مع فرق اخرى من خارج البلد . كما أن الفرق من الدول العربية كانت تأخذ السماح من الاتحاد اليهودي من أجل التباري مع الفرق العربية في فلسطين . وهذا ما كان يعكس احتكار الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لحق التباري مع أي فريق خارج فلسطين ، والشيء المذهل هو أن هذا الاتحاد اقترح على الاتحاد الدولي المساعدة في تأسيس اتحادين كرويين في كل من سوريا وفلسطين. [34]
   لقد نجح الاتحاد الرياضي الفلسطيني  (العربي) بعد إعادة تأسيسه  في عام 1944 بتوثيق عرى الصداقة مع جميع الاتحادات العربية بفضل التعاضد القومي بين الشعوب العربية وتفهم الاتحادات العربية لجوهر المشكلة الفلسطينية بشكل عام والمشكلة الرياضية في فلسطين بشكل خاص ، ومن الجدير بالذكر أن تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني العربي عمل على بلورة الكثير من الأمور التي لم تكن مفهومة لدى الفرق والاتحادات العربية في خارج فلسطين عن جوهر الصراع داخل الحركة الرياضية في فلسطين والتي تتمثل بهيمنة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على الساحة الكروية وبتطويع الكرة لصالح أهدافه التي تعمل في النهاية على بناء الوطن القومي.
   يكتب حسني حول سعي الاتحاد الرياضي الفلسطيني للاتحاد الدولي لكرة القدم:  
"ينتظر سفر البعثة الرياضية التي يوفدها الاتحاد العربي الفلسطيني لكرة القدم إلى مصر للاتفاق على إقامة مباريات بين مصر وفلسطين في أوائل الشهر القادم، وإنا لنرجو منها دراسة مسالة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم غير العربي المعترف به دولياً والذي يمثلنا رغم أنوفنا كما نرجو مصر أن تتوسط لنا وتطالب معنا بإلغائه فهو لا يمثل إلا نفسه وطائفته لا الشعب العربي الفلسطيني. وإذا تعذر ذلك في الوقت الحاضر فنطالب بثلثي مقاعده حيث يتبقى له الثلث حسب تشريع الحكومة في البلاد، وهذا الاتحاد أسس سنة 1922 (1928 – الكاتب) ومثل فلسطين دوليا بينما كانت الألعاب في ذلك الوقت لا تزال عند العرب في مهدها وأعضاؤها اثنا عشر شخصاً وجمعهم من غير العرب ومركزه بل أبيب وهو لا يزال إلى يومنا هذا يمثل فلسطين ، ومن الجائر أن يظل هذا الاتحاد ممثلا لفلسطين العربية دولياً بينما انتظمت أمورنا وألعابنا واتحاداتنا وبرز بين شبابنا من هم أكثر منهم قوة ومقدرة وفناً، ولا تستطيع الفرق المصرية الحضور إلى فلسطين واللعب معنا ما لم يوفق هذا الاتحاد "غير الشرعي" واضطرار مصر إلى مجاراته محافظة على النظم والقوانين الدولية السارية في جميع الأقطار. وريثما تنتهي هذه الحالة الشاذة الطارئة على العالم وتسهل المطالبة والاحتجاج ، يجب أن تبذل المساعي في مصر لتأسيس "اتحاد رياضي شرقي" وأن يشرع فيه حالا. وقد سبق لي أن تحدثت بهذا الموضوع  مراراً مع المسؤولين في القطر الشقيق فلقيت منهم آذانا صاغية ، فعسى أن يتم هذا الأمر قريباً حتى يتسنى للفرق العربية أن تتزاور وتتنافس وتتبارى في بلادها بعيدة عن هذا الاتحاد عن تحكمه الشاذ. "[35]  
     طلب من وفد الاتحاد الرياضي العربي الفلسطيني دراسة هذه القضية أثناء زيارته لمصر للاتفاق على إقامة مباريات بين مصر وفلسطين. والعمل على حث الاتحاد المصري على محاولة إلغاء الاتحاد الصهيوني من الاتحاد الدولي وكما يشير حسني "الذي لا يمثل إلا نفسه وإذا تعذر ذلك فالأفضل المطالبة بثلثي مقاعده (للاتحاد الرياضي العربي الفلسطيني) حيث يتبقى له الثلث حسب تشريع الحكومة في البلاد."[36]
  وفي مقال له بهذا الصدد أيضا حول عقد اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وموقفه المتحيز (للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم) يكتب "كنا نظن أن دولة الرياضة لا تتأثر بدولة السياسة فتضيع بجانبها الحقوق ويفقد العدل وها هم مندوبو 64 أمة يجتمعون في لوكسمبرج ويديرون حركة الألعاب بين معظم أمم الأرض في مؤتمر يعقدونه سنوياً ويمثل فلسطين العربية في هذا اتحاد كرة القدم الفلسطيني " اليهودي" ومركزه الرئيسي تل أبيب .... وقد ننتهز فرصة انعقاد الاتحاد الدولي ورفع صوته عاليا مطالبا بحق مهضوم وبأمانة وتمثيل مغتصب بواسطة احد مندوبي الدول العربية وهو ممثل سوريا ولبنان الذي شرح لهم وجهة نظر عرب فلسطين كما طلب من الاتحاد العربي تقديم مذكرة وافية حول الموضوع ورفعها إلى اللجنة المختصة للاعتراف بالاتحاد دوليا ."[37]
     لقد كان واضحاً أن أكثرية أعضاء الاتحاد الدولي كانوا منحازين إلى جانب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، لذلك جاءت أكثرية الأصوات ضد انضمام الاتحاد الرياضي الفلسطيني إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم. لقد حاولت القيادات الصهيونية إيجاد منافذ لها من أجل الوصول إلى الاتحاد الدولي، كما أن تمثيل فلسطين من قبل اليهود على الصعيد الدولي أعطى الإمكانية للاتصال مع الفرق الرياضية العالمية وإقناعها بوجود نشاط رياضي لليهود فقط.
البلديات والحركة الرياضية
"لم تنشأ البلديات في جميع الدول إلا للترفيه عن الشعب أفراداً وجماعات في جميع مرافقه الحيوية من ضحية وعمرانية ورياضية وثقافية واجتماعية . ومن بين برامج جميع البلديات في أغلب مدن العالم برنامج حيوي له قيمته المعنوية في كين البلاد ومع الأسف لم تساهم بلدياتنا في الناحية الرياضية فبعضها اكتفى بكأس قدمه أو درع تبرع به. هل اعتمدت اعتمادات مالية كبيرة في ميزانياتها لمساعدة الاتحادات الرياضية بصفتها الهيئات المسئولة ؟ هل أعطت الجمعيات والنوادي بعض الإعانات لتصرف في المشاريع وأرسلت بدورها من يراقب الصرف ؟ هل عرفت أنها بهذه الأعمال تلقن الشعب ما ينفعه في حياته اليومية وتوجيه إلى خير اتجاه رياضي وبعملها هذا تشجع الحركة وتنعشها فتؤسس بذلك جيلا جديدا من المواطنين الأصحاء السليمين البنية الذين يعتبرون في كل بلد خير ذكر لها يدافعون عن كيانها ويدورون كل خطر عنها؟ وهذا ما نرجوه من البلديات للاطمئنان على حركتنا الرياضية."[38]
    في مقال تحت عنوان (وجوب الاهتمام بالفرق الثانية) نراه يدعو للاهتمام بفرق الدرجة الثانية "رأينا تمشياً مع حركة التدعيم القوية لجميع الفرق الرياضية على اختلاف أنواعها زيارة الفرق الثانية في كرة القدم لنعرف مستواها الفني ومدى ما تتمتع به من روح رياضية ولنطمئن إلى أن عملية التموين للفرق الأولى تمشي بخطى سريعة طيبة. فتوجهنا فجأة مساء الجمعة الماضي إلى ملعب القروي بالقدس وفرقة النادي القومي المقدسي الذي أسس منذ شهور وقام على أكتاف بعض الشباب الفتي فكان اللعب حسناً نوعاً ما ومتوسطاً في روحه الرياضية وقد حكم هذه المباراة رياضي من نادي الهومنتمن الذي احتسب كثيراً من الأخطاء بعضها لا يعاقب عليه القانون فأضاع رونق المباراة ولهذه المناسبة أسوق نصيحة رياضية إلى إخواننا رؤساء الأندية وأمناء سر لجانها الرياضية هي أن يعطوا الفرق الثانية عنايتهم وتشجيعهم فيضمنوا بعملهم هذا نجاح الفرق الأولي وحفظ توازنها حتى إذا غاب لاعب أو لاعبين من الفريق الأول أو تأخر احدهم أو تدلل وجد من يملأ فراغه ويسد محله.
  وليس ما أقوله الآن بنظرية غير عمليه فقد طبقتها بنفسي ففي عام 1942 كان لكلية روضة المعارف بالقدس فريق أول قوي مهاب الجانب من المدارس وبعض الأندية وكنا إزاء هذا الحادث الآتي في نصف الموسم الرياضي إذ توجهنا إلى مدرسة الفرندز في رام الله لنتبارى معها فنزل فريق الروضة إلى الملعب مستهتراً على غير عادة معتزاً بنفسه وقوته فما لبث أن تغلب عليه الفرندز بإصابة واحد واشد ما كانت دهشتي حينما رأيت أن الألعاب الفنية وخطط الهجوم التي كثيراً ما دربتهم عليها لا أثر لها في الملعب فانتهت المباراة بإصابة واحدة يتيمة للفرندز. وفي اليوم التالي أعلنت أمام جميع طلاب الكلية إلغاء الفريق الأول وأن يحل الفريق الثاني مكانه ليتم مباريات الموسم السبت المتفق عليها فعلت الجميع دهشة كبيرة.... فاجتمع الفريق الأول وطلب الصفح عما حدث فلم اقبل فتوسطوا لدى إدارة الكلية لتثنيني عن عزمي ولكني أقنعت الإدارة بوجهة نظري وبأنني المسئول عن ذلك.
 دخل الفريق الثاني إلى معركة المباريات بين المدارس وأتم الست مباريات فلا يأخذك الاندهاش أيها القارئ إذ تعلم أن الفريق انتصر في مباراتين وتعادل في اثنتين وانهزم في لعبتين وهي نتيجة مشرفة.  ولعل هذا الحادث يكون عبرة حتى نهتم بضرورة تشجيع وتدريب الفرق الثانية لحفظ توازن الفرق الأولى فضلاً عن أنها طريقة مثلى لنجاح اللعبة وتقدمها."[39]

كلمة مخلصة لوجه الله
"مهداة إلى أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى
يقدمه إلى حضارتكم جندي يعمل في ميدان الرياضة منذ أعوام طويلة يلقن النشء في البلاد أصول التربية البدنية ويتعهد غرس معاهدكم العلمية يقيم المهرجانات ويبذل من نفسه وجسمه وفكره في رسالته ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
والآن وقد دارت عجلة الزمن دورتها لخدمة الرياضة فإذا بالصحافة أصبحت خير عضد لها ناصرتها فلم تبق صحيفة أو مجلة عربية لا تحوي من شؤونها وأخبارها الشيء الكثير.
 وإذا بالإذاعة اللاسلكية قامت بواجبها نحو توجيه الجمهور توجيها رياضية فأخذت تذيع الإرشادات والتمارين كل يوم حتى صار الناس ينتظرونها ويتسابقون إلى مسايرتها والعمل بتعاليمها.
وإذا بالمعاهد العلمية قد أوسعت لها في مناهجها وبرامجها وتشجعها ماديا وأدبيا فأصبحت تخرج لنا كل عام شبابا أقوياء أصحاء نبني بهم الجيل الجديد.
وإذا بالأندية والجمعيات الرياضية تخلص هي الأخرى في رسالتها فتضع للرياضة برامج من المباريات والمسابقات وتمد المتسابقين بالمنح والمكافئات فأقبل عليها الشباب يؤلفون الفرق ويدينون بالخلق الرياضي في ألعابهم وأعمالهم وفي مثل ذلك فليتنافس المتنافسون.
  ولم يبق غير شيء واحد هو ما نطالب حضراتكم به الآن مخلصين ، وهو أن تلفتوا نظر الوعاظ في المساجد والخطباء في بيوت الله إلى أن يوجهوا الشعب في خطبهم توجيها رياضيا بحثهم على العناية بأجسامهم وتنظيفاً وتنشيطاً وتقوية أعضائهم وإتباع ما نصت عليه قوانين الصحة وبذلك يتقدم شعبنا صحياً فنقوى سواعده على العمل والكفاح وزيادة الإنتاج.
  يا حضرات الأعضاء: إن لكم في ذلك قدوة حسنة فقد أمر بذلك ديننا الحنيف ووجهنا إلى ذلك قرآننا الشريف وأوصانا بهذا نبينا الكريم."[40]
لا نزال في بداية الطريق
  "نعم لا نزال في أول الطريق والطريق طويل ووعر فمتى نجتازه وما هي وسائلنا لاجتيازه؟؟ هذا الطريق هو الذي يوصل الشعوب إلى النهوض بالمجتمع في جميع مرافق حياته، ونهضتنا الرياضية في فلسطين  لا تزال نهضة وليدة تحبو على رجليها الضعيفتين يدفعها إلى الأمام عاملان قويان يبعثان فيها القوة ويدفعانها شيئا فشيئا. الأول هو الصحافة التي يرجع الفضل إليها في أغلب النهضات، فإنها والحمد لله بدأت تعنى بالناحية الرياضية فأولتها الكثير من عنايتها. كيف لا وهي مرشد أمين للرقي ، لأن في تثقيف الشعب بواسطتها أمر يؤهله على مناحي الخير. وأما الثاني فهي "الإذاعة" التي أصبحت الآن تتحكم في الجمهور وتنمه وتهديه إلى خير سبيل لراحته وثقافته ورفاهيته.
  وإذا توفر لنا هذان الباعثان "الصحافة" و"الإذاعة" فماذا إذن ينقصنا؟ لا شك أنه ينقصنا شيء كثير.
فهذه الدار التي نسكنها ، لماذا لا تعد منها ناديا رياضيا صغيرا، أفراد البيت أعضاؤه، ورب البيت رئيسه.
وهذه المدارس والمعاهد لماذا لا تدخل الرياضة البدنية في برامجها الدراسية ، ولماذا لا تدخل في فحوصها وامتحاناتها.
  وهذه الأندية لماذا لا يحسن توجيهها والانتفاع منها وتحديد برامجها وتشجيعها وبذل المعونة الجدية لها لتؤدي ما عليها. ولماذا انحرفت الأندية هذا الانحراف، فأصبحنا نجده أمكنة لإقامة حفلات الشاي التكريمية مع أن في برامجها كل خير للشعب . إن نهضتنا ينقصها بث الروح الرياضية في هذه الجهات كما قدمنا. وليعلم كل فلسطيني أن أي قرش يدفعه لتشجيع هذه النهضة الرياضية إنما يشتري به مجداً لوطنه، وما أغلى المجد. "[41]

