Sunday, September 14, 2014

الفرق العمالية والنشاط الرياضي في فلسطين منذ العشرينيات - 1948

 

    
عصام الخالدي

    إن الحديث عن الحركة الرياضية في فلسطين لا يخص بالذكر فقط الأندية وفرقها الرياضية في فلسطين فحسب ، بل يشمل أيضا كل الحركات والمنظمات التي أولت النشاط البدني الرياضي اهمية ودعمته مثل الحركة العمالية والشبابية والكشفية والمدرسية وفرق الحكومة والقطاع الخاص ، فبمجموعها ساهمت في تطور الحركة الرياضية منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى عام النكبة.وكان النشاط الرياضي لهذه المنظمات يسير جنبا إلى جنب مع نشاط الأندية الرياضة والاتحاد الرياضي الفلسطيني متناسقا ومتداخلامعه في كثير من الأحيان. ولا نبالغ بالقول أن الرياضة العمالية وصلت إلى مستوى مساويا للإنجازات التي حققتها الحركة العمالية في فلسطين.[i]

  في عام 1925 تأسست جمعية العمال العربية واستطاعت في فترة وجيزة تأسيستسعة عشر فرعاً في العديد من المدن والقرى الفلسطينيةوكان مركزها في حيفا .[ii] ومن الجدير بالذكر أنها كانت عضواً في الاتحاد الرياضي الفلسطيني العربي الذي أعيد تأسيس في أيلول عام1944 (تأسس عام 1931). في آذار 1946 عقدت هذه الجمعية مؤتمراً لفرق العمال الرياضية التابعة لها حضره ممثلون عن جميع الهيئات الرياضية في الجمعية وقرروا العمل على تأسيس فرق رياضية  لجميع أنواع الرياضة في جميع الفروع على أن يعهد للفرق التي بدأت ممارسة أنواع الرياضة أن تعمل على تأسيس نظيرتها في الفروع الأخرى وأن ينتدب كل فرع ممثلا عنه لتأليف لجنة مركزية للحركة الرياضية والكشفية في الجمعية  ، كما وتقرر إقامة مهرجان رياضي عمالي في أوائل شهر أيار من كل سنة، على أن يكون كل عام في بلد مختلف. ومن الجدير بالذكر أن لجنة منطقة حيفا التابعة للاتحاد الرياضي الفلسطيني كان يترأسها أعضاء من جمعية العمال العربية في حيفا مثل يونس نفاع وفهد عبد الفتاح . كما وكان النقابي عبد الرحمن مرسال من الناشطين في الاتحاد الرياضي الفلسطيني.

     ذكرت صحيفة الكرمل في أيار 1932 أن فرقة النادي الرياضي الإسلامي بحيفا تغلبت على فرقة جمعية العمال العربية في كرة القدم . [iii] أيضا ورد خبر في صحيفة الدفاع أنه في تشرين الثاني عام 1937 أقامت جمعية العمال العربية حفلة ملاكمة ومصارعة ورفع أثقال تبارى بها أعضاء من هذه الجمعية والنادي الرياضي الإسلامي ونادي شباب العرب والنادي الأرثوذكسي ونادي العروبة. ولقد خصص ريع التذاكر التي تباع في هذه الحفلة لإعانة منكوبي الفيضان في سوريا. [iv]

   مارس أعضاء هذه الجمعية رياضة كرة القدم وكرة الطاولة والملاكمة ورفع الأثقال والمصارعة التي برز بها المصارع المعروف سليمان البيبي ، فقد جاء في صحيفة (فلسطين) في 20 آب 1944 هذا الخبر "فرقة العمال الرياضية بحيفا تقدم بطلبها في المصارعة الرومانية سليمان محمد البيبي لتحدي بطولة فلسطين في وزن الخفيف المتوسط للمرة الثانية. ونلفت نظر الجمهور إلى أن التحدي السابق كان أعلن عنه منذ شهرين سابقاً وللآن لم يتقدم احد لقبول التحدي وعلى هذا إذا لم يتقدم احد لقبول التحدي في خلال عشرين يوماً القادمة يحق للبطل المذكور أن يحمل لقب بطولة فلسطين ."

