Monday, October 3, 2016

الحركة الرياضية الفلسطينية في الضفة 1967 - 1993    




عصام الخالدي
      في ظل الاحتلال الإسرائيلي كانت الأندية مراكزاً للنشاطات الثقافية والاجتماعية والفكرية والنضالية ، تعتني بالأجيال وتشكل شخصيتها وتحافظ على هويتها الوطنية . وكانت هذه الأندية المنتشرة في مدن وقرى الضفة وقطاع غزة بمثابة قلاع ساهمت في العمل الوطني والحزبي والفكري ، وشكل نشاطها تراثاً ثقافياً ونضالياً عمل على دفع المسيرة الرياضية وتعزيز الترابط الأخوي بين ابناء شعبنا. وفي هذه الفترة أيضا ترافق النشاط الرياضي مع العمل الوطني الثقافي ، كما وكان لهذا النشاط أثر تربوي عظيم في ذلك الوقت على النشء ، فقد قامت الأندية بتلبية متطلبات المجتمع في تقوية وصقل اجساد وعقول الاجيال .
     كانت الرياضة الفلسطينية تشكل عائقا أمام ممارسات الاحتلال ، فقد كانت إسرائيل تعي جيدا أن النشاط الرياضي هو وسيلة هامة من أجل إبراز الهوية الفلسطينية ، وأداة فعالة من أجل تعميق الحس الوطني والقومي ، ومن الواضح أن كل ما تخشاه إسرائيل هو اسم فلسطين وشعب فلسطين وعلم فلسطين ، فكلها تنعكس ضمن هذا النشاط الرياضي العظيم الذي من خلاله يعلي المواطن اسم الوطن ورايته. ولقد أصبح تعزيز النشاط الرياضي وتطوره  بحد ذاته عقبة أمام الاحتلال الذي يهدده وجودنا ويعمل على عرقلة تطورنا بشتى الطرق، فهو يضع العراقيل دائما أمام حركتنا الرياضة بشتى الطرق والوسائل الممكنة.
   سعى الاحتلال فورا بعد عام 1967 إلى تطويع الرياضة لتخدم مصالحة ولتكون فارغة من المحتوى الوطني. وكانت هناك محاولات عديدة لاجتذاب فرق الضفة من قبل الأندية والفرق الإسرائيلية ولكنها باءت بالفشل لإصرار قادة الأندية العربية على الرفض لاعتبارهم أن هذا يمثل نوع من التعامل مع الاحتلال . ودليل على ذلك أنه في حزيران 1969 ورد لفرع الرياضة في سرية رام الله الأولى كتاب من فريق هابوعيل شرقي القدس (إسرائيلي) يطلب فيه إجراء لقاءات رياضية مع فريق السرية ، وبعد بحث الموضوع تقرر تكليف فرع الرياضة في السرية للإجابة على الكتاب بعدم تمكن فريق السرية من إجراء المباريات الرياضية مع هذا الفريق بالذات بسبب انضمام السرية لاتحاد الأندية العربية وتمشيا مع قرار الاتحاد بعدم إجراء مباريات ودية أو رسمية مع الفرق الأخرى غير المنتسبة للاتحاد.[1
      منذ تأسيس الدولة اليهودية لم تقم إسرائيل بمصادرة الأراضي التي تعتبر مصدر وجودنا الفيزيائي فقط ، بل أيضا قامت بمصادرة ثقافتنا التي تشكل المصدر الروحي والمعنوي لحياتنا. فالثقافة هي جذورنا وبدونها نكون محرومين من هويتنا الوطنية.[2] والرياضة هي من مقومات الثقافة ، وهي نشاط تنافسي يعتمد على إظهار إمكانات الإنسان القصوى من أجل تحقيق الفوز ، ولهذا النشاط جوانب اجتماعية وتربوية وثقافيا ووطنية ناهيك عن الفوائد الصحية الجمة .
        لم تشهد الضفة قبل عام 1967 تطوراً رياضيا ملحوظا ، مقارنة مع ما كان عليه قطاع غزة الذي شهد تطورا رياضيا على جميع الأصعدة التنظيمية والإدارية والمادية (المنشآت والملاعب). لقد كان الفلسطينيون يشكلون ستين بالمئة من سكان الأردن بينما  معظم البطولات كانت تفوز بها الأندية الأردنية. بهذا لم يرث الفلسطينيون بعد عام 1967 قاعدة رياضية متينة كان بإمكانها أن تؤهلهم ليبدعوا أكثر خاصة في مجال التنظيم . إن العامل الذي ساعد في استمرار وتطور الحركة الرياضية في الضفة هو الحس الوطني ، فالناس هناك كانوا فريدين ، فهم كانوا متمسكين في فلسطين التي يسكنوها (الضفة) وفلسطين التي لهم ذكريات فيها ولكنها سلبت.[3] وكان وجود الاحتلال عاملاً مساعداً في تعميق الهوية الوطنية الفلسطينية .  أيضا فإن التجربة التي اكتسبها الفلسطينيون خلال مرحلة ما قبل النكبة في جميع مناحي الحياة تركت آثارها حتى على فترة ما بعد عام 1967.
     بعد عام 1967 أصبح لفتح ولمنظمة التحرير الفلسطينية دور اكبر بين الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة وكانت المنظمة تسعى لأن يكون  لها تأثير ونفوذ في بعض المؤسسات مثل البلديات والجامعات والصحف (في القدس) والأندية وحتى فرق الكشافة. هذا بالإضافة إلى أن العديد من الأندية كانت تُميز على أنها تابعة لهذا الفصيل الثوري أو ذاك ، مما أعطى الصبغة الوطنية الفكرية للحركة الرياضية  في الضفة.
   لقد تميزت فترة 1967 - 1993 بعدم وجود مؤسسات دولة ، التي تعتبر العامل الأساسي لتطور وتقدم جميع مجالات الحياة في أي بلد. لذلك فقد  انعكس هذا على النشاط الرياضي ، فعدم وجود اتحاد رياضي ووزارة للرياضة والشباب بعد عام 1967 كان له تأثيراته في ضعف البنية التنظيمية للرياضة خاصة بين عام 1967 وحتى منتصف السبعينيات، إلا أنه وبرغم ذلك فقد تميزت فترة 1975 - 1987 بقوة التنظيم وبالعلاقات الطيبة وبوفرة المباريات الودية والأخوية بين الأندية في الضفة .