الرياضة والوطن
  فيما بعد يوجه حسني نقدا لمراسلي هذا الباب الرياضي في صحيفة (فلسطين) للذين كانوا يصفوا وينتقدوا ويعالجوا بدون حساب في باب الألعاب هذا الباب الذي يصفه "للصحافة فضل على كل نهضة سواء أكانت علمية أم فنية ولها قسط كبير من المشروعات المتعددة والحركات النافعة في البلاد ، وقد شملت الناحية الرياضية بإخلاص مما ساعد على ترقية الألعاب في هذه السنين . ولكن حدث أخيرا أن سمح بعضها لمراسليه أن يصفوا وينتقدوا ويعالجوا بدون حساب في باب الألعاب. هذا الباب الذي لا يقل خطورة وأثرا عن غيره...... لذلك نرجو أن تسند الكتابة الرياضية إلى أشخاص واقفين وقوفا تاما على ما يتناولونه بالحديث بعيدين كل البعد عن الأغراض الشخصية..... وقد سبق أن كتبت راجيا أن تكون حركة النقد قائمة على أساس التفكير الصحيح والرأي الصائب ودقة البحث إذا أردنا الخير لحركتنا الرياضية." [42]
  وحول النشاط الرياضي ودوره الطليعي في صقل الإنسان الفلسطيني يظهر الأستاذ حسني في إحدى مقالاته مدى هذا الترابط العضوي بين الرياضة والشخصية المقاتلة المتحملة للجلد والصبر "ولا ريب أن الملعب ميدان قتال منظم مصغر ففيه يتعلم الفرد أول مبادئ القيادة والتعاون والسرعة والتفاني في صالح المجموع . وفي الملعب يتعلم الإنسان الصبر والجلد ، والرجل الرياضي ابعد ما يكون عن حياة الترف والنعيم وكثيرا ما نرى الرياضيين الموسورين يعشقون المعسكرات على ما فيها من شظف وحرمان . وفي الملعب تكتسب (الروح الرياضية) التي تهزأ بالأعصاب ولا تكسرها الهزيمة ويسودها التفاؤل ….. كل هذه الميزات من خواص المقاتل الباسل."[43]

نشاطات رياضية
الدراجات وسباق فلسطين الأخير
"عرفت الدراجات منذ نحو الأربعين عاماً وكان أول ظهورها في بلاد العرب بمصر وقد قالها الشعب بدهشة حتى لقيت في عهدها الأول "بالحمار الحديدي" وطلت تؤدي رسالتها في قطع المسافات القصيرة وخاصة للطالب والعامل بعد ما أدخل عليها بعض التحسين إلى وقتنا هذا ولا شك في أنها إحدى اللعبات المفيدة للجسم وخاصة لتقوية الأرجل والساق وتقام لها الآن المسابقات الدولية.
وقد كان قبل العيد بأيام سباق الدراجات الذي أقامه الاتحاد الرياضي الفلسطيني بواسطة لجنة ألعاب القوى ، هذا السباق تصاعدي حلزوني، فطلعة "القسطل" المعروفة كانت هدف حوالي الثلاثين متسابقاً فيهم الفلسطيني والمصري ولإنجليزي والبولوني وقد أقيم السباق وكان الفائز الأول "توماس" الإنجليزي والثاني مصرياً هو السيد "محمد مصطفى الملقب باللوري والثالث فلسطيني هو السيد مصطفى أحمد من الرملة، وهكذا كان سباقاً موفقاً بكثرة مشاهديه وحكامه نذكر منهم السادة: عبد الرحمن الهباب، هاشم الحسيني، إبراهيم نسيبة ، جميل الصالح، زهير العفيفي، روك فراج وكنت ترى شخصية رياضية قصيرة تذهب تجيء بسرعة وخفة بين جماعة المتسابقين وجمهور اللاعبين فإذا تحففتها جيداً تبينت لك أنها السيد ليفون كششيان. "[44]
رحلات ووصف
"لقد زرنا مؤسسة الأحداث في جمعية الشبان المسيحية بالقدس فألقينا عدداً من الأحداث يزيد على الثلاثمائة وجميعهم يلعبون بنظام تام وإشراف فني ولهم غرف وساحات خاصة بهم تحت رئاسة الأستاذ شفيق منصور الذي اطلعنا على برامج تدريبهم فوجدناه مليئا بالألعاب التي هي سبيل القوة وبالرحلات التي تكسبهم الشجاعة وبالمحاضرات والحفلات والمسابقات التي تشجعهم وتظهر مواهبهم. فإلى إنشاء مؤسسات الأحداث ندعو الأمة الكريمة....."[45]
"سبق أن وصفنا رحلتنا إلى عمان في عدد مضى وشرحنا ما شاهدناه هناك من أندية وملاعب ومعالم ولم نذكر ما أحسسنا به بعد انتهاء الزيارة وما همس به في آذاننا بعض الزملاء هناك، مما خصصنا له هذا المقال ، فماذا وجدنا وسمعنا في عمان؟؟ وجدنا أن في البلاد عدداً من فرق كرة القدم حذقت اللعبة وتفننت فيها مما يبشر بتقدم ملموس. ووجدنا كرما فياض تجلى فيما قدموه لنا من ترحيب وحسن وفادة وكرم ضيافة ، وجدنا هناك أجساما فتية ونفوسا أبية وروحا عالية رياضية. وجدنا تعاونا ملموسا بين الأندية على اختلاف أجناسها لا فرق بين الجراكسة (الشراكسة – الكاتب) والشوام والأرمن والأردنيين. وجدنا فيهم ميلا إلى الطلب الهادئ، فقد همسوا في آذاننا بأنهم في حاجة إلى عن الحكومة لتمدهم بالعطف والتشجيع فتقوي رسالتهم وتدعم حركتهم.
وجدنا في صحافة البلاد المحلية قسما صغيرا للرياضة البدنية وسرد الأخبار ولم تخصص المقالات الرياضية مع أن الرياضة تحتل الآن أبرز العناوين في أمهات الصحف، ونحن بدورنا نرجو للمملكة في عهدها الجديد كل خير وكل تقدم وأن تحقق آمالها في القريب العاجل ، فنجد فيها كل شيء ترضاه الرياضة، وتتنافس مع الأقطار العربية في تربية أجسام الفتيان وفي شتى الألعاب كما أنها تأخذ مكانها اللائق بها في سوق الألعاب الأولمبية بين الأمم."[46]
     (الرياضة في حيفا)
    "زرنا حيفا ذات المرفأ الجميل وضمنا حديث طويل مع أميني سر لجنة المنطقة السيد يونس نفاع والسيد فهد عبد الفتاح . ولمسنا نواحي النشاط الرياضي في هذه المدينة التي نعتبرها الآن أحسن مدن فلسطين عناية بالشؤون الرياضية وذلك بفضل حسن إدارة القائمين بأمرها وجميل التعاون بين فرقها والروح الرياضية التي تسود معظم أفرادها. أما مقياس هذا النشاط فقد بلغت الفرق المسجلة في اللجنة المحلية للاتحاد الرياضي في حيفا هذا العام 43 فرقة رياضية تمارس ألعابا مختلفة ففي كرة القدم 21 وكرة السلة 6 وكرة الطاولة 9  وفي العاب القوى 3 وتوجد لجان فرعية تشرف على كل لعبة ، فاللجنة تحدد المباريات وهيئة الحكام تشرف على تعيين حكامها لإدارة المباريات حسب القانون. وانتهزها السيد يونس فرصة واظهر سروره باسم الرياضيين بما تكتبه الجريدة من المواضيع الرياضية والملاحظات وخاصة في كرة القدم ولفت النظر إلى أننا لم نشمل الحكام "بنظرة" فنزولاً عند رغبتهم سنكتب قريبا عن الحكم وواجباته في كرة القدم."[47]

جولة في الشمال -1-   
"يضطرنا تحرير القسم الرياضي أن نجوب البلاد بين حين وآخر لنوافي القراء بما يهمهم من الأخبار والحوادث الرياضية ، ونهضتها تشجيعاً للقائمين بها والمشرفين على إدارتها. وقد قمنا مبكرين من يافا صباح الجمعة الماضي بعد سهرة طويلة سببها لنا الدسوقي وملاكمته مع "انتوني" وأقبل احد الأصدقاء بسيارته الصغيرة وأصر أن ينقلنا إلى حيفا ليوفر علينا الوقت والمال .... فشكرته وقلت له هل تستطيع هذه السيارة الصغيرة نقلنا إلى حيفا فقال يا أستاذ ليست هذه سيارة بل طيارة .... ساعة ونصف تكون على قمة الكرمل . فركبنا وكنا خمسة في داخلها وسرنا على بركة الله ومررنا في طريقنا قرب ملبس بملاعب كثيرة لكرة القدم  تكسوها الخضرة ذات اليمين وذات الشمال ، وترحمنا على ملاعبنا الرياضية .... وقد قطعنا حوالي التسعين كيلومتراً ونحن نتناقش في شئون رياضية هم انتقلنا إلى السياسة فإلى قراءة التلغرافات الخارجية لجريدة فلسطين يما فيها من وصف للحوادث وانفجارات الألغام والقنابل وإذا بنا نسمع انفجاراً في السيارة كالمدفع فنزلنا وإذا بعجلة السيارة الأمامية "مبنشرة...."[48]
   أيضا يصف حسني في احد جولاته في شمال فلسطين وزيارته لجمعية العمال العربية نشاط هذا النادي العمالي تحت عنوان (جولة في الشمال -2-) محفزاً ومشجعاً أعضائه على نشاطهم  الرياضي ومشيراً للقارئ إنجازات نادي جمعية العمال العرب:
     ".... وبعد أن استرحنا قليلا بعد العشاء سرنا في احد الشوارع فإذا لوحة كتب عليها نادي جمعية العمال العرب "الفرع الرئيسي" فصعدت درجها الأمامي حتى وصلت إلى الباب وإذا بغرفتين على اليمين وآخر على اليسار فاسترقت الخطوات لأعرف مدى اهتمامهم بالرياضة فوقع نظري على مشهد يبعث على الدهشة والتقدير إذ رأيت حوالي الخمسين شابا بأجسام نصف عارية يتمرنون على الملاكمة فمن نط الحبال إلى محاربة الخيال ومن أكياس الرمل إلى التمرن على لكم الكرة كل ذلك في دورات منظمة تحت إشراف تام. وبعد ذلك قابلت رئيس النادي والزميل السيد محمد غورتاني وعرفت منه مدى اهتمام الجمعية بالرياضة كرفع الأثقال وكرة الطاولة والمصارعة حتى لقد برز من شباب هذه الجمعية سليمان محمد بيبي في المصارعة الذي تغلب على جميع مصارعي اليهود في وزنه ووجدت أن السيد عبد الرحمن مرسال يساعد الجمعية في تنظيم الألعاب ، كما أن إدارة النادي تسعى الآن للحصول على ملعب لكرة القدم من الهيئات المسئولة ، وقد يتم الاتفاق قريباً بينهم وبين احد أندية مصر القطر الشقيق بورسعيد على تبادل الزيارات والمباريات . وفي أثناء الحديث بيننا حضر احد أفراد فرقة الرياضة محمد صبحي الشرقاوي ولعب ألعابا "جمبازية" غاية في الإتقان والإبداع ، وتهتم هذه الجمعية بالسباحة في فصل الصيف وتتأهب هذا العام لتقديم فرقة قوية تضاهي أحسن الفرق في البلاد ، وقد رغب رئيس النادي أن توسع جريدة فلسطين قسمها الرياضي فوعده وشكرته على هذه المعلومات القيمة وتمنيت أن تكون هذه النهضة سائدة فروع الجمعيات في جميع أنحاء البلاد . وإلى الغد....."[49]

مدينة الخليل تنهض رياضيا    
 "هذه المدينة نراها اليوم تخطو بخطى واسعة وسريعة نحو النهوض بالرياضة البدنية "..... وإذا ما عرفت أن نهضتها (مدينة الخليل) مدتها عام كامل حكمت معي أن همة شبانها عظيمة.... وإذا استعرضنا حياتها الرياضية نرى أنها بدأت عام 1945 بتشكيل بعض الأندية الرياضية والفرق الكشفية والأقسام المدرسية ، فالأندية الرياضية هي النادي الأيوبي والنادي الثقافي ونادي الشبيبة الرياضي ، والنادي القومي ورابطة المثقفين العرب وجميعها تشتغل بجد وإخلاص في إذكاء روح الحماسة بين أعضائها وقد بلغنا أن نادي الشبيبة يؤدي رسالته على أتم وجه لا من الناحية الرياضية فحسب بل ومن الناحية الأدبية والاجتماعية..... ونحن إذا استعرضنا هذه الحركة اليوم فإننا نطلب المزيد حتى تصبح هذه المدينة المقدسة من طليعة مدن فلسطين عناية بتربية الأجسام رياضياً...." [50]      

