Saturday, February 15, 2014

فلسطين وكأس العالم 1934 و1938




عصام الخالدي

    بعد الاطلاع على المواقع الرياضية الفلسطينية والعربية والعالمية المختلفة حول مشاركة فلسطين في كأس العالم وجدت أنه من الجدير تصحيح الكثير من المعلومات الخاطئة التي يأتي بها لنا بعض الأشخاص غير المطلعين على الكثير من الحقائق التاريخية . تشير هذه المواقع إلى أن فلسطين شاركت في كأس العالم في عامي 1934 (تبارت مع مصر) و 1938 (مع اليونان).
      لم تتبار فلسطين العربية في عام 1934 مع مصر، إن الذين تباروا مع مصر هم الصهاينة الذين أرادوا أن يمثلوا فلسطين لتظهر "يهودية" أمام العالم ، كما أن تباري فلسطين الممثلة باليهود مع مصر، كان مع هذا البلد الشقيق الذي كان يخضع تحت الاستعمار البريطاني الذي (أي البريطاني) بدوره كان يسعى من أجل ربط الفرق الرياضية المصرية مع الفرق اليهودية في فلسطين. ونرى اليوم الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)   يكرر في أدبياته أن "فلسطين" لعبت مع مصر في عام 1934، غير ذاكراً طبيعة الصراع في فلسطين في ذلك الوقت.
      بالطبع يتبجح الإسرائيليون اليوم من خلال أدبياتهم بأن "أرض إسرائيل" شاركت بكأس العالم في عامي 1934 و 1938 وأنها لعبت خمس مباريات دولية حتى عام 1948. لقد كان هناك محاولة صهيونية جادة من أجل تهميش الرياضة العربية في فلسطين عن الساحة الرياضية فيها وفي المنطقة العربية وفي العالم. واستطاعت أن تنجح بذلك لولا تنبه الحركة الرياضية الفلسطينية وتأسيسها للاتحاد الرياضية الفلسطيني عام 1931 الذي كان تأسيسه بمثابة رد فعل للممارسات اليهودية على الساحة الرياضية من خلال تفردها بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم PFA التي تم تأسيسه عام 1928 بتنسيق عربي يهودي انجليزي، فقد رأى اليهود فيما بعد بهذا الاتحاد وسيلة عظيمة من أجل الظهور على الساحة الدولية، خاصة بعد انضمامه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في عام 1929، وقد تحقق سعيهم هذا بأن استطاعوا تمثيل فلسطين في بطولة كأس العالم في عامي 1934 و1938 حيث تبارى فريقهم مع مصر في 16 آذار عام 1934 مرتين الأولى في القاهرة وهزم واحد إلى سبعة أمام ثلاثة عشر ألف متفرج، والثانية في تل أبيب في 6 نيسان حيث هزم واحد إلى أربعة. أما مباريتيه في عام 1938 فكانت أمام الفريق اليوناني حيث هزم في كلا اللقائين. ولم يكن أي لاعب عربي ضمن فريق "فلسطين" ، بل كان معظم اعضاء الفريق من اليهود وبعض اللاعبين الانجليز.
    يجب عدم إلقاء اللوم كاملاً على مصر لتباريها مع "فلسطين" في كأس العالم وفي لقاءات كثيرة على مستوى الأندية مع الجانب اليهودي، فهي أي مصر وقعت فريسة للخداع والتلاعب الصهيوني . أيضا لم تصل الرياضة العربية في تلك الفترة لمستوى يؤهلها لكي يكون لها دور في جذب مصر إلى جانبها ومحاولتها توعية الجانب المصري بحقيقة الصراع مع الصهاينة على الساحة الرياضية. إن الذي كان مهيمن على الساحة الرياضية هو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم .  وكان يزاحمه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم  الذي استمر يعمل حتى نهاية الثلاثينيات وتوقف فيما بعد ليعيد تأسيسه عام ١٩٤٤ويستمر بالعمل حتى نهاية عام 1947. ومن المعلوم أن الفرق العربية كانت تأخذ السماح من الفيفا للتباري مع شقيقاتها الفرق العربية في البلدان العربية الشقيقة بعد اخذ الفيفا موافقة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم .
    أيضا كان اهتمام الأندية الرياضية منصباً في كثير من الأحيان على النشاط السياسي والنضال الوطني في مواجهة للخطر الصهيوني والانتداب البريطاني ، في نفس الوقت الذي كانت فيه الرياضة الصهيونية قد قطعت شوطاً كبيراً بفعل الدعم المالي والتنظيمي من قبل الوكالة اليهودية والإمكانات المستوردة من أوروبا والمساندة المعنوية والتسهيلات من قبل سلطات الانتداب بالإضافة إلى عشرات اللقاءات الكروية بين الجانبين – اليهودي والانجليزي التي عملت على تقوية الجانب اليهودي.
    ولا نستطيع أن نتجاهل عشرات اللقاءات الأخوية الفلسطينية المصرية التي كانت تعكس روح الأخوة بين البلدين. ولا ننس دعم الاتحاد الرياضي المصري للاتحاد الرياضي الفلسطيني بعد إعادة تأسيسه في أيلول عام 1944 ومساندته والاتحادات الرياضية العربية الأخرى للاتحاد الرياضي الفلسطيني ليصبح عضواً في الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) في عام 1946 بعد أن حاول الاتحاد الصهيوني أن يعزل الاتحاد الفلسطيني من أجل تمثيل فلسطين في هذا الاتحاد الدولي.
  







No comments:

Post a Comment