     يشير راسم يونس إلى أن بعض الأندية والمراكز الرياضية  بعد حرب 1967 كانت قد أغلقت ومنها مركز طولكرم ، ففي بداية عام 1968 وعندما بدأت النشاطات الرياضية تعود تدريجيا كان مركز طولكرم مغلقا وكان معظم لاعبي طولكرم يمارسون نشاطهم الرياضي كلاعبين مع أندية خارج مدينة طولكرم فمنهم من لعب مع سلوان ومنهم من لعب مع أندية نابلس إلى أن أعيد فتح المركز في بداية عام 1970 ، وبدأت الحياة الرياضية والفرق الرياضية تمارس نشاطها مع مركز الشباب وأصبح لمركز الشباب فرق رياضية تمارس المنافسة الرياضية مع أندية نابلس أولا ثم مع أندية الضفة ثانيأ. وفي خلال الخمس سنوات الأولى من السبعينات أنشئت عدة أندية ومراكز في منطقة لواء طولكرم فأنشأ (النادي الثقافي) في مدينة طولكرم وكذلك نادي (أهلي قلقيلية) في مدينة قلقيلية ونادي (جيوس) في مدينة جيوس ومركز نور شمس في مخيم نور شمس وكذلك نادي سلفيت في مدينة سلفيت .
     في شهر حزيران عام 1969 دعت بلدية نابلس بعض رياضيي المدينة وكلفتهم بوضع برنامج تسعى من خلاله الفرق والأندية إلى تنظيم عملها ، فتشكلت اللجنة الرياضية التحضيرية ، [4] وأقامت دوري في كرة القدم في مدينة نابلس  شارك به  نادي حطين والاتحاد الرياضي وعيبال ومركز بلاطة والمركز الثقافي واتحاد النقابات وشباب عسكر والساحل وشباب السكة ومركز رقم (1). وفي نفس الوقت تم تشكيل منتخب لمدينة نابلس وكانت هذه خطوة عظيمة تجاه التطور الرياضي في هذه المدينة وفي الضفة بشكل عام .[5]  وفي نهاية الستينيات بدأ احتكاك فرق نابلس بفرق الضفة الغربية الأخرى. وكانت نتيجة هذه الفرق سيئة ذلك أن كثرة الفرق في مدينة نابلس أضعف مستوى اللاعبين ، فبدأ التفكير في تشكيل منتخبات لتقابل فرق الضفة الأخرى، ومع ذلك ظل اللعب عشوائيا دون قيود على اللاعبين أو الاداريين إلى بداية شهر حزيران من عام 1969. [6]
   في كانون الثاني 1970 تم تغيير اسم اللجنة الرياضية التحضيرية إلى اللجنة الرياضية بنابلس. [7] وقامت هذه اللجنة الرياضية بالإشراف على الأنشطة الرياضية المختلفة وقامت بتنظيم دوري الفرق الأولى لكرة القدم عام 1970 و 1971 ، ودوري لكرة السلة عام 1971. [8]  ظلت اللجنة الرياضية في نابلس هي المسؤولة عن الأندية الرياضية ونشاطاتها إلى أن أرسل مدير التربية والتعليم في كانون الثاني 1972 كتابا إلى الاندية الرياضية يطلب تزويده بمعلومات عن تسجيل الأندية رسميا باعتبار أن التربية والتعليم هي التي ستشرف على الأندية بموجب نقل هذه الصلاحية من الشؤون الاجتماعية إلهيا. [9] وفي تشرين الثاني 1978 تشكلت هيئة الإشراف الرياضي (لأندية نابلس) حيث قامت بتنظيم بطولات في كرة القدم والسلة والطائرة. [10]
  في آذار 1978 تم تشكيل لجنة الإشراف الرياضي للواء طولكرم ضمت الأندية التالية : اهلي قلقيلية ، سلفيت الرياضي ، مركز نور شمس ، نقابة عمال البناء والمؤسسات ، مركز شباب طولكرم ، ثقافي طولكرم. أقامت هذه اللجنة دوري لكرة القدم فاز به شباب طولكرم لعام 1978 ، كما وأقامت سداسيات (فريق مكون من ستة لاعبين من ضمنهم حارس المرمى) فاز فيها أهلي قلقيلية عام 1978. [11]  وفيما بعد شكلت لجنة الإشراف الرياضي في طولكرم وهيئة الإشراف الرياضي في نابلس لجنة التنسيق الرياضي في نيسان 1978. حيث قامت هذه اللجنة بتنظيم دوري تصنيفي لكرة القدم اشترك فيها 16 ناديا. [12]
        يشير الاستاذ يعقوب الأنصاري في كتابه (رابطة الأندية الرياضية كيف !؟ أين !؟ متى تأسست؟! ، 1988) إلى أنه في عام 1967 لم تعد هناك سلطة تشرف على الأندية ونشاطاتها الرياضية في الضفة، لذلك فقد أصبحت الارتباطات الأدبية بين الاندية والحكام واللاعبين هي المرجع وهي السلطة. وفي عام 1969 جرت محاولة لتنظيم الحركة الرياضية من قبل بعض الأندية لإنشاء هيئة رياضية اطلق عليها أسم اتحاد الأندية العربية. [13] حيث تنادى مندوبو الفرق التالية : سلوان ، مجموعة البيرة ، الخضر ، بيت جالا ، شعفاط ، أرثوذكسي رام الله ، الكاثوليك ، سرية رام الله ، بيرزيت ، قلنديا ، الطيبة ، جفنا لاجتماع رياضي لتنظيم الحركة الرياضية في المناطق المذكورة وقد عقد الاجتماع في مقر مجموعة البيرة. [14]  
        استمر نشوء الأندية الاجتماعية الرياضية بعد عام 1967 في المدن والقرى ، ولم تخل أي قرية من ناد رياضي كان يمثلها ويعكس ملامحها واسمها بين الأندية الأخرى في المدن والقرى الفلسطينية المختلفة. وكان استمرار نشوء الأندية هذا قد أعطى دفعة للرياضة الفلسطينية ، فالتطور الرياضي كان مرتبطا بنشوء الأندية طرديا ، كما أن التسارع في نشر النشاط الرياضي كان له آثاراً صحية واجتماعية وثقافية ووطنية بشكل مباشر وغير مباشر على النشء والشباب.
     في أريحا في عام 1970 اعيد تأسيس نادي شباب اريحا الذي كان قد تأسس في عام 1965 وتوقف عن العمل في عام 1967 . وفي هذه المدينة أيضا تأسس نادي هلال أريحا في عام 1974 وكان يضم فريق لكرة القدم وقد خطى هذا النادي خطاً على طريق التقدم الدائم ليصبح فريقه الكروي من أقوى الفرق في فلسطين. في عام 1970 تم إعادة تأسيس نادي ثقافي طولكرم (تأسس في الثلاثينيات تحت اسم آخر – الكاتب) ولكن عدم وجود مقر والممارسات الإسرائيلية  حالت دون ممارسة النشاطات حتى العام 1976، حيث قدمت بلدية طولكرم منتزه البلدية مقرا مؤقتا للنادي لمزاولة نشاطاته المختلفة واستمر ذلك لمدة ثلاث سنوات حيث انتقل النادي ونشاطاته المختلفة إلى مقره الدائم بجانب الملعب البلدي شارع شويكة. [15] وفي عام 1972 فكرت مجموعة من الشباب المقدسي تأسيس نادٍ رياضي أسموه نادي هلال القدس يضم فريق كروي استطاع أن يثبت جدارته على الساحة الكروية ، وفي عام 1976 اندمجت مجموعة البيرة (تأسست عام 1964) مع نادي البيرة الأهلي تحت مؤسسة شباب البيرة .