نابلس وشبابها الناهض
"نابلس هذه المدينة العريقة في المجد الأصيلة في النسب ذات التاريخ المجيد نراها اليوم وقد أصبحت في مؤخرة المدن التي تعني بشؤون الرياضة البدنية مع أن معظم شبابها من خريجي الجامعات ومن مدرسة النجاح ، فلم نسمع عن نهضة رياضية فيها ، ولا عن ناد رياضي يجمع ويضم الشباب ويعمل على تقوية اجسامهم ويتبارى مع مدن فلسطين في شتى الألعاب . فاعملوا يا شباب نابلس لتأسيس الأندية الرياضية وآزروها يا أثرياء نابلس ، فبعملكم هذا تخدمون الوطن وتبنون له جيلا جديدا مفتول العضل قوي الساعد." [51]
هل تعلم ؟
"أن بلدية نابلس ساهمت في خدمة الشباب وشرعت في إنشاء ملعب   تفاخر به أحسن الملاعب في فلسطين؟
وأنه يوجد في الأندية نفر يتقاضون مرتبات عن كل مباراة في كرة القدم والقانون يحرم ذلك على الهواة؟   
وأن السيد فايز الإدريسي اجتمع في الأسبوع الماضي مع مديري الأندية القروية في لواء القدس واستفهم عن أنديتهم ، وقدم لهم جميعا نصائحه بضرورة التعاون والاتحاد وتمنى للأندية الرياضية التقدم والازدهار؟
وأن أندية الخليل ستقوم بمشروع رياضي وسيؤسس ناديا رياضيا  فيها يكون نواة حسنة لنهضة شاملة؟"[52]
 
إلى الأمام يا ..... نابلس
 إن إحدى الوظائف الهامة التي أداها حسين حسني للحركة الرياضية في فلسطين هي تحفيز النشاط البدني لدى المواطن العربي بالإضافة إلى تشجيعه للمنظمات والبلديات لاعتنائها بالرياضة وذلك من خلال مقالاته عن زياراته المتعددة إلى المدن والنوادي الفلسطينية.  والذي يثير الاهتمام بهذا الصدد هو إحدى المقالات في آب عام 1944 التي يصف بها الوضع الرياضي في مدينة نابلس " نابلس هذه المدينة العريقة في المجد الأصيلة في النسب ذات التاريخ المجيد نراها اليوم وقد أصبحت في مؤخرة المدن التي تعني بشؤون الرياضة مع أن معظم شبابها من خريجي الجامعات من مدرسة النجاح ، فلم نسمع عن نهضة رياضية فيها ، ولا عن نادٍ رياضي يجمع ويضم الشباب ويعمل على تقوية أجسامهم ويتبارى مع مدن فلسطين في شتى الألعاب". ونراه يناشد شباب نابلس والمسئولين فيها من اجل تأسيس الأندية الرياضية ومآزرة أثريائها لمشروعات الشباب " .... فبعملكم هذا تخدمون الوطن وتبنون جيلا جديدا مفتول العضل قوي الساعد." [53]
   وبعد مدة لا تزيد عن السنتين يكتب حول الرياضة في هذه المدينة البطلة مشيرا إلى التطور الذي واكب هذه المدينة " إلى الأمام .... نابلس لا تقف رسالتنا الصحافية الرياضية عند حد النقد والتوجيه والوصف بل تتعداها إلى التشجيع الذي ترتكز عليه أسس الرياضة البدنية في البلاد فإذا استعرضت الحركة الرياضية بين حين وآخر فإنما نقوم بواجب فرضه علينا دستور الرياضة ..... وقد زرت مؤخراً مدينة نابلس هذه المدينة العربية الخالصة وتلمسنا فيها النهضة الرياضية وهذا النادي الرياضي الأدبي يعمل وهذه لجانه الرياضية والصحية والثقافية  تؤدي رسالتها بشكل واسع يشرف على إدارته نخبة طيبة من الشباب الناهض وإننا نأمل أن يحقق هذا النادي برامجه الكثيرة التي أعدها ...ثم عرجنا على كلية النجاح الوطنية ورأينا الروح الرياضية تتغلغل في نفوس طلابها وتلمسنا اهتماما كبيرا بنواحي الرياضة البدنية التي تتمشى مع برامجها التعليمية ويشرف على إدارتها الأستاذان أديب مهيار وقدري طوقان. ومررنا بنادي فرقة النجادة ووجدنا السيد خليل هاشم يحاضر الجماعة بأسلوب ممتع عن القوة عند العرب مستعرضا أيامها في العصور السابقة ثم في العهد التركي وما وصلت إليه الآن بطلب المزيد منها ليدخل الشاب معترك الحياة وهو واثق من النصر."[54]
      " لا تقف رسالتنا الصحافية الرياضية عند حد النقد والتوجيه والوصف بل تتعداها إلى التشجيع الذي ترتكز عليه أسس الرياضة البدنية في البلاد ، فإذا استعرضت الحركة الرياضية بين حين وآخر فإنما تقوم بواجب فرضه علينا دستور الرياضة .... وقد زرنا مؤخرا مدينة نابلس هذه المدينة العربية الخالصة وتلمسنا فيها النهضة الرياضية فهذا النادي الرياضي الأدبي يعمل وهذه لجانه الرياضية والصحية والثقافية تؤدي رسالتها بشكل واسع ويشرف على ادارته نخبة طيبة من الشباب الناهض وأمين سره السيد وصفي المصري وإننا نأمل أن يحقق هذا النادي برامجه الكثيرة التي اعدها . ولو جئنا إلى مثر الفتوة حيث رأيناهم يتمرنون على مختلف الألعاب والتمارين ويقوم بالإشراف على هذه المؤسسة الشاب المعروف السيد فيصل النابلسي ثم عرجنا على كلية النجاح الوطنية ورأينا الروح الرياضية تتغلغل في نفوس طلابها وتلمسنا اهتماما كبيرا بنواحي الرياضة البدنية التي تتمشى مع برامجها التعليمية ويشرف على ادارتها  الاستاذان أديب مهيار وقدري طوقان... " [55]  
شخصيات
"لعائلة (رباح) في القدس أربعة شبان أشقاء وكلهم يجيدون لعبة كرة القدم ، ففكتور وإلياس في فريق الأرثوذكسي وجورج في الدجاني ووليام في العربي. ولولا حرية الرأي والفكر اللذين تخلقهما الرياضة لما التقى هؤلاء الأشقاء المتنافسون الأربعة في بيت واحد. ومن الطريق أنه إذا انتصر احدهم في مباراة ثم يعود إلى المنزل يسارع باقي الإخوة إلى التظاهر بالنوم لئلا يقلقهم.. بالفخار!" [56]

محمد كامل الهشلموني
"هذا هو السيد محمد كامل الهشلموني البطل العربي المجهول بيننا والبالغ من العمر اثنين وعشرين عاما أحب السباق الطويل أثناء دراسته الابتدائية ، وتفوق في حفلات مدارس الحكومة وبالألوية في أربع سنوات متواليات لمسافة 1500 متر وفما تخرج من المدارس الثانوية طلب وظيفة من إدارة المعارف فعينته معلما إضافياً ... بمدرسة قرية "الطور" بجوار القدس وهو لا يزال يعمل فيها لليوم وقد التحق بجمعية الشبان المسيحية عام 1944 واشترك في حفلة المسابقات العامة بين أبطال الجيش من انكليز وأمريكان في هذا النوع من السباق فكان الأول بينهم واضطر أن يرفع من شأن العرب فاشترك في حفلة أولمبياد 1945 اليهودية الدولية الكبرى بتل أبيب فأحرز فيها الأولية بين دهشة الجميع واستغرابها حتى ضرب لهم رقماً قياسياً جديداً في هذا السباق فقطع المسافة بأربع دقائق واثنتين وعشرين ثانية فكان بينه وبين البطل العالمي بضع ثوان وقد حاولوا بشتى الطرق إغراءه بما عندهم من مال وجمال... أن يضموه إليهم أو يلعب باسمهم ولكن وطنيته وغيرته أبتا ذلك بإباء وشمم ولديه من الكؤوس الفضية ثمانية ومن الميداليات والأوسمة اثنين وثلاثين فلو كان هذا البطلة في بلد غير بلادنا لانفتحت أمامه أبواب العمل مع أحسن التشجيع وقدمت له الهدايا والمساعدات الأدبية والمادية وتخاطفته الدوائر والمؤسسات والشركات والأندية وهيأت له سبيل العيش ليكثر من المران ويستطيع أن يمثل بدله بين الأمم ويرفع من شأنها ويحسن دعايتها، فالأمم في هذا العصر تقاس على قدر ما يكون لشبابها من القوة والشجاعة والبطولة."[57]

زميل جديد    
"ليس بين الرياضيين ، أو الجمهور الرياضي فلسطين ، من يجهل السيد زكي الدرهلي ، لاعب الكرة المعروف، والذي تربع على مركز الجناح الأيسر فترة كان فيها خير من يعمل فيه ، كما كان من لاعبي الجامعة الأميركية في بيروت المبرزين ، ولكنه أصيب في المدة الأخيرة في رجله مما اضطره إلى اعتزال اللعب ، فأصبح من اللاعبين المتقاعدين واليوم يعود أبو هاشم إلى جمهوره كناقد رياضي ، لا كلاعب في هذه المرة ، فقد آثرنا أن لا يحرم جمهوره من توجيهاته الرياضية الفنية ، فطلبنا إليه أن ينضم إلى قلم التحرير الرياضي ، وكان أن لبى الطلب متبرعا عن طيبة خاطر ، ونحن إذ ننقل هذا النبأ إلى الجمهور ، نرجو للزميل الجديد كل التوفيق."[58]
تكذيب الواقع المحسوس
"طلب مني لفيف كبير من المهتمين بالحركة الرياضية في البلاد أن اعمل بقلمي ولسناني في سبيل ضم الصفوف وتوحيد الكلمة في الملاكمة. لأن التعاون المشترك قوة لا يستهان بها ، ويكفي ما جرت علينا كثرة الأحزاب والمبادئ في غير مضمار من التقهقر ، فصرفت جهوداً كثيرة في الوصول إلى تحقيق هذا الغرض وقمت بالتوسط بين الاتحاد الممثل في سكرتارية السيد عبد الرحمن الهباب والأولمبي الممثل في رئيسه السيد أديب الدسوقي وكلاهما عزيز علينا فحددنا موعداً لملاقاتهما وكنت ثالثهما وقد شاهد هذا الاجتماع في آخره " صبحي بك الأتربي الزائر المصري الرياضي" وبعد أن تناقشا معاً زال سوء التفاهم وتم بينهما الوفاق والاتفاق مبدئياً على العمل متضامنين متعاونين وعلى الفور كتبت عن هذا الاجتماع وأعلنت الخبر السار للعائلة الرياضية بأن التعاون المشترك سيظهر في عالم الملاكمة بين المعهد واتحاد الهواة والاتحاد الفلسطيني. وقد كلفت منهما أن أضع الأسس اللازمة للتعاون وبينما أنا أقوم بذلك إذ يطلع علينا الاتحاد الرياضي على صفحات الجرائد بتكذيب للواقع المحسوس وأنه ليس لديه أية معلومات عنه وإني إزاء هذا العمل الذي لم تلاحظ فيه ابسط أخول الكرامة أعلن انسحابي من المهمة التي كلفت بها شاكراً الاتحاد على أية حال متمنيا له التوفيق."[59]
مقالات نقدية
يكتب حسني منتقدا الأساليب التي يجرى بها عقد الاجتماعات في الأندية الرياضية:
"من الحكم المأثورة "من استقل برأيه هلك" لذا فقد نظم الكون على أسس متينة من المشورة فتكاد لا تخلو أمة أو يخلو عمل من أن يجتمع من أجله الناس في شكل لجان وجمعيات واتحادات وهيئات للمناقشة في هذه الأمور فيبرمونها ويقضون فيها بمختلف الأحكام فتصدر ناضجة للتنفيذ والعمل بها.
    إذا كان هذا يتم في مختلف الشؤون فأن شؤون الرياضة لا تخرج أيضا عن هذا النظام، فلها اجتماعاتها ولها لجانها ولكن اجتماعاتنا مع الأسف تدعوا إلى الحسرة.
1.      ترسل دعوة النادي إلى الأعضاء لعقد جلسة عمومية فلا يحضر أحد ثم ترسل دعوة أخرى في موعد أخرى في موعد آخر فيحصر بعض الأعضاء ولكن لا يتيسر عقد الجلسة لأن عدد من حضر دون العدد القانوني الذي نص عليه القانون، وأخيراً بعد الاتصالات والمعاملات الشخصية يحضرون ، خصوصا وأن القانون ينص على أن تعقد الجلسة والحالة هذه بأي عدد يحضر.
2.      وفي الجمعية العمومية تتفرق كلمتهم ويختلفوا بالآراء فتتعارض الرغبات والاتجاهات عندما ينحاز هذا إلى جانب الرئيس ويتحيز ذلك للوكيل وينتصر هؤلاء للسكرتير، وآخرين لأمين الصندوق، وهكذا .... وليس غرضهم من ذلك سوى أهداف خاصة تافهة يسعون إليها بمختلف السبل ويرغبون في الوصول إليها مهما كانت العراقيل بل مهما كانت متعارضة مع أغراض النادي.
3.      برنامج الاجتماع محدود المواضيع يضم عشرات المسائل للبحث والتمحيص بمعرفة الجمعية أو المجلس مثلا فلا يزالون يناقشون في أول موضوع منه حتى انتهاء الوقت كله وقد يكون الموضوع تافها لا يحتاج إلى كل هذا النقاش فتؤجل الجلسة وهكذا.
  اللهم إن هذه الاجتماعات لا يهدف المجتمعون فيها إلا للأمور الشكلية من المسائل وإلا للرغبة في الظهور لمجرد المناقشة وإبداء الآراء والاقتراحات. فمتى يعلم هؤلاء أن النادي لا بد أن يكون مجموعة كاملة من القوى يتمم بعضها بعضاً للأهداف النبيلة السامية."[60]

