Thursday, October 16, 2014

الحركة الكشفية والنشاط الرياضي في فلسطين

 

   عصام الخالدي 
      
    شهد تاريخ فلسطين ثلاث حركات كان عمادها الشباب وهي الكشفية والرياضية والشبابية ، ومن الصعب فصل بعضها عن بعض بسبب هذا القاسم المشترك بينها فنشاطها كان دائما متداخلا . إن الحديث عن الحركة الرياضية في فلسطين لا يخص بالذكر فقط الأندية والفرق الرياضية في فلسطين فحسب بل يشمل أيضا الرياضة المدرسية والفرق الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات الشبابية والكشفية اللتان عملتا على تعزيز  الانتماء الوطني والقومي ولعبتا دوراً هاما في مقاومة المطامع الصهيونية وفي تهذيب وتربية الأجيال وتقويتها جسديا ومعنويا.

بدأ تأسيس المنظمات الكشفية في الفترة العثمانية ولكنها انتشرت بشكل واسع في العهد البريطاني وبالأخص بعد زيارة مؤسس الحركة العالمية سير روبرت بادن باول إلى فلسطين في عام 1921. [1]وكان ذلك متزامنا مع التسارع في نشوء  المنظمات الاجتماعية والوطنية من أجل التعبير عن المشاعر الوطنية والنضالية الموجهة ضد سياسة الانتداب والأخطار الصهيونية تلك الفترة. كان لمعظم الأندية الرياضية فرق كشفية تابعة لها ، بالإضافة إلى فرق كشفية مدرسية وفرق كشفية تابعة لمؤسسات دينية واجتماعية وفرق كشفية مستقلة. ومعظم هذه الفرق التي لم تتبع الأندية الرياضية كانت تمارس النشاط الرياضي بمعزل عن الأندية ، حيث كان له فرقها الكروية الخاصة. أيضا كانت الفرق الكشفية تقيم رحلات خاصة بها على الدراجات أو مشيا على الأقدام. وقد ذكرت صحيفة الكرمل في نيسان 1932 أنه قام فريق الكشافة بيافا برحلة المئة ميل مشيا على الاقدام فزار طولكرم ونابلس وجنين والناصرة وحيفا والقرى التي في طريقها وغادروا إلى يافا . [2]

   أما في كرة القدم فكانت هذه الفرق تتبارى مع مثيلاتها من الفرق الرياضية الأخرى أو مع  الفرق الرياضية التابعة للأندية الرياضية ، وكانت الكثير من اللقاءات والزيارات الكشفية تختتم بلقاءات كروية بين هذه الفرق الكشفية ، وقد لوحظ أيضا أن بعض الفرق الكشفية كانت تلتقي كرويا مع الفرق الرياضية اليهودية قبل إعادة تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني ، فالحركة الكشفية كانت تمر بنفس الظروف التي مرت بها الحركة الرياضية بعد ثورة عام 1936 بسبب الظروف السياسية التي كانت تعصف بفلسطين في تلك الفترة والتي تلقائيا أدت إلى إضعاف هاتين الحركتين .[3] يشير يعقوب مسلم إلى أن الحركة الكشفية العربية وصلت أوجها في عام 1935 / 1936 عند نشوب الثورة. ففي عام 1936 كان هناك مئة مجموعة عربية تضم 3344 عضوا، وكان طبيعيا أن يتم تسييس هذه الحركة وحركات الشبيبة الأخرى في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية مما دفع بسلطات الانتداب إلى التدخل لوضع حد لنشاطات الشبيبة بما في ذلك الحركة الكشفية العربية ومنعها من الاشتراك في المسيرات والاحتفالات العامة والوطنية ومن ارتداء الأزياء الكشفية العربية و(منها الكوفية الفلسطينية).[4]

   كان للحركة الكشفية دوراً مميزاً (مع مؤتمر الشباب والاتحاد الرياضي الفلسطيني) في تنظيم المهرجان الكشفي-الرياضي  في مدينة يافا في تموز عام 1935 الذي جاء كرد على المهرجان اليهودي – المكابياد الذي أقيم في عامي 1932، 1935 ، حيث شاركت كل المنظمات الكشفية من كافة مدن فلسطين.[5]  فقد شاركت (بأعلامها وموسيقاها) الفرق الكشفية والرياضية التالية: فرقة كشافة مجدل عسقلان بقيادة السيد رشيد محمود الشريف  وفرقة كشافة  أبي عبيدة بطولكرم بقيادة السيد توفيق عبد الرازق وفرقة سعد بن أبي وقاص بقيادة السيد عوني بسيسو وفرقة كشافة عمر الفاروق المتجولة بغزة بقيادة السيد خضر الجعفراوي . وجاء من القدس نادي الروضة والفرقة الرياضية لكلية روضة المعارف ومن حيفا نادي شباب العرب بالإضافة إلى النادي الرياضي الإسلامي في يافا، ومن الرملة الفرقة العباسية بقيادة محمد علي الغصين ومن يافا فرقة مدرسة الإصلاح الإسلامية بقيادة  السيد هاشم السبع وفرقة نسور الجزيرة بقيادة السيد شفيق الأنصاري وفرقة مدرسة النهضة الإسلامية بقيادة السيد إسماعيل الطوباسي.[6]

من الجدير بالذكر أن الكثير من الفرق الكشفية كانت قد انضمت إلى الاتحاد كمنظمة مستقلة ممثلة بفرقها الرياضية، وقد لوحظ هذا في نهاية الثلاثينات عندما اصبحت فرق كشفية في مدينة حيفا عضوا في اتحاد حيفا الرياضي (الذي كان قد تشكل كنواة للاتحاد الرياضي الفلسطيني العربي) . [7] ومن المعلوم الاتحاد الرياضي الفلسطيني قد تأسس في عام 1931 وعمل حتى نهاية الثلاثينات ثم اعيد تأسيسه في أيلول عام 1944.