      في نهاية الستينيات فتحت جمعية الشبان المسيحية في القدس باب العضوية للناشئين والشباب من القدس والمدن المجاورة لها لتساعد في إبعادهم عن المساوئ التي عمل الاحتلال على نشرها مثل المخدرات. وقد بلغت رسوم العضوية في تلك الفترة حوالي ليرة إسرائيلية وهو مبلغ زهيد جدا ورمزي ، وكانت هذه المبادرة - التاريخية - من قبل رئيس الجمعية في ذلك الوقت لبيب ناصر . وكانت النشاطات الرياضية تدار من قبل الأستاذ ريمون زبانة ومشيل عصفور. يعتبر واصف ضاهر أن الجمعية كانت بمثابة وزارة الرياضة في ذلك الوقت حيث كان لها دورا كبيرا في دعم الحركة الرياضية خلال فترة السبعينات والثمانيات. وفيها ظهر لاعبون مرموقون أمثال موسى الطوباسي الذي لعب مع فريق هذه الجمعية لفترة طويلة ثم انتقل ليلعب مع نادي الهلال المقدسي بجانب اللاعب درويش الوعري . وقد تبارى فريقها الكروي مع فريق EPE  القبرصي عام 1969 و 1970 ومع فريق جامعة كويسيQuincy عام 1971 وفريق الخطوط الجوية البريطانية عام 1972 وفريق جامعة الينويز الغربية عام 1973.[16]
   كما وافتتحت جمعية الشبان المسيحية  بعد عام 1967 أول ملعب مضاء (في تموز 1969) أقيمت عليه مباريات في كرة الطائرة والسلة واليد. بدأت الأندية الرياضية في الضفة بتنظيم بطولة اطلق عليها (صاعقة) وكانت أول صاعقة في كرة الطائرة عام  1969، التي نظمتها جمعية الشبان المسيحية وشاركت فيها الفرق التالية : جمعية الشبان المسيحية ، صور باهر ، الكلية الإبراهيمية، دي لا سال بيت لحم ، الجلزون رام لله ، عيبال نابلس ، بيت جالا ، وفازت الجمعية على بيت جالا بنتيجة 3: 2. [17] وفي عام  1970شاركت ثماني فرق وفاز فريق الجلزون على دي لا سال بيت لحم بنتيجة 2: 1، في عام 1971 شاركت ست فرق وفازت الجلزون على الجمعية بنتيجة 2: 1،  وفي عام 1972 فاز فريق الجلزون على الجمعية ، ومن اعضائه رسمي جابر ، أيوب موسى ، سعيد نبهان ، علي مطر ، محمد قدوم ، خالد زكريا ، محفوظ سعيد. كما وفاز فريق جمعية الشبان المسيحية في عام 1973 على بلاطة، وفي عام 1974 فازت الجمعية على الجلزون بنتيجة 3: 2، وفيعام 1975 فازت الجمعية على بلاطة 3 : 1، وفي عام 1976 فازت الجمعية على العيزرية. [18] وفي كرة اليد كانت اول بطولة على مستوى الضفة عام 1970 اشترك فيها خمسة اندية وفازت بيت جالا بالصاعقة (تسمية كانت تطلق على بطولات كرة القدم واليد والسلة والطائرة) بعد تغلبها على فريق نادي القدس ب (12/17) هدفاً.[19]
   منذ عام 1966 بدأت جمعية الشبان المسيحية في القدس بتنظيم صاعقة كرة السلة وفي نيسان 1967 وتحت رعاية سموالأمير حسن أقيمت صاعقة كرة السلة التي نظمتها وفازت بها جمعية الشبان المسيحية في القدس ، وقد نظمت هذه البطولة على يومين متتاليين بمناسبة افتتاح ملعب الجمعية. كما ونظمت الجمعية صواعق لكرة السلة استمرت منذ عام 1969 حتى عام 1980.[20]
     في عام 1986 اصدرت الجمعية قرار بتجميد نشاطاتها الرياضية مما أدى إلى اعتصام عدد من الأعضاء بينهم الرياضيون الذين قرروا فيما بعد الالتحاق بنادي الهلال المقدسي.
     يدحض يعقوب الأنصاري ما اشار إليه راسم يونس حول ان رابطة الأندية في الضفة تأسست عام 1980 موضحا أنها (رابطة الأندية) تأسست عام 1975 ، مشيرا إلى أنه في اجتماع عقد في تاريخ 30/11/ 1975 تمت الموافقة بالإجماع على تشكيل رابطة تعمل على تنظيم الحركة الرياضية في الأندية (تسمى رابطة الأندية الرياضية). [21]  ومنذ عام 1975 وحتى نهاية عام 1979 قامت الرابطة ولجنة الحكام المركزية بإنجازات كان أهمها : اولا: بطولة دوري كأس جريدة الفجر:اشترك في هذا الدوري أربعة عشر فريقا وفاز في هذه البطولة فريق النادي العربي – بيت صفافا وكان لقاؤه الأخير مع النادي الأرثوذكسي في 20 كانون الثاني 1978 حيث فاز عليه 2: 1. ثانيا: الدوري التصنيفي لأندية الرابطة: وقد اشترك في هذا الدوري ستة عشر فريقا: سلوان الرياضي، هلال القدس، العربي (بيت صفافا) ، مؤسسة البيرة ، جمعية الشبان المسيحية – القدس، شباب الخليل، هلال أريحا، أهلي الخليل ، شباب أريحا، شباب الظاهرية، ثقافي بيت ساحور ، أرثوذكسي بيت جالا، أرثوذكسي بيت ساحور، الموظفين المقدسي، نقابات الخليل ، سريان بيت لحم.[22]  وفي بطولات عام 1978 فاز نادي سلوان (28 نقطة) وتفوق على النادي العربي بيت صفافا ، وفي عام 1978 فاز نادي شباب الخليل بالبطولة.