النادي
"النادي هو المكان الذي يجتمع فيه نفر من الناس ليؤدوا غرضا واحداً، ولذلك فأعضاؤه يؤلفون أسرة واحدة وتحس بإحساس واحد . وإذا كان هذا الغرض رياضيا كان ذلك ادعى إلى تكاتف هؤلاء الأعضاء ليسوا بالغرض الذي من اجلهم تأسست هيئاتهم واجتمعت كلمتهم. على أن تقدم الأندية وازدهارها أمر فيه انتعاش للوطن ورقي له. وبحكم عملي واتصالي بالأندية الرياضية يعز علي أن اعدد هنا ما يغيظني منها حتى نسعى جميعاً لتفادي هذه الأخطاء والعيوب.
1.      انصراف بعض الأندية الرياضية عن أغراضها واهتمامها بإقامة حفلات تكريم تكلفها عشرات الجنيهات في وقت تضن فيه على أعضائها أو فرقها الرياضية بكرة القدم.
2.      عدم تنسيق لوحات الإعلانات وبعدها عن الذوق السليم، فنجد مثلا صورة ملك عربي وبجواره صورة "ديانا دربين" وتحتها صورة "بتهوفن".
3.      تفرق النشاط الرياضي في حي واحد فأنت إذا جلست في أحد الأحياء أدهشك وجود جمعية بسيطة في أول الشارع وعلى مقربة منها تجد معهدا رياضيا متواضعاً تقوم بجواره غرفتان للكشافة. فلماذا لا ينضم هؤلاء جميعا بعضهم مع بعض؟ ولماذا لا يؤلفون لهم نادياً كبيراً؟
4.      يغيظني كذلك ما يقع فيه كثير من الإخوان ، فإن الواحد منهم إذا تلقى من النادي دعوة لحضور حفلة شاي لبى الدعوة وحض ومعه صديقه دون دعوة ، وهذا من شأنه أن يساعد على اختلال نظام الحفلات، وهي دائما محدودة الدعوات.
5.      عدم تسديد الأعضاء لاشتراكاتهم ، مما يؤدي بهم إلى الامتناع عن احضور للنادي وقد يحدث أن يهرب العضو في الطريق إذا ما صادفه أمين الصندوق.
6.      وأخيراً يغيظني سوء إدارة "بوفيهات" الأندية، فإذا أجّر النادي "البوفيه" خاصته اختلف مع المتعهد، وإذا أداره النادي بمعرفته كثرت الديون وتأخرت مالية "البوفيه" فلا بد من وضع حد لذلك بأن يعهد بإدارة "البوفيه" إلى جمعية تعاونية لتبطل هذه الشكوى.
وبعد.....أما لهذه الفوضى في بعض أنديتنا من آخر......"[61]
الرمز الحقيقي لأوسمة الرياضة     
"الرياضة باعتبارها فن من الفنون لها أفذاذها والمبرزون فيها والعباقرة في ميادينها، وليس أقوى أثراً في النفس من تشجيع العامل المثابر والإشادة بالتفوق البالغ، فيعطى كل منهم ما يستحقه من الفضل والتقدير، ولهذا تفننوا في التعبير عنه بمختلف الوسائل والسبل فنظموا المباريات والحفلات ولوحوا بالأوسمة والشارات يفوز بها الناجح ويحظى بها المتفوق. وهكذا اصطلح الناس  في دولة الرياضة على أن يسجلوا هذا التقدير بتعليق هذه الشارات مزينة للصدور تسكبها روعة وجلالا، وقد تمنح صاحبها منظراً وبهاء ، فهل تكون هذه الأوسمة والشارات قد أدت – والحالة – الغرض الذي خصصت له، والذي هدفت إليه الهيئات من منعها؟
  لا والله – أيها القراء – لم تصنع الأوسمة الرياضية لتزيين الصدور ، ولكنها صنعت لما هو أسمى من ذلك. فهي تميز الأبطال البارزين عن الأعضاء الخاملين. وهي دليل الغلبة والتفوق. ولذلك فقد أريد بها أن يكون صاحبها قدوة حسنة لكل من شاهده، ويطمع في أن يفوز بما فاز به ، وهي في الوقت نفسه تسمو بصاحبها إلى حيث يطلب المزيد منها فيسعى ، ويقتدي به زملاؤه ..... وهكذا وجدنا أن هذا التسامي وهذا السعي هو نتيجة للتنافس الذي تخلفه هذه الأوسمة والشارات، وبهذا يصل كل واحد إلى هدفه، ويكثر المبرزون والناجحون..... وهكذا فليتنافس المتنافسون.
  أيها الناس : إن كل شارة تبرز على الصدر إنما هي حرف فمن كلمة "المجد". وأن كل وسام يظهر على صدر إنما هو أكبر دليل على وجود "العدالة" في الأرض تعطي كل ذي حق حقه من التقدير والتشجيع. فهيا اسعوا لتزيين صدوركم بالشارات والأوسمة، فهي ليست للزينة بل حسبها أن تكون حافزاً للعمل والتفوق ورمزاً للنجاح والفلاح، وخير مشعل لحرب التنافس.... وبالتنافس تسود الشعوب والأفراد فيكونوا أجدر بالحياة الصحيحة السعيدة." [62]

الإمكانيات المادية والملاعب
     رأى حسني انه لا تقدم للنشاط الرياضي إلا بوجود قاعدة مادية. فنراه يدعو دائما إلى الاهتمام بالملاعب "انه من واجب أفراد الشعب وهيئاته المسئولة حث وحمل السلطات ذات الاختصاص على إنشاء الملاعب الحديثة وتزويد مدارسها بكافة وسائل الرياضة البدنية وتأسيس معهد للتربية لتخريج مدربين اختصاصيين يسدون النقص الذي تعانيه مدارسنا في هذا السبيل. ونرى عكس هذه الحالة في كليات القدس ورام الله ونابلس وغزة الوطنية والأجنبية فالملاعب والساحات ووسائل الرياضة المتنوعة متوفرة وكافية لإشراك أعداد كبيرة من الطلاب يومياً مما يتيح الفرصة أمام جميع القادرين منهم لمزاولة الرياضة المحببة لهم وترويض أجسامهم وإنعاش عقولهم والترفيه عن أنفسهم من عناء الدروس والإجهاد الفكري."[63] 
وتحت عنوان (موارد الأندية) يصف حسني الوضع المادي في الأندية معطياً لمحة عن الموارد التي تعتمد عليها الأندية في إدارة نشاطاتها "نلاحظ أن معظم الأندية في البلاد تشكو من قلة مواردها لتأخذ مكانها اللائق بها ، وتؤدي رسالتها على الوجه  الأكمل ، وتقف الآن مكتوفة الأيدي ساخطة أمام العبء الملقى على عاتقها حتى لقد قام احد الأندية الرياضية في القدس بعمل (يانصيب خيري) لتأسيس مكتبة ونحن رغم تشجيعنا ومؤازرتنا لهذا المشروع الذي نرجو أن يساهم فيه الجميع نرغب في لفت أنظار إخواننا المسئولين عن إدارة الأندية إلى أن هذه المشروعات صغيرة ومواردها قليلة وهناك طرق حديثة سارت عليها بعض الأندية في بعض الأقطار الشرقية التي حرمتها حكوماتها الاغاثات والمساعدات فبعضها يقيم حفلتين كل عام الأولى مسرحية في الشتاء ، فيها موسيقى وروايات ومتنوعات ولا يقل موردها إذا كان برنامجها قوياً عن مائة جنيه والثانية رياضية في الملعب صيفاً يشترك فيها الأعضاء بألعاب القوى والمسابقات والفكاهية والألعاب المسلية ولا يقل دخلها عن مائتي جنيه على اقل تقدير. وطبعاً كل ناد له عشاقه ومريدوه ومشجعوه لا يبخلون عليه بقليل من المادة تقوي معنويته بين الأندية. فإذا جمع النادي ثلاثمائة جنيها قريبا سنوياً عدا اشتراكات أعضائه أدى رسالته وسد النقص عده واحضر لوازم المران."[64]

لينشئ أغنياؤنا الملاعب !
"تلك سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.... يسعى المرء في طلب الرزق ، فإذا نال رزقه عاد يسعى ويسأل الله أن يروقه بمال وفير ، حتى إذا   رزقه بالمال الوفير جلس يسائل نفسه "ماذا أصنع به ، وكيف استثمره وأنميه؟". وقديما كانت التجارة والزراعة هما أداة الاستثمار ، غير أن العالم قد تقدم فتنوعت أمامه ، تبعاً لذلك ، سبل هذا الاستثمار وصارت تساير العصر الحاضر من حيث ابتكار المشروعات  التي تعود على صاحبها بالخير والمال الوفير.
  ومن بين هذه المشاريع الرابحة موضوع "تأسس ملعب" تقام فيه المباريات المختلفة والحفلات الجامعة ، وإذا أحسنت إدارته وتوفرت مرافقه واتسعت حلقاته ومدارجه كان ذلك ادعى للإقبال عليه من كل فج. وقد جرى العرف على أن المباريات التي تقام في "الملاعب" ويؤمها ألوف النظارة لقاء مبلغ معين من المال – بحسب شهرة الأبطال المشتركين فيها وقوتهم – أقول أن العرف جرى على أن يكون نصف دخل المباريات أو الحفلات من نصيب صاحب الملعب ، والنصف الآخر يوزع على المشتركين في المباراة من أندية أو أفراد. وهذه الحفلات لا ينضب معينها أبداً، فهي تقام دائما ولا يمكن الاستغناء عنها بتاتا، وشهودها دائما في ازدياد ودخلها في نمو مطرد.
  فمتى يقبل أغنياؤنا على هذا النوع من الاستثمار الذي يؤتى ثماره كل حين ، لا سيما وهو مضمون الربح بقدر ما يتسع الملعب للنظارة ، وبالقدر الذي تكفل به راحة المتفرجين؟
 اللهم وفق رجالنا إلى تذوق هذا الضرب من ضروب الربح والاستثمار ، فإن الانتفاع برؤوس الأموال في مثل هذه المشروعات خير من تضخمها في خزائن المصارف ، وإن كل نفع يناله الفرد من جراء مشروع مثل هذا يعود من غير شك على الأمة أضعاف مضاعفة ، وهذا هو أول ما تسعى إليه الأمم الناهضة الحية و (رحم الله إمرءا أفاد واستفاد). " [65]

الصحافة الرياضية
منذ توليه مسؤولية القسم الرياضي في جريدة (فلسطين) وعد بأن تكون هذه الزاوية عند حسن المواطنين "وقطعت عهداً قبل هذا وأردت اليوم تجديده لانضمامي لأسرة جريدة فلسطين محرراً مسئولاً عن القسم الرياضي ، وأرجو أن يكون هذا الباب مرآة صافية صادقة في الألعاب والحركات الرياضية وصورة حية للنشاط. غير مراع في ذلك مصلحة شخصية أو نزعة حزبية. وسأعمل جهدي لبث الروح الرياضية وإذكاء الحماسة بين اللاعبين والكشافين حتى تتجه أعمالنا اتجاهاً صحيحاً ويرفع من شأن الرياضة في البلاد. واني إذ تخصصت في الرياضة البدنية وأزاولها الآن بين جدران الصفوف وعلى ميادين الملاعب وفوق منبر الإذاعة ضم إليها اليوم شاكراً التحرير الرياضي. ولا أحب طبعاً أن استأثر في هذا الباب دون القراء الكرام ، بل أرحب بكل ما يرد من أخبار وآراء وملاحظات وأتقبلها قبولاً حسناً ، وما دام النقد بريئاً والمقصد سليماً ، فليتحمل الجميع ما يوجه إليهم  من إرشادات وآراء وليتقبلوها ، حتى نتعاون جميعاً عاملين على رفع شأن الرياضة . وإني اعد أن أكون وفياً صادقاً في كل ما يمليه علي ضميري داعياً الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً."[66]
   لقد كان هذا الأستاذ الفاضل يسعى دائما لإيجاد علاقة متينة بين الصحافة الرياضية وبين الحركة الرياضية الفلسطينية بما تشمله نشاطات الأندية وعمل الاتحاد الرياضي الفلسطيني والعلاقات الرياضية مع الأندية والفرق في الدول العربية الشقيقة. وقد أقيمت هذه العلاقة على أسس متبادلة ، فمن جهة كانت ترد الأخبار الرياضية (اللقاءات ، مقررات اجتماعات الاتحاد الرياضي الفلسطيني ، عمل الاتحاد) إلى الصحيفة وتنشر بشكل يومي ومن جهة أخرى من خلال مقالات حسين حسني كانت الصحيفة تعمل على تحفيز النشاط الرياضي وعلى توعية المواطنين بجوهر هذا النشاط وإدراك قيمه . وهذا ما أعطى لهذه الزاوية الرياضية دورا فعالا لتحقيق هذه المهام وجعلها مميزة لما لها من سمات علمية ووطنية ودعائية.
     بعد ست شهور من توليه تحرير الزاوية الرياضية يكتب حسني تحت عنوان (بعد ستة شهور) في جريدة (فلسطين) "في مثل هذا اليوم من ستة شهور أدخلت هذه الجريدة ضمن أبوابها الباب الرياضي وقطعت عهداً للقارئ أنها ستكون عند حسن ظنه بها فظلت تعالج مشاكل النشء والشباب وتصف لهم الدواء وتذكي الحماسة بينهم وتقدم إليهم النقد الخالص المشمول بالنصح والإرشاد وتنشر الأخبار الرياضية والمواضيع الصحية وتشرح لهم طرق التدريب مع وصف للمباريات ومؤازرة للرحلات فسدت بعملها هذا نقصاً كبيراً كانت الحاجة ماسة إليه وظهرت ثمار هذا الباب يانعة شجعنا على عملنا إقبال القراء على هذا الباب ولا نقول أننا في تحريره قد بلغنا الكمال بل خطونا للأمام ولن نقف عند هذا الحد لأن الوقوف هو بداية الفشل ، وسيظهر هذا الباب بشكل حديث ومواضيع جديدة وعناصر هامة  سيما بعد أن اتفقنا مع بعض المراسلين الرياضيين في الأقطار الشقيقة ليوافونا بأهم الأخبار والأنباء وسنضاعف من جانبنا عملنا وجهدنا."[67]
  إنه لمن الجميل أن نرى الزاوية الرياضية في صحيفة (فلسطين) ومحررها حسين حسني توجه بعض الأسئلة إلى الرياضيين القدامى في يناير 1947 اللذين مضى على نشاطهم حوالي ربع قرن طالبة منهم أن يجيبوا عليها لنشرها في إعداد قادمة مستفسرة عن الألعاب التي مارسوها والمباريات التي شاركوا بها والتي كان لها انطباع عميق في الذهن وعن الرياضة بين الماضي والحاضر الخ.[68]
  مؤكدا دور الصحافة الرياضية يكتب حسين حسني في أيلول 1946 “قالوا إذا أردت أن تحكم على شعب من حيث ثقافته ودرجة نهضته فاقرأ شيئاً من صحافته. ولم تذكر هذه النظرية عبثا فان صحافة البلد تعطي صورة واضحة عنه في جميع نواحي حياته وهي التي توجه الجمهور وهي التي تقوده نحو الرفعة والمجد. لذا فقد أصبحت مهمتها شاقة ومسؤوليتها جسيمة، ولقد عرفت الصحافة ما للتربية البدنية من فضل في إعداد النشء وتقوية الشباب فخصصت لها نصيباً كبيراً وأفسحت لها المجال فرأينا أنهارها تفيض بالأخبار والمقالات الرياضية تطالعنا بها الصحف كل يوم وكل أسبوع وكل شهر بمختلف الأقلام وفي شتى المواضيع الرياضية التي تهم الجمهور مهما اختلفت هوايته ودرجة ثقافته يجد فيها كل ما يرغب من شؤون  وفنون بلغة سهلة وبطريقة قويمة. وهذه فلسطين قد قطعت شوطاً بعيداً في هذا المضمار حتى أنك لا تفتح صحيفة عربية أو مجلة إلا وجدت فيها معالجات للشؤون الرياضية من أنباء ومقالات ووصف مباريات ونصائح وتوجيهات وهو ما نحمد الله عليه ويطمئننا بعض الشيء. وليست هذه النهضة منصبة على الصحف وأصحابها ومحرريها فحسب ولكنها تتناول أيضاً الجمهور فهو الذي اقبل بدوره على الصحف وجلس ينتظرها عند مطلع كل شمس أو مبدأ كل أسبوع وواظب على قراءتها والأخذ بما فيها وقطع أوقات فراغه في تلاوتها. ولهذا فنحن نهنئ الصحافة بجمهورها ونهنئ الجمهور بصحافته ونرجو مخلصين أن ينفع الله بهما هذه البلاد وأن يوفق رجال الصحافة في مهمتهم المقدسة."[69]
    "للصحافة فضل على كل نهضة سواء أكانت علمية أم فنية ولها قسط كبير من المشروعات المتعددة والحركات النافعة في البلاد، وقد شملت الناحية الرياضية بإخلاص مما ساعد على ترقية الألعاب في هذه السنين. ولكن حدث أخيراً أن سمح بعضها لمراسليه أن يصفوا وينتقدوا ويعالجوا بدون حساب في باب الألعاب. هذا الباب الذي لا يقل خطورة وأثراً عن غيره ، فالحركة الرياضية تستفيد وتنتفع من رسالة النقد النزيه المفيد ويكون هذا من أسباب تقدمها وبعدها عن المواطن. لذلك نرجو أن تسند الكتابة الرياضية إلى أشخاص واقفين وقوفا تاما على ما يتناولونه بالحديث بعيدين كل البعد عن الأغراض الشخصية ، باذلين الجهد فيما يعود بالفائدة على الرياضة والرياضيين. وقد سبق أن كتبت راجيا أن تكون حركة النقد قائمة على أساس التفكير الصحيح والرأي الصائب ودقة البحث إذا أردنا الخير لحركتنا الرياضية."[70]
نشرات رياضية
"وصلتنا النشرة الشهرية لسرية نادي الاتحاد الأرثوذكسي بالقدس وقد كتب على أولى صفحاتها الجملة التالية : (يا فلسطين لك الأرواح قل الثمن ، نحن مهما اختلف الدين بنا والسنن فإننا اخوة يجمعنا بالله هذا الوطن) ، وقد احتوى العدد على الرحلات في الخارج ، وزاوية الكشاف العربي ، واهداف الجوال وغاياته واخبار الفرق الكشفية وكلمة عن الإسعاف الأولى فنرجو لها كل تقدم وازدهار. ووصلتنا النشرة الشهرية لنادي أنصار الفضيلة بحيفا وقد حوت من المواضيع الشيقة والاجتماعية والرياضية الشيء الكثير ، فهلموا يا شباب الفضيلة لرفع شأنها والدعاية لها بكثرة نشراتكم فإلى الأمام. "[71]