  من الواضح أنه كان هناك تخوف من سلطات الانتداب تجاه الفرق الكشفية وعروضها لما كان لها من سمات مشابهة للتدريب والعروض العسكرية ، فقد كانت حكومة الانتداب تدرك أن الحركة الكشفية هي أداة ووسيلة كبيرة من أجل إعداد النشء وشحنه بالروح الوطنية والقومية. جاء في جريدة (فلسطين) في 6 أيار 1945 تعقيبا على ذلك " أن الفرق الكشفية ليست في البلاد فرقا حربية ولا منظمات عسكرية وليست لها أهداف ولا مرام خفية، ومع ذلك نجد الحكومة تقف منها موقفا سلبيا فلا تعترف بها كوحدة للتربية والتهذيب ، وها هي الفرق الكشفية في الأقطار الشقيقة نسمع الكثير عن نهضتها وعن تشجيع الحكومات لها بعد أن فهمت مبدأها، نراها في ساحات ورحلات دائمة تمر أثناء ذهابها وإيابها بنا فتأخذنا الذكرى مع الأسف والحنين والألم".

 في المؤتمر الذي عقد في يافا في تموز 1945 رأى قادة الأندية والجمعيات العربية أنه من الواجب على فرق الكشافة أن تشارك مختلف طبقات الشعب والمؤسسات الوطنية في فلسطين في الحقل الوطني والقومي بعد أن طال الأمد على ركودها بسبب الظروف التي اجتاحت البلاد ، وقد بحث المؤتمر هذا الأمر من جميع وجوهه وخرج بوجوب دعوة قادة الحركة الكشفية في فلسطين لتتمة المهام  المطلوبة. اتخذ المشاركون في هذا المؤتمر قرارات مهمة منها تأليف (جمعية الكشاف العربي الفلسطيني) الذي اعتبر أيضا خطوة جليلة من أجل تنظيم أعلى للحركة الكشفية في فلسطين ، فيما بعد عقد الأعضاء القياديون في الحركة الكشفية مؤتمرهم الأول في النادي الأرثوذكسي في القدس ووضعوا قانونا خاصا بهم يتدرب بموجبه الكشاف تدريبا فنيا مع إشباعه بالروح الوطنية والقومية ، مما أدى ذلك لذلك إلى أن أخذت العديد من الفرق الكشفية بالانضمام إلى هذه الجمعية التي كان نشوؤها مؤاتياً لهذا النهوض الثقافي الاجتماعي والذي شكل رصيداً إضافيا للحركة الوطنية في فلسطين.  وتأكيداً لالتفاف الأندية والفرق الكشفية حول الجمعية فقد أبدلت فرقة كشفية اسمها لتصبح فرقة بذاتها تابعة لجمعية الكشاف العربي مثل فرقة الاتحاد العربي المتجولة بقلقيلية التي أبدلت اسمها وأصبحت  فرقة مستقلة وتابعة لجمعية الكشاف العربي بالقدس كبقية الفرق في البلاد بعد أن كانت فرعا لكشافة الاتحاد بطولكرم .

كانت هناك زيارات مستمرة بين الفرق الكشفية في فلسطين ومثيلاتها في الأقطار العربية وخاصة مع مصر فقد كان في فلسطين مجموعات وفرق كشفية مصرية ومركز في مدينة حيفا لاتحاد كشافة الشباب المصري ، هذا مما عزز الروابط الكشفية بين البلدين . 


الفرق الكشفية التي أدخلت النشاط الرياضي ضمن نشاطاتها:


القدس

فرفة النادي الأرثوذكسي 

فرقة دار الأيتام الإسلامية

رام الله

فرقة جوالة رام لله

يافا

فرقة نادي الشبيبة الإسلامية

فرقة كشافة مدرسة الأمة

حيفا

فريق الكشاف الإسلامي

فريق الكشاف الأرثوذكسي

كشافة مار إلياس

فريق كشافة السالزيان

الكشافة الثانية

طولكرم

كشافة الاتحاد العربي

قلقيلية

فرق كشافة الاتحاد العربي المتجولة

عكا

فرقا كشافة عكا

أسامة بن زيد  1940

فرقة الكشاف العربي الأرثوذكسي

 



[1] عدنان مسلم ، بحث : (السياسة والصحافة في بيت لحم في العهد البريطاني بين الاستمرارية وعدم الاستقرار 1917 – 1948.
[2]  صحيفة الكرمل 27 نيسان 1932.
[3] من أجل التعرف على الحركة الرياضية في فلسطين هناك العديد من المقالات بهذا الصدد على هذا الموقع والتي منها (الحركة الرياضية في فلسطين ...  دروس وعبر) .
[4] عدنان مسلم ، مصدر سابق.
[5] عصام الخالدي ، الاستعراض الرياضي الكشفي (14 تموز 1935) ... صفحات منسية في تاريخ فلسطين ، انظر: www.palestinesports.net
[6] صحيفة )الدفاع( 15 تموز 1935
[7]لقد بلغ عدد العرب التابعين لفرق الكشافة في فلسطين في عام  1929 ،1480 منهم 901 في اللواء الشمالي و 361 في اللواء الجنوبي و208 في القدس وجميعهم  كانوا مرتبطين  بجمعية بادن باول (Baden Powell) ما عدا الكشافة الكاثوليك فهم كانوا مرتبطين بكشافة روما.
 

No comments:

Post a Comment