    في 4 كانون الثاني 1980 عقد اجتماع في جمعية الشبان المسيحية واتفق على تشكيل هيئة تأسيسية لرابطة أندية الضفة تضم (أندية الجنوب وأندية الشمال) : جمعية الشبان المسيحية ، مؤسسة شباب البيرة، الاتحاد العام لنقابات العمال ، وكالة الغوث بالضفة الغربية (ممثلة بعضو لحضور الاجتماعات كعضو عامل دون أن يكون لها فريق) ، مركز شباب بلاطة، مركز شباب طولكرم، ثقافي طولكرم ، نادي حطين الرياضي ، الاتحاد الرياضي، عيبال الرياضي ، شباب عسكر ، شباب رقم (1) ، نادي جنين ، أهلي قلقيلية ، نادي سلوان الرياضي، هلال القدس، نادي الموظفين ، هلال أريحا، شباب أريحا ، أهلي الخليل ، شباب الخليل، العربي بيت صفافا ، أرثوذكسي بيت جالا، أرثوذكسي بيت ساحور، ثقافي بيت ساحور ، بيت صفافا. [23]
     وفورا بعد ذلك تم تشكيل لجان لأنواع رياضية مختلفة والتي منها لجنة كرة الطاولة وكانت مؤلفة من : خليل السيد ، راسم يونس ، طوني عبود  ، معين حافظ ، أمين المصري. واقامت هذه اللجنة أول بطولة فردية لكرة الطاولة في عام 1984 شارك بها تسعة وتسعون لاعبا وأجريت هذه البطولة على عدة فترات وأيام ، وقد فاز في المركز الأول حنا اردكيان من جمعية الشبان المسيحية والمركز الثاني أحمد الميناوي من نادي عيبال الرياضي والمركز الثالث أيمن طوقان  من عيبال أيضا.  كما وأجرت اللجنة بطولة في عامي 1985 فاز حنا أردكيان في المركز الأول وأحمد الميناوي في المركز الثاني . أما في بطولة عام 1986 فقد فاز في المركز الأول لاعب النادي الرياضي الإسلامي في بيت لحم صالح كنعان وفي المركز الثاني أحمد الميناوي. [24]
     عند تأسيسها كانت هذه الرابطة تضم 61 ناديا ، وحتى كانون الأول من عام 1987 (أي حتى بدء الانتفاضة الأولى) وصل هذا العدد إلى 138 ناديا ومركز خدمات ومؤسسات نقابية واجتماعية كان لها فرق رياضية.  وكان عدد الأندية التي انتسبت إلى رابطة الأندية بين كانون الثاني 1982 حتى آب 1986 قد بلغ ثلاثة وستون نادياً.
    كان المشرف (في رابطة الأندية) على لجنة كرة السلة الأستاذ ريمون زبانة (جمعية الشبان المسيحية) . أقامت هذه اللجنة بطولة الكأس الأولى في عام 1985 باشتراك أربعة وثلاثين ناديا وحصل فريق العمل الكاثوليكي في بيت لحم على الكأس بتفوقة على جمعية الشبان المسيحية في القدس. وفي السنة التالية شارك عشرون ناديا وفاز فريق ساليزيان بيت لحم بهذه البطولة بفوزه على مركز شباب بلاطة .[25]  في عام 1984 توجه فريق جمعية الشبان المسيحية لكرة السلة إلى الأردن والتقى مع فريق النادي الأرثوذكسي في عمان.
    بدأت الجمعية (وبالتنسيق مع رابطة الأندية) في إقامة صواعق في كرة القدم منها الصاعقة التي بدأت الجمعية بتنظيمها ابتداء من رمضان 1975 للفريق الفائز على المرتبة الأولى والثانية في الصاعقة الصيفية بكرة القدم مع الفريقين الحائزين على المرتبتين الأولى والثانية في قطاع غزة واستمرت حتى عام 1980 . كما وقامت الجمعية بتنظيم سداسيات كرة القدم ، وهي مباريات تبدأ وتنتهي في يوم واحد وسميت بالسداسيات لأن الفريق كان يضم ستة لاعبين بما فيهم حارس المرمى. وقد  ابتدأت الجمعية بتنظيمها ابتداء من عام 1974 وحتى عام 1979 ولم تنظم في عام 1978 وكانت تنظم لفرق الدرجة الأولى. كما نظمت الجمعية ما يسمى بالسباعيات (ليوم واحد وكان الفريق يحوي على سبعة لاعبين بما فيها حارس المرمى). اشتركت الأندية التالية بهذه المباريات: نادي سلوان الرياضي ، جمعية الشبان المسيحية القدس ، شباب غزة ، الخليل ، مركز طولكرم، شباب رفح، أرثوذكسي بيت جالا، مجموعة شباب البيرة، العربي بيت صفافا، شباب أريحا، حطين ، بلاطة ، هلال القدس.
     بعد عام 1948 اصبح هناك تباعد ثقافي بين الضفة وقطاع غزة ، ثم عاود هذا التقارب بينها بعد عام 1967 من خلال الزيارات والتبادل التجاري وغيرها ، وكان للرياضة دور كبير في هذا. وكانت هناك عدة لقاءات  بين فرق الضفة وغزة وكان منها تباري منتخب (بلاطة وحطين) ومنتخب غزة عام 1974 على ملعب بلدية نابلس ، ولقاء فريق جمعية الشبان المسيحية في القدس مع فريق نادي غزة الرياضي في عام 1976 . في شباط 1984 عقد أول اجتماع رياضي بين أعضاء رابطتي غزة والضفة الغربية في مقر رابطة غزة نظمت على أساسها العلاقات الرياضية بين الرابطتين واتفق على إجراء مبارتين لمنتخب الرابطتين الأولى في غزة والثانية في القدس. وقد أقيمت أول مباراة لمنتخبي الضفة وغزة في ملعب اليرموك في آذار 1984 وانتهت بفوز منتخب الضفة 2/ 1. [26]
وكان للاحتكاكات الرياضية المباشرة للفرق الرياضية على مستوى الضفة والقطاع أثراً طيباً في ازدهار الحركة الرياضية الفلسطينية وكانت عملية التنسيق بين رابطتي الأندية الرياضية في رئتي الوطن قد وصلت لتشكيل مكتب تنفيذي موحد للرابطة برئاسة الاستاذ معمر بسيسو والمرحوم ماجداسعد.[27]
      بالرغم من قصر المدة وكثرة المسؤوليات الملقاة على عاتق رابطة الاندية الرياضية وبالرغم من قلة الإمكانات المادية والفنية بالإضافة إلى كثرة عدد الأندية المنضوية تحت راية الرابطة إلا أنها وضعت نصب أعينها أهداف عدة حاولت من خلال التنظيم والإدارة والممارسة تحقيق هذه الأهداف . ولم يكن أمام رابطة الأندية من وسيلة لتحقيق هذا الهدف – في مجال لعبة كرة القدم – إلا عن طريق إقامة الدورات الكروية المنظمة والمنتظمة ، والإشراف على البطولات والمسابقات التي تنظمها والأعضاء ، وذلك تمهيدا لتصنيف الفرق التي تجاوز عددها السبعين فريق والتي تمثل كل مناطق وقطاعات الضفة الغربية.[28]
 أقامت الرابطة الدوري التمهيدي في عام 1980 ،  والدوري التصنيفي في عامي 1981/ 1982، وبانتهاء هذه المرحلة تم تصنيف الفرق في خمس درجات هي : الدرجة الممتازة وعددها 12 ، الدرجة الأولى وعددها 15 ، الدرجة الثانية وعددها 12 ، الدرجة الثالثة وعددها 11 ، الدرجة الرابعة وعددها 6.