"المنتدى" والرياضة
"تصفحنا مجلة "المنتدى" فوجدناها قوية في مواضيعها، متينة في أبوابها، ففيها المقالات والعناصر الطيبة فهذه صفحة الأدب. وهذه صفحة السيدات يجدن فيها أحسن الطرق للعناية بشؤونهن وصحتهن وهذه صفحة الفلاح ترشده إلى أحسن الطرق للعناية بحرثه وزرعه. هذه هي المنتدى، ولكن أين صفحة الرياضة أو قل صفحة الشباب ؟ ونحن نرجو أن تخصص صفحة للرياضية تمشياً مع النهضة الرياضية في البلاد والتي نحن في شديد الحاجة إليها. نأمل أن يتحقق رجاؤنا فيها. "[72]

الحركة الكشفية
    في منتصف الأربعينيات كان هناك نهوض واضح للحركة الكشفية في فلسطين بعد أعادت هذه الحركة تنظيمها وأسست "جمعية الكشاف العربي الفلسطيني" التي انضمت إليها كافة الفرق الكشفية في فلسطين فيما بعد ، فتحت عنوان الحركة الكشفية كتب منتقدا دور الحكومة في قمع الحركات الشبيبية وفي تخوفها من الحركة الكشفية: "ليست الفرق الكشفية في البلاد فرقا حربية ولا منظمات عسكرية وليست لها أهداف ولا مرام خفية ومع ذلك نجد الحكومة تقف منها موقفا سلبيا فلا تعترف بها كوحدة للتربية والتهذيب. مبدأ الكشف القويم أصبح اليوم  معروفا في كل مكان واعترفت به كل الحكومات ، وهو يشتمل على العاب وتمارين ، يخرج الشاب شجاعا ويعلمه القيام بالواجب نحو الله والوطن ويجعل منه مطيعا لوالديه والمسؤولين عنه ، وينمى فيه الملاحظة وسرعة الخاطر رائدة الحق والإيمان ذا نفس عالية طموحة وإرادة قوية. وها هي الفرق الكشفية في الأقطار الشقيقة نسمع الكثير عن نهضتها وعن تشجيع الحكومات لها بعد أن فهمت مبدأها، نراها في سياحات ورحلات دائمة تمر أثناء ذهابها إيابها بنا فتأخذنا الذكرى مع الأسف، والحنين مع الألم.  لقد انتهت الحرب الآن . فهل آن للنظام الكشفي أن يفرج عنه فيصبح بدوره حراً طليقا كما كان ؟ إننا ننتظر هذا بفارغ الصبر لنتمكن من تطبيق مبدأ الكشف الشريف لأنه أحسن مبادئ التربية والتعليم والتهذيب."[73]
    مدركاً دور أهمية الحركة الكشفية في تربية الأجيال الناشئة وفي شحذ المشاعر الوطنية ورصيدها في دعم الحركة الرياضية كتب هذا المربي الفاضل "انتقل المركز العام "لجمعية الكشاف العربي الفلسطيني" إلى رام الله والبيرة أمس بحثا وراء ارض تصلح لإقامة مخيم صيفي تدريبي لمعلمي كشافة فلسطين وفعلا وفق إلى قطعة ارض كبيرة تحوطها الأشجار قريبة من المياه وذات مناظر طبيعية جميلة. وقد انتهزناها فرصة سانحة وزرنا نادي جمعية شبان رام الله ، هذا النادي الذي أسس عام 1914 ويشرف على إدارته الآن المحامي السيد جبرا الأشقر وقد تلمسنا فيه النشاط الرياضي والآمال المبذولة لتأسيس فرق رياضية لمختلف الألعاب ، ووجدنا فرق كشفية ناهضة فيه عدد أفرادها 150 كشافا ولها فرقة موسيقية كبيرة ويشرف على إدارتها السيد لبيب حشمة وعرجنا على نادي الثقافة بالبيرة فالقينا شعلة من النشاط ، فيه مختلف اللجان العلمية والرياضية وزرنا مكتبته القيمة ولتمسنا نهضته وخصوصا فرقة كشافته بقيادة السيد علي منصور ومساعده السيد محمد مرشد إبراهيم ، وإننا نسجل باسم الفرق الكشفية التي خيمت في هذين البلدين " الشكر الخاص الأكيد" على ما نلاقيه منهما من جميل المساعدة وحسن المؤازرة في سبيل راحة الفرق الزائرة لهذا المصيف العظيم."[74]

مقالات تثقيفية
صحتك في طعامك النشاط العضلي وغذاء الرياضيين
"ليست الرياضة البدنية وما تشمله من العاب القوى من الأمور البسيطة السهلة بل هي تتصل اتصالا وثيقا بعلمي وظائف الأعضاء وكيمياء الأحياء أي التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الجسم الحي ولا ندري كيف يتوصل معلم التربية البدنية أو الممرن إلى نتائج مرضية في عمله دون ن يكون ملما بهذين العلمين الماما إلى حد معقول كما انه من المعلومات الرئيسية للرياضيين أنفسهم أن يكنوا على علم وافر بموضوع الغذاء الصالح لهم. والغذاء الصالح سواء أكان للرياضيين أم لغيرهم هو ما كان مستوفيا لجميع العناصر الأساسية التي يتطلبها الجسم لبناء أنسجته وتقوية الواهي منها ولإمداد الدم بالعناصر المعدنية اللازمة لحفظ توازنه الكيميائي كما يجب أن يستوفي أيضا مادة الوقود التي ينشأ عنها النشاط والحرارة في الجسم ولسنا في حاجة إلى تنبيه الأذهان إلى ضرورة احتواء الفيتامينات أيضا......."[75]

ليست الرياضة لهواً وعبثاً
"ليست الرياضة نوعا من العبث أو اللهو، كما أنها ليست مجرد تمرينات وحركات يقوم بها المرء لكنها اسمى من ذلك بكثير. فالرياضة البدنية فضلا عن أنها تعود بأعظم الفوائد على سائر أعضاء الجسم فهي تشد من أزرها وتقومها وتصقلها صقلا نافعاً مجديا وهي من ناحية أخرى تشغل اللاعب عما يشعر به من سأم وتنسيه ما يثقله من هموم وما ينوء به من كدر ومتاعب فكرية فينصرف عنها ولا يفكر بها مطلقاً.
  ولذلك فإن الرياضي يجب أن لا يستسلم لهمومه مهما ازدادت، وأن لا يضعف أمام تصاريف الأيام بل يجب عليه أن يعلم أن الله قدر كل شيء ، وأن ما قدره سيكون. كما يجب أن يكون شعارنا – نحن الرياضيين – قول الشاعر.
يوم علينا ويوم لنا   ويوم نساء ويوم نسر  
فإذا فإننا إن ندين بما قال الشاعر فكيف تفوتنا عقيدتنا بالله العلي القدير الذي وزع الأعمار والأرزاق، وأنزل للناس كتابه الكريم هذى للناس ورحمة، سبحانه هو القائل " إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا". 
 أيها الرياضي: إنك إذا أقبلت على رياضتك زال همك، وإذا تعشقت لعبتك تعلقت بها وانشغلت عما يكدر صفوك. فأوصيك بل استحلفك، بأن تدع الهم جانباً، فإنه لا ينفعك والقافلة تسير – ياصديقي – في الطريق التي رسمتها لها المقادير، فإياك أن تتخلف، أو تنتحل لنفسك المعاذير والحجج، فليس أضر بالجسم من الهم والعبوس".[76]

المشي أحسن الرياضات
"لم يخلق الله أعضاء الجسم إلا للحركة والنشاط ،فيؤدي كل عضو ما خص به من عمل وما أحيل عليه من وظائف ، بالأصل في الأعضاء أن تتحرك كل يوم بقدر معلوم ، وإذا أوقفناها عن الحركة عانت نشاط الجسم والروح وتبلدت وظائفها وأصيب صاحبها بالركود والترهل، لهذا وجب على كل منا أن يسعى دائباً إلى تحريك جسمه كله وينشط في القيام بوظيفته من تنفس وهضم وغيرهما، وخصوصا إذا كان الجو صحواً، فإن الجسم يستفيد فائدة عظيمة والمشي أحسن منبه لشهية الأكل ، فالسير نحو ساعة ونصف الساعة على الأقدام قبل تناول الطعام أمر من شأنه أن يحرك شهية الطعام فيقبل المرء على تناوله إقبالاً شديداً وتستقبل معدته إياه استقبالا حافلاً.
  وإياك أيها القارئ الكريم أن تحسب أن المشي الذي نقصده هو أ نوع من أنواع السير، فإننا لا نقصد إلا المشي الرياضي المستقيم السريع الذي يطلق المرء فيه لجسمه حريته في نقل الأرجل بانتظام ، وتحريك الأيدي مع شد الصدر ورفع الرأس باستقامة وقوة .... هذا هو المشي الذي نرجو أن لا يغفل الناس عن ممارسته أما في أعمالهم اليومية وأما في رحلاتهم العلمية إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا من حيث استعدادهم الجسماني أو من حيث المسافات التي يتمكنون من قطعها والتي يجوز بأن تكون قصيرة سهلة، أما تلك المسافات الطويلة فلا مانع م أن نقطعها بطرق المواصلات المختلفة وهي كثيرة هنا بحمد الله.
  ونظرة إلى سيرة سلفنا تجعلنا ندرك مدى ما كانوا يتمتعون به م صحة وقوة بسبب طول المسافات التي كانوا يقطعونها مشياً على الأقدام حينما لم تكن هناك مواصلات سريعة سهلة.  
 فواجبنا – إذن – أن نتعشق المشي كرياضة سهلة نافعة ، وأن لا نألو جهداُ في ممارستها لنتمتع بمزاياها الجليلة."[77]