     لقد كانت جمعية العمال العربية في حيفا من أكثر هذه الفروع اهتماما بالنشاط الرياضي حيث يصف احد الزائرين لهذه الجمعية ما كان يدور بها من نشاطات رياضية مختلفة "رأيت حوالي الخمسين شابا بأجسام نصف عارية يتمرنون على الملاكمة فمن نط الحبال إلى محاربة الخيال ومن أكياس الرمل إلى التمرن على لكم الكرة كل ذلك في دورات منظمة تحت إشراف تام . وبعد ذلك قابلت رئيس النادي والزميل السيد محمد غورتاني وعرفت منه مدى اهتمام الجمعية بالرياضة كرفع الأثقال وكرة الطاولة والمصارعة. ووجدت أن السيد عبد الرحمن مرسال (من ناشطي الحركة العمالية) يساعد الجمعية في تنظيم الألعاب ، كما أن إدارة النادي تسعى الآن للحصول على ملعب لكرة القدم من الهيئات المسئولة ، وقد يتم الاتفاق قريبا بينهم وبين أحد أندية مصر القطر الشقيق في بورسعيد على تبادل الزيارات والمباريات ، وفي أثناء الحديث بيننا حضر أحد أفراد فرقة الرياضة محمد صبحي الشرقاوي ولعب ألعابا (جمبازية) غاية في الإتقان والإبداع ، وتهتم هذه الجمعية بالسباحة في فصل الصيف وتتأهب هذا العام لتقديم فرقة قوية تضاهي أحسن الفرق في البلاد" . [v]

نظمت جمعية العمال العربية عشرات المباريات في الملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال ففي بداية الأربعينيات قامت هذه الجمعية بتنظيم حفل ملاكمة بين البطلين أديب الدسوقي وسنحاريب صليبا من حيفا (تبارى سنحاريب صليبا في مصر في تموز 1945 مع البطلين المصريين محمد فرج وعرفة السيد) . في إحدى المقالات الإخبارية في صحيفة (فلسطين) ورد خبر عن لقاء هذين الملاكمين " انتهت المباريات الأولى جميعها ثم كانت فترة قصيرة عزفت في أثنائها موسيقي النادي العربي واعتلى بعد ذلك السيد سنحاريب صليبا حلقة الملاكمة بين عاصفة من التصفيق وتبعه السيد أديب الدسوقي بين موجة من الهتافات ثم اخذ الحكام الإنجليز مراكزهموقد استضافت الجمعية قنصل مصر في فلسطين. "[vi]

    وفي آب 1946 اقيمت حفلة ملاكمة بحيفا على مسرح جمعية التهذيب والمساواة اشترك فيها السيد أديب الدسوقي بطل فلسطين باستعراض مع بطل البوليس وتبارى أبطال يافا مع أبطال من جمعية العمال العربية وجمعية التهذيب.[vii] وجاء في صحيفة (فلسطين) في تشرين الأول أقيمت حفلة ملاكمة بين أبطال نادي الإخاء العربي بيافا وأبطال فريق العمال الرياضي بحيفا على حلقة النادي الأرثوذكسي بيافا فتغلب من الإخاء العربي بيافا وأبطال فريق العمال الرياضي بحيفا على حلقة النادي الأرثوذكسي بيافا.[viii]

 
المصادر والملاحظات:


[i] لمزيد من المعلومات عن تاريخ الرياضة الفلسطينية أنظر: www.hpalestinesports.net
[ii] وفي سنة 1942 تشكل اتحاد نقابات وجمعيات العمال العربية كتنظيم نقابي مواز لجمعية العمال العربية الفلسطينية. وفي العام 1945 انشقت مجموعة أخرى عن جمعية العمال العربية الفلسطينية وتوحدت مع اتحاد النقابات. وكانت هذه الفروع منتشرة عكا، البصة، نابلس، طولكرم ، يافا، اللد، الرملة، بيت نبالا، سلمة، خان يونس، القدس، عمواس ، غزة ، المجدل ، النعاني ، القباب ، ترشيحا وصفد. المصدر : http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=3409
[iii]  صحيفة الكرمل 14 أيار 1932
[iv] صحيفة (الدفاع) 6 تشرين ثاني 1937.
[v]  صحيفة (فلسطين) 29 كانون أول 1944.
[vi]صحيفة (فلسطين) 1 أيلول 1946
[vii]وتغلب السيد محمد حرب من جمعية العمال العربية على السيد عوني الحافي من يافا، وتغلب يعقوب سمارة من يافا على محمد العقاد من جمعية العمال العربية ، وتغلب رفيق توفيق من جمعية التهذيب والمساواة على محمود والي من يافا ، ومحمد الريس من يافا على ديب محمد من جمعية  التهذيب والمساواة.
[viii] صحيفة فلسطين 29 تشرين الأول 1946. تغلب من نادي الإخاء السادة محمد أبو حجر وشوقي أبو حجر وعبد المطلب رضا ويوسف معروف ومن نادي العمال السادة أحمد أبو السعود وخالد محمد حسين وقد أهدى الدكتور حقي مازين ميدالية ذهبية للسيد يوسف معروف لما أظهر من فن، كما أهدى المستر ويلز حكم المباراة ميدالية ذهبية أخرى للسيد أحمد السبع الذي أظهر فنا ولكن الحظ لم يساعده.
 

No comments:

Post a Comment