   أقامت الرابطة بطولات منذ عام 1980 وفاز بها نادي شباب الخليل بعد فوزه على جمعية الشبان المسيحية بنتيجة 1: صفر. وفي بطولة الكأس الثانية لعام 1982 فاز بها نادي شباب الظاهرية بعد فوزه على مركز شباب بلاطة بنتيجة 2/صفر. وبطولة الكأس الثالثة لعام 1985  وفاز بها نادي شباب الخليل بعد فوزه على مركز شباب طولكرم بنتيجة 2/ صفر. أما بطولة الكأس الرابعة لعام 1987 فقد فاز ثقافي طولكرم بالكأس بعد فوزة على نادي سلوان الرياضي بنتيجة 2/ 1.
   كما وأقامت الرابطة دوري لجميع الدرجات لعام 1984/1985 حيث فاز بالدوري الممتاز فريق مركز طولكرم ، وفي الدرجة الثانية فريق نادي شباب الخليل ، وفي الدرجة الثانية فريق نادي عد الرياضي ، وفي الدرجة الثالثة فاز فريق نادي صور باهر. وكانت عدد فرق الدرجة الممتازة 12 : نادي شباب الخليل ،   جميعة الشبان المسيحية / القدس ، نادي سلوان / القدس ، نادي حطين / نابلس ،  النادي الثقافي طولكرم ، الهلال المقدسي ، مؤسسة شباب البيرة ، مركز الشباب الاجتماعي / طولكرم  ، النادي الأهلي / قلقيلية ، فريق شباب الظاهرية ، مركز الشباب الاجتماعي ، نادي إسلامي بيت لحم.
   في دوري الدرجة الممتازة في كرة القدم لعام 1984 فاز في المركز الأول مركز شباب طولكرم وفي المركز الثاني مجموعة حطين وفي المركز الثالث جمعية الشبان المسيحية. وشارك اثنا عشر فريقا. وكانت نتائج دوري الدرجة الأولى في كرة القدم لعام 1984 : فاز أهلي الخليل في المركز الأول وفي المركز الثاني مركز شباب عسكر وفي المركز الثالث نادي الخضر، وشارك في هذا الدوري خمسة عشر فريقا. وفي دوري الدرجة الممتازة في كرة القدم لعام 1985/1986 شارك اثنى عشر ناديا ، فاز في المرتبة الأولى شباب الخليل، وفي المرتبة الثانية ثقافي طولكرم والثالثة إسلامي بيت لحم. وفي دوري الدرجة الأولى لهذا العام فاز نادي شباب الظاهرية، وفي المركز الثاني هلال أريحا والثالثة شباب أريحا. أما في دوري الدرجة الممتازة لعام 1986/ 1987 فقد فاز مركز طولكرم ، وفي المرتبة الثانية الظاهرية والثالثة إسلامي بيت لحم. أما دوري الدرجة الأولى لهذا العام ففاز به نادي قلقيلية وفي المرتبة الثانية نادي حطين والثالثة نادي عد الرياضي.
    في تموز 1980 تم تأليف لجنة الحكام المركزية على النحو الآتي: أمين المصري – رئيسا ، حني يونس مرار لمحافظة نابلس، أحمد الناجي مقررا لمحافظة القدس، وجورج قسيس أمينا للصندوق ، وعبدالله الخطيب الناطق الإعلامي. ثم أجريت عدة تعديلات على لجنة التحكيم حتى إتخاذ قرار بوقف النشاط الرياضي بتاريخ كانون الأول عام 1987 وذلك بسبب اندلاع الانتفاضة المجيدة.
     برغم القيود التي وضعها الاحتلال على الرياضة الفلسطينية إلا أن بعض الأندية الوطنية استطاعت أن تفتح الأبواب لتنطلق منها خارج الضفة وقطاع غزة. ففي تموز 1980 حضر نادي هانوفر الذي استضافه نادي سلوان ولعب مباراة واحدة على ملعب المطران وانتهت بفوز الفريق الضيف 2/ 3.تموز 1985 زار فريق الفدرالية الفرنسية (اتحاد النقابات العمالية) الضفة ولعب مع فريق حطين الذي فاز على الفدرالية 2/صفر. ولعب فريق الفدرالية أيضا مع فريق هلال القدس وفاز عليه 2/ صفر. وفي المباراة الأخيرة فاز فريق الفدرالية على شباب الخليل 1/ صفر.في تموز 1981 سافر فريق جمعية الشبان المسيحية الأردن وتبارى مع فريق النادي الأرثوذكسي في عمان وفاز عليه 3/ 1. وتبارى أيضا مع نادي الوحدات على استاد عمان وكانت النتيجة لصالح الوحدات 1/صفر.
    وفي أيار 1983 سافر فريق نادي هلال القدس إلى عمان وتبارى مع فريق الوحدات على استاد عمان الدولي وكانت النتيجة 3/ صفر لصالح الوحدات. وتبارى مع الجزيرة ولكن المباراة لم تكتمل. وكانت مباراته الأخيرة مع نادي الوحدات وكانت النتيجة 2/1 لصالح الهلال. وفي نفس الوقت سافر فريق جمعية الشبان المسيحية إلى عمان وتبارى مع فريق الفيصلي على استاد عمان الدولي وكانت النتيجة لصالح الفيصلي 1/ صفر. وتبارت الجمعية مع فريق الوحدات حيث فاز الوحدات 3/ صفر. أما عن المباراة الأخيرة فكانت مع نادي الحسين إربد حيث فاز الجمعية 1/صفر.
     وفي نيسان 1984 سافر فريق شباب الخليل إلى فرنسا عن طريق الأردن ولعب مع فريق سانت إيتان وكانت النتيجة لصالح سان إيتان 1/صفر. كما ولعب مع فريق انسي  Annecy(مدينة جنوب شرق فرنسا) وكانت النتيجة لصالح شباب الخليل 5/صفر. وفاز على فريق فينو 5/2 ، وعلى فريق درانسيDrancy (ضاحية شمالية من ضواحي باريس) 3/صفر. ولعب مباراة في طريق العودة في الأردن مع شباب الوحدات وكانت النتيجة لصالح شباب الخليل 1/صفر. وفي نيسان 1985 لعب فريق شباب الخليل مع فريق نادي الوحدات على استاد عمان الدولي وكانت النتيجة لصالح الوحدات 1/ صفر. ومع الرمثا على استاد عمان الدولي وكانت النتيجة لصالح الرمثا 2/ صفر. وفي أيلول 1986 عقد اجتماع موسع ضم رابطة الأندية الرياضية والوفد الفرنسي المكلف من قبل "الفيدرالية الفرنسية" ووقع بروتوكول التعاون بالقراءة النهائية وقد وقع البروتوكول عن الفيدرالية الفرنسية رينيهموستارد رئيس الفدرالية وعن رابطة الاندية الرياضية ماجد أسعد أمين سر رابطة الأندية الرياضية وقد أقيم احتفال بهذه المناسبة. بعد ذلك جرت مشاورات تمهيدية بين رابطة الأندية الرياضية والفيدرالية الإيطالية إلا أنه لم توقع أي اتفاقية لغاية عام 1987 وتم التوقيع عليها في وقت لاحق عام 1989.  هذا وقد عقدت اتفاقات توأمة بين الأندية المحلية والأندية الفرنسية مثل نادي دي لاسالوكوسما ، نادي الخليل وفينو ، النادي الأرثوذكسي بيت جالا نادي بيت ساحور ونادي دي بورت بو.