التنافس الرياضي حافز للرقي
"لو لم تكن جمع الألعاب لها أهداف خاصة نحو النصر لما كان هذا شأنها ولفقدت مركزها بين اللاعبين لذلك فجميع المباريات فيها الغالب والمغلوب وفيها المنتصر والمهزوم وكرة القدم شأن جميع الألعاب فيها هذه الظاهرة وماذا تصنع لكي تحرز فيها النصر ويكتب لنا فيها الفوز؟؟ لا بد أن نتنافس وليكن تنافسنا في الخير دائما لأن التنافس في الشر لا يعتبر تنافسا بل هو إمعان في الرذيلة.
  والكثيرون لا يفرقون بين التنافس والحسد والتنافس أكير حافز للرقي والتقدم ، وأهم وسيلة للتفوق والوصول إلى المثل العليا أما الحسد فهو تمني ما في يد الغير والمنافس يغار ويعمل ولكن الحسود يحقد ولا يعمل. ومن خير أهداف التنافس أنه يؤدي إلى الإتقان وبذل الجهد والتضحية وإنكار الذات حتى يبدو المرء أمام أمته ويظهر اللاعب أمام فريقه عظيمه ناجحا.
   فلنقبل جميعا على التنافس ولنعلمه إلى صغارنا ولنعمل به في دورنا وأنديتنا وليكن رائدنا جميعا في هذا الاتجاه والتنافس البريء في ألعابنا وفي مبارياتنا في جو مشبع بروح الود والحب فإن كرة القدم من أشد الألعاب حاجة إلى التنافس حتى تصفو مبارياتنا وتكون فخرا للأندية أو الهيئات التي تقيمها فتعود على اللاعبين والبلاد بأسرها بالخير العميم."[78]

أين نحن من الرياضة
"لقد أتى على الرياضة حين من الدهر في بلادنا لمن تكن فيه شيئا مذكوراً ، وظل الناس ينعتونها بأدنى النعوت وبكل نعت من الأسماء ، ولم يكن يمارسها غير فئة من الناس ن إذ كانوا يقولون عنها أنها مضيعة للوقت  وأن ألعابها ضرب من ضروب الوحشية، وأنها تضرم نار الحقد بين القلوب. وهكذا ظلت القافلة الرياضية تسير وتتقدم حتى يومنا هذا إلى أن احتل الملوك والأمور مكان القيادة في ميدانها، يرأسون حفلاتها ويقدمون الهدايا للفائزين فيها ، وإذا بالحكومات تعترف بها فتدخلها ضمن برامجها التعليمية ، وإذا بمختلف الشعوب تنزلها أسمى منزلة في حياتها، حيث أخذا الأفراد والهيئات يتنافسون في حلباتها والدول تنظم لها المباريات العالمية فتتسابق شعوب الأرض في مختلف الألعاب لا فرق بين جنس وجنس ولا بين دولة صغيرة وأخرى كبيرة وهكذا أصبحت الرياضة البدنية ذات مركز ممتاز.
  هذا من ناحية الرياضة ومركزها بين الأفراد والأمم أما من ناحية مزاياها للمجتمع فحدث عنها ولا حرج فهي تؤلف بين الناس فيتعارفون  وتجمع بين الخصوم  فيتصارحون ويتعارفون وتنظم المباريات للاعبين فتسجل لهم الفوز والفخار وتشجعهم وتجمع في ميادين الألعاب عشرات الألوف من المفرجين فيلهون ويرفهون عن أنفسهم فأي خدمات جليلة تقدمها الرياضة للمجتمع في كل يوم؟"
  "ولن يفوتنا أن نسجل هنا أن أهم ميزة للرياضة هي خلق جيل جديد من الشباب والرجال صحيح الجسم معافى من الأمراض لا يشكو وهنا ولا ضعفا ولا جدال في أن مثل هذا الجيل إنما هو الجيش الدائم للدولة الذي تعتمد عليه وقد الشدة.
  ولقد عرفت الدول هذا الفضل للرياضة فأرصدت له في ميزانياتها ملايين الجنيهات تشجع بها الأندية الرياضية وتنظم المباريات، وتنفق عن سعة على جميع ما يلزم لها من مشاريع حيوية تعود على الشعب بالخير العميم.
فأين فلسطين – أيها القراء –  من هذه الدول؟ وأين الرياضة فيها ؟ وما هو مدى مساعدة الحكومة للرياضة ، ومؤازرة للبلديات لها مؤازرة فعلية وتشجيع قادة لأمة ورجالها المفكرين لها؟
 هذه كلمة ...أعفيت نفسي من التعليق عليها تاركا ذلك لك أنت، أيها القارئ العربي."[79]

الرياضة وفوائدها للناس
 "لا جدال في أن الرياضة البدنية لأزمة للحسم لزوم الدواء للعليل يمنحه المناعة والقوة ليغالب بها الأمراض ، وإذا كان هذا هو شأنها فلا بد أن تعلم أن لكل جسم رياضة تناسبه. ولكل عمر من الألعاب ما يوافقه. فهذه كرة القدم يمارسها الشباب ، ولكن يجب أن لا يمارسها الكهول المسنون ، وهذه السباحة يشترك فيها الناس من مختلف الأعمار ويمنع عنها ضعيفي القلوب منهم . وهذه لعبة الطاولة يمارسها الكهول فقط هوي ليست من ألعاب الشباب لأنها ليست من الألعاب المعتدلة، فلا عنف فيها ولا قسوة ، ولذلك يمارسها الشباب دائما بحكم قوة أجسامها وميولهم ... وهكذا فإن لكل سن ما يناسبها من الألعاب الرياضية.
  وقد وضعت لذلك القوانين والمبادئ التي نظمت بها مختلف الألعاب إذن فيخطئ من يعتقد بأن الرياضة موقوفة على الشباب لا يمارسها غيرهم، وأن الشيوخ ليس لهم نصيب منها. وقد يكون الأمر على عكس ذلك لأن الجسم إذا ما تقدمت بصاحبه السن قلت حركته وترهل واكتنز شحمه، ولذلك فإنه يكون أحوج ما يكون إلى بعض أنواع الرياضة تنشيط حركته وإزالة شحمه.
  فهيا، أيها الكهول من رجال وسيدات، فإن قليلا من الحركات الرياضية ترجعكم عدة سنوات إلى ميدان الشباب . حيث تبدون ممشوقي القوام سريعي الحركة ، وهذا هو أهم ما تقتضيه الحياة الحديثة لتتمكنوا بذلك من مسايرة العصر في نشاطه واتجاهاته." [80]

الصباح خير أوقات الرياضة
"هذا الصباح الجميل وهذا النسيم العليل قد بدأت فيه الطيور تغني على الأغصان وبدت الطبيعة رائعة تسبح بحمد الخالق المنان فينهض الإنسان منا من فراشه بحمد الله على يقظته وينهض من نومه مرتاح الجسم مستعد الاستقبال اليوم الجديد. أليس هذا الوقت هو أحسن الأوقات لعمل بعض التمرينات الرياضية لتنشيط عضلات الجسم وأعضائه التي سنطالبها بأداء برنامجها الطويل في ذلك اليوم ؟؟ نعم فالمعدة خالية في ذلك الوقت من الطعام والماء. . وجميع الأعضاء متمتعة بكامل الراحة بعد نوم طويل والرئتان في شدة الحاجة إلى أن نمدهما بهواء جديد ومنعش.
    لذا وجدنا الجسم على أتم استعداد لمواجهة الصباح ووجدنا الصباح على أكمل لاستقبال الجسم وليس غير الألعاب والتمرينات لتكون أداة هذا الاستقبال المتبادل. فإذا تم ذلك على احدث أصوله وأديت الحركات والتمرينات في دقة وفن في ذلك الوقت الجميل استفاد الإنسان فائدة كبيرة ويحبذا لو تعود ذلك كل صباح للمس النتيجة السارة التي تعود على جسمه وروحه مما يؤثر تأثيرا حساسا في مدى أدائه لأعماله التي يكسب منها عيشه.  فهيا يا قوم العبوا في الصباح تعملوا بنجاح طوال النهار، فالصباح غرة اليوم فان أحسنا استقباله كل يوم بما تستحقه أجسادنا كنا بإذن الله في حياتنا من الناجحين."[81]

الصحة والرياضة قبل المال 
"المال كلمة جميلة تستهوي القلوب وتأخذ الألباب إذ بالمال يستطيع الإنسان الحصول على ما يحتاج إليه ونتمناه ، ومن حق كل فرد أن يسعى لتحصيله للقيام بنفقاته ولا سيما في هذه الأوقات العصيبة ، وكم للمال في هذا الوقت من منزلة كبيرة حتى قيس المرء بما يملك أو اكتسحت المادة الحياة حتى طغت على كل شيء ومن الجميل أن يكون حقا ذا مال حتى أن علماء النحو سامحهم الله ذكروا في كتبهم فقالوا جاء ذو مال ورأيت ذا مال ومررت بذي مال. ولكن هل بالمال يشترى كل شيء؟ وهل في الأرض ما يشترى بمال ؟ نعم هي الصحة التي اجمع العالم بأسره على أن غناءها الوحيد الرياضة البدنية التي أمر بها الأنبياء ورجال الدين ونصح بها الأطباء ومدتها الحكومات بعونها وأسست لها المعاهد وأدخلت ضمن مناهجها وبذل المشرعون جهودا جبارة فألغوا الكتب بمختلف اللغات ، ونظم المسؤولون لنشرها بين العشب الاتحادات والجمعيات والأندية وأفردت لها الصحافة في كل العالم أبوابا خاصة بها وعينت لها مراسلين ومحررين. فكم من غني أيها القارئ اشتهى أن يتمتع بماله ولكن حرمته صحته، فأسع للحصول على المال إذن ولكن لا تهمل الرياضة فتنعم بهما وتعيش سعيداً. "[82]

الشهيق والزفير من الأنف
  "كتب إلى احد المواطنين على سماع الإذاعة الرياضية الصباحية يقول : انه لشدة ولعه بهذه الإذاعة يوالي تمريناته على برامج محطة الشرق الأدنى والقدس واستطرد قائلاً : إن هذه التمرينات قد أفادته كثيرا ولكنه يتساءل عن الفرق فما تذيعه المحطتان بين الشهيق "من الأنف" والزفير (من الفم) وبين أن الاثنين من الأنف!؟
ونزولا عند رغبة هذا "المواظب" وخدمة للقارئ الكريم رأيت أن أسوق هذا البحث الموجز ! معروف أن الهواء من ألزم عناصر الحياة هو عامل صحي أساسي إذا كان نقياً ، أما إذا كان فاسد فيدخل الرئتين تدريجيا دون أن نشعر بدخوله إليهما ، والهواء الطلق شرط أساسي لتمرينات الرياضي وليس هناك ما هو اشر من ممارسة الرياضة في مكان مغلق لأن المجهود العضلي يمتص من الهواء المحيط. وعند التمرين في الهواء الطلق لا يشعر الرياضي بالتعب إلا دقائق معدودة يتشبع الدم بعدها بالأكسجين ، وتأخذ الرئة كفايتها منه ، أما إذا كان التمرين في غرفة فان ذلك يجعلنا في ضيق وتعب مستمر ، وتبعا لذلك يتأثر الجهاز التنفسي. والتنفس العميق تمرين بالغ الأهمية ، ذلك أنه يدفع كمية من الهواء النقي إلى الرئتين ، ومنها إلى الدم وهو يقوي جهاز التنفس ويجب أن يزاول في مكان بعيد عن التيار الهوائي ، ويكون عادة بطريق الأنف وبهدوء وعمق ثم يعاد إلى الخارج عن طريق الأنف أيضاً ويحسن أداء هذا التمرين قبل النوم وبعد الاستيقاظ."[83]

العمال والرياضة
"رأسمال العامل في كل زمان ومكان هي تلك القوة الكامنة بين جنبيه ، فإذا حافظ عليها أمكنه إن يعيش عيشة راقية في هذه الحياة ، وإذا أهملها مرض فساءت حالته . لذلك وجب عليه أن يصرف أوقات فراغه فيما يعود عليه وعلى صحته بالنفع العظيم فيشترك في ناد رياضي ، ليجدد قوته ، وينشط عزيمته ويملأ صدره انشراحاً ، وقلبه ارتياحاً.
أيها العامل: إن نصف ساعة لك تمرينات خفيفة مع حمام بارد إذا استطعت تشعرك براحة تامة وعمل ساعة مع الرغبة والشوق. انفع من ساعات طويلة يشوبها الفتور والملل والسآمة والكسل.
سمعت كثيراً من العمال من يقول لا حاجة لنا للرياضة والنادي ما دمنا نؤدي في عملنا حركات جسمانية تغنينا عن الرياضة البدنية... هذه نظرية خاطئة فمن درس علم وظائف الأعضاء يعرف جيدا أن حركة العامل قد تفيد ناحية من جسمه ولكن تظل الناحية الأخرى مهملة فلا بد إذن لفائدة الجسم كله من حركات تفيده بنسبة واحدة.
  ونظرة منا إلى الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بتنظيم وإدارة حركة العمال تنبئنا أنها غير مهتمة الاهتمام الكافي برياضتهم البدنية التي يجب أن تكون بينهم وبين صحتهم سلاحاً يقيهم الأمراض وضماناً لحسن سير العمل ومورداً لتحسين حالتهم."[84]
الرياضة حررت المانيا 
" نشرنا في احد أعدادنا الماضية مقالا عن " الرياضة تحرر الشعوب" اشرنا فيه أننا سننشر في أعدادنا القادمة عن الطريقة التي حررت بها الرياضة عدد من الشعوب، وفيما يلي نتناول من هذه الناحية:
 لما تمكن نابليون من الانتصار على المانيا لم يقتصر انتصاره على هزيمة المانيا هزيمة عسكرية ، بل كان من جراء هذا الانتصار أن هوت المانيا إلى الحضيض . وفي هذا الوقت العصيب كان احد شباب المانيا يفكر في الوسيلة التي يستطيع بها انتشال بلاده من الوحدة التي تردت فيها ، فهداه تفكيره إلى ابتكار نظام سمي باسمه ونجح في عمله هذا نجاحاً باهرا. أما هذا الشاب فهو " فردريك لودفيج بان" ويلقبونه في المانيا بابي التربية البدنية ويحدثنا التاريخ عنه يقوله : أنه أعظم رجل الماني عمل على انتشال المانيا من الوحدة التي تردت فيها عقب انهزامها في حروب نابليون وقد كانت وسيلة "يان" في ذلك الاستعانة بالشباب وكان يريد أن يكون كل شاب سليم الجسم قادراً على حمل السلاح واستعماله محبا لبلاده إلى درجة الجنون. ولم يهتم بصغار التلاميذ في المدارس بل عنى بالشباب فاخذ ينشئ لهم النوادي الرياضية وابتكر الأجهزة الألمانية والمتوازيين والحلق وحصان الوثب. ولم تكن هذه النوادي قاصرة على تعليم الرياضة بل كانت أيضا مراكزاً للتعاليم الوطنية ولذا فقد كانت تقاومها الحكومات الألمانية الضعيفة التي كانت تستند إلى سلطة أجنبية فتقفل هذه الأندية وقد دامت مطاردة الحكومات الألمانية لهذه النوادي إلى عام 1842 حيث رفع عنها هذا الاضطهاد وأخذت بعض المدارس العالية والجامعات في إدخال ها النظام الذي كان من أثره وبفضله أن استيقظ الشعب الألماني من غفوته وهب يطالب بحقوقه السياسية والوطنية."[85]
في الملاكمة 
     "تتبعنا التاريخ القديم لنعرف متى وجدت هذه اللعبة فلم نعرف أكثر من أنها خلقت مع الإنسان في هذه الدنيا يوم اشطر للدفاع عن نفسه أمام المعتدي. أيام كان الإنسان اعزل لا يجد سلاحا غير يديه وعلى الأخص قبضتي هذين اليدين.
  إذن تكون الملاكمة أقدم ألوان الكفاح قبل أية لعبة رياضية حديثة وهي من أقوى الأساليب لتهذيب النفوس حتى لقبها الإنكليز " الفن الجميل" وعرفتها الأمم اللعبة الصحية النبيلة لأنها تكسب الشباب قوة العضلات وتكسب أعضاء الجسم كل قوة ومرونة أما ؟؟؟ فلأنها ذات تقاليد سامية تبدأ  بالتحية فيها المعركة بالتحية وتنتهي كذلك بالتحية ، ولأنها تأبي الخيانة والجبن ولأنها تؤدي بكفوف تمنع الضرر من اللكم ولأنها تفرض على اللاعبين سلوكاً حسناً ، واستقامة طيبة وحياة منظمة بريئة . فلعبة فيها كل من هذه الميزات لا بد أن تتكاثف جميعاً في سبيل رفع مستواها وضم صفوفها في البلاد. وخدمة للمصلحة العامة التي تعمل دائما على تحقيقها تقابلت مع سكرتير الاتحاد الأستاذ الهباب وشرحت له جو الملاكمة فطفق يحدثني حديث الغيور على مصلحة هذه اللعبة وعرض علي حلولا وعروضاً طيبة ، وسنتقابل قريباً مع السيد الدسوقي ورجال المعهد الأولمبي بيافا وان شاء الله نزف للقراء قريبا خبر انضمام الصفوف وتوحيد الجهود لرفع مستوى هذه اللعبة."[86]