الانتفاضة الفلسطينية
     فورا بعد اشتعال الانتفاضة الأولى في تشرين الثاني 1987 أغلقت الأندية وتوقف النشاط الكروي وخرج الشباب إلى الشوارع وكان من الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها قيادة القوى الوطنية الموحدة هي إغلاق الأندية. بالطبع لا أحد ينكر الدور الذي لعبه أعضاء الأندية في تلك الفترة فتدريبهم ولياقتهم اعطتهم الإمكانية في المراوغة والتصدي للاحتلال. ولكن في تلك الفترة أيضا فإن الكثير من الرياضيين أصبحوا أسرى البيوت ، ابتعدوا عن التدريب وعن المباريات مما أفقدهم المهارات والإمكانات البدنية مثل التحمل والقوة والسرعة التي تشكلت عندهم بفعل تدريبات سابقة طويلة الأمد. أيضا فإن إغلاق الأندية أدي إلى وقف  المباريات  بين الأندية مما أدى إلى التباعد بينها. إن استمرار النشاط الرياضي كان أمرا ملحا وله مغزى وطني ، أي أن النشاط الرياضي في تلك الفترة كان بمثابة نشاط وطني بحد ذاته وليس عملا فارغا من محتواه. وكان بإمكان الأندية الرياضية أن تلعب دورا مهما أكثر من أن تغلق ويبتعد أعضاؤها عن النشاط الرياضي . ولكن وكما يشير أسامة فلفل ورغم الإغلاق فعلى مدار الأشهر الأولى ومع غليان الانتفاضة المجيدة وسقوط المئات من الشهداء أقفلت الأندية والمؤسسات والمراكز الرياضية أبوابها تلبية لنداء القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة ، وتجسدت وحدة العمل الميداني على الأرض ، وارتبك العدو الصهيوني لهذا التلاحم المتميز للقطاع الرياضي . وفي الوقت الذي كان فيه شعبنا الفلسطيني يكتب بالدم تاريخاً مشرقاً ، ويسقط فيه مئات الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والمعاقين برصاص الاحتلال وقطعان مستوطنيه ، ورغم كل ممارسات الاحتلال وإجراءاته التعسفية والقمعية بحق شعبنا وقادة وأبطال الحركة الرياضية الفلسطينية ،ورغم كل أشكال الملاحقة والمطاردة والإبعاد عن الوطن ، ظل القطاع الرياضي رافداً الساحة بالأبطال الذين تقدموا الصفوف والتحموا مع أبناء شعبهم في معركة الواجب، معركة التحرير والاستقلال.[29]
    من خلال حديث الكاتب مع الناشطين السابقين فقد أشاروا أن الرابطة كانت بمثابة وزارة للشباب والرياضة في وقت لم تكن فيها حكومة فلسطينية بل احتلال كان يفرض قيوده على شعبنا في الضفة وقطاع غزة . ويسمي الكثير من هؤلاء تلك الفترة بالزمن الجميل .[30] فبرغم الظروف الصعبة ووجود الاحتلال فهم يعتبرونها أنها هي الفترة الذهبية في عمر الكرة الفلسطينية ، وهناك جدل حول هذا الطرح فأولا : لكل حقبة زمنية ميزاتها وايجابياتها وسلبياتها وظروفها الموضوعية والتاريخية . ثانيا: ما هي المعايير التي على أساسها نقيم هذه المرحلة أو تلك؟ هل من خلال عدد الأندية أم من خلال نشاط اتحاد الكرة الفلسطيني أم من خلال عدد المباريات إلخ. إن كل الدلائل تشير إلى أن فترة 1967- 1994 شهدت تطورا رياضياً في الضفة وقطاع غزة كان للرابطتين هناك دورا تنظيميا أساسيا فيه ، فكما يشير البعض أن هاتين الرابطتين قامتا بدور وزارة الرياضة والشباب في ظل غياب مؤسسات الدولة. ويعود سبب النجاح أيضا إلى روح التفاني والعطاء الذي تميز به المواطن في تلك الفترة ، التي تمثلت في التطوع وممارسة نشاطات اجتماعية دون مقابل مادي. وما هذه النجاحات المعنوية والثقافية التي حققت في تلك الفترة إلا نتيجة لرد الفعل تجاه وجود وسياسات الاحتلال ، وبما أن تلك الفترة اتصفت بعدم وجود مؤسسات دولة فإنها بالطبع كانت تخلو من البيروقراطية والفساد والمحسوبيات. أيضا وعلى الرغم ان الرياضة في الضفة وقطاع غزة لم تكن خاضعة لمؤسسات مركزية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية إلا أنها كانت متعاطفة وطنيا معها ومعلنة انتمائها السياسي لها. وكثير من الأندية الرياضية الاجتماعية كان لها صبغة فصائلية رغم عدم الإفصاح عنها علنا تجنبا للتعرض لضغوطات الاحتلال.
   كانت قرارات الرابطة قطعية و لا مــجال فيها للنقاش وكانت تنفذ وبدون اي إشكاليات ولم يوجد من يتكبر على قراراتها وكما يروي احد العاملين السابقين في الحقل الرياضي على أحد المواقع الألكترونية "ســـاذكر لكم حادثة صغيرة عن نادي حــطين الرياضي عندما كان في فرق الدرجة الممتازة و من أكبرها  آنذاك عندما كان له مباراة مع مركز شباب طولــكرم وحدثت مشكلة بسيطة وخرج فريق حطـــين من الملعب بعد مطالبة بعض اعضاء الرابطة ان يعودوا لإكمال المباراة و الا ســـيتم اتخاذ قرار حاســـماً بحقهم ولكن نادي حطين لم يصغ الى هذه المطالب وكانت هذه النقطة هي التي قسمت ظهر نادي حطين . وجاء قرار الرابطـــة حاســــم وهو ايقاف نادي حطين الرياضي عن استكمال بطولة الدوري عام 85 او 87 و تخسيره جــميع مبارياته المتبقية وتهبيطه الى الدرجة الاولى." [31]

إعادة تشكيل رابطة الأندية بالضفة             
     في 16 كانون الثاني 1992 في اجتماع عام في جمعية الشبان المسيحية تم إعادة تشكيل رابطة الأندية بالضفة وقد حضر هذا الاجتماع اثنين وعشرون ممثلا عن الأندية مع غياب ثلاثة . وقد تقرر في هذا الاجتماع إعفاء جميع الهيئات الرياضية الأعضاء والمسجلة في الرابطة قبل تاريخ 9/12/ 1987 من دفع الاشتراكات السنوية المتأخرة عليها والتي لم تدفع بعد عن الأعوام 1988، 1989، 1990، 1991.  في عام 1994 كانت الرابطة تضم ثمانية مناطق وكان رؤساء هذه المناطق هم : بسام الكيلاني – القدس ، رجب شاهين ، الخليل، جورج قسيس بيت لحم ، خليل الحسيني – بيت لحم ، خليل الحسيني – أريحا ، داود المتولي رام الله، شوكت لبادة – نابلس ، علاء حالوب – طولكرم ، فاروق يونس – جنين (وقد أشغل هذا المركز سابقا بشكل مؤقت محمد النادي). [32] وكان هناك لجنة المسابقات العامة ولجنة الحكام المركزية .