أي لعبة تختار؟
"ما أكثر الألعاب الرياضية وما أكثرها ألوانا وأنواعا... تعددت أساليبها وكثرت معداتها وميادينها، وأن الإنسان ليقع في حيرة أيها يختار أو يهوى ، لكلها مفيدة وتمد الجسم بالنشاط والقوة والباس الشديد، وحتى لو أراد أن يمارسها جميعها فان وقته لا يكفي ولن يكون إقباله عليها متكافئا مما يجعله يقبل على بعضها ويترك البعض الآخر، لذلك وجب عليه أن يختار لعبة واحدة تستأثر اهتمامه الشخصي وميوله ونوع جسمه، من حيث وزنه وعضلاته ودرجة ثقافته وغير ذلك من العوامل التي تؤثر على اتجاهه في هذه الناحية، فلكل جسم لعبة، ولكل عضلات ما يناسبها من الألعاب.
  فعليكم أيها المبتدئون أن تحاولوا لو لا  في أن تطلقوا لأنفسكم العنان من حيث الاختيار وإذا لم تسعفكم رغبتكم وميولكم فيها ، فلكم أن تلجأوا إلى الخبراء والاختصاصيين لاستشارتهم فهم يوجهونكم التوجيه الصحيح الذي لا بد يقودكم على ما ترضاه أنفسكم من الصحة والعافية."[87]
   "في أواسط الشهر الماضي وفي يوم الخميس بينما كنا على ملاعب الاتحاد الرياضي بيافا نقيم التجربة النهائية لمهرجان الفتوة الذي أقامته اللجنة الخيرية للمدارس الأهلية والذي كانت تنتظره مدينة يافا في اليوم التالي بفارغ الصبر وكانت الاستعدادات قائمة على قدم وساق ليبدو المهرجان الرياضي متينا قويا   كعادته، وفيما نحن نستعرض بعض الألعاب في الملعب جاء دور "حصان الوثب" وهو عبارة عن صندوق خشبي مستطيل يزيد ارتفاعه عن متر ونصف يثب عنه اللاعبون بدقة وخفة ثم جاء دور الوثبة الأخيرة والخطيرة، ووقفت على "حصان الوثب" ثم وثبت إلى أعلى ... وفي أثناء وثبتي في الهواء مر من تحت قدمي اللاعب بوثبة خفيفة وسريعة. وفعلا وثبت إلى أعلى في الهواء ومن سوء الحظ أن تأخر اللاعب عن الوثب فكنت بين عاملين إما أن أقذف بجسمي على الأرض أو تنزل رجلي على اللاعب وفي هذه الحالة خطر على حياته ففضلت الأولي ورميت بنفسي إلى الأرض، فأصبت بجروح بليغة في رأسي وجبيني نزف منها الدم بغزارة كما أصبت برضوض خفيفة في أسفل العامود الفقري.
  هنا وقف الطلاب مبهوتين. والتف الجمع حولي، ورجال المهرجان في حيرة وارتباك ويفكرون في تأجيل المهرجان فالمسؤول عنه في إعياء وألم وعدم مقدرة حتى على المشي والنهوض. ركبنا في سيارة أقلتنا إلى مستشفى الدجاني حيث قابلني الدكتور محمد زهدي الدجاني وبذل قصارى جهده في إسعافي ومعالجتي الشريعة في إخلاص وتضحية وبشتى أنواع الأدوية والأمصال والبنسلين ، واتصل رأسا بإدارة المهرجان مطمئنا إياهم قائلا أقيموا المرجان غدا ، فسيكون الأستاذ بصحة تمكنه من الإشراف عليه ولكن من غير تعب ولا إجهاد قابل الخبر الطلاب وذووهم بمنتهى الفرح والسرور، وبعد ذلك رفض أن يأخذ الطبيب أجراً قائلاً هذا واجب علينا نحو الرياضة البدنية ورجالها قلت: بارك الله فيكم وقواكم وأكثر من أمثالكم المخلصين العاملين لخدمة الإنسانية. وهكذا أقيم المهرجان في وقته لوم يلاحظ آلاف المشاهدين أن القائم به والمشرف عليه مصاب مريض من صدمة خاطر بها وبنفسه في سيبل إنقاذ أحد طلابه. وكان هذا هو الحادث الأول في تاريخ الحفلات والمهرجانات التي أقمتها طيلة حياتي الرياضية. " [88]

بطل عالمي يتحدث "لفلسطين"
  "علمت أثناء زيارتي الأخيرة لمصر أن البطل الأميركي والملاكم المعروف "جاك دمسي" [Jack Dempse] يزور مصر، فحاولت وبعض الأصدقاء أن نتصل به للنقل منه كملة إلى قراء "فلسطين" وبعد بحث طويل وجدناه في أحد الفنادق الكبيرة يزور صديقاً له ... كان في الحلقة الرابعة من عمره قوي البنية، مفتول عضلات الساعد. أسمر الوجه عريض المنكبين وقد استمر"دمسي" متربعا على عرش البطولة العالمية سبع سنوات كاملة لم يكن خلالها أحد يجرؤ على منازلته ، حتى ظهر له – بعد هذه المدة الطويلة- ملاكم كان قد انعكف مدة طويلة على المران خفية بجد ونشاط وهو "جين تاني" ونازل "دمسي" بجرأة ندرة وفن متأصل وتغلب عليه بالنقط بين إعجاب الناس واندهاشهم، وبقي بدوره بطلا للملاكمة  مدة خمس سنوات ظهر له في نهايتها الملاكم الزنجي "جو لويس" (Joe Lewis) الذي تغلب عليه وأحرز البطولة العالمية حتى وقتنا الحاضر (والبقاء لله وحده) قال (دمسي) : تعتبر الملاكمة من أقوى وسائل الدفاع عن النفس ولو قدر لي أن اشتهي شيئا فهو أن أرى كل فرد يقبل عليها وخصوصا العربي حتى نسمع في المستقبل من يحضر منكم إلى أوروبا وأميركا ليتبارى مع أبطال القارتين، إن الطبيعة قد منحتكم طقسا جميلا، وأجساما متينة ولكن الذي ينقصكم – صراحة – هو الاستمرار في المران مع مراعاة قوانين الملاكمة وحسن التدريب والتوجيه. لقد زرت في مصر بعض الأندية زيارة مفاجئة ولم ظهر نسي في بادىء الأمر إلا بعد اطلاعي على الحالة الرياضية العامة فوجدت أن حلقات الملاكمة عامرة، واللعبة في تقدم مستمر مما يبشركم بمستقبل حسن. وٍسأحاول أن أزور فلسطين دون أن أرتبط بهذا الوعد، وأخيرا قال: انقطعوا للرياضة واتصلوا بالغرب فالجمهور الرياضي هناك يجهل وجود النهضة الرياضية عندكم ، وتنقصكم الدعاية عندنا ، فرب زيارة واحدة تكون حيراً من سفارة دائمة."[89]

لعبة البلياردو
"لعبة رياضية راقية بدأت تأخذ مكانها اللائق في الأندية الرياضية، تلك هي لعبة البلياردو الجميلة التي يشتغل فيها العقل والجسم سواء بسواء فتقوي علات الكتف من ضرب (الاستيكة) والبطن والجذع من الثني والمد على الطاولة والأرجل من المشي حول الطاولة، ورغم كل هذه الفوائد فهي رياضية (ارستقراطية) ليس فيها مشقة ولا عناء ولها عشاقها الكثيرون ولاعبوها العديدون.
 على أن الذي ينقص هذه اللعبة ويقلل من قيمتها هو عدم وجود اتحاد لها ينظم شؤونها ويشرف على أمرها ويقيم لها المباريات الدورية بين الأندية الرياضية في فلسطين ويظهر بطولتها بين المدن ... فالاتحاد لكل لعبة هو قلبها النابض الذي يوزع الدم إلى سائر انحاء الجسم بانتظام وبدون القلب يموت الانسان. فإلى هذه اللعبة الظريفة الجميلة نوجه الأنظار والاهتمام."[90]

كلمة
"في أواسط الشهر الماضي وفي يوم الخميس بينما كما على ملاعب الاتحاد الرياضي بيافا نقيم التجربة النهائية لمهرجان الفتوة الذي أقامته اللجنة الخيرية للمدارس الأهلية والذي كانت تنتظره مدينة يافا في اليوم التالي بفارغ الصبر وكانت الاستعدادات قائمة على قدم وساق ليبدو المهرجان الرياضي متينا قوياً كعادته، وفيما نحن نستعرض بعض الألعاب في الملعب جاء دور "حصان الوثب" وهو عبارة عن صندوق خشبي مستطيل يزيد ارتفاعه عن متر ونصف يثب عنه اللاعبون بدقة وخفة ثم جاء دور الوثبة الأخيرة والخطيرة ، ووقفت على "حصان الوثب" ثم وثبت إلى أعلى .... وفي أثناء وثبتي في الهواء ومن سوء الحظ أن تأخر اللاعب عن الوثب فكنت بين عاملين إما أن أقذف بجسمي على الأرض أو تنزل رجلي على اللاعب وفي هذه الحالة خطر على حياته ففضلت الأولى فرميت بنفسي إلى الأرض ، فأصبت بجروح بليغة في رأسي وجبيني نزف منها الدم بغزارة كما أصبت برضوض خفيفة في أسفل العامود الفقري.
  هنا وقف الطلاب مبهوتين. والتف الجميع حولي، ورجال المهرجان في حيرة وارتباك ويفكرون في تأجيل المهرجان فالمسؤول عنه في إعياء وألم وعدم مقدرة حتى على المشي والنهوض.
ركبنا في سيارة أقلتنا إلى مستشفى الدجاني حيث قابلني الدكتور محمد زهدي الدجاني وبذلك قصارى جهده في إسعافي ومعالجتي السريعة في إخلاص وتضحية وبشتى أنواع الأدوية والأمصال والبنسلين ، واتصل رأساً بإدارة المهرجان مطمئناً إياهم قائلاً أقيموا المهرجان غداً، فسيكون الأستاذ بصحة تمكنه من الإشراف عليه ولكن من غير تعب ولا إجهاد. قابل الخبر الطلاب وذووهم بمنتهى الفرح والسرور، وبعد ذلك رفض أن يأخذ الطبيب أجراً قائلا هذا واجب علينا نحو الرياضة البدنية ورجالها قلت: بارك الله فيكم وقواكم وأكثر من أمثالكم المخلصين العاملين لخدمة الإنسانية.
  وهكذا أقيم المهرجان في وقته ولم يلاحظ آلاف المشاهدين أن القائم به والمشرف عليه مصاب مريض من صدمة خاطر بها وبنفسه في سبيل إنقاذ أحد طلابه.
وكان هذا هو الحادث الأول في تاريخ الحفلات والمهرجانات التي أقمتها طيلة حياتي
الرياضية."[91]