         شارك وفد الرابطة في مؤتمر الفيدرالية الفرنسية التاسع والعشرين في عام 1994 وكان الوفد يضم كل من ماجد أسعد أمين عام الرابطة رئيسا للوفد ، عرسان إبراهيم عضو ، محمد النادي عضو، حميدان مراغة عضو ، وجورج غطاس عضو. وكان أهم أنجازات الوفد في مجال العلاقات الخارجية هو تأكيد ومواصلة العلاقة الطيبة مع الطبقة العاملة السويدية ، فتح باب التعاون ولأول مرة مع جنوب إفريقيا بعد نيل الحرية، حيث سيتم إجراء سباق مشترك وفي آن واحد مع البروليتاريا السويدية في كل من جوتنبرغ في السويد وجوهانسبرغ في جنوب إفريقيا وبيت ساحور – فلسطين في أواخر عام 1995 وتحت شعار واحد. فتح الوفد علاقة مع الاشتراكية الروسية بتبادل الزيارات والألعاب الرياضية والتدريب ، كما زار الوفد نادي درانسي الفرنسي وعمل على توثيق العلاقة بينه وبين الأندية المتوأمة معه. [33]
    اعتمدت رابطة الأندية اعتمادا كليا على ذاتها بتغطية مصروفات نشاطاتها الرياضية ولقد تحملت الأندية الأعضاء العبء الأكبر من نفقات مبارياتها مما أثقل كاهل الجميع حيث اصبحت تشكو من شح الموارد وتزايد المطلوبات والمصروفات وكان هناك أمل في وزارة الرياضة والشباب أن تمد يد العون والمساعدة لهذه الأندية وتأخذ بيدها خوفا من شل نشاطاتها واختفاء الكثير منها عن الساحة الرياضية. وقد بلغت واردات الرابطة لعام 1994 من الاشتراكات السنوية ورسوم البطولات 24,451 دينار. وبلغت مصروفاتها لتغطية نفقات السفر والتحكيم والمصروفات الإدارية 19,418 دينار . وكان هذا مبلغ زهيد جدا لما كانت تنتظر الرابطة من مصروفات لتغطية نشاطات عام 1995 حسب الخطة الرياضية السنوية. ومن الجدير بالذكر أن وزارة الشباب قد غطت بعض نفقات التحكيم لهذا العام . كما غطت كافة الجوائز والهدايا للبطولات الرياضية من كؤوس وميداليات وجوائز نقدية للفرق القائزة بقيمة 2000 دولار للفائز الأول و 1000 دولار للفائز الثاني لكل لعبة جماعية للفرق المصنفة . 
لم يكن هناك مصدر تمويل للرابطة وكانت تدير نشاطاتها محليا وفي معظم الأحيان كانت تعتمد على المتطوعين ، وفي الأعوام الأخيرة قبل قدوم السلطة الفلسطينية كانت الرابطة تتلقي دعما من اللجنة المشتركة 2000 دينار أردني سنويا كما أنها كانت تلجا الي جـمع التبرعات من المجتمع المحلي الذي لم يبخل بالعطاء وتشجيع رابطة الأندية للمحافظة على عملها وتحقيق نشاطاتها ، كما أن رابطة الأندية كانت توفر مبالغ لدعم المخيمات الصيفية لبعض الأندية ومراكز الشباب في السنوات الأخيرة كما أنها كانت تدعم الأندية التي تطلب المساعدات من المؤسسات المحلية لإقامة مشاريع محلية في الأندية والمراكز الشبابية وكذلك كانت توفر بعض الاحتياجات الرياضية لجميع الأندية و المراكز الشبابية ، وكذلك كان الحال في رابطة الأندية الرياضية بالضفة الغربية .[34]
   تم حل الرابطة في عام 1994  وتولت وزارة الرياضة والشباب زمام إدارة وتنظيم النشاط الرياضي وذلك بعد اتفاقية أوسلو وإقامة السلطة الوطنية في الضفة وغزة.
في عام 1972 تأسست جامعة بيرزيت رسمياً ، وفي العام 1973 - 1974 تأسست جامعة بيت لحم ، وجامعة النجاح في 1977. في عام 1978 انطلقت أول بطولة لدوري الجامعات والمعاهد في الضفة (للعام 1977/1978 شارك في هذه البطولة  جامعة بيرزيت ، جامعة النجاح  وجامعة بيرزيت. هذا بالإضافة إلى عشرات اللقاءات الودية في كرة السلة والطائرة بين هذه الجامعات.[35]  كما ونظمت الجامعات مسابقات لاختراق الضاحية.

    أولت الرابطة اهتماما بكرة السلة وكرة الطائرة وكرة الطاولة ، إلا أن أنواع رياضية مثل رفع الأثقال وكمال الاجسام والملاكمة والشطرنج مورست خارج نطاق الرابطة فمثلا كانت أندية عديدة منها نادي الامعري ونادي عزون نشيطة في رياضة كمال الاجسام ، وقد اجريت مسابقات عدة في هذا النوع من الرياضة. ولا يغيب عن البال الملاكم الفلسطيني خليل زاهدة الذي حقق أول ميدالية برونزية في دورة الألعاب العربية . كان نادي الخريجين العرب في القدس رائدا في لعبة الشطرنج.

      وفي الختام فإن الرياضة الفلسطينية في فترة الاحتلال تميزت بالاستقلالية التي ظهرت في جانبين أولاً : اخذها موقفا مستقلا ومواجها لما كانت تفرضه سلطات الاحتلال من ضغوطات على الحركة الرياضية، ثانيا: بسبب عدم وجود مؤسسات دولة فإن الرياضة الفلسطينية كانت بعيدة عن الأجهزة البيروقراطية التي كانت سائدة في العديد من المجتمعات العربية ، وبمعنى آخر فإنها كانت خالية من الفساد والمحسوبيات،  وهذا ما صقلها وأعطاها دفعة للأمام . كما وتميزت الحركة الرياضية في تلك الفترة بسمات تنظيمة ووطنية واجتماعية ، وهذا ما جعلها مشابهة للحركة الرياضية الفلسطينية إبان فترة الانتداب. وكان لرابطة  الأندية دورا  هاما في إعطاء الصبغة التنظيمية للحركة الرياضية في الضفة. وقد صنع هؤلاء القادة الرياضيون التاريخ بجهودهم الجبارة وبتآخيهم وتفاهمهم.