المصادر والملاحظات


[1]  صحيفة )فلسطين( 23 آذار 1946 جاء ذلك في مقالة بعنوان "لا نزال في بداية الطريق" سوف يورد ذكرها فيما بعد.
[2]  ورد خبر في صحيفة (الدفاع) في 12 أيار 1941 "تعيد كلية روضة المعارف حياتها الرياضية بعد أن توقفت ثلاث سنوات بسبب الحالة التي كانت تسود البلاد. وستخرج للجمهور تحيي فيها الألعاب الرياضية القديمة وفيها الجديد المبتكر من الألعاب الحديثة  وذلك في حفلتها الرياضية الكبرى العاشرة التي ستكون في 15 أيار الجاري ، وأستاذ الرياضة في هذه الكلية هو الشاب الرياضي الأستاذ حسين حسني المعروف في الأوساط الرياضية في فلسطين ومصر.
[3]  ظهر هذا الخبر تحت عنوان (إنعام ملكي سام) في صحيفة )فلسطين( في 1 أيار 1945:
   "جاء من القاهرة أمس أن جلالة الملك فاروق ملك مصر قد تفضل فانعم بعدة نياشين وأوسمة على بعض المشتغلين بالأمور الرياضية والكشفية لمناسبة الاحتفال الكبير بذكرى تنصيب جلالته – كشاف مصر الأعظم – وكان من بين الذين انعم عليهم جلالته بنيشان الاستحقاق الأستاذ حسين حسني المحرر الرياضي في هذه الجريدة ومدرس الألعاب الرياضية في كلية روضة المعارف الوطنية بالقدس. و"فلسطين" تهنئ محررها الرياضي الأستاذ حسين حسني بهذا الإنعام السامي يتفضل به جلالة ملك مصر وترجو له اطراد التوفيق والتقدير."
[4]  خير الدين أبو الجبين ، قصة حياتي في فلسطين والكويت ، دار الشروق ، عمان ،  2002.
[5]  عصام الخالدي ، العاب القوى في فلسطين . أنظر: www.hpalestinesports.net
[6]جاء في صحيفة (الدفاع) في 6 كانون الثاني 1946 " تنتهي يوم الأربعاء القادم الرحلة التي قامت بها بعثة كلية الثقافة     العربية في يافا والتي تتألف من 25 عضوا وتعود إلى فلسطين صباح الخميس القادم . وقد لقيت البعثة التي يرأسها الرياضي المعروف السيد حسين حسني كل مساعدة وترحيب من الوزارة ومختلف الهيئات والصحافة كل ترحيب ومساعدة ."
[7]  الصحافة العربية في فلسطين 1887- 1948 ، )مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت 1976(.
[8]  مهرجان رياضي على  نمط  الألعاب الاولمبية أقامة اتحاد المكابي العالمي في تل أبيب في عامي 1932 و1935.
[9] من أجل تفهم جلي عن تفاصيل الحركة الرياضية الفلسطينية قبل النكبة ، أنظر: History of Palestine Sports  www.hpalestinesports.net
[10]  تحت عنوان (فليقرأ الرياضيون !) 
نشرت زميلتنا  )البلاغ( المصرية المقال التالي لمندوبنا الرياضي :
"إن أسوأ ما في نظامنا الرياضي هو مشكلة التدريب، والمدربين، فان معظم من يقومون بالتدريب هم لاعبون متقاعدون رفعتهم روحهم الطيبة إلى القيام بهذا العمل نظير اجر أو بغيره. ولكن ليس يكفي أن يتقاعد اللاعب لأن يصبح مدربا، فالتدريب مسألة حيوية في ميدان الرياضة ويجب أن تعطى اكبر قدر من الاهتمام فيه الأساس الأول لكل نظام رياضي."
 [11]  صحيفة (فلسطين) 25 آذار 1945.
فعلى سبيل المثال في منتصف أيار 1946 دعت منظمة الإخوان المسلمين في مصر الملاكم الفلسطيني المشهور أديب الدسوقي وزملاءه الملاكمين للحضور إلى مصر والتباري مع فرقها في مدن عديدة ولكن الحكومة المصرية لم تسمح إلا لنصف العدد الذي قدم طلب الدخول لمصر . وقد قبل (الملاكم الفلسطيني المشهور أديب) الدسوقي  بالتوجه مع  أربعة لاعبين فقط مما انعكس على نتائج المباريات وكانت نتيجة اللقاءات تعادل في المنصورة، الفوز في اثنتين والخسارة في اثنتين، خسارة في الإسكندرية خسر ثلاثة وربح واحدة ، خسارة في القاهرة خسر ثلاثة وربح واحدة ، تعادل في بور سعيد ربح اثنتين وخسر اثنتين . وبرغم ذلك كانت هذه النتائج مشرفة للفريق الفلسطيني لما كان يملك من إمكانات متواضعة .   وكان حسين حسني   قد انتقد رحلة الدسوقي إلى مصر بأن الدسوقي قضى معظم الوقت متنقلاً بين المدن المصرية ولم ينل هو وزملاؤه الملاكمون قسطا وافراً من الراحة حيث أنه لم يتبع جدولاً تنافسياً معقولاً وأنه أجرى أربع مباريات في أسبوع واحد في مدن مصرية مختلفة ففي مباراة القاهرة تمكن واحد فقط من أن يكسب وبجواره ثلاثة زملاء كانوا من الخاسرين. وكذلك في الإسكندرية فقد كتب النجاح لواحد فقط ، وفشل الثلاثة الآخرون. يعلق على ذلك الأستاذ حسني في صحيفة (فلسطين) "أما في المنصورة فما أسوأ نتيجتها أيها القارئ! لقد خسر الأربعة جميعهم ولعل النتيجة كانت في بور سعيد كذلك.... إن شيئا من النظام كان ينقص هذه المباريات وقليلا من التدبر كان ينقص هذه التصرفات".
وقد علل الدسوقي هذه النتيجة بقوله  "هذا مع العلم أن فريقي كان يلاكم منتخب أبطال المملكة المصرية التي يبلغ عدد سكانها 18 مليونا وتصرف على أنديته وزارة قوية بعكس فريقي".
[12]  صحيفة (فلسطين) 4 أيلول 1946
[13]  الموسوعة الفلسطينية، "التربية والتعليم في فلسطين"، القسم الثاني – المجلد الثالث ص 512- 538، بيروت 1990.
[14]  صحيفة (فلسطين) 6 شباط 1945.
[15]  أعطت الرياضة المدرسية رصيدا هاما لمجمل التطور الرياضي العربي في فلسطين وقد عملت اللقاءات المدرسية أيضا الترابط العضوي بين أبناء فلسطين. وقد ظهر واضحا النمو الرياضي في المدارس من خلال المهرجانات السنوية التي كانت تقام في جميع أنحاء فلسطين والتي بدأت في أوائل العشرينيات ومن خلال تشكيل معظم المدارس لفرق رياضية خاصة بها في كرة القدم والسلة والتباري مع الفرق المدرسية الأخرى وحتى مع الفرق الرياضية في الأندية المختلفة. كما وشكل الطلبة خريجو المدارس أندية خاصة بهم قامت بنشاطات رياضية وتبارت مع فرق الأندية في فلسطين . كانت اللقاءات المدرسية الودية تجرى ضمن بطولات تنظمها دائرة المعارف للمدارس الحكومية ، أو دائرة الأوقاف للمدارس التي كانت تابعة لها مثل مدرسة النهضة ودار العلوم بيافا ودار الأيتام الإسلامية في القدس والمدرسة العباسية بالرملة ومدرسة الفلاح في غزة.
 [16] صحيفة )فلسطين( 7  شباط 1945.
[17]  صحيفة )فلسطين( 25 آذار 1947.
[18]  صحيفة )فلسطين( 25 أكتوبر 1945.
[19]  صحيفة  )فلسطين( 21 شباط 1947.
[20]  ليس المقصود هنا تخطيء الكاتب ولكن الاحتفالات الرياضية في فلسطين كانت قد بدأت منذ عام 1922
[21]  صحيفة )فلسطين( 25 حزيران 1946.
[22]  صحيفة )فلسطين( 23 أيار 1946.
[23]  صحيفة (فلسطين) 18 أيار 1945.
[24]  صحيفة (فلسطين) 19 أيار 1946.
[25]  صحيفة (فلسطين) 22 أيار 1946.
[26]  بدأت الأندية الرياضية اليهودية في فلسطين منذ بداية العشرينيات مثل منظمة (المكابي و الهابوعيل  والبيتار) التي ركزت نشاطاتها في  المستعمرات الصهيونية وكانت تتخذ من الرياضة غطاء لنشاطاتها العسكرية والسياسية ، كما وسعت هذه المنظمات إلى الهيمنة على الساحة الرياضية وتمثيل فلسطين على الصعيد المحلي والدولي.
[27]  Kaufman, Haim. Jewish Sports in the Diaspora, Yishuv, and Israel: Between Nationalism and Politics Israel Studies - Volume 10, Number 2, Summer 2005, pp. 147-167
[28]   عصام الخالدي ، الأخبار الرياضية في صحيفة (الدفاع) ، حوليات القدس ، العدد التاسع ، صيف 2010  ،  ص. 27- 38.
http://www.jerusalemquarterly.org/images/HPdf/Issam%20Al%20Khalidi%20HAWALIYAT_9-4.pdf
[29]  في نيسان عام 1933 تم الاتفاق بين مكتب اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشباب وسكرتير الاتحاد الرياضي الفلسطيني على أن يقدم مكتب لجنة الشباب درعا للفرقة المتفوقة في مباريات كرة القدم (سمي هذا الدرع "درع مؤتمر الشباب" واستمر حتى عام 1938). وفي تشرين الأول من ذلك العام شاركت كل من هذه الأندية في مباريات الاتحاد الرياضي وهي : النادي الرياضي العربي القدس ، النادي الرياضي الإسلامي يافا ، النادي الساليسي حيفا ، نادي الشبيبة الأرثوذكسية يافا ، النادي الرياضي الإسلامي حيفا ، نادي الروضة القدس ، نادي النجمة البيضاء .
[30]  صحيفة (فلسطين) 5 آب 1944.
[31]  صحيفة (فلسطين) 24 كانون أول 1946.
[32]  صحيفة (فلسطين) 19 حزيران 1945.
[33]  صحيفة (فلسطين)31 كانون ثاني 1947.
[34] هذا ما تثبته الوثائق التي حصل عليها الكاتب من ارشيف الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيورخ في  سويسرا وقد تم نشر هذه الوثائق في كتاب  بعنوان "مئة عام على كرة القدم في فلسطين" سيصدر قريبا.
[35]  صحيفة (فلسطين) 15 آذار 1945.
[36]  صحيفة (فلسطين) 15 آذار 1945
[37]  صحيفة (فلسطين) 25 آذار 1945
[38]  صحيفة (فلسطين) 27 تشرين ثاني 1946.
[39]  صحيفة (فلسطين) 18 كانون ثاني 1947.   
[40]  صحيفة (فلسطين) 1 حزيران 1946.
[41]  صحيفة (فلسطين)  23 آذار 1946.
[42]  صحيفة (فلسطين) 25 شباط 1947.
[43]  صحيفة (فلسطين)  20 تشرين الثاني 1946.
[44]  صحيفة (فلسطين) ؟؟
[45]  صحيفة (فلسطين) 25 أيار 1945.
[46]   صحيفة (فلسطين) أيلول 1946.
[47]  صحيفة (فلسطين) 22 تشرين ثاني 1945.
[48]  صحيفة (فلسطين) 28 كانون أول 1944.
[49]  صحيفة (فلسطين)  29 كانون أول 1944.
[50]   صحيفة (فلسطين) 3 أيلول 1945
[51] صحيفة (فلسطين) 12 آب 1944
[52] صحيفة (فلسطين) 30 كانون الثاني 1945
[53]  صحيفة (فلسطين) 1 آب 1944.
[54]  صحيفة (فلسطين) 13 تشرين أول 1944.
[55]  صحيفة (فلسطين) 13 تشرين الأول 1946
[56]  صحيفة (فلسطين) 22 آذار 1945.
[57]  صحيفة (فلسطين)   7 نيسان 1946.  
[58]  صحيفة (فلسطين) ؟؟
[59]  صحيفة (فلسطين) 30 أيار 1945.
[60] صحيفة (فلسطين) 16 نيسان 1946.
[61] صحيفة (فلسطين)  12 نيسان 1946.
[62]  صحيفة (فلسطين)  25 أيار 1946.
[63] صحيفة (فلسطين) 25 كانون ثاني 1947.
[64]  صحيفة (فلسطين) 7 شباط 1945.
[65]  صحيفة (فلسطين)  17 كانون الثاني 1946.
[66]  صحيفة (فلسطين) 12 كانون أول 1944.
  [67]  صحيفة (فلسطين) 19 أيار 1945.
[68]   صحيفة (فلسطين) 11 أكتوبر 1947.   
هذه هي الأسئلة التي يقوم بتوجيهها الآن إلى قدماء الرياضيين في نصف قرن ، مندوبونا الرياضيون في المناطق الرياضية الست .
·         ما هي الألعاب الرياضية التي مارستها وما هي رياضتك المفضلة.
·         ما هي المباراة التي   اشتركت فيها ولا تزال ذكراها عالقة فذهنك. ... ومتى جرت ؟
·         مع أي فريق أو فرق رياضية اشتركت ؟
·         هل تجد فرقاً في فن اللعب والروح الرياضية بين الماضي والحاضر ؟
·         ما هي نصيحتك التي تود أن توجهها على صفحات "فلسطين" إلى الجيل الحاضر ؟
·         ما هي نظرتك إلى المستقبل ؟"
[69]   صحيفة (فلسطين) 12 أيلول 1946.
[70]  صحيفة (فلسطين) 25 شباط 1947.
[71]  صحيفة (فلسطين) 19 شباط 1946
[72]   صحيفة (فلسطين) 11 نيسان 1945
[73]  صحيفة (فلسطين) 17 أيار 1945.
[74]  صحيفة (فلسطين) 17 آب 1945.
[75]  صحيفة (فلسطين) 12 كانون أول 1944.
[76]  صحيفة (فلسطين)  28 شباط 1946.
[77]  صحيفة (فلسطين)  7 آذار 1946.
[78]  صحيفة (فلسطين) 3 نيسان 1946.
[79]  صحيفة (فلسطين) 7 شباط  1946
[80]  صحيفة (فلسطين) 27 شباط  1946.
[81]  صحيفة (فلسطين)  15 أيار 1946.
[82]   صحيفة (فلسطين) 6 شباط 1947.
[83]  صحيفة (فلسطين) ؟ شباط 1947
[84]  صحيفة (فلسطين) 6 كانون أول 1944.
[85]   صحيفة (فلسطين) 2 كانون أول 1947.
[86]  صحيفة (فلسطين) 1 أيار 1945.
[87]  صحيفة (فلسطين) 15 أيار 1946.
[88]  صحيفة (فلسطين) 9 آب 1946
[89]  صحيفة (فلسطين) 12 أيار 1945.
[90] صحيفة (فلسطين) 3 نيسان 1945.
[91]  صحيفة (فلسطين)  9 آب 1946.







No comments:

Post a Comment