الملاحظات والمراجع :




 محضر جلسات سرية رام الله الأولى رقم 12/69 ،  تاريخ 2/6/ 1969[1]
[2]  أنظر:  Hallaj Mohammad Palestine – The suppression of an idea. January – March 1982
[3]  Baruch Kimmerling, Joel Migdal, The Palestinian People, a history, (Cambridge: Harvard University Press, 2003), p.277
[4]  راسم يونس ، الحركة الرياضية في الضفة الغربية : 1967 - 1987. ص 7.
 راسم يونس ، مصدر سابق ص 9.[5]
[6]  راسم يونس ، مصدر سابق ، ص 5
[7]  راسم يونس ، مصدر سابق ، ص 19
[8]  راسم يونس ، مصدر سابق ، ص. 24
[9]  راسم يونس ، مصدر سابق ، ص. 49
[10]  راسم يونس ، مصدر سابق ، ص. 66
[11]  راسم يونس ، مصدر سابق ، ص. 77 - 78.
[12]  راسم يونس ، مصدر سابق ، ص 99.
 يعقوب الأنصاري ، (رابطة الأندية الرياضية كيف !؟ أين !؟ متى تأسست !؟) القدس ، 1988 ، ص 3[13]
[14] راسم يونس  مصدر سابق ص. 131
وانتخب كل من : احمد عديلة ممثل سلوان رئيسا، عز الدين رشدي ممثل المجموعة نائبا للرئيس، إبراهيم فرح ممثل بيرزيت أمينا للسر ، نعيم مطاوع ممثل الطيبة أمينا للصندوق ، جمعة السمان ممثل شعفاط عضوا. زهير عواد ممثل جفنا عضوا، سمير عميرة ممثل سرية رام الله عضوا. هذا وقد باشر الاتحاد أعماله الرياضية بجدية ونشاط حيث تمكن من تنظيم الفرق الرياضية وإجراء دوري عام ، ولم تشترك جمعيه الشبان المسيحية بالدوري ولم   تنتسب للاتحاد.
 واصف ضاهر ، مصدر سابق[16]
[17]راسم يونس، مصدر سابق ، ص 193.
[18] راسم يونس ، نفس المصدر.
[19] راسم يونس ، نفس المصدر
[20]راسم يونس ، نفس المصر ، ص. 185.
وكان نادي الاتحاد الرياضي في نابلس يتنافس على هذه البطولة مع جمعية الشبان المسيحية بشكل دائم ، وقد ضم بين لاعبيه بلال طبيلة ، سميح طبيلة (أفضل لاعب كرة سلة لعام 1971) ، نايف الحاج حمد، عمار المصري ، حسام سالم ووليد خنفر. بينما ضمت الجمعية اللاعبين زاهر المصري ، ميشيل عصفور ، يوسف بجالي ، متري وجليل زبانة.
[21]  وتشكلت الرابطة على النحو التالي: يعقوب الانصاري ممثلا لأندية القدس ، جورج قسيس ممثلا لأندية بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا ، ماجد أسعد ممثلا لأندية البيرة ورام الله  ، رجب شاهين ممثلا لأندية الخليل ، خليل الحسيني ممثلا لأندية اريحا. ثم انتخب جورج قسيس سكرتيرا للرابطة. أما حول انتخاب لجنة الحكام ففي كانون الثاني 1976 تم انتخاب نادي خوري – رئيسا، محمد المحضر سكرتيرا ، أحمد الناجي – أمينا للصندوق ، إسماعيل أبو رجب عضو ، فارس خليل عضو.
 يعقوب الأنصاري ، مصدر سابق ص 14.[22]
[23] وكان الأعضاء الممثلون لمنطقة نابلس بالهيئة الإدارية ، الانتقالية لرابطة أندية الضفة هم : أكرم شويكة ، محمد كامل صباريني ، عبد اللطيف قراقع، محمد النادي ، خليل السيد ، عرسان إبراهيم. الأعضاء الممثلون لرابطة أندية القدس في مجلس الرابطة (الهيئة الانتقالية) هم : ماجد أسعد ، ريمون زبانة ، خليل الحسيني، رجب شاهين ، أمين زيد ، صالح الزعبي. هذا بالإضافة إلى ثلاثة أعضاء حياديين من الضفة يجري اختيارهم من قبل الهيئة الإدارية وكانوا : راسم يونس، فوزي معتوق، محمود حسان.
[24] راسم يونس ، مصدر سابق . ص. 451 – 458.
[25] راسم يونس ، نفس المصدر ، ص. 405.
وبرز من لاعبي "العمل" حنا اسمري ، صالح بركة ، طارق أبو جابر ، الياس اجما ، عادل أسمري ، اليس نسطاس خالد سلمان وجورج سكاكيني. ومن الساليزيان رمزي حنانيا  ، ندر شويكة ، توفيق حنظل ، شارلي دبدوب ، أحمد دعنا ، عاصم  بركات ومازن بركات. كما وكانت الأندية تضم لاعبين برزوا مثل أحمد أبو اللبن – سرية رام لله  ، سهيل مصرصع – أرثوذكسي رام لله ، سائد عبد الرسول – مؤسسة البيرة ، مهند الصالح – مخيم بلاطة ، صلاح أسد – مخيم عسكر ، محمد مطير – مخيم قلنديا ، سلام أحمد – اتحاد نابلس ، إبراهيم حبش – جمعية الشبان المسيحة القدس ، رائد جاموس – عيبال نابلس.
[26]  هذا وكان منتخب الضفة يضم اللاعبين: محمد صندوقة ورباح الكببجي لحراسة المرمى ، مروان الزين ، محمود عايش ، ناصر البرق ، خليل أبو ليفة، جودي مسودة – خط دفاع، محمد الصباح ، طلال فايز ، إبراهيم الأطرش ، محمد الترياقي ، إياد أبو غوش ، محمد جودة ، ماهر أبو شنب ، باجس حسين – هجوم. وكان منتخب القطاع يضم اللاعبين: عبد الكريم أبو شمالة و عمر أبو سليمان - لحراسة المرمى. زياد أبو عودة ، زكريا مهدي ، طلب الخباز ، عبد الكريم عواد ، صالح عويضة، خالد كويك  في خط الدفاع . حسين صلاح ، ناصر مطر ، ماهر الجمل ، مرسي ، عبد القادر الأبزل ، إسماعيل مطر، عماد التتري، رزق خيره، السو بركي – في خط الوسط والهجوم. وقد عكست هذه المباراة مدى الترابط العضوي بين القطاع والضفة.
 نفس المصدر[27]
[28] راسم يونس ، مصدر سابق .ص. 327
 أسامة فلفل ، أضواء على الرياضة الفلسطينية بعد نكسة 1967 ، بالجول 2 شباط 2011[29]
 لقاء للكاتب مع الاساتذة فوزي المتولي وجورج غطاس في كانون الثاني 2011.[30]
  رابطة الأندية الفلسطينية:  التقرير الإداري والرياضي لعام 1994[32]
  رابطة الأندية الفلسطينية:  التقرير الإداري والرياضي لعام 1994[33]
[35] راسم يونس ، مصدر سابق ، ص. 510.

No comments:

Post